ملحوظات حول تقويم مجلس
تطبيقات على مهارة استخلاص مسائل التفسير من تفسير واحد
السلام عليكنّ ورحمة الله وبركاته .
حيّاكنّ الله :
أمّا بعد؛
كان لكنّ في هذا التطبيق اجتهادٌ طيب ومشكور، وقد أجدتنّ جميعا في استخلاص المسائل على تفاوت بينكنّ ، ونلفت عنايتكنّ أنّ هذه المهارة تتطور تدريجيا مع كثرة التطبيق ومراعاة الملحوظات المقدمة إليكنّ ، وستجدن بإذن الله سهولة في العمل عليها فما عليكنّ سوى الصبر على الطلب .
من أهم ما ييسر العمل على هذه المهارة هو تنظيم خطوات العمل ، وسأبيّن لكنّ هذه الخطوات المستفادة من تجارب الطلاب السابقين ، مما كان لها الأثر الكبير على أدائهم.
1: تحديد المطلوب .
عند معرفة المطلوب منّا بالتحديد ستتكون لدينا الصورة الأولية لما ينبغي استخراجه ، وهنا أشير إلى أنّ الغالب منكنّ في هذا التطبيق قد أتبع المسائل المستخرجة بكلام المفسّر ، وهذه الخطوة غير مطلوبة في هذا التطبيق ، وإنما يكفي عرض المسائل فقط .
ولعل البعض منكنّ قد ذكرها اتباعا لخطوات الدرس ،وإنما هي كانت لتوضيح استخراجها، والمطلوب هو ذكر المرحلة النهائية بعرض المسائل فقط ، وعليه نشكر لكنّ اجتهادكنّ .
2: القراءة المتأنية .
يظهر من خلال التطبيقات فوات العديد من المسائل لدى الغالب منكنّ ، وهذا مرجعه السرعة في القراءة وعدم التأني، فلا يكفي قراءة الجزء المطلوب من التفسير قراءة واحدة ، ويفضل قراءتها أكثر من مرة ، والوقوف على كل جملة ذكرها المفسّر ،ليتبين لنا المزيد من المسائل التي لربما اعتقدنا أنها مسألة واحدة وهي في الحقيقة تتضمن أكثر من مسألة .
3: فصل الآيات إن أمكن .
عند البدء باستخراج المسائل يحسن فصل الآيات عن بعضها ، لأن في هذه الخطوة يحصل بيان للمسائل أكثر وذكرها بالترتيب الموضوعي لها، فمثلا :
{حـمۤ (1) وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ (2)}
- المسائل:
• المقسم به.
• المقسم عليه .
• متعلق البيان.
- وهنا ملحوظة أنّ المفسّر رحمه الله تعالى لم يتطرق لتفسير {حم}.
{ إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3)}.
• مرجع الهاء ( أنزلناه )
• المراد بالليلة.
• معنى مباركة.
...
...
والمقصود بالترتيب أي ترتيب ذكرها في الآية فلا تتقدم مثلا مسألة معنى مباركة على مرجع الضمير ..,وهكذا .
4: بعد فصل الآيات نقرأ كل جملة ذكرها المفسّر ونجتهد في استخراج اسم المسألة وندونها كما بيّنت لكنّ في النقطة السابقة أسفل كل آية؛ من غير إضافة كلام المفسّر للمسائل .
5:أمّا بالنسبة لتسمية المسائل فهي مسألة اجتهادية يُراعى فيها :
- أن يكون اسم المسألة مختصر مع عدم الإخلال.
- شمولها لكلام المفسّر ، وذلك بأن يكون كلام المفسّر جواب لاسم المسألة .
- البعد ما أمكن عن صيغ الاستفهام في تسمية المسألة .
* ملحوظة :
كثيرا ما يختلط على الطالب الفرق بين المعنى والمراد، وهذا ما لمسناه في تطبيقاتكم ، ولمزيد من البيان .
- معنى اللفظة هو ما يتعلق بالمعنى اللغوي ، وهو ما يُذكر في المعاجم .
أمّا المراد فهو ما يتعلق بمعنى معروف لكن يختلف المقصود به من سياق لآخر ، وبالمثال يتضح المقال .
فمثلا :
[{ يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } أي: يفصل ويميز ويكتب كل أمر قدري وشرعي حكم الله به]
فُسِّرت لفظة يُفرق أي يفصل ويميز ، وهذا معروف أنّه المعنى في اللغة ،كا نقول الفرق بين شيئين : أي ما يفصل بينهما أو يميّز أحدهما عن الآخر .
فنقول:
- معنى يُفرق وليس المراد.
أمّا المراد فهو متعدد ويُقصد بنوع معيّن في السياق ،كما في لفظة أمر التي ذكرها المفسّر فبين القصد منها هنا هو الأمر القدري والشرعي .
فنقول :
- المراد بالأمر ، وليس معنى الأمر .
..............
مثال آخر :
[{ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ } أي: كثيرة الخير والبركة وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر].
ذكر المفسّر معنى مباركة لغة أي كثيرة الخير والبركة.
فنقول:
- معنى مباركة وليس المراد.
بينما المراد ذكره المفسّر في توضيح المقصود من الليلة فقال هي ليلة القدر لتميزها عن سائر الليالي.
فنقول:
- المراد بالليلة ، وليس معنى الليلة .
وأخيرا ..
فإنّ الحرص على اتباع هذه الخطوات يتحقق لنا بإذن الله الشمول والترتيب وحسن الصياغة للمسائل .
يسعدنا استقبال ملحوظاتكنّ واستفساراتكنّ حول ما يشكل لديكنّ.
فحيّاكنّ الله .