دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 جمادى الأولى 1439هـ/13-02-2018م, 07:21 PM
عائشة إبراهيم الزبيري عائشة إبراهيم الزبيري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 328
افتراضي

رسالة في تفسير قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب) سورة الفلق
الغاسق في اللغة فاعل من غَسَقَ: وهو من السيلان والانصباب أو الإظلام.
غَسَقَتْ عَيْنُهُ: دَمَعَتْ، وَقِيلَ: انصبَّت، وَقِيلَ: أَظلمت.
وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انْصَبَّ مِنَ الضَّرْع.
وغَسَقت السَّمَاءُ: انصبَّت وأَرَشَّتْ.
وغَسَق الجرحُ: أَيْ سَالَ مِنْهُ مَاءٌ أَصفر؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي الْغَاسِقِ بِمَعْنَى السَّائِلِ:
أَبْكِي لفَقْدِهمُ بعَينٍ ثَرَّة، ... تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق
أَيْ سَائِلٍ وَلَيْسَ مِنَ الظُّلْمَةِ فِي شَيْءٍ.
وغَسَق الليل: انْصَبَّ وأَظلم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: حِينَ غَسَق اللَّيْلُ عَلَى الظِّراب
أَيِ انْصَبَّ اللَّيْلُ عَلَى الْجِبَالِ وأظلم.

أما المراد بالغاسق في قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب) اختلف فيها اهل التفسير على أقوال:

القول الأول: الليل إذا دخل وأظلم، لقوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)، وعليه قال الشاعر:
إن هذا الليل قد غسقا واشتكيت الهم والأرقا
وقد نقل هذا القول عن ابن عباس والحسن ومحمد بن كعب القرظي ومجاهد والضحاك وخصيف وغيرهم من الصحابة والتابعين، ويدخل في هذا القول بأنه النهار إذا دخل في الليل.
وقد قال قتادة أنه: إذا ذهب، وقد قال ابن جرير الطبري عن هذا القول: (ولست أعرف ما قال قتادة في ذلك في كلام العرب ، بل المعروف من كلامها من معنى وقب : دخل.)
فأمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده أن يستعيذوا من شر الليل إذا أقبل لما يكون فيه من انتشار الشياطين ولأهل الفساد والأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية والسباع ويقل المغيث إلا الله سبحانه وتعالى.
وقيل: أطلق على الليل غاسق لأنه أبرد من النهار، وليس من الظلمة، نقل هذا القول عن الزجاج، وقد قال ابن القيم عن هذا القول: (ولا تنافي بين القولين. فإن الليل بارد مظلم. فمن ذكر برده فقط، أو ظلمته فقط: اقتصر على أحد وصفيه.
والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة. فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل. ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور: من شر الغاسق، الذي هو الظلمة. فناسب الوصف المستعاذ به المعنى المطلوب بالاستعاذة.)

القول الثاني: هو كوكب وقيل: ذلك الكوكب هو الثريا أي: النجوم، وقد أمر بالاستعاذة منها لما يكثر من الأسقام والطواعين عند وقوعها وترتفع عند طلوعها، وقد نقل هذا القول عن أبي هريرة وابن زيد وروي في هذا القول خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال ابن جرير الطبري: ولقائلي هذا القول علة من أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم . وهو ما حدثنا به نصر بن علي ، قال : ثنا بكار بن عبد الله بن أخي همام ، قال : ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال : " النجم الغاسق " .
وهذا الأثر ضعيف الإسناد، ف محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ضعيف الحديث، وقد قال ابن كثير رحمه الله في هذا الحديث: (وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم).

القول الثالث: هو القمر إذا كان آخر الشهر، وقد أمر بالإستعاذة منه لما يجيء بعده من السحر، فأهل الريب يتحينون غيبوبة القمر، قال الشاعر:
اراحني الله من أشياء أكرهها منها العجوز ومنها الكلب والقمر
هذا يبوح وهذا يستضاء به وهذه ضمرز قوامة السحر
والضمرز: الناقة المسنة والعجوز الغليظة، وعمدة هذا القول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ، ثم نظر إلى القمر ، ثم قال : "يا عائشة تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب ، وهذا غاسق إذا وقب" ، وللحديث روايات أخرى.
وقيل: المراد هو القمر إذا خسف ودخل في الخسوف، وقد ضعف ابن تيمية هذا القول فقال: (قال ابن قتيبة : ويقال الغاسق القمر إذا كسف واسود . ومعنى وقب دخل في الكسوف وهذا ضعيف فإن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعارض بقول غيره وهو لا يقول إلا الحق وهو لم يأمر عائشة بالاستعاذة منه عند كسوفه بل مع ظهوره وقد قال الله تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } فالقمر آية الليل .)

وقد رجح كثير من أهل التفسير القول الأول، وأدخلوا القول الثالث فيه، لأن القمر آية الليل وتابع له، ومنهم أدخل الثاني وهو النجوم كذلك، فهي لا تضيء إلا بالليل، وقد أعاد ابن جرير الطبري جميع الأقوال لأصلها اللغوي وجمع بينهم فالغاسق هو المظلم، فالليل مظلم، والقمر مظلم في أصله وعند غيابه آخر الشهر، والنجم إذا غاب مظلم.

وقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية نظرة أخرى في هذه المسالة فقد قوى شر القمر على شر الليل فكان الإستعاذة من شر القمر أقوى من شر الليل، قال بعد إيراده قوله تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) قال: (فالقمر آية الليل. وكذلك النجوم إنما تطلع فترى بالليل فأمره بالاستعاذة من ذلك، أمر بالاستعاذة من آية الليل ودليله وعلامته، والدليل مستلزم للمدلول، فإذا كان شر القمر موجودا فشر الليل موجود وللقمر من التأثير ما ليس لغيره فتكون الاستعاذة من الشر الحاصل عنه أقوى ويكون هذا كقوله عن المسجد المؤسس على التقوى : " هو مسجدي هذا " مع أن الآية تتناول مسجد قباء قطعا ).



المصادر:
1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) لابن جرير الطبري.
2. تفسير معالم التنزيل للبغوي.
3. تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
4. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
5. التفسير القيم لابن القيم.
6. تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطي.
7. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي.
8. زبدة التفسير لمحمد سليمان الأشقر.
9. كتاب لسان العرب لابن منظور.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 جمادى الأولى 1439هـ/14-02-2018م, 09:19 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقويم مجلس تطبيقات على دورة أساليب التفسير
- التقرير العلمي -


أحسنتم وفقكم الله وسددكم .
بداية؛ هذه الرسالة هي التجربة الأولى لحصيلة ما تعلّمتم، وبما أنّها أولى التطبيقات فلا ضير أن يكون الكثير من الملحوظات حولها ، فالمرء لا يولد عالما وإنما يخطو درجات نحو العلم وبالحرص على الإخلاص والدعاء والصبر يدرك منازل أهل العلم بإذن الله تعالى.

* ملحوظات عامّة.
1: ينبغي الإكثار من دراسة الرسائل التفسيرية وملاحظة طريقة العلماء في عرضهم للمسائل وكيف يأخذونها من مصادرها فيحرورنها ويعملون قواعد الترجيح فيما بينها ثمّ يصيغونها ويعرضونها بذكر إسنادها ومصادرها، فهذه الطريقة تفتح لكم آفاق واسعة في طريقكم للتفسير ، ولمزيد من البيان العملي لما ذكرت .


تأملوا هذا الأجزاء المقتبسة من رسالة فضيلة شيخنا - حفظه الله وبارك في علمه - في قوله تعالى :{يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم}.
o: طريقة تحرير المسائل:
في معرض تحرير مسألة جواب الاستفهام في الآية حيث قال حفظه الله:
اقتباس:
وأما جواب المسألة الثالثة فقد اختلف فيه على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنَّ الذي غرّه هو جهله، وروي هذا المعنى عن عمر وابن عباس وأبي موسى الأشعري والربيع بن خثيم والحسن البصري.
والقول الثاني: أنَّ الذي غرَّه هو الشيطان، وهذا قول قتادة رواه عنه ابن جرير بإسناد صحيح.
واستدلَّ له بقول الله تعالى: {وغركم بالله الغرور} أي خدعكم وجرأكم على عصيان الله الغَرورُ وهو الشيطان في أظهر الأقوال.

والقول الثالث: أنَّ الذي غرَّه هو كرم ربّه، وهذا القول نقل معناه عن الفضيل بن عياض ويحيى بن معاذ وأبي بكر الوراق، وذكر الماوردي ما في معناه احتمالاً، ثم ذكره ابن الجوزي من غير نسبة، ثم اشتهر هذا القول في كتب التفسير. <---- [ إسناد الأقوال وذكر مصادرها مع التحقق من نسبتها بالرجوع للمصادر الأصيلة .]

[فالقولان الأولان صحيحان متلازمان؛ فالشيطان هو مصدر التغرير، وجهل الإنسان هو منفذ الاغترار، وبه تسلط الشيطان على المغرور.

وأما القول الثالث فخطأ بيّن وهو معارض لمقصد الآية، لأنَّ كرم الله لا يغرُّ بل يوجب الشكر، وتذكّر العبد لكرم الله تعالى وتنزّهه عن النقائص والعيوب يحمله على خشيته والاستحياء منه، وإنما الذي يغر جهل الجاهل بما يجب أن يقابل به هذا الكرم، وعمايته عن العبر والآيات.] <---- [الترجيح بين الأقوال ]
وهذه الجزئية عند الأغلب منكم لم تُذكر ، مع أنّ هذه المهارة تم التطبيق عليها من خلال تفسير الآيات المقررة بشكل واسع .

o: توثيق المصادر.
اقتباس:
وأما جواب المسألة الثانية: فالاستفهام جامع لمعنى الإنكار والتوبيخ والتقريع، والقول في معنى الاستفهام فرع عن فهم دلالة الآية.
ولذلك كان مِنَ السلف مَن يَعِظُ بهذه الآية لما فهم منها من معنى الزجر، كما قال سعيد بن عبيد: رأيت سعيد بن جبير وهو يؤمّهم في رمضان يردد هذه الآية: {إذ الأغلال في أعناقهم}، {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك} يرددها مرتين أو ثلاثا). رواه عبد الرزاق.<--- التوثيق
وهنا أيضا كثير منكم فاته التوثيق .

o: الاستشهاد بأقوال المفسرين بما يبين المعنى من غير إفراط ولا تفريط.
اقتباس:
وقال ابن القيم في الجواب الكافي: (كاغترار بعض الجهال بقوله تعالى: {يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم} فيقول: كرمه، وقد يقول بعضهم: إنه لقَّن المغترَّ حجته!!
وهذا جهل قبيح، وإنما غرَّه بربه الغَرور، وهو الشيطان ونفسه الأمارة بالسوء وجهله وهواه، وأتى سبحانه بلفظ الكريم وهو السيد العظيم المطاع الذي لاينبغي الاغترار به ولا إهمال حقه؛ فوضع هذا المغتر الغرور فى غير موضعه واغتر بمن لا ينبغي الاغترار به)ا.هـ.<----- تنصيص الاستشهاد بقول المفسر .
ومن المهم بيانه أنّه من الخطأ نسخ قول المفسّر من غير تنصيص والإشارة إلى قائله ، فيظنّ القارئ أنها عبارات الكاتب نفسه ، وأيضا من الخطأ أن تكون الرسالة معتمدة على أقوال المفسرين بشكل كامل خالية من صياغة الكاتب ، فحينها تخرج عن مسمّى رسالة تفسيرية .

2: خلوّ الرسالة من أسلوب الكاتب وطريقة انتقاله بين المسائل التي يتطرق لبيانها تجعل الرسالة كأنها ملخص فقط، فيحول دون وصول الرسالة كما يراد .
لابأس إن وجد الطالب بداية صعوبة في التعبير وليعلم أنّها مرحلة مؤقتة ستزول بإذن الله إن عمل بالوصايا .

-----------------------------

- سارة عبدالله.ب
بارك الله في اجتهادك ووفقك.
1: رسالتك بسيطة لم تستوفي فيها التحرير الشامل للمسائل ،وإن أجدت في التطرق لأهم المسائل في الآيات إلا أنها بحاجة لمزيد من العناية ، فعند عرضكِ للمراد بالضحى اذكري خلاصة ما جمعتِ من الأقوال فيها وانظري فيما بينها فما توافق فاحصريهم في قول واحد وأسندي هذه الأقوال لقائليها ثمّ للمصدر الذي أخذتِ منه ، ولا يكفي عرضكِ للمراجع في الهامش مع إحسانكِ في ذلك.
2: أسندي أقوال المفسرين لأصحابها حتى لا يظنّ القارئ أنها أقوالك ،كما ذكرتِ هنا ( وأحسب أنّه من قولهم : ضحي فلان للشمس) فهذا قول ابن جرير ، ضعي علامة تنصيص على قوله.
3: لا يظهر أسلوبك جيدا في الرسالة لعل الاختصار الشديد والاعتماد على النقول أثّر في غيابه ، وإحسانه يأتي بكثرة قراءة أقوال أهل العلم والاطلاع على تفاسيرهم .
وصية:
تأملي النماذج جيدا وانظري طريقة التحرير للمسائل ، قسّمي الأنموذج الذي بين يديكِ لفقرات وانظري كيف يتناول المفسّر المسائل ،واحرصي على محاكاته فأنتِ في أول الطريق ، ومرة بعد مرة تكتسبين اطلاع أوسع ويصبح لكِ أسلوبك الخاص.
الموضوع فقط يحتاج للدعاء والصبر على الطلب .

- فاطمة إدريس شتوي.ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
1: الملحوظة الرئيسة هو الترتيب ؛ ولو بدأت ببيان أن هذه الآية هي أول ما نزل من القرآن على الراجح من أقوال العلماء ودليله…
وهذا القول قال به فلان وفلان…
وقد وردت أقوال أخرى في أول ما نزل من القرآن هي… . وتورديها باختصار لكان أفضل .
2: كان يحسن تقديم مسألة ما جاء في نزول هذه الآية ؛ وكذلك المعنى الإجمالي لو تصدرت رسالتك بذكره لكان أجود .
3: المسائل الأخيره ظهر التحرير فيها مختصرا ولم يوثق.

- للا حسناء الشنتوفي.ب+
أحسنتِ جدا في طريقة عرضك ومحاكاتكِ لبعض الرسائل ، كما أنّ السورة التي اخترتِ تناولها في الحديث تتضمن مسائل عدة بإمكانكِ الوقوف عليها بطريقة التقرير العلمي، ولو اعتنيتِ بالملحوظات التالية لكانت رسالتك قيّمة:
1: خلت رسالتك من المصادر الأصيلة كتفسير ابن جرير وابن أبي حاتم ، وهذا له الأثر الكبير على شمولك للأقوال والتحقق من صحة النسبة لها ، فللمراد بالكوثر أقوال أخرى ذكرها ابن عطية فاتتكِ.
2: فاتتكِ مسائل لا غنى عن التطرق لها كمعنى الكوثر في اللغة ، التفصيل في المراد بالنحر وتحريرها ونسبة الأقوال فيها لأنّ هذه الرسالة موضع لتحريرها الكامل ، كذلك مسألة فيمن نزل قوله تعالى : {إنّ شانئك هو الأبتر} يحسن تحريرها وليس الاقتصار على الإشارة لها في مطلع الرسالة .

- ابتسام الرعوجي.ب
أحسنتِ وفقكِ الله .
1: ابتدأت رسالتك بأسلوب التقرير العلمي ثم استرسلتِ ببيان الفوائد واللطائف من الآيات فكان الأسلوب الاستنتاجي أظهر ، مع غنى المصادر التي اعتمدتها .
2: تكررتِ لديكِ جملة (أقوال المفسرين ) ، ويحسن ذكر أسماء من اطلعتِ على تفاسيرهم.
3: تعبيرك عن الاطلاع على المصادر بعبارات (قرأت من تفسير كذا ؛ وفهمت من كلام المفسرين ؛ ...وغيرها على هذا النحو) يحسن أن توجهيها بأسلوب أفضل كونها رسالة مخاطبيها هم عموم طلاب علم؛ لمناقشة مسائل هذه الآية لا كونها ورقة عمل طالب تُعرض على أستاذه.
فمثلا :
قرأت في تفسير كذا وكذا .>>> نقول أورد الطبري مثلا في تفسيره ... .
وَمِمَّا فهمت من كلام المفسرين >>> أقول ويتضح من كلام المفسرين كذا وكذا .



- هيثم محمد .أ+
أحسنت نفع الله بك وسددك.
1: أحسنت في طريقة تحريرك للمسائل وعرضها ، لكن لو قدمت بين يدي رسالتك مقدمة تذكر فيها مناسبة الآية لما قبلها.
وأما عرضك للقراءات ليس شاملا ، فقد فاتتك قراءة ابن مسعود بالرفع ولام الجر (حمالة ٌللحطب)، كذلك قراءة أبو قلابة (حاملة).
2: عند تحريرك للأ قوال لم تذكر المفسرين الذين ذكروا هذه الأقوال.

- إجلال سعد علي مشرح.ج
بارك الله فيك ونفع بكِ، يظهر من رسالتك أنّها تلخيص مجمل للآية ،لم يتحقق فيه غرض كتابة الرسالة بأسلوب التقرير العلمي .
1: أمهات التفاسير مصادر لاغنى للطالب عنها فهي المرجع الأصلي لأقوال السلف ، وترككِ لها أثّر بشكل كبير على جودة الرسالة .
2: خلت رسالتك من الشواهد والآثار وأقوال المفسرين .
3: المسائل المتعلقة بعلوم الآية كأسباب النزول وبيان المقاصد لا بدّ من ذكرها مع مصادرها ، وإن فاتكِ عرضها لا تذكريها منفصلة بل ضعيها في موضعها من الرسالة وأعيدي إرسالها كاملة .

- رشا عطيّة اللبدي .ب
أحسنتِ بارك الله فيكِ وسددكِ.
1: قولك:[و إنما كان الاختلاف في مكان النزول تبعاً لسبب النزول . ] الصواب قولنا :الخلاف في سبب النزول يعود للخلاف على مكانه.
2: ذكرتِ قول القرطبي في مسألة تقديم خبر إنّ ضمن مسألة المراد بعداوة الأزواج وليس موضعها .
3: المراد بالعداوة على ثلاثة أقوال:
. أن يمنعوهم من الهجرة ، قاله ابن عبّاس.
. أن يكونوا سببا للمعاصي، قاله مجاهد .
. أن ينهوهم عن الإسلام، وهو قول قتادة .
وما ذكرته هو خلاصة أقوال المفسرين من هذه الأقوال .
4: رسالتك أقرب للتلخيص مع وضوح التقرير العلمي لبعض المسائل ، مع غياب صياغتك في تناول الرسالة والربط بين أجزائها .


زادكم الله علما ... ونفع بكم الأمة

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1439هـ/14-02-2018م, 08:18 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عائشة إبراهيم الزبيري مشاهدة المشاركة
رسالة في تفسير قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب) سورة الفلق
الغاسق في اللغة فاعل من غَسَقَ: وهو من السيلان والانصباب أو الإظلام.
غَسَقَتْ عَيْنُهُ: دَمَعَتْ، وَقِيلَ: انصبَّت، وَقِيلَ: أَظلمت.
وغَسَق اللبنُ غَسْقاً: انْصَبَّ مِنَ الضَّرْع.
وغَسَقت السَّمَاءُ: انصبَّت وأَرَشَّتْ.
وغَسَق الجرحُ: أَيْ سَالَ مِنْهُ مَاءٌ أَصفر؛ وأَنشد شَمِرٌ فِي الْغَاسِقِ بِمَعْنَى السَّائِلِ:
أَبْكِي لفَقْدِهمُ بعَينٍ ثَرَّة، ... تَجْري مَساربُها بعينٍ غاسِق
أَيْ سَائِلٍ وَلَيْسَ مِنَ الظُّلْمَةِ فِي شَيْءٍ.
وغَسَق الليل: انْصَبَّ وأَظلم؛ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ، رَضِيَ الله عنه: حِينَ غَسَق اللَّيْلُ عَلَى الظِّراب
أَيِ انْصَبَّ اللَّيْلُ عَلَى الْجِبَالِ وأظلم.

أما المراد بالغاسق في قوله تعالى: (ومن شر غاسق إذا وقب) اختلف فيها اهل التفسير على أقوال:

القول الأول: الليل إذا دخل وأظلم، لقوله تعالى: (أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل)، وعليه قال الشاعر:
إن هذا الليل قد غسقا واشتكيت الهم والأرقا
وقد نقل هذا القول عن ابن عباس والحسن ومحمد بن كعب القرظي ومجاهد والضحاك وخصيف وغيرهم من الصحابة والتابعين، ويدخل في هذا القول بأنه النهار إذا دخل في الليل.
وقد قال قتادة أنه: إذا ذهب، وقد قال ابن جرير الطبري عن هذا القول: (ولست أعرف ما قال قتادة في ذلك في كلام العرب ، بل المعروف من كلامها من معنى وقب : دخل.)
فأمر سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده أن يستعيذوا من شر الليل إذا أقبل لما يكون فيه من انتشار الشياطين ولأهل الفساد والأرواح الشريرة والحيوانات المؤذية والسباع ويقل المغيث إلا الله سبحانه وتعالى.
وقيل: أطلق على الليل غاسق لأنه أبرد من النهار، وليس من الظلمة، نقل هذا القول عن الزجاج، وقد قال ابن القيم عن هذا القول: (ولا تنافي بين القولين. فإن الليل بارد مظلم. فمن ذكر برده فقط، أو ظلمته فقط: اقتصر على أحد وصفيه.
والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة. فإن الشر الذي يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل. ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور: من شر الغاسق، الذي هو الظلمة. فناسب الوصف المستعاذ به المعنى المطلوب بالاستعاذة.)

القول الثاني: هو كوكب وقيل: ذلك الكوكب هو الثريا أي: النجوم، وقد أمر بالاستعاذة منها لما يكثر من الأسقام والطواعين عند وقوعها وترتفع عند طلوعها، وقد نقل هذا القول عن أبي هريرة وابن زيد وروي في هذا القول خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال ابن جرير الطبري: ولقائلي هذا القول علة من أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم . وهو ما حدثنا به نصر بن علي ، قال : ثنا بكار بن عبد الله بن أخي همام ، قال : ثنا محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ( ومن شر غاسق إذا وقب ) قال : " النجم الغاسق " .
وهذا الأثر ضعيف الإسناد، ف محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف ضعيف الحديث، وقد قال ابن كثير رحمه الله في هذا الحديث: (وهذا الحديث لا يصح رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم).

القول الثالث: هو القمر إذا كان آخر الشهر، وقد أمر بالإستعاذة منه لما يجيء بعده من السحر، فأهل الريب يتحينون غيبوبة القمر، قال الشاعر:
اراحني الله من أشياء أكرهها منها العجوز ومنها الكلب والقمر
هذا يبوح وهذا يستضاء به وهذه ضمرز قوامة السحر
والضمرز: الناقة المسنة والعجوز الغليظة، وعمدة هذا القول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قال ابن جرير: حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب ، عن خاله الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن عائشة قالت : أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ، ثم نظر إلى القمر ، ثم قال : "يا عائشة تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب ، وهذا غاسق إذا وقب" ، وللحديث روايات أخرى.
وقيل: المراد هو القمر إذا خسف ودخل في الخسوف، وقد ضعف ابن تيمية هذا القول فقال: (قال ابن قتيبة : ويقال الغاسق القمر إذا كسف واسود . ومعنى وقب دخل في الكسوف وهذا ضعيف فإن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعارض بقول غيره وهو لا يقول إلا الحق وهو لم يأمر عائشة بالاستعاذة منه عند كسوفه بل مع ظهوره وقد قال الله تعالى : { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } فالقمر آية الليل .)

وقد رجح كثير من أهل التفسير القول الأول، وأدخلوا القول الثالث فيه، لأن القمر آية الليل وتابع له، ومنهم أدخل الثاني وهو النجوم كذلك، فهي لا تضيء إلا بالليل، وقد أعاد ابن جرير الطبري جميع الأقوال لأصلها اللغوي وجمع بينهم فالغاسق هو المظلم، فالليل مظلم، والقمر مظلم في أصله وعند غيابه آخر الشهر، والنجم إذا غاب مظلم.

وقد كان لشيخ الإسلام ابن تيمية نظرة أخرى في هذه المسالة فقد قوى شر القمر على شر الليل فكان الإستعاذة من شر القمر أقوى من شر الليل، قال بعد إيراده قوله تعالى: (وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة) قال: (فالقمر آية الليل. وكذلك النجوم إنما تطلع فترى بالليل فأمره بالاستعاذة من ذلك، أمر بالاستعاذة من آية الليل ودليله وعلامته، والدليل مستلزم للمدلول، فإذا كان شر القمر موجودا فشر الليل موجود وللقمر من التأثير ما ليس لغيره فتكون الاستعاذة من الشر الحاصل عنه أقوى ويكون هذا كقوله عن المسجد المؤسس على التقوى : " هو مسجدي هذا " مع أن الآية تتناول مسجد قباء قطعا ).



المصادر:
1. جامع البيان عن تأويل آي القرآن (تفسير الطبري) لابن جرير الطبري.
2. تفسير معالم التنزيل للبغوي.
3. تفسير القرآن العظيم لابن كثير.
4. مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية.
5. التفسير القيم لابن القيم.
6. تفسير أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطي.
7. تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي.
8. زبدة التفسير لمحمد سليمان الأشقر.
9. كتاب لسان العرب لابن منظور.

أحسنتِ جدا في رسالتك وفقكِ الله وسددكِ ، وأجدتِ في تناولك لتحرير مسألة المراد بالغاسق، لكن مسألة معنى الوقوب مرتبطة بمسألة المراد بالغاسق فيينغي تناولها ، وسأحيلك على تفسير فضيلة الشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله تعالى لتنظري كيف تناول مسائل هذه الآية وتطلعي على مافاتكِ من مسائل ، ومحاولتك كمبتدئة مبشرة جدا زادكِ الله علما .
كان يحسن أن تختمي رسالتك بفائدة أو وصية بعد هذا البيان فيظهر أسلوبك بشكل أوضح.
http://afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=19399
الدرجة: أ+

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 12:29 AM
عبدالعزيز ارفاعي عبدالعزيز ارفاعي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي

رسالة تفسيرية في قوله تعالى ((فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن في هذه الآية خطة لحياة المسلم وضعها الله للنبي صلى الله عليه وسلم وهي :إذا فرغت من عمل دنيوي فانصب لعمل ديني والعكس,وفيها أعظم الحث للعبد المؤمن بالاشتغال بعبادة ربه جل وعلا, فالمؤمن لا عطلة له عن طاعة الله بل ينتقل من طاعة الى طاعة,ولا يضيع وقته في اللهو والغفلة والذهاب هنا وهناك ,قال السعدي رحمه الله "ولا تكنْ ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربِّهمْ وعن ذكرهِ، فتكونَ من الخاسرينَ"
, بل كلما فرغ العبد من أشغال الدنيا وطلب الرزق فيها ,قطع علائقها واتجه لربه بالعبادة والدعاء رغبة فيما عنده من الأجر والثواب وخوفا من العقوبة والعذاب وقد ورد في معنى قوله تعالى فانصب عدة أقوال:
1- إذا فرغت من صلاتك فانصب أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك, قاله ابن عباس وقتادة.واستدل بهذا القول من قال بمشروعية الدعاء عقب الصلوات المكتوبة
2- إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل ,قاله ابن مسعود
3- إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربك ,قاله الحسن وقتادة وزيد ابن أسلم والضحاك
4- إذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك ,قاله مجاهد ,وقال الجنيد إذا فرغت من أمر الخلق فاجتهد في عبادة الحق ,وفي رواية عن مجاهد: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك وهو موافق للقول الأول
5- إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ,قاله الكلبي .

6- والى ربك فارغب : أي اجعل نيتك ورغبتك لله عز وجل , قاله الثوري
فمن خلال أقوال السلف المذكورة يتضح أنها جميعا تتفق على أن المؤمن عليه الاشتغال بعبادة ربه في كل وقت وحين وأنه كلما سنحت له الفرصة فلا يتردد بل يجتهد ,وتعجب من بعض هذه الأقوال التي ترى أن العبد المؤمن إذا فرغ من العبادة الواجبة فعليه الإشتغال بالعبادة النافلة, ولا تتصور أن العبد المؤمن ينشغل بالدنيا عن الدين ,إذا هذه الآية نبراس للعالم والداعية والطالب والموظف ومن هو ملتزم بعمل ما أنه متى ما فرغ من ذلك العمل فعلية الانتصاب لربه والاجتهاد بالعبادة والدعاء ,فالعبادة والذكر والصلاة والدعاء هي زاد المؤمن الذي ليس له عنها غنى, وقد قال الله تعالى ((ولكم في رسول الله أسوة حسنة)) فهذا إمام المؤمنين وخير المرسلين يلبي هذا الخطاب الرباني فيقوم الليل حتى تتورم قدماه صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه مسلم ,عن عائشة رضي الله عنها قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حنى تتفطر رجلاه ,قالت عائشة يارسول الله تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ,قال :أفلا أكون عبدا شكورا)) فحلي بكل عبد مؤمن أن تكون هذه الآية هي منهجه وخطة حياته هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
المراجع
1- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
2- تفسير ابن كثير
3- تفسير السعدي
4- زبدة التفسير للأشقر
5- أيسر التفاسير لأبو بكر الجزائري
6- ليدبروا آياته إعداد اللجنة العلمية بمركز تدبر

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 رجب 1439هـ/17-03-2018م, 08:55 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالعزيز ارفاعي مشاهدة المشاركة
رسالة تفسيرية في قوله تعالى ((فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب))
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن في هذه الآية خطة لحياة المسلم وضعها الله للنبي صلى الله عليه وسلم وهي :إذا فرغت من عمل دنيوي فانصب لعمل ديني والعكس,وفيها أعظم الحث للعبد المؤمن بالاشتغال بعبادة ربه جل وعلا, فالمؤمن لا عطلة له عن طاعة الله بل ينتقل من طاعة الى طاعة,ولا يضيع وقته في اللهو والغفلة والذهاب هنا وهناك ,قال السعدي رحمه الله "ولا تكنْ ممن إذا فرغوا وتفرغوا لعبوا وأعرضوا عن ربِّهمْ وعن ذكرهِ، فتكونَ من الخاسرينَ"
, بل كلما فرغ العبد من أشغال الدنيا وطلب الرزق فيها ,قطع علائقها واتجه لربه بالعبادة والدعاء رغبة فيما عنده من الأجر والثواب وخوفا من العقوبة والعذاب وقد ورد في معنى قوله تعالى فانصب عدة أقوال:
1- إذا فرغت من صلاتك فانصب أي بالغ في الدعاء وسله حاجتك, قاله ابن عباس وقتادة.واستدل بهذا القول من قال بمشروعية الدعاء عقب الصلوات المكتوبة
2- إذا فرغت من الفرائض فانصب في قيام الليل ,قاله ابن مسعود
3- إذا فرغت من جهاد عدوك فانصب لعبادة ربك ,قاله الحسن وقتادة وزيد ابن أسلم والضحاك
4- إذا فرغت من دنياك فانصب في صلاتك ,قاله مجاهد ,وقال الجنيد إذا فرغت من أمر الخلق فاجتهد في عبادة الحق ,وفي رواية عن مجاهد: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك وهو موافق للقول الأول
5- إذا فرغت من تبليغ الرسالة فانصب أي استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات ,قاله الكلبي .

6- والى ربك فارغب : أي اجعل نيتك ورغبتك لله عز وجل , قاله الثوري
فمن خلال أقوال السلف المذكورة يتضح أنها جميعا تتفق على أن المؤمن عليه الاشتغال بعبادة ربه في كل وقت وحين وأنه كلما سنحت له الفرصة فلا يتردد بل يجتهد ,وتعجب من بعض هذه الأقوال التي ترى أن العبد المؤمن إذا فرغ من العبادة الواجبة فعليه الإشتغال بالعبادة النافلة, ولا تتصور أن العبد المؤمن ينشغل بالدنيا عن الدين ,إذا هذه الآية نبراس للعالم والداعية والطالب والموظف ومن هو ملتزم بعمل ما أنه متى ما فرغ من ذلك العمل فعلية الانتصاب لربه والاجتهاد بالعبادة والدعاء ,فالعبادة والذكر والصلاة والدعاء هي زاد المؤمن الذي ليس له عنها غنى, وقد قال الله تعالى ((ولكم في رسول الله أسوة حسنة)) فهذا إمام المؤمنين وخير المرسلين يلبي هذا الخطاب الرباني فيقوم الليل حتى تتورم قدماه صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي رواه مسلم ,عن عائشة رضي الله عنها قالت ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حنى تتفطر رجلاه ,قالت عائشة يارسول الله تصنع هذا وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ,قال :أفلا أكون عبدا شكورا)) فحلي بكل عبد مؤمن أن تكون هذه الآية هي منهجه وخطة حياته هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا إن الحمد لله رب العالمين
المراجع
1- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي
2- تفسير ابن كثير
3- تفسير السعدي
4- زبدة التفسير للأشقر
5- أيسر التفاسير لأبو بكر الجزائري
6- ليدبروا آياته إعداد اللجنة العلمية بمركز تدبر

أحسنت وفقك الله لكنك أوجزت كثيرا فلم تقف إلا على مسائل معدودة من الآية وفاتك مناسبة الآية لما قبلها وبيان المخاطب في الآية ومعنى الفراغ و النصب في اللغة والتقديم والتأخير في الآية وغير ذلك.
لابد أن تكون الرسالة مستوفية لمسائلها وفقك الله .
مع بيان أن أسلوبك حاضر في الرسالة نفع الله بك.
الدرجة : ج+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir