بسم الله الرحمن الرحيم
أسئلة اليوم الثاني:
س1: ما مناسبة باب (من جحد شيئا من الأسماء والصفات) لكتاب التوحيد؟
فمناسبة هذا الأثر لهذا الباب
أنَّ من أسباب جحد الأسماء والصفات:
- أن يُحدِّث المرء الناس بما لا يعقلونه من الأسماء والصفات.
لأن الناس عندهم إيمان إجمالي بالأسماء والصفات يصح معه توحيدهم، وإيمانهم، وإسلامهم؛ فالدخول في تفاصيل ذلك غير مناسب، إلا إذا كان المخاطَب يعقل ذلك ويعيه، وهذه ليست بحالة أكثر الناس.
ولهذا الإمام مالك -رحمه الله- لمّا حُدِّث عنده بحديث الصورة فنهى المتحدث بذلك؛ لأن العامة لا يحسنون فهم مثل هذه المباحث.
وهكذا في بعض المسائل في الأسماء والصفات لا تناسب العامة، فقد يكون سبب الجحد: أنْ حدثت من لا يعقل البحث، فيؤول به ذلك ـ وهو أن البحث فوق عقله، وفوق مستواه، وفوق ما تقدمه من العلم - أن يؤدي به ذلك إلى أنْ يجحد شيئاً من العلم بالله جل وعلا، أو أن يجحد شيئاً من الأسماء والصفات.
فالواجب على المسلم، وخاصة طالب العلم: أنْ لا يجعل الناس يكذِّبون شيئاً مما قاله الله جل وعلا، أو أخبر به رسوله صلى الله عليه وسلم.