المجموعة الثالثة:
س1: ما معنى تسمية سورة الفاتحة بما يلي:
أ. أم القرآن.
من اسماء سورة الفاتحة الثابتة ودليل هذا الاسم ما ثبت في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم )
وفي معنى تسميتها بأم القران أقوال لأهل العلم يمكن إرجاعها الى قولين:
القول الأول :
سميت بذلك لتضمنها أصول معاني القرآن باعتبار أن ما تضمنته من المعاني جامع لما تضمنته سائر سوره ففيها حمد الله والثناء عليه وتمجيده وإفراده بالعبادة والاستعانة وسؤال الهداية التي من وفق لها فهو من الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين السائرين على الصراط المستقيم قد نجاه الله من سلوك سبيل الاشقياء من المغضوب عليهم ولا الضالين.
وهذا القول ذكره بمعناه جماعة من المفسرين.
القول الثاني :
سميت بذلك لتقدمها على سائر سور القران الكريم في القراءة في الصلاة وفي كتابة المصاحف والعرب تسمي المقدم أما لان ما يخلفه يؤمه فيبدأ بها كما يبدأ بالأصل.
وهذا القول ذكره بمعناه أبو عبيدة معمر بن المثنى غي مجاز القرآن والبخاري في صحيحه ثم ذكره جماعه من المفسرين بعد ذلك .
وقد قال ابن الجوزي في زاد المسير ( ومن اسمائها : أم القرآن وأم الكتاب لأنها أمت الكتب بالتقدم )
ب. سورة الصلاة.
وهذا الاسم ذكره الزمخشري والقرطبي وأبو حيان وابن كثير وابن حجر وغيرهم .
واختلف في سبب هذه التسمية على قولين :
القول الأول :
لأن الصلاة لا تجزئ إلا بها وهذا القول قال به الثعلبي والزمخشري والبيضاوي.
القول الثاني :
للحديث القدسي ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد ( الحمد لله رب العالمين ) قال الله تعالى : حمدني عبدي واذا قال : ( الرحمن الرحيم ) قال الله تعالى : أثنى على عبدي , واذا قال ( مالك يوم الدين ) قال الله تعالى : مجدني عبدي – وقال مرة فوض إلى عبدي – فإذا قال ( اياك نعبد وإياك نستعين ) قال : هذا بيني وبين عبدي , ولعبدي ما سأل , فإذا قال ( اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) قال : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) رواه مسلم , وقال بهذا القول النووي والقرطبي وابن كثير .
قال العلماء : المراد بالصلاة هنا الفاتحة , سميت بذلك لأنها لا تصح إلا بها كقوله صلى الله عليه وسلم ( الحج عرفه ).
وقد ذكر الشيخ عبدالعزيز الداخل وجه آخر لتسمية الفاتحة بالصلاة وهي أن الفاتحة صلة بين العبد وربه ويتحقق بها معنيا الصلاة :
فهي صلاة من العبد لربه باعتبار دعائه وثنائه على الله وتوجهه إلية.
وهي صلاة من الله على عبده باعتبار إجابة الله لعبده وذكره له ورحمته اياه واعطائه سؤله
س2: بيّن أنواع المتون التي تُروى بالأسانيد الضعيفة وما حكم كل نوع مع التمثيل.
إن ما يجب التنبه اليه عند ذكر الاحاديث الضعف سواء كان في المتون او الاسانيد وما يهمنا هنا هو انواع المتون التي تروى بالأسانيد الضعيفة فهي على ثلاث انواع :
النوع الاول :
متون صحيحة المعنى لا نكارة فيها , قد دلت عليها أدلة أخرى فيكون في الادلة الصحيحة ما يغنى عن الاستدلال بما روى بالأسانيد الضعيفة وقد تصحح بعض مرويات هذا النوع اذا كان الاسناد غير شديد الضعف .
مثال هذا النوع :
حديث عبادة بن الصامت مرفوعا ( أم القران عوض من غيرها وليس غيرها منها بعوض )
رواه الدارقطني والحاكم من طريق محمد بن خلاد الإسكندراني , ثنا أشهب بن عبدالعزيز , ثنا سفيان بن عيينه ,عن ابن شهاب , عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت .
قال الدار قطني ( تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينه )
ومحمد بن خلاد مختلف فيه ,وقد احترقت كتبه فصار يحدث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما ينكر عليه.
وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينه عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع عن عبادة بن الصامت بلفظ ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب )
فلعل ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
النوع الثاني :
ما يتوقف في معناه فلا ينفى ولا يثبت الا بدليل صحيح فمرويات هذا النوع ترد حكما لضعف اسنادها لكن لا يقتضي ذلك نفي المتن ولا اثباته الا ان يظهر لأحد أهل العلم وجه من أوجه الاستدلال المعتبرة فيخرج من هذا النوع ويحكم بنفيه او اثباته ومن لم يتبين له الحكم فيك علم ذلك الى الله تعالى .
مثال النوع الثاني :
حديث على بن هاشم عن ابيه عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : ( يا جابر , الا اخبرك بخير سورة نزلت في القرآن ؟ )
قال : قلت : بلى يا رسول الله.
قال : ( فاتحة الكتاب ) قال علي : أحسبه قال ( فيها شفاء من كل داء ) رواه البيهقي في شعب الايمان .
وأصل الحديث قد صح في مسند الامام احمد دون زيادة ( فيها شفاء من كل داء ) وقد انقلب اسم الصحابي على الراوي والصحيح هو عبدالله بن جابر البياضي كما في مسند الامام احمد .
النوع الثالث :
ما يكون في متنه نكارة او مخالفة لما صح من النصوص او مجازفة بكلام عظيم لا يحتمل من ضعفاء الرواة .
مثال النوع الثالث :
حديث عمران بن حصين مرفوعا : ( فاتحة الكتاب آية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فتصيبهم في ذلك اليوم عين إنس أو جن ) رواه الديلمي في مسند الفردوس كما في الدر المنثور وضعفه الالباني .
س3: بيّن أنواع الأقوال المنسوبة إلى المفسّرين.
مما ينبغي أن يعلمه طالب علم التفسير أن الاقوال المنسوبة الى المفسرين على نوعين :
النوع الأول :
أقوال منصوصة تدل بنصها على ما استدل بها عليه وهذه الاقوال يكون فيها الصحيح والضعيف من جهة الاسناد ومن جهة المتن .
النوع الثاني :
أقوال مستخرجة على اصحابها ,لم يقولو بنصها , لكنها فهمت من قصة وقعت لهم , أو من نص آخر على مسألة أخرى ,فهم من ذلك النص أنه يلزم منه أن يقول في هذه المسألة بكذا وكذا, أو بطرق أخرى من الاستخراج .
واستخراج أقوال على قسمين :
استخراج ظاهر :
لظهور الدلالة عليه لقول صاحبه مع ظهور التزامه به, فهذا النوع قد جرى عمل العلماء على نسبته ومع هذا فيفضل عند السعة ان يبين أنه قول مستخرج.
استخراج غير ظاهر :
اما لخفاء وجه الدلالة, او عدم ظهور وجه اللزوم او وجود نص آخر له يعارض هذا اللزوم وهذا القسم من الاستخراج لا يصح أن ينسب الى العالم القول بمقتضاه ,وقد تساهل في ذلك بعض المفسرين ومنهم من يستخرج القول فينقل عنه ويشيع .
س4: بيّن معاني (المثاني) في النصوص وكلام أهل العلم.
المثاني من اسماء سورة الفاتحة الثابتة الواردة في قوله تعالى ( ولقد اتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) وبتفسير الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة رضي الله عنهم للمراد بالسبع المثاني في هذه الآية أنه سورة الفاتحة.
لفظ المثاني يرد في النصوص وفي استعمال اهل العلم على ستة معاني, فهو اسم مشترك لمعان متعددة لا تعارض بينها واكثرها صحيح لا خلاف فيه ,وفي بعضها ما استخرج فهما لا نصا والسياق يحدد المعنى المراد :
المعنى الاول :
القرآن كله مثاني واستدل له بقوله تعالى : ( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم الى ذكر الله )
وقال حسان بن ثابت :
فمن للقوافي بعد حسان وابنه ومن للمثاني بعد زيد بن ثابت
ونسب هذا البيت لابنه عبدالرحمن
المعنى الثاني :
آيات سورة الفاتحة وبه فسر قوله تعالى : ( ولقد اتيناك سبعا من المثاني ) على احد الاقوال من تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم .
المعنى الثالث :
السور السبع الطوال , وبه فسرت الآية السابقة على احد الاقوال واختلف في تعيين اسماء السور السبع على نحو اربعة اقوال .
المعنى الرابع :
انها سور الربع الثالث من القران وهي ما بين المئين والمفصل على احد الاقوال في معنى حديث واثله بن الاسقع رضي الله عنه مرفوعا ( اعطيت السبع الطوال مكان التوراة ,واعطيت المئين مكان الانجيل, واعطيت المثاني مكان الزبور ,وفضلت بالمفصل ) رواه ابو عبيدة وابو داود الطيالسي واحمد وابن جرير وغيرهم من طريق قتادة عن ابي المليح عن واثله وهو حديث حسن ان شاء الله .
المعنى الخامس :
انها ما كانت آياتها دون المائة وليست من المفصل وهذا القول ذكره البيهقي في شعب الايمان, واستدل له بقول ابن عباس ( قلت لعثمان : ما حملكم على ان عمدتم الى الانفال وهي من المثاني والى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما ,ولم تكتبوا بينهما سطر ( بسم الله الرحمن الرحيم ) فوضعتموها في السبع الطوال ) رواه احمد وابو داود والترمذي والنسائي في الكبرى من طريق عوف الاعرابي عن يزيد الفارسي عن ابن عباس ويزيد الفارسي ذكره البخاري في الضعفاء وقال ابو زرعه : لا باس به.
المعنى السادس :
أنها انواع معاني القرآن, فهو أمر ونهي , وبشارة ونذارة ,وضرب وامثال , وتذكير بالنعم, وانباء .
وهذا القول روى معناه ابن جرير عن زياد بن ابي مريم في تفسير قوله تعالى : ( ولقد اتيناك سبعا من المثاني ) قال : ( اعطيتك سبعة أجزاء : مر ,وانه, وبشر , وانذر , واضرب الامثال , واعدد النعم , واتيتك نبأ القرآن ).
وتفسير الاية بهذا المعنى لا دليل عليه وهو مخالف لما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
س5: اذكر ثلاثا من صيغ الاستعاذة مع الاستدلال.
دلت الاثار والاحاديث ان الاختيار في صيغ الاستعاذة واسع لكن ينبغي ان يختار من الصيغ المأثورة وان لا يتخذ القارئ صيغه غير مأثورة لان الاصل الاتباع ومن صيغ الاستعاذه في الاحاديث المرفوعة :
• روى محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب ,عن ابي عبدالرحمن السلمي , عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول : ( اللهم اني اعوذ بك من الشيطان, من همزه ونفخه ونفثه ) رواه احمد وابن ابي شيبة وابو داوود وابن المنذر في الاوسط وغيرهم.
واما الاثار المروية عن الصحابة رضي الله عنهم
• ما رواه ابن جريج عن نافع , عن ابن عمر كان يتعوذ يقول : ( اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) أو ( أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ) رواه ابن ابي شيبة.
واما الاثار المروية عن بعض التابعين :
• ما رواه ايوب السختياني عن محمد بن سيرين أنه كان يتعوذ قبل قراءة فاتحة الكتاب وبعدها , ويقول في تعوذه :
( أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين ,وأعوذ بالله أن يحضرون ) رواه ابن ابي شيبة.
س6: اكتب رسالة في خمسة أسطر تتحدث فيها عن فضل سورة الفاتحة.
سورة الفاتحة سورة مباركة كثيرة الفضائل عظيمة القدر جليلة المعاني واسعة الهدايات قد احكمها الله غاية الاحكام وجعلها اعظم سورة في القران ومن الاحاديث الصحيحة في فضلها حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أم القران هي السبع المثاني والقران العظيم ) رواه البخاري, كما أن الصلاة لا تصح بمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب كما جاء في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) , كما ذكر المفسرون انها الشافية قاله الزمخشري والبيضاوي وابن كثير ولاريب ان القران كله شفاء وان سورة الفاتحة التي هي اعظم سورة في القران يكون لها النصيب الاكثر من هذا الشفاء .