دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #19  
قديم 28 محرم 1439هـ/18-10-2017م, 12:57 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

تلخيص تفسير قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (272)}

سبب نزول الآية :
ورد في سبب نزول الآية عدة أقوال :
الأول: أنه كان ناس من الأنصار لهم قرابات في بني قريظة والنضير، وكانوا لا يتصدقون عليهم رغبة منهم في أن يسلموا إذا احتاجوا، فنزلت الآية بسبب ذلك ، ذكره ابن عطية ونسبه إلى ابن عباس ، وذكر ابن كثير نحوه عن ابن عباس أيضًا، إلا أنه عمّ المشركين.
- سفيان، عن الأعمش، عن جعفر بن إياسٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: «كانوا يكرهون أن يرضخوا لأنسابهم من المشركين فسألوا، فرخّص لهم، فنزلت هذه الآية: {ليس عليك هداهم ولكنّ اللّه يهدي من يشاء وما تنفقوا من خيرٍ فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه اللّه وما تنفقوا من خيرٍ يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون}» ،رواه النسائي، وكذا رواه أبو حذيفة، وابن المبارك، وأبو أحمد الزّبيريّ، وأبو داود الحفري، عن سفيان -وهو الثّوريّ -به.
الثاني: أن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أرادت أن تصل جدها أبا قحافة، ثم امتنعت من ذلك لكونه كافرا، فنزلت الآية في ذلك، ذكره ابن عطية ، وأشار إليه ابن كثير.
الثالث: أن المسلمين كانوا يتصدقون على فقراء أهل الذمة فلما كثر فقراء المسلمين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تتصدقوا إلا على أهل دينكم»، فنزلت هذه الآية مبيحة للصدقة على من ليس من دين الإسلام ، ذكره ابن عطية عن سعيد بن جبير.
وذكر ابن كثير في نحوه عن ابن عباس.
عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «أنّه كان يأمر بألّا يتصدق إلّا على أهل الإسلام، حتّى نزلت هذه الآية: {ليس عليك هداهم} إلى آخرها، فأمر بالصّدقة بعدها على كلّ من سألك من كلّ دينٍ». رواه ابن أبي حاتم.
الرابع: أن النبي عليه السلام أتى بصدقات فجاءه يهودي فقال: أعطني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس لك في صدقة المسلمين من شيء»، فذهب اليهودي غير بعيد فنزلت الآية: {ليس عليك هداهم} فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه، ثم نسخ الله ذلك بآية {إنّما الصّدقات}[التوبة: 60] ، قاله النقاش ونقله عنه ابن عطية.

نسخ الآية :
زعم النقاش أن الآية منسوخة بقوله تعالى :{ إنما الصدقات للفقراء والمساكين .. } الآية، والمعنى أن الزكاة المفروضة لمن ذكرتهم الآية من المسلمين، وليس للمشركين فيها شيء.
قال ابن عطية: " وذكر النقاش: «أن النبي عليه السلام أتى بصدقات فجاءه يهودي فقال: أعطني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ليس لك في صدقة المسلمين من شيء»، فذهب اليهودي غير بعيد فنزلت الآية: {ليس عليك هداهم} فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاه، ثم نسخ الله ذلك بآية {إنّما الصّدقات}[التوبة: 60]» ".
والصواب أن النفقة المقصودة في الآية هي في نفقة التطوع وليست في الزكاة المفروضة، واله أعلم.


مقصد الآية :
بيان للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والأمة من بعدهم أنه ليس عليهم إلا البلاغ وأن التوفيق للهداية بأمر الله وحده، فليس لهم أن يمنعوا الصدقة عن فقراء المشركين وأهل الذمة رجاء أن يسلموا بل عليهم أن يتصدقوا عليهم مخلصين في ذلك لله وحده.

المخاطب في قوله : " ليس عليك هداهم " :
النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير.

مرجع الضمير في قوله : { هداهم }:

1: اليهود من بني قريظة والنضير.
2: فقراء أهل الذمة عمومًا.
3: ذوي القرابة من المشركين.
ذكرهم جميعًا ابن عطية، وأشار إلى الثالث ابن كثير.
وهذا الخلاف بحسب الخلاف في تحديد سبب نزول الآية ، ويظهر لي أن الآية تعمهم جميعًا، والله أعلم.

المقصود بالهداية في قوله : {هداهم } :
- هداية التوفيق ، قاله الزجاج، وابن عطية.

معنى قوله تعالى :{ ولكن الله يهدي من يشاء }:
الأول : ولو شاء الله لوفقهم للهداية ، قاله الزجاج وبنحوه قال ابن عطية.
الثاني: أن قوله: { ولكن الله يهدي من يشاء }، بمعنى ولو شاء لاضطرهم إلى الهداية كما قال تعالى : { إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين } ، قاله الزجاج ورده.

دلالة قوله تعالى :{ ولكن الله يهدي من يشاء } على إثبات المشيئة لله تعالى :
قال ابن عطية : " ثم أخبر تعالى أنه هو: يهدي من يشاء أي يرشده، وفي هذا رد على القدرية وطوائف المعتزلة".


المراد بالنفقة في الآية:
القول الأول : أنها صدقة التطوع، قاله ابن عطية ، وحجته أنه لا يجوز النفقة من زكاة المال المفروضة على غير مسلم، وحكى ابن المنذر الإجماع على ذلك.
قال ابن المنذر: «أجمع من أحفظ عنه من أهل العلم أن الذمي لا يعطى من زكاة الأموال شيئا، ثم ذكر جماعة ممن نص على ذلك، ولم يذكر خلافا» ذكره ابن عطية.
القول الثاني: أنها في الزكاة المفروضة ، قال المهدوي: «رخص للمسلمين أن يعطوا المشركين من قراباتهم من صدقة الفريضة بهذه الآية» ، ذكره ابن عطية ورده.

المراد بالخير في قوله تعالى :{ وما تنفقوا من خير فلأنفسكم }
الخير هنا هو المال، قاله ابن عطية.
وقال : " والخير في هذه الآية المال لأنه اقترن بذكر الإنفاق، فهذه القرينة تدل على أنه المال، ومتى لم يقترن بما يدل على أنه المال فلا يلزم أن يكون بمعنى المال، نحو قوله تعالى: {خيرٌ مستقرًّا}[الفرقان: 24] وقوله تعالى: {مثقال ذرّةٍ خيراً يره}[الزلزلة: 7] إلى غير ذلك، وهذا الذي قلناه تحرز من قول عكرمة: كل خير في كتاب الله فهو المال "

المراد بالنفقة للنفس:
- أن ثواب هذه النفقة يعود إليهم في الآخرة فيجازون عليها خيرًا، ولا يظلمون شيئًا، قاله ابن عطية.


معنى قوله تعالى:{ وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } :
القول الأول : أن الجملة بمعنى الخبر؛ ففيها إخبار من الله تعالى أن الصحابة لا ينفقون إلا ابتغاء وجه الله، فإن كانوا يراعون الإخلاص لوجهه في النفقة ، فلا يضرهم أين وقعت.
القول الثاني: أنها بمعنى الأمر، واشتراط الإخلاص لله في النفقة.

دلالة قوله تعالى :{ وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله } على فضل الصحابة:
على القول بأنها خبر؛ فقد تضمنت معنى الثناء على الصحابة بأنهم مخلصون لله عز وجل، قاله الزجاج وابن عطية.


دلالة ختام الآية بقوله :{ وما تنفقوا من خيرٍ يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون }
بيان أن المتصدق الذي يبتغي بنفقته وجه الله - عز وجل - فقد وقع أجره على الله ، وليس عليه إن وقعت صدقته في يد برٍ أو فاجر ، مسلم أو مشرك.
عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «قال رجلٌ: لأتصدّقنّ اللّيلة بصدقةٍ، فخرج بصدقته فوضعها في يد زانيةٍ، فأصبح النّاس يتحدّثون: تصدق على زانيةٍ! فقال: اللّهمّ لك الحمد على زانيةٍ، لأتصدّقنّ اللّيلة بصدقةٍ، فخرج بصدقته فوضعها في يد غنيٍّ، فأصبحوا يتحدّثون: تصدق اللّيلة على غني! فقال: اللّهمّ لك الحمد على غنيٍّ، لأتصدّقنّ اللّيلة بصدقةٍ، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارقٍ، فأصبحوا يتحدّثون: تصدق اللّيلة على سارقٍ! فقال: اللّهمّ لك الحمد على زانيةٍ، وعلى غنيٍّ، وعلى سارقٍ، فأتي فقيل له: أمّا صدقتك فقد قبلت؛ وأمّا الزّانية فلعلّها أن تستعفّ بها عن زناها، ولعلّ الغنيّ يعتبر فينفق ممّا أعطاه اللّه، ولعلّ السّارق أن يستعفّ بها عن سرقته» متفق عليه ، وذكره ابن كثير.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir