دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 07:40 PM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

بسم الله و الحمد لله و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد فهذا تفسير لآية مباركة من سورة الذاريات:"{ وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } * { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }.

*و في السماء رزقكم:
هذا الأسلوب يُسمَّى في البلاغة أسلوبَ قصر، بتقديم الجار والمجرور على المبتدأ، أي أن الرزق في السماء فقط لا في غيرها.
ذكره الشعراوي

*السماء لغة: سما الشيء يسمو و سموا أي ارتفع، و السماء سقف كل شيء و كل بيت من كتاب العين للخليل، و في لسان العرب السماء كل ما علاك فأطلك، و منه قيل لسقف البيت سماء.

* معاني الرزق متعددة:
أحدهما: ما ينزل من السماء من مطر وثلج ينبت به الزرع ويحيا به الخلق فهو رزق لهم من السماء، قاله سعيد بن جبير والضحاك.

الثاني: يعني أن من عند الله الذي في السماء رزقكم.

ويحتمل وجهاً ثالثاً: وفي السماء تقدير رزقكم وما قسمه لكم مكتوب في أم الكتاب.
هذا ذكره الماوردي في النكت و العيون

و أضاف الألوسي وجها رابعا لمعنى الرزق
فقال أن تقديره، أو أسباب رزقكم من النيرين (الشمس و القمر)والكواكب والمطالع / والمغارب التي تختلف بها الفصول التي هي مبادي الرزق إلى غير ذلك.

و هنا لمحة بيانية لتفسير هذه الآية و فيها وجهين:

فإن كان المعنى بالسماء السماء الدنيا كما دل عليه المفهوم اللغوي، فإن معنى الرزق هو كل ما ينتفع به الإنسان من مطر و كواكب و شمس و قمر و غيرها من الأرزاق التي في السماء التي لم يمكن للإنسان عقلها و لا عدها و التي أثبت العلم الحديث وجودها في الغلاف الجوي للسماء الدنيا.

و إن كان معنى السماء هي السماوات السبع فإن معنى الرزق هي ما قسمه الله و كتبه لنا في اللوح المحفوط من قبل أن نخلق.
وقد وردت قصص تدل على أن هذا الرأي هو الذي يتبادر إلى ذهن السامع، فمن ذلك ما ذكره غير واحد عن سفيان الثوري أنه قال: قرأ واصل الأحدب هذه الآية { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [الذاريات: 22] فقال: ألا أرى رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض، فدخل خربة يمكث ثلاثاً لا يصيب شيئاً، فلما أن كان في اليوم الثالث إذا هو بدوخلة من رطب، وكان له أخ أحسن منه نية، فدخل معه فصارتا دوخلتين، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرق بينهما الموت.

ومن ذلك أيضاً: ما ذكره الزمخشري في تفسير هذه الآية قال: وعن الأصمعي قال: أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له، فقال: ممن الرجل؟ قلت: من بني أصمع. قال: من أين أقبلت؟ قلت من موضع يتلى فيه كلام الرحمان. فقال: اتل علي فتلوت: والذاريات فلما بلغت قوله تعالى: { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } قال: حسبك فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى، فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت، فإذا أنا بالأعرابي قد نحل أصغر فسلم علي واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح، وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت{ فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }
[الذاريات: 23] فصاح وقال: يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف لم يصدقوه بقوله حتى الجؤوه إلى اليمين، قائلاً ثلاثاً، وخرجت معها نفسه انتهى.

و ما توعدون:
أحدها: من خير وشر، قاله مجاهد.
استدل على هذا لغويا بن عاشور في التحرير و التنوير فقال:
وفي إيثار صيغة { تُوعَدون } خصوصية من خصائص إعجاز القرآن، فإن هذه الصيغة صالحة لأن تكون مصوغة من الوعد فيكون وزن { توعدون } تفعلون مضارع وعَد مبنياً للنائب. وأصله قبل البناء للنائب تَعدون وأصله تَوْعَدُون، فلما بني للنائب ضُمّ حرف المضارعة فصارت الواو الساكنة مَدة مجانسة للضمة فصار: تُوعدون. وصالحة لأن تكون من الإيعاد ووَزنه تأفْعَلُون مثل تصريف أكرم يكرم وبذلك صار { توعدون } مثل تُكرمَون، فاحتملت للبشارة والإنذار.

الثاني: من جنة ونار، قاله الضحاك.
و قال الشنقيطي: { وَمَا تُوعَدُونَ } ، ما، في محل رفع عطف على قوله: { رِزْقُكُمْ } ، والمراد بما يوعدون، قال بعض أهل العلم: الجنة، لأن الجنة فوق السماوات، فإطلاق كونها في السماء إطلاق عربي صحيح، لأن العرب تطلق السماء على كل ما علاك كما قيل:
وقد يسمى سماء كل مرتفع وإنما الفضل حيث الشمس والقمر
ولما حكى النابغة الجعدي شعره المشهور، قال فيه:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال له صلى الله عليه وسلم: " إلى أين يا أبي ليلى " قال: إلى الجنة، قال: " نعم إن شاء الله ".


الثالث: من أمر الساعة، قاله الربيع.
و الدليل قوله تعالى:"{ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم }
[الدخان: 10، 11]. فإن ذلك الدخان كان في طبقات الجو كما تقدم في سورة الدخان.
ذكره بن عاشور

*"فورب السماء و الأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون"
فورب السماوات و الأرض: أقسم الله في أول السورة الذاريات ببعض مخلوقاته ثم أقسم قسما عظيما بنفسه الكريمة و أنه رب السماوات و الأرض قسما يدخل على نفوس سامعيها المهابة و الرهبة من عظمة الله عز و جل.
إنه لحق: قيل في الضمير "ه" في إنه، أقوال فقيل:
1-{ ما توعدون }[الذاريات: 22]. وهذا من ردّ العجز على المصدر لأنه رد على قوله أول السورة{ إن ما توعدون لصادق }و هذا قول بن عاشور.
2-على ما تقدم، فإما له أو للرزق، أو لله تعالى، أو للنبـي صلى الله عليه وسلم، أو للقرآن، أو للدين{ إِنَّ الدّينَ لَوَاقِعٌ }[الذاريات: 6] أو لليوم المذكور في{ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدّينِ }[الذاريات: أولجميع المذكور.
ذكره الألوسي
و تحتمل كل هذه الأقوال.

وقوله: { مثل ما أنكم تنطقون } زيادة تقرير بمثال محسوس و هي نطق السامعين، أي تيقن من أن هذا الأمر سيقع مثلما أنك تتكلم و تنطق أيها الإنسان
.و قال بن عاشور "وهذا نظير قولهم: كما أن قبلَ اليوم أمس، أو كما أن بعد اليوم غداً. وهو من التمثيل بالأمور المحسوسة، ومنه تمثيل سرعة الوصول لقرب المكان في قول زهير:
فهن ووادِي الرسّ كاليد للفم
وقولهم: مثل ما أنك ها هنا، وقولهم: كما أنك ترى وتسمع."

و في هذه نلتمس قوة البيان القرآني في تقرير الأمر بالأساليب العربية المتعددة المتنوعة من قسم و تأكيد و توكيد و مثال محسوس و غير ذلك، مما يفسر لنا عجز العرب أمام هذا القرآن العظيم رغم نبوغهم في علوم اللغة العربية.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 11:52 PM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

المراجع
جامع البيان للطبري
تفسير القرآن الكريم لابن كثير
النكت و العيون للماوردي
روح المعاني للألوسي
التحرير و التنويرلمحمد الطاهر بن عاشور
أضواء البيان في تفسير القرآن لمحمد أمين الشنقيطي
خواطر محمد متولي الشعراوي
معجم العين للخليل الفراهيدي
معجم لسان العرب لابن ناظور

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 ربيع الأول 1439هـ/21-11-2017م, 01:11 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زينب الجريدي مشاهدة المشاركة
بسم الله و الحمد لله و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين، أما بعد فهذا تفسير لآية مباركة من سورة الذاريات:"{ وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } * { فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }.

*و في السماء رزقكم:
هذا الأسلوب يُسمَّى في البلاغة أسلوبَ قصر، بتقديم الجار والمجرور على المبتدأ، أي أن الرزق في السماء فقط لا في غيرها.
ذكره الشعراوي

*السماء لغة: سما الشيء يسمو و سموا أي ارتفع، و السماء سقف كل شيء و كل بيت من كتاب العين للخليل، و في لسان العرب السماء كل ما علاك فأطلك، و منه قيل لسقف البيت سماء.

* معاني الرزق متعددة:
أحدهما: ما ينزل من السماء من مطر وثلج ينبت به الزرع ويحيا به الخلق فهو رزق لهم من السماء، قاله سعيد بن جبير والضحاك.

الثاني: يعني أن من عند الله الذي في السماء رزقكم.

ويحتمل وجهاً ثالثاً: وفي السماء تقدير رزقكم وما قسمه لكم مكتوب في أم الكتاب.
هذا ذكره الماوردي في النكت و العيون

و أضاف الألوسي وجها رابعا لمعنى الرزق
فقال أن تقديره، أو أسباب رزقكم من النيرين (الشمس و القمر)والكواكب والمطالع / والمغارب التي تختلف بها الفصول التي هي مبادي الرزق إلى غير ذلك.

و هنا لمحة بيانية لتفسير هذه الآية و فيها وجهين:

فإن كان المعنى بالسماء السماء الدنيا كما دل عليه المفهوم اللغوي، فإن معنى الرزق هو كل ما ينتفع به الإنسان من مطر و كواكب و شمس و قمر و غيرها من الأرزاق التي في السماء التي لم يمكن للإنسان عقلها و لا عدها و التي أثبت العلم الحديث وجودها في الغلاف الجوي للسماء الدنيا.

و إن كان معنى السماء هي السماوات السبع فإن معنى الرزق هي ما قسمه الله و كتبه لنا في اللوح المحفوط من قبل أن نخلق.
وقد وردت قصص تدل على أن هذا الرأي هو الذي يتبادر إلى ذهن السامع، فمن ذلك ما ذكره غير واحد عن سفيان الثوري أنه قال: قرأ واصل الأحدب هذه الآية { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } [الذاريات: 22] فقال: ألا أرى رزقي في السماء وأنا أطلبه في الأرض، فدخل خربة يمكث ثلاثاً لا يصيب شيئاً، فلما أن كان في اليوم الثالث إذا هو بدوخلة من رطب، وكان له أخ أحسن منه نية، فدخل معه فصارتا دوخلتين، فلم يزل ذلك دأبهما حتى فرق بينهما الموت.

ومن ذلك أيضاً: ما ذكره الزمخشري في تفسير هذه الآية قال: وعن الأصمعي قال: أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له، فقال: ممن الرجل؟ قلت: من بني أصمع. قال: من أين أقبلت؟ قلت من موضع يتلى فيه كلام الرحمان. فقال: اتل علي فتلوت: والذاريات فلما بلغت قوله تعالى: { وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزْقُكُمْ } قال: حسبك فقام إلى ناقته فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر، وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى، فلما حججت مع الرشيد طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق فالتفت، فإذا أنا بالأعرابي قد نحل أصغر فسلم علي واستقرأ السورة، فلما بلغت الآية صاح، وقال: قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً، ثم قال: وهل غير هذا؟ فقرأت{ فَوَرَبِّ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَآ أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ }
[الذاريات: 23] فصاح وقال: يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف لم يصدقوه بقوله حتى الجؤوه إلى اليمين، قائلاً ثلاثاً، وخرجت معها نفسه انتهى.

و ما توعدون:
أحدها: من خير وشر، قاله مجاهد.
استدل على هذا لغويا بن عاشور في التحرير و التنوير فقال:
وفي إيثار صيغة { تُوعَدون } خصوصية من خصائص إعجاز القرآن، فإن هذه الصيغة صالحة لأن تكون مصوغة من الوعد فيكون وزن { توعدون } تفعلون مضارع وعَد مبنياً للنائب. وأصله قبل البناء للنائب تَعدون وأصله تَوْعَدُون، فلما بني للنائب ضُمّ حرف المضارعة فصارت الواو الساكنة مَدة مجانسة للضمة فصار: تُوعدون. وصالحة لأن تكون من الإيعاد ووَزنه تأفْعَلُون مثل تصريف أكرم يكرم وبذلك صار { توعدون } مثل تُكرمَون، فاحتملت للبشارة والإنذار.

الثاني: من جنة ونار، قاله الضحاك.
و قال الشنقيطي: { وَمَا تُوعَدُونَ } ، ما، في محل رفع عطف على قوله: { رِزْقُكُمْ } ، والمراد بما يوعدون، قال بعض أهل العلم: الجنة، لأن الجنة فوق السماوات، فإطلاق كونها في السماء إطلاق عربي صحيح، لأن العرب تطلق السماء على كل ما علاك كما قيل:
وقد يسمى سماء كل مرتفع وإنما الفضل حيث الشمس والقمر
ولما حكى النابغة الجعدي شعره المشهور، قال فيه:
بلغنا السماء مجدنا وسناؤنا وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال له صلى الله عليه وسلم: " إلى أين يا أبي ليلى " قال: إلى الجنة، قال: " نعم إن شاء الله ".


الثالث: من أمر الساعة، قاله الربيع.
و الدليل قوله تعالى:"{ فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم }
[الدخان: 10، 11]. فإن ذلك الدخان كان في طبقات الجو كما تقدم في سورة الدخان.
ذكره بن عاشور

*"فورب السماء و الأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون"
فورب السماوات و الأرض: أقسم الله في أول السورة الذاريات ببعض مخلوقاته ثم أقسم قسما عظيما بنفسه الكريمة و أنه رب السماوات و الأرض قسما يدخل على نفوس سامعيها المهابة و الرهبة من عظمة الله عز و جل.
إنه لحق: قيل في الضمير "ه" في إنه، أقوال فقيل:
1-{ ما توعدون }[الذاريات: 22]. وهذا من ردّ العجز على المصدر لأنه رد على قوله أول السورة{ إن ما توعدون لصادق }و هذا قول بن عاشور.
2-على ما تقدم، فإما له أو للرزق، أو لله تعالى، أو للنبـي صلى الله عليه وسلم، أو للقرآن، أو للدين{ إِنَّ الدّينَ لَوَاقِعٌ }[الذاريات: 6] أو لليوم المذكور في{ أَيَّانَ يَوْمُ ٱلدّينِ }[الذاريات: أولجميع المذكور.
ذكره الألوسي
و تحتمل كل هذه الأقوال.

وقوله: { مثل ما أنكم تنطقون } زيادة تقرير بمثال محسوس و هي نطق السامعين، أي تيقن من أن هذا الأمر سيقع مثلما أنك تتكلم و تنطق أيها الإنسان
.و قال بن عاشور "وهذا نظير قولهم: كما أن قبلَ اليوم أمس، أو كما أن بعد اليوم غداً. وهو من التمثيل بالأمور المحسوسة، ومنه تمثيل سرعة الوصول لقرب المكان في قول زهير:
فهن ووادِي الرسّ كاليد للفم
وقولهم: مثل ما أنك ها هنا، وقولهم: كما أنك ترى وتسمع."

و في هذه نلتمس قوة البيان القرآني في تقرير الأمر بالأساليب العربية المتعددة المتنوعة من قسم و تأكيد و توكيد و مثال محسوس و غير ذلك، مما يفسر لنا عجز العرب أمام هذا القرآن العظيم رغم نبوغهم في علوم اللغة العربية.



أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

الملحوظة الرئيسة على رسالتك هي كثرة الاعتماد على النسخ من تفاسير الأئمة، ونحنُ نريد تنمية مهارة الكتابة لدى الطالب إذ هو مفسر الغد بإذن الله، فينبغى أن يكون لديكِ أسلوبكِ الخاص، فاجمعي ما شاء الله لكِ أن تجمعيه من عبارات الأئمة واجعليها في مسودة رسالتك، ثم اكتبي بأسلوبكِ أنتِ الرسالة مستخدمة الأسلوب المطلوب واستشهدي فقط في مواضع الاستشهاد، مثل الاستشهاد بحديث أو أثر، أو الاستدلال على قاعدة لغوية بما توفر لكِ من شعر العرب.



الملحوظة الأخرى : في بعض المواضع بينتِ نوع الأسلوب لكن لم تبيني أثره على المعنى، مثل فائدة تقديم الجار والمجرور على المبتدأ في قوله تعالى :{ وفي السماء رزقكم }، والمطلوب بيان أثره على المعنى ووجه البلاغة فيه.
- احرصي على عزو الأحاديث والآثار التي توردينها وبيان الحكم عليها من حيث الصحة والضعف.

- بعض المسائل التي قمتِ بتحرير الأقوال فيها هي في الحقيقة لا خلاف فيها، وكان الأولى هنا - إذ المقام ليس مقام تقرير علمي وإنما بياني - تفسيرها بما يظهر ترابط الأقوال.
فالأقوال في بيان نائب الفاعل للفعل " توعدون " هي في الحقيقة واحد، لذا كان من الممكن الانطلاق من قول ابن عاشور في بيان بلاغة استخدام هذا الفعل خاصة للقول بأن هذا الخير يمكن أن يكون الجنة والشر يمكن أن يكون النار، وأن هذا من باب ضرب المثال ، لبيان ما يجري من أمور عند قيام الساعة. ..


التقويم : د+

أرجو - إن أمكنكِ - إعادة النظر في الرسالة وصياغتها، فهي رسالة قيمة ، ونحن كأمة بحاجة لعقل معاني هاتين الآيتين وتطبيقهما في حياتنا.

وفقكِ الله وسددكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir