دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > مكتبة علوم الحديث الشريف > جامع متون الأحاديث > إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 جمادى الأولى 1431هـ/9-05-2010م, 07:41 PM
علي بن عمر علي بن عمر غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1,654
افتراضي كتاب الطهارة

كتاب الطهارة
1- باب المياه
416- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا قيسٌ، عن طريف بن سفيان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيدٍ، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأتينا على غديرٍ فيه جيفةٌ، فتوضّأ بعض القوم، وأمسك بعض القوم، حتّى يجيء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فجاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أخريات النّاس، فقال: توضّؤوا واشربوا، فإنّ الماء لا ينجّسه شيءٌ.
قلت: رواه أبو داود، والنّسائيّ، والتّرمذيّ بغير هذا اللّفظ، وقال: حديثٌ حسنٌ.
417- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عيسى، حدّثنا الأحوص بن حكيمٍ، عن راشد بن سعدٍ، قال: إنّ الماء لا ينجّسه شيءٌ إلاّ ما غلب ريحه أو طعمه.
418- قال: وحدّثنا إسماعيل، حدّثنا عوفٌ، حدّثني شيخٌ كان يقصّ علينا في مسجد الأشياخ قبل وقعة ابن الأشعث، قال: بلغني أنّ أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كانوا في مسيرٍ، فانتهوا إلى غديرٍ في ناحيةٍ منه جيفةٌ، فأمسكوا عنه، حتّى جاءهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: يا رسول الله، هذا الغدير في ناحيةٍ منه جيفةٌ! فقال: اسقوا واستقوا، فإنّ الماء يحلّ، ولا يحرم.
419- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن يحيى بن سعيدٍ الأنصاريّ، حدّثنا عبد الله بن المغيرة، عن رجلٍ من بني مدلجٍ، أنّ رجلاً منهم، قال: يا رسول الله، إنّا نركب أرماثًا في البحر، فنحمل معنا الماء للشفه، فإن توضّأنا بمائنا عطشنا، وإن توضّأنا بماء البحر، كان في أنفسنا منه شيءٌ! فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: هو الطّهور ماؤه الحلّ ميتته.
419/2- قال: وحدّثنا حمّادٌ، عن يحيى بن سعيدٍ... فذكره.
419/3- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكنانيّ، عن بعض بني مدلجٍ، أنّهم كانوا يركبون الأرماث في البحر للصّيد، ويحملون معهم ماءً للشفه فتدركهم الصّلاة، وهم في البحر، فذكروا ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: إن نتوضّأ بمائنا عطشنا... فذكره.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، عبد الله بن المغيرة أرسل هذا الحديث، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد رجال الصّحيح.
419/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، أنبأنا يحيى، عن عبد الله بن المغيرة بن أبي بردة الكنانيّ، أنّه أخبره أنّ بعض بني مدلجٍ أخبره أنّهم كانوا يركبون البحر... فذكره.
420- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن عبيد الله بن عمر، عن عمرو بن دينار، عن أبي الطفيل قال: سئل أبو بكر عن ميتة البحر؟ فقال: هو الطهور ماؤه الحل ميتته.
قلت: وهكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه من طريق عبد الرحيم، عن عبيد الله بن عمر به.
وكذا رواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق عبد الله بن نمير، عن عبيد الله... فذكره.
421- وقال مسدّدٌ: وحدّثنا عبد الوارث، عن يونس، عن الحسن أنه كان لا يرى بأسًا أن يتوضأ بالماء الذي تروث فيه الدواب وتبول.
422- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو معمرٍ، حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الماء لا ينجّسه شيءٌ.
422/2- قلت: رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى... فذكره.
423- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا الحمّانيّ، حدّثنا شريكٌ، عن المقدام بن شريحٍ، عن أبيه، عن عائشة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: الماء لا ينجّسه شيءٌ.
423/2- ورواه أبو بكرٍ البزّار في مسنده: حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا شريكٌ... فذكره.
قال البزّار: لا نعلمه رواه إلاّ شريكٌ.
قلت: قوله لا نعلمه رواه إلاّ شريكٌ - يعني: مرفوعًا - وإلاّ فقد رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده موقوفًا موقوفا.
423/3- فقال حدّثنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، حدّثنا يزيد الرشك، عن معاذة قالت: سألت عائشة عن الغسل من الجنابة، فقالت: إن الماء لا ينجسه شيء.
424- وقال الحميديّ: حدّثنا سفيان، عن مسعرٍ، عن عبد الجبّار بن وائلٍ، عن أبيه، قال: أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بدلوٍ من ماء زمزم، فشرب ثمّ توضّأ، ثمّ مجّه في الدّلو مسكًا - أو أطيب من المسك - واستنثر خارجًا من الدّلو.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
425- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عليّ بن هاشمٍ، عن ابن أبي ليلى، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال: كنّا نستحبّ أن نأخذ من ماء الغدير، ونغتسل به في ناحيةٍ، وقال نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يبال في الماء الرّاكد.
425/2- رواه أحمد بن منيعٍ: عن هشيمٌ، عن ابن أبي ليلى... فذكره.
426- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدّثنا قتادة، عن كريب، عن ابن عباس في الوضوء من ماء البحر، قال: هما البحران، لا يضرك بأيهما بدأت.
هذا إسناد رجاله ثقات.
2- باب منع التطهير بالنبيذ
427- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا أبي، عن أبي فزارة، عن أبي زيدٍ مولى عمرو بن حريثٍ، عن عبد الله بن مسعودٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال له ليلة الجنّ: هل عندك طهورٌ؟ قال: لا، إلاّ شيء من نبيذٍ في إداوةٍ، فقال: هذه تمرةٌ طيّبةٌ، وماءٌ طهورٌ.
427/2- قلت: رواه أبو داود في سننه بلفظ: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة الجنّ: ما في إداوتك - أو ركوتك؟ - قلت: نبيذٌ، قال: ثمرةٌ طيّبةٌ وماءٌ طهورٌ.
وكذا رواه التّرمذيّ، وزاد فتوضّأ منه.
ورواه البيهقيّ في سننه من طريق أبي فزارة، به... فذكره مطوّلاً جدًّا.
وأحمد بن حنبلٍ، وسيأتي في علامة النّبوّة في باب: اختصام الجنّ.
قال البيهقيّ: قال البخاريّ: أبو زيدٍ هذا مجهولٌ، لا يعرف بصحبة عبد الله بن مسعودٍ.
وقال التّرمذيّ: إنّما روى هذا الحديث عن أبي زيدٍ، عن عبد الله، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأبو زيدٍ رجلٌ مجهولٌ عند أهل الحديث، لا يعرف له كثير روايةٍ غير هذا الحديث.
قال: وقد رأى بعض أهل العلم الوضوء بالنّبيذ، منهم: سفيان، وغيره وقال بعض أهل العلم: لا يتوضّأ بالنّبيذ، وهو قول الشّافعيّ، وأحمد، وإسحاق. وقال إسحاق: إن ابتلي رجلٌ بهذا، فتوضّأ بالنّبيذ وتيمّم أحبّ إليّ.
قال التّرمذيّ: وقول من يقول: لا يتوضّأ بالنّبيذ أقرب إلى الكتاب، وأشبه لأنّ الله - تعالى - قال: {فلم تجدوا ماءً فتيمّموا صعيدًا طيّبًا}.
428- قال أبو يعلى الموصلي: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا الوليد بن مسلم: حدثني الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، قال: النبيذ وضوء إذا لم تجد غيره. قال الأوزاعي: إذا كان مسكرا فلا يتوضأ به.
428/2- قلت: رواه البيهقي في سننه: أنبا أبو سعدٍ المالينيّ، أنبأنا أبو أحمد بن عديٍّ الحافظ، حدّثنا أحمد بن عبد الله، حدّثنا يوسف بن بحرٍ، حدّثنا المسيّب بن واضحٍ، حدّثنا مبشّر بن إسماعيل، عن الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: النّبيذ وضوءٌ لمن لم يجد الماء.
428/3- قال أبو أحمد: حدّثنا محمّد بن تمّامٍ، حدّثنا المسيّب بن واضحٍ... فذكره بإسناده مثله موقوفًا.
قال البيهقيّ: هذا حديثٌ مختلفٌ فيه على المسيّب بن واضحٍ، وهو واهمٌ فيه في موضعين: في ذكر ابن عبّاسٍ، وفي ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والمحفوظ أنّه من قول عكرمة غير مرفوعٍ كذلك رواه هقل والوليد بن مسلمٍ، عن الأوزاعيّ، وكذلك رواه شيبان النّحويّ، وعليّ بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عكرمة.
وكان المسيب - يرحمنا الله وإياه - كثير الوهم.
ورواه عبد الله بن محرر، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، من قول ابن عبّاسٍ، وعبد الله بن محرّرٍ متروكٌ.
وروي بإسنادٍ ضعيفٍ، عن أبان بن أبي عيّاشٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، مرفوعًا، وأبانٌ متروكٌ.
قال الدّارقطنيّ: المحفوظ أنّه رأي عكرمة غير مرفوعٍ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولا إلى ابن عبّاسٍ.
3- باب الإبعاد والتبوء لقضاء الحاجة
429- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثني أبو بكرٍ الرّماديّ، حدّثنا ابن أبي مريم، حدّثنا نافعٌ - يعني: ابن عمر - عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يذهب لحاجته إلى المغمس.
قال نافعٌ: نحو ميلين من مكّة.
430- قال: وحدّثنا محمّد بن بكّارٍ، حدّثنا يوسف بن عطيّة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن أنسٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا انطلق لحاجته تباعد، حتّى لا يراه أحدٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ: عطاء بن أبي ميمونة ضعّفه ابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، وأبو زرعة، والبخاريّ، وأبو داود، والنّسائيّ، والعجليّ، وابن المدينيّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم.
له شاهدٌ من حديث المغيرة بن شعبة، رواه أبو داود، والنّسائيّ، والتّرمذيّ. ورواه أبو داود في سننه من حديث جابر بن عبد الله.
431- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا سفيان، عن محمّد بن أبي حرملة، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: دفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عرفة، فأردف أسامة، فلمّا بلغ الشّعب، نزل فبال ولم يقل: أهراق الماء.
431/2- قال: وأنبأنا سفيان، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريبٍ... فذكر نحوه.
سنده صحيحٌ.
432- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن إسحاق، حدّثنا سعيد بن زيدٍ، عن واصلٍ مولى أبي عيينة، عن يحيى بن عبيدٍ، عن أبيه، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يتبوّأ لبوله كما يتبوّأ لمنزله.
433- قال: وحدّثنا الحكم بن موسى، حدّثنا الوليد، عن الوليد بن سليمان بن أبي السّائب، عن طلحة بن أبي قنانٍ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان إذا أراد أن يتبوّأ، فوافى عزازًا من الأرض، أخذ عودًا، فنكت به في الأرض حتّى يثير التّراب، ثمّ يتبوّأ فيه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لتدليس الوليد بن مسلمٍ.
4- باب مايستر به من أعين الجن ورد السلام بعد قضاء الحاجة والنهي عن استقبال القبلة واستدبارها والاستجمار بالعظم والبعر وأن يستنجي الرجل بيمينه
434- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، حدّثنا محمّد بن الفضل بن عطيّة، عن زيدٍ العميّ، عن جعفرٍ العبديّ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: ستر بين أعين الجنّ وبين عواري بني آدم، إذا وضع الرّجل ثوبه، قال: بسم الله.
قلت: زيدٌ العميّ ضعيفٌ، رواه الطّبرانيّ في كتاب الدّعاء من طريق زيدٍ العميّ، عن أنسٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
435- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن محمّد بن المنكدر، عن رجلٍ، عن حنظلة بن الرّاهب الأنصاريّ، أنّ رجلاً سلّم على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم يردّ عليه حتّى تمسّح، وقال: لم يمنعني أن أردّ عليك إلاّ أنّي لم أكن متوضّئًا، أو قال: لم يردّ عليه حتّى تمسّح وردّ عليه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لجهالة التّابعيّ.
436- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريجٍ، أخبرني عبد الكريم بن أبي المخارق، أنّ الوليد بن مالك بن عبد القيس، أخبره أنّ محمّد بن قيسٍ مولى سهل بن حنيفٍ - من بني ساعدة - أخبره أنّ سهلاً أخبره، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بعثه، فقال: أنت رسولي إلى أهل مكّة فقال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرسلني يقرأ عليكم السّلام، ويأمركم بثلاثٍ: لا تحلفوا بغير الله، وإذا تخلّيتم فلا تستقبلوا القبلة، ولا تستدبروها، ولا تستنجوا بعظمٍ، ولا بعرٍ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الكريم بن أبي المخارق.
436/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا روحٌ... فذكره.
436/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عمرو بن الضّحّاك بن مخلدٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا ابن جريجٍ... فذكره.
436/4- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ... فذكره.
437- قال أبو يعلى: وحدّثنا القواريريّ، حدّثنا يوسف بن خالدٍ، حدّثني عمرو بن سفيان بن أبي البكرات، عن محفوظ بن علقمة، عن الحضرميّ - وكان من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم - أنّ أعرابيًّا لقي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يستفتيه في الغائط، قال: لا تستقبل القبلة، ولا تستدبرها إذا استنجيت قال: يا رسول الله كيف أصنع؟: قال: اعترض بحجرين وضمّن الثّالث.
438- قال: وحدّثنا بندارٌ، حدّثنا عبد الكبير بن عبد المجيد، حدّثنا عبد الله بن نافعٍ، عن أبيه، عن أسامة بن زيدٍ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى أن تستقبل القبلة بغائطٍ أو بولٍ.
438/2- قال: وحدّثنا الرّفاعيّ، حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، حدّثنا عبد الله بن نافعٍ، أنّ أسامة بن زيدٍ أخبره، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا تستقبلوا القبلة بغائطٍ أو بولٍ.
قلت: مدار إسناد حديث أسامة، على عبد الله بن نافعٍ مولى ابن عمر وقد ضعّفوه، ضعّفه: ابن معينٍ، وابن المدينيّ، وأبو حاتمٍ، والبخاريّ، والنّسائيّ، وابن عديٍّ، وغيرهم.
قلت: له شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما من حديث أبي أيّوب الأنصاريّ، وأبي هريرة، ورواه أبو داود، والتّرمذيّ من حديث جابر بن عبد الله.
439- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الوارث، عن أيّوب، عن نافعٍ، عن رجلٍ، عن أبيه، قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن تستقبل القبلة بغائطٍ أو بولٍ.
439/2- رواه أحمد بن حنبلٍ وأبو بكر بن أبي شيبة، قالا: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيّوب، عن نافعٍ، عن رجلٍ من الأنصار، عن أبيه، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
440- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا القواريريّ، حدّثنا يوسف بن خالدٍ، حدّثني عمرو بن سفيان بن أبي البكرات، عن محفوظ بن علقمة، عن الحضرميّ - وكان من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم -: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى أن يستنجي الرّجل بيمينه.
وله شاهدٌ من حديث سلمان الفارسيّ، رواه مالكٌ في الموطّأ، والبخاريّ في صحيحه من حديثٍ أبي قتادة.
5- باب البول قائما وصفة قضي الحاجة
441- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن عمران بن حدير، عن رجل من أخوال المحرر بن أبي هريرة: أنه رأى أبا هريرة بال قائماً وعليه موردتان، فدعا بماء فغسل ما هنالك.
هذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة تابعيه.
442- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، حدّثنا وقاء بن إياس، حدثني أبوظبيان قال: رأيت عليًّا يبول قائماً في الرحبة، ثم توضأ، ومسح على نعليه، ودخل المسجد.
هذا إسناد حسن.
443- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، حدّثنا زكريّا، عن عبد العزيز بن رفيعٍ، عن مجاهدٍ، ما بال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائمًا غير مرّةٍ في كثيبٍ أعجبه.
444- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وهب بن عقبة، عن محمّد بن سعدٍ الأنصاريّ، عن أبيه، عن أنسٍ أنّه أتى المهراس، فبال قائمًا، ثمّ توضّأ ومسح على خفّيه، ثمّ توجّه إلى الصّلاة - أو قال: إلى المسجد - فقلت له: لقد فعلت شيئًا يكره، بلت قائمًا ثمّ توضّأت، ومسحت على خفّيك، ثمّ توجّهت إلى الصّلاة! فقال: خدمت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسع سنين يفعل ذلك.
445- قال: وحدّثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا يعقوب بن عبد الرّحمن الزّهريّ، عن أبي حازمٍ، أنّه رأى سهل بن سعدٍ بال بول الشّيخ الكبير، وهو قائمٌ يكاد يسبقه، ثمّ توضّأ ومسح على الخفّين، فقلت: ألا تنزع الخفّين؟! فقال: لا، قد رأيت من هو خيرٌ منّي يمسح عليهما - يعني: النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
هذا إسنادٌ صحيحٌ رجاله ثقاتٌ.
446- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عاصم، حدّثنا ابن عون، أخبرناه عن محمد بن سيرين قال: بينما سعد بن عبادة قائما يبول فمات، قتلته الجن. قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة رميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده.
447- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا محمّد بن عبد الله الأسديّ، عن زمعة بن صالحٍ، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن، عن رجلٍ من بني مدلجٍ، عن أبيه، قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشمٍ، فجعل يقول: علّمنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كذا، علّمنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كذا، فقال له بعض القوم: علّمكم كيف تخرؤون؟ قال: نعم، أمرنا أن نتّكئ على اليمنى وأن ننصب اليسرى.
447/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا زمعة... فذكره بإسناده ومتنه، إلاّ أنّه قال: فأمرنا أن نتّكئ على اليسرى وننصب اليمنى.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
447/3- ورواه الحاكم في المستدرك، أنبأنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأنا عبد الله بن محمّدٍ، حدّثنا عمرو بن عليٍّ، حدّثنا أبو عاصمٍ، عن زمعة بن صالحٍ... فذكر مثل حديث أحمد بن منيعٍ.
447/4- ورواه البيهقيّ عن الحاكم.
448- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن قرة بن خالد، عن بديل، عن مطرف، حدثني أعرابي قال: صحبت أبا ذر، فأعجبتني أخلاقه كلها غير أنه كان إذا دخل الخلاء انتضح.
6- باب الإستنزاة من البول
449- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا الأسود بن شيبان، عن بحر بن مرّارٍ البكراويّ، عن أبي بكرة، قال: بينما أنا أمشي مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومعي رجلٌ ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمشي بيننا، إذ أتينا على قبرين، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ صاحبي هذين القبرين ليعذّبان الآن في قبورهما، فأيّكما يأتيني من هذا النّخل بعسيبٍ. فاستبقت أنا وصاحبي، فسبقته، وكسرت من النّخل عسيبًا، فأتيت به النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فشقّه نصفين من أعلاه، فوضع على أحدهما نصفًا، وعلى الآخر نصفًا وقال: إنّه ليهوّن عليهما ما دام في بلولتيهما شيءٌ، إنّهما يعذّبان في الغيبة والبول.
449/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأسود بن شيبان، حدّثني بحر بن مرّارٍ البكراويّ، عن جدّه أبي بكرة، قال: مرّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بقبرين، فقال: إنّهما ليعذّبان، وما يعذّبان في كبيرٍ، أمّا أحدهما فيعذّب في البول، وأمّا الآخر فيعذّب في الغيبة.
قلت: كذا وقع في مسندي الطّيالسيّ، وأبي بكر بن أبي شيبة، وكذا رواه ابن ماجة في سننه، عن أبي بكر بن أبي شيبة بالإسناد والمتن.
وكذا رواه ابن أبي شيبة في مصنّفه، وهو وهمٌ.
قال المزّيّ في الأطراف: رواه أبو سعدٍ مولى بني هاشمٍ، ومسلم بن إبراهيم، عن الأسود بن شيبان، عن بحر بن مرّارٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، وهو الصّواب انتهى.
وكذا رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده، والطّبرانيّ في الأوسط.
وهو إسنادٌ فيه مقالٌ: بحر بن مرّارٍ، وثّقه ابن معينٍ، وقال النّسائيّ لا بأس به، وقال ابن حبّان: اختلط بأخرةٍ حتّى كان لا يدري ما يحدّث، فاختلط حديثه الأخير بالقديم، ولم يتميّز، وقال ابن عديٍّ: لم أر له حديثًا منكرًا، ولم أجد أحدًا من المتقدّمين ضعّفه إلاّ يحيى بن سعيدٍ في قوله: خولط وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
450- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا النّضر بن شميلٍ، حدّثنا أبو العوّام الباهليّ
عبد العزيز بن الرّبيع، حدّثنا أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مسيرٍ، فأتى على قبرين يعذّب صاحباهما، فقال: ما يعذّبان في كبيرٍ ثمّ قال: بلى، أمّا أحدهما فكان يغتاب النّاس، وأمّا الآخر فكان لا يتأدّى من بوله ثمّ أخذ جريدةً رطبةً أو جريدتين فكسرهما، ثمّ غرس كلّ كسرةٍ على قبرٍ، فقال: إنّه يخفّف عنهما ما دامتا رطبتين - أو قال: ما لم ييبسا.
قلت: أبو العوّام وثّقه ابن معينٍ، فالحديث حسنٌ صحيحٌ.
وبوّب البخاريّ على هذا الحديث باب من الكبائر، أن لا يستتر من بوله.
قال الخطّابيّ: وما يعذّبان في كبيرٍ معناه، أنّهما ليعذّبان في أمرٍ كان يكبر عليهما أو يشقّ فعله لو أرادا أن يفعلاه، وهو التّنزّه من البول، أو ترك النّميمة، ولم يرد أنّ المعصية في هاتين الخصلتين ليست بكبيرةٍ في حقّ الدّين، وأنّ الذّنب فيهما هينٌ سهلٌ. قال الحافظ المنذريّ: ولخوف توهّم مثل هذا استدرك فقال صلّى الله عليه وسلّم: بلى إنّه كبيرٌ والله أعلم انتهى.
ولهذا الحديث شواهدٌ منها حديث ابن عبّاسٍ في الصّحيحين، وغيرهما، ورواه أحمد بن حنبلٍ: وابن ماجة من حديث أبي أمامة، ورواه ابن حبّان في صحيحه من حديث أبي هريرة، ورواه الدّارقطنيّ في سننه من حديث أنسٍ.
451- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا سليمان بن حربٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن حبيب بن أبي جبيرة، عن يعلى بن سيابة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، مرّ بقبرٍ يعذّب صاحبه، فقال: إنّ صاحب هذا القبر يعذّب في غير كبيرةٍ ثمّ دعا بجريدةٍ فوضعها على قبره، وقال: لعلّه يخفّف عنه ما كانت رطبةً.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ، حبيب بن أبي جبيرة، ذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
452- قال عبد بن حميدٍ: وحدّثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ عامّة عذاب القبر من البول، فتنزّهوا من البول.
قلت: رواه البزّار في مسنده، والطّبرانيّ في الكبير، والحاكم، والدّارقطنيّ كلّهم من رواية أبي يحيى القتّات، عن مجاهدٍ، عنه.
قال الدّارقطنيّ: إسنادٌ لا بأس به، والقتّات مختلفٌ في توثيقه.
7- باب وجوب الإستنجاء بثلاثة أحجار أو الماء والحث على إنقاء الدبر والنهي عن الإستنجاء بالعظم والروث
453- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ثلاثة أحجارٍ تغني: أما يجد أحدكم ثلاثة أحجارٍ؟!.
454- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا المقري، حدّثنا عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ الأفريقيّ، عن عبد الرّحمن بن رافعٍ، عن عبد الله، أنّه قال: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة الجنّ، فسمعتهم وهم يستفتونه عن الاستنجاء، فسمعته يقول: ثلاثة أحجارٍ قالوا: كيف بالماء؟ قال: هو أطهر وأطهر.
454/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ... فذكره.
قلت: الأفريقيّ ضعيفٌ، لكن لم يتفرد به.
454/3- فقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن أبي إسحاق، عن علقمة، عن عبد الله، قال: أمرني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن آتيه بثلاثة أحجارٍ، فأتيته بحجرين وروثةٍ، فأخذ الحجرين وألقى الروثة، وقال: ائتني بحجرٍ.
ورواه البيهقيّ في سننه الكبرى، عن الحاكم، وهو في البخاريّ، والنّسائيّ، وابن ماجة، بدون قوله: وائتني بحجرٍ، وكذا في التّرمذيّ، وقال: هذا الحديثٌ فيه اضطرابٌ.
455- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الأخنسيّ أحمد بن عمران، حدّثنا محمّد بن فضيلٍ يقول: حدّثنا إبراهيم الهجريّ، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ الله وترٌ يحبّ الوتر، فإذا استجمرت فأوتر.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف الهجريّ.
456- قال أبو يعلى: وحدّثنا معلّى بن مهديٍّ، حدّثنا عثمان بن مطرٍ، عن عليّ بن الحكم، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عليكم بنقاء الدّبر، فإنّه يذهب بالباسور.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، عثمان ضعّفه ابن معينٍ، وابن المدينيّ، وأبو حاتمٍ، وأبو زرعة، وأبو داود، والنّسائيّ، والبزّار، وابن عديٍّ، والسّاجيّ، وغيرهم.
457- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا مالك بن مغولٍ، سمعت سيّارًا أبا الحكم غير مرّةٍ، يحدّث، عن شهر بن حوشبٍ، عن محمّد بن عبد الله بن سلامٍ، قال: لمّا قدم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم علينا، يعني: قباءً، قال: إنّ الله قد أثنى عليكم في الطّهور خيرًا، أولا تخبروني، قوله: {فيه رجالٌ يحبّون أن يتطهّروا} قال: فقالوا: يا رسول الله، إن نجده مكتوبًا علينا في التّوراة الاستنجاء بالماء.
457/2- قلت: وهكذا رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، عن يحيى بن آدم بالإسناد والمتن.
458- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن واصل بن السّائب الرّقاشيّ، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن أبي سورة، عن عمّه أبي أيّوب، قال: قال: يا نبيّ الله، من هؤلاء الّذين قال فيهم: {رجالٌ يحبّون أن يتطهّروا والله يحبّ المطّهّرين} قال: كانوا يستنجون بالماء وكانوا لا ينامون اللّيل كلّه.
أبو سورة ضعيفٌ.
459- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن إسحاق المسيّبيّ، حدّثني عبد الله بن نافعٍ،
عن عبد الله بن نافعٍ - مولى ابن عمر عن أبيه - مولى ابن عمر، عن عبد الله، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، جاءته وفود الجنّ من الجزيرة، فأقاموا عند النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ بدا لهم، فأرادوا الرّجوع إلى بلادهم، فسألوه أن يزوّدهم، فقال: ما عندي ما أزوّدكم، ولكن ادنوا، فكلّ عظمٍ مررتم به فهو لكم لحم عريصٌ، وكلّ روثٍ مررتم به فهو لكم تمرٌ فلذلك نهى أن يتمسّح بالرّوث والرّمّة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، عبد الله بن نافعٍ، ضعّفه ابن معينٍ، وابن المدينيّ، وأبو حاتمٍ، والبخاريّ، والنّسائيّ، وابن عديٍّ، وغيرهم.
8- باب السواك
460- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، سألت ابن عبّاسٍ عن السّواك، فقال: ما زال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يأمرنا به حتّى خشينا أن ينزّل عليه فيه.
460/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أمرت بالسّواك، حتّى ظننت أو خشيت أن ينزل عليّ قرآنٌ.
460/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا بشر بن الوليد، حدّثنا شريكٌ، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لقد أمرت بالسّواك حتّى ظننت أنّه ينزل عليّ به قرآنٌ أو وحيٌ.
460/4- قال: وحدّثنا موسى، حدّثنا عبد الرّحمن، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يكثر السّواك حتّى رأينا - أو خشينا - أنّه ينزّل عليه.
460/5- قلت: ورواه الإمام أحمد في مسنده، حدّثنا أسود بن عامرٍ، حدّثنا شريكٌ... فذكره.
ورواته ثقاتٌ.
461- قال يونس بن حبيبٍ: وحدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلالٍ، قال: قال أبو موسى الأشعريّ، أتيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعي رجلان، من قومي فانتهينا إليه ومعه مسواكٌ يستاك به، فسألاه العمل، فقال: يا أبا موسى ألهذا جئتم قال: قلت: والله يا رسول الله ما لهذا جئت، ولا أطلعاني على ما في أنفسهما قال: فرأيته رفع شفّته العليا بسواكه، وقال: اللهم لا تعطيها من طلبها منكم فبعثني وتركهما.
قال يونس: وقد روى هذا الحديث يحيى بن سعيدٍ، عن قرّة، عن حميد بن هلالٍ، عن أبي بردة، عن أبي موسى، وحدّثنا أصحابنا، عن يحيى بن سعيدٍ.
462- وقال مسدّدٌ: حدّثنا محمّد بن جابرٍ، عن سليمان، عن أبي حبيبٍ، عن شيخٍ من أهل الحجاز، عن عبد الله بن الزّبير، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لولا أن أشقّ على أمّتي، لأمرتهم بالسّواك عند كلّ صلاةٍ.
462/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا معاوية بن هشامٍ، عن سليمان بن قرمٍ، عن أبي حبيبٍ، عن رجلٍ من أهل الحجاز، عن عبد الله بن الزّبير، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: لولا أن أشقّ... فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لجهالة التّابعيّ.
462/3- قال مسدّدٌ:... حدّثنا خالد بن يوسف، حدّثنا أبو عوانة، حدّثنا...
463- وقال مسدّدٌ: وحدّثنا يحيى، عن الأعمش، حدّثنا عبد الله بن يسارٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسّواك مع كلّ صلاةٍ.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، عبد الله بن يسارٍ، قال ابن المدينيّ: شيخٌ مجهولٌ. وذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
قلت: أصله في الصّحيحين من حديث أبي هريرة.
464- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا زهير بن معاوية، عن قابوس، أنّ أباه حدّثه، عن ابن عبّاسٍ، قال: جاء نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم رجلان حاجتهما واحدةٌ، فتكلّم أحدهما فوجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من فيه أخلافًا، فقال: ألا تستاك؟ فقال: إنّي لأفعل، ولكنّي لم أطعم طعامًا منذ ثلاثٍ، فأمر به رجلاً، فأوصاه وقضى حاجته.
قلت: رواه البيهقيّ في الكبرى من طريق زهيرٍ، حدّثنا قابوس بن أبي ظبيان... فذكره. ورواه جماعةٌ عن زهيرٍ.
465- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن واصلٍ، حدّثني أبو سورة بن أخي أبي أيّوب، عن أبي أيّوب أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يستاك في اللّيل مرارًا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف أبي سورة.
466- قال: وحدّثنا أبو خالدٍ الأحمر، عن حرام بن عثمان، عن أبي عتيق، عن جابرٍ، قال: كان يستاك إذا أخذ مضجعه، وإذا قام من اللّيل، وإذا خرج إلى الصّلاة قال: فقلت له: قد شققت على نفسك بهذا السّواك! فقال: إنّ أسامة أخبرني، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يستاك هذا السّواك.
466/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الهيثم بن خارجة، قال: حدّثنا حفص بن ميسرة، عن حرام بن عثمان، عن عبد الرّحمن بن جابرٍ، قال: كان يستنّ... فذكره، وزاد قال: وسمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لولا أن أشقّ على أمّتي، لجعلت السّواك عليهم عزمةً.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف حرامٍ، قال مالكٌ، ويحيى: ليس بثقةٍ، وقال أحمد: ترك النّاس حديثه وقال الشّافعيّ، وغيره: الرّواية عن حرامٍ حرام، وقال ابن حبّان: كان غاليًا في التّشيّع، يقلب الأسانيد، ويرفع المراسيل.
467- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا المنذر بن ثعلبة العبديّ، عن ابن بريدة، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، كان إذا انتبه من اللّيل دعا بجاريةٍ يقال لها: بريرة بالسّواك.
468- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا يوسف بن عطية، عن العلاء بن كثير، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوثقون مساويكهم في ذوائب سيوفهم، والنساء في خمرهن.
هذا إسناد ضعيف مكحول مدلس، ويوسف بن عطية ضعيف، ضعفه ابن معين وأبوحاتم وأبوزرعة والبخاري وأبوداود والنسائي والبزار وابن المديني والعجلي والدارقطني، وقال ابن حبان: يقلب الأخبار والمتون الموضوعات بالأسانيد الصحيحة، لا يجوز الاحتجاج به.
469- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا يوسف بن خالدٍ، عن الأعمش، عن أنس بن مالكٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يستاك بفضل وضوئه.
469/2- قلت: رواه البزّار في مسنده، حدّثنا خالد بن يوسف، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش... فذكره.
ويوسف بن خالدٍ كذّابٌ، كذّبه غير واحدٍ، وقال ابن حبّان: كان يضع الحديث، لا تحلّ الرّواية عنه.
470- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا أبو حفصٍ الأبّار، عن منصور بن المعتمر، عن أبي عليٍّ، عن جعفر بن تمّامٍ، عن أبيه، عن العبّاس، قال: كانوا يدخلون على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولا يستاكوا، فقال: تدخلون عليّ قلحًا، ولا تستاكون! لولا أن أشقّ على أمّتي، لفرضت عليهم السّواك، كما فرضت عليهم الوضوء.
وقالت عائشة: ما زال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يذكر السّواك، حتّى خشينا أن ينزل فيه قرآنٌ.
470/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا إسماعيل بن عمرو أبو المنذر، حدّثنا سفيان، عن أبي عليٍّ الزّرّاد... فذكره دون قول عائشة.
471- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن ابن أبي عتيقٍ، عن أبيه، عن أبي بكرٍ - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: السّواك مطهرةٌ للفم، مرضاةٌ للرّبّ.
471/2- قال أبو يعلى: وحدّثنا عبد الأعلى - قال: وسألته عنه، فقال: هذا خطأٌ، ثمّ حدّثني به - حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكره.
وله شاهدٌ من حديث عائشة، رواه النّسائيّ في الكبرى والصّغرى، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، وأبو يعلى الموصلي في مسنده، ورواه البخاري معلقا مجزوما به، وتعليقاته المجزومة صحيحة.
ورواه الطبراني في الأوسط والكبير من حديث ابن عبّاسٍ، وزاد فيه ومجلاةٌ للبصر.
472- قال: وحدّثنا موسى بن محمّد بن حيّان، حدّثنا عبيد الله بن عبد المجيد، حدّثنا حسام بن مصكٍّ، حدّثنا عطاء بن أبي رباحٍ، عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان لا يتعارّ من اللّيل ساعةً إلاّ أجرى السّواك على فيه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف حسام بن مصكٍّ.
473- قال: وحدّثنا أبو عبد الله بن الدّورقيّ، حدّثنا أبو داود، حدّثنا محمّد بن مهران القرشيّ، حدّثني جدّي، عن ابن عمر أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان لا ينام إلاّ والسّواك عنده، فإذا استيقظ بدأ بالسّواك.
473/2- قلت: رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا سليمان ابن داود، حدّثنا محمّد بن مسلم بن مهران - مولًي لقريشٍ - قال: سمعت جدّي يحدّث... فذكره.
474- قال أبو يعلى: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني محمّد بن طلحة، عن سالم بن عبد الله، عن أبي الجرّاح، مولى أمّ حبيبة، عن أمّ حبيبة، قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لولا أن أشقّ على أمّتي لأمرتهم بالسّواك عند كلّ صلاةٍ كما يتوضّؤون.
474/2- قال: وحدّثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم العوفيّ... فذكره.
474/3- قلت: ورواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم... فذكره.
وسيأتي هذا الحديث مع جملة أحاديث من هذا النّوع في كتاب افتتاح الصّلاة.
9- باب السنة في الأخذ من الأظفار والشارب وما ذكر معهما وأن لا وضوء في شيء من ذلك
475- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا قريش بن حيّان، عن أبي واصل بن سليمٍ، قال: أتيت أبا أيّوب الأزديّ، فصافحته فرأى أظفاري طوالاً، فقال: أتى رجلٌ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسأله، فقال: يسألني أحدكم عن خبر السّماء، ويدع أظفاره كأظفار الطّير، تجمّع فيها الخباثة والتّفث.
وقال: أبو مسعودٍ، عن العقديّ، عن قريشٍ، عن سليمان بن فرّوخٍ، قال: لقيت أبا أيّوب... فذكره نحوه، ولم يقل الأزديّ.
475/2- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا قريش بن حيّان... فذكره.
475/3- قلت: رواه البيهقيّ في سننه الكبرى: من طريق أبي بكرٍ محمّد بن الحسن بن فوركٍ، أنبأنا عبد الله بن جعفرٍ، حدّثنا يونس بن حبيبٍ، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ... فذكره.
ثمّ رواه من طريق أبي الوليد هشام بن عبد الملك، حدّثنا قريش بن حيّان، حدّثنا سليمان بن فرّوخٍ، قال: لقيت أبا أيّوب... فذكره ولم يقل الأزديّ.
قال البيهقيّ: هذا مرسلٌ، أبو أيّوب غير أبي أيّوب الأنصاريّ.
476- وقال مسدّدٌ: حدّثنا حفص بن غياث، حدّثنا حفص بن أبي داود، حدثني عاصم بن بهدلة قال: رأيت شقيق أخذ من شعره، ثم دخل المسجد فصلى الظهر والعصر، ولم يمس ماءً.
477- قال: وحدثنا هشيم، عن يونس، عن إبراهيم قال: نمسحه بالماء.
478- قال: وحدثنا عبد الله بن داود، عن فطر، عن بشير قال: قال إبراهيم: ما مسه الحديدة من ظفر أو شعر فأمسه بالماء.
قلت: قال البيهقي في سننه: وروينا عن الشعبي أنه قال في الرجل يقص أظفاره بعد الوضوء: هو طهوره، وعن الحسن: ليس فيه وضوء. وعن عطاء: أمسسه بالماء، وعن إبراهيم كذالك.
479- قال مسدّد: وحدّثنا ابن داود، عن شيخ يكنى: أبا عبد الله، عن عمر بن قيس: أن عليًّا، رضي الله عنه، قال: ما زاده إلاّ طهارة - يعني الأخذ من الشعر والظفر.
480- قال: وحدّثنا سفيان، عن ابن أبي حسين، عن علي الأزدي، سمعت ابن عمر، رضي الله عنه، يقول للحلاق: يا غلام، أبلغ العظمين. قال: فلما حلقه أعطاه ذراعيه وصدره، فحلق شعرًا عليهما والناس ينظرون، فقال له سالم: يا أبه، إن الناس يحسبون أنها سنة! قال: فأخبر الناس أنها ليست سنة، ولكن ابن عمر آذاه شعره، فأراد أن يخفف عنه.
481- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن الحجّاج، عن رجلٍ، عن أبي المليح، عن شدّاد بن أوسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الختان سنّةٌ للرّجال، مكرمةٌ للنّساء.
481/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
482- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا سريجٌ، حدّثنا عبّادٌ - يعني: ابن العوّام - عن حجّاجٍ، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
ورواه الحاكم، وعنه البيهقيّ في سننه من طريق حفص بن غياثٍ، عن الحجّاج، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
وقيل عن الحجّاج، عن مكحولٍ، عن أبي أيّوب، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
وهذه الطّرق مدارها على الحجّاج بن أرطاة، وهو ضعيفٌ.
483- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهير، حدّثنا عبد الله بن يزيد، عن موسى بن علي، عن أبيه قال: أمر إبراهيم فاختتن بقدوم، فاشتد عليه، فأوحى الله إليه عجلت قبل أن نأمرك بآلته. قال: يا رب، كرهت أن أؤخر أمرك.
483/2- رواه الحاكم أبو عبد الله الحافظ. حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا محمد بن عبد الله، حدّثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، حدّثنا موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول: إن إبراهيم خليل الرحمن أمر أن يختتن وهو ابن ثمانين سنة، فعجل فاختتن بقدوم، فاشتد عليه الوجع، فدعا ربه، فأوحى الله إليه: إنك عجلت قبل أن نأمرك بالآلة. قال: يا رب، كرهت أن أؤخر أمرك. قال: وختن إسماعيل - عليه السلام - وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وختن إسحاق، عليه السلام وهو ابن سبعة أيام.
483/3- وعن الحاكم رواه البيهقي في سننه.
483/4- وروى الحاكم، وعنه البيهقي في سننه: من حديث علي بن أبي طالب قال: وجدنا في قائم سيف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أو في الصحيفة: أن الأقلف لا يترك في الإسلام حتى يختتن، ولو بلغ ثمانين سنة.
484- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يونس بن محمد، عن جرير بن حازم، عن ابن سيرين قال: إنما سمي: النجار؟ لأنه اختتن بالقدوم.
هذا إسناد رجاله ثقات.
485- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، حدّثنا إسحاق بن سليمان، عن معاوية بن يحيى، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولانيّ، عن أبي الدّرداء، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: الطّهرات أربعٌ: قصّ الشّارب، وحلق العانة، وتقليم الأظفار، والسّواك.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، معاوية ضعّفه ابن معينٍ، وأبو حاتمٍ، والبخاريّ، وأبو داود، والنّسائيّ، والدّارقطنيّ، وابن عديٍّ، وغيرهم.
486- قال أبو يعلى: وحدّثنا محمد بن بكار، حدّثنا أبو معشر، عن سعيد، عن أبي هريرة.
487- وعن نافع، عن ابن عمر قال: أمرنا أن نأخذ من الشوارب ونعفي اللحى.
10- باب طهارة جلد من يأكل لحمه إذا كان ذكيا وما جاء في جلد الميتة والإناء المنطبق
488- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا هشامٌ، عن قتادة، عن الحسن، عن جون بن قتادة، عن سلمة بن المحبّق الهذليّ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: دباغ الأديم ذكاته.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، جون بن قتادة، قال أحمد: لا يعرف وقال ابن المدينيّ: معروفٌ، لم يرو عنه غير الحسن وجهله مرة، وذكره ابن حبّان في الثّقات، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
489- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن صدقة بن المثنى، حدثني جدي رباح بن الحارث أن ابن مسعود كان في المسجد ومعه ناس يقرئهم، فدعا بشراب وقال: أما إن هذا الشراب كان في سقاء منيحة لنا ماتت.
490- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا حفص بن عبد الله أبو عمر الحلوانيّ، حدّثنا درست بن زيادٍ، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، قال: كنت أمشي مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا بنيّ، ادع لي من هذه الدّار بوضوءٍ فقلت: رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يطلب وضوءًا، فقال: أخبره أنّ دلونا جلد ميتةٍ، قال: سلهم هل دبغوه؟ قالوا: نعم قال: فإنّ دباغه طهوره.
قلت: يزيد بن أبانٍ الرّقاشيّ ضعيفٌ.
491- قال: وحدّثنا محمّد بن بكّارٍ، حدّثنا فرج بن فضالة، عن يحيى، عن سعيدٍ الأنصاريّ، عن عمرة بنت عبد الرّحمن، عن أمّ سلمة، أنّها قالت: ماتت شاةٌ لنا كنّا نحلبها، فسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عنها، فقال: ما فعلت شاتكم يا أمّ سلمة؟ قالت: قلت: ماتت، فألقيناها، قال: ألا كنتم تنتفعون بإهابها قالت: فقيل: يا رسول الله، إنّها ميتةٌ، قال: إنّ دباغها أحلّها كما أحلّ الخمر الخلّ.
قال فرجٌ: يعني: أنّ الخمر إذا تغيّرت، فصارت خلًّا حلّت.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
492- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عاصم بن عليٍّ، حدّثنا محمّد بن راشدٍ الخزاعيّ، عن سليمان بن موسى، عن عطاءٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: كنّا نصيب مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في مغانمنا من المشركين الأسقية، والأوعية، فنقسمها كلّها ميتةٌ.
493- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الله بن داود، أنبأنا حبيب بن جزيٍّ، عن أبي جعفرٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يعجبه الإناء المنطبق.
11- باب إزالة النجاسات
494- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن الزّهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عبّاسٍ، أنّ فأرةً وقعت في سمنٍ جامدٍ لآل ميمونة، فأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن تؤخذ الفأرة وما حولها.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
495- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن علي قال: يغسل بول الجارية، وينضح بول الغلام ما لم يطعم.
496- قال: وحدّثنا يحيى، عن سفيان، حدّثني سماك بن حربٍ، عن قابوس بن مخارقٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: يصبّ على بول الغلام، ويغسل بول الجارية.
497- قلت: رواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا ابن خزيمة، حدّثنا بندارٌ، حدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثنا هشامٌ، حدّثنا قتادة، عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالبٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال في بول الرّضيع: ينضح ويغسل بول الجارية.
498- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثت، عن ابن إدريس، عن ليثٍ، عن حديرٍ - مولى أبي عبسٍ - عن مولًى لزينب بنت جحشٍ، يقال له أبو القاسم، عن زينب بنت جحشٍ، قالت: بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيتي، إذ أقبل حسينٌ وهو غلامٌ، حتّى جلس على بطن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ وضع ذكره في سرّته قال: فقمت إليه، فقال: ائتيني بماءٍ فأتيته بماءٍ، فصبّه عليه، ثمّ قال: يغسل من بول الجارية، ويصبّ عليه من الغلام.
498/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن حدير بن الحسن العبسيّ، عن مولًى لزينب - أو عن بعض أهله - عن زينب، قالت: بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيتي، وحسينٌ عندي حين درج، فغفلت عنه، فدخل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجلس على بطنه فبال، فانطلقت لآخذه، فاستيقظ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: دعيه فتركته حتّى فرغ، ثمّ دعا بماءٍ، فقال: إنّه يصبّ من الغلام، ويغسل من الجارية فصبّوا صبًّا ثمّ توضّأ، ثمّ قام فصلّى، فلمّا قام أحتضنه إليه، فإذا ركع أو جلس وضعه، ثمّ جلس يدعو فبكى، ثمّ مدّ يده، فقلت حين قضى الصّلاة: يا رسول الله، إنّي رأيتك اليوم صنعت شيئًا ما رأيتك تصنعه! قال: إنّ جبريل - عليه السّلام - أتاني فأخبرني أنّ هذا تقتله أمّتي فقلت: أرني تربته، فأراني تربةً حمراء.
هذا حديثٌ مداره على ليث بن أبي سليمٍ، وهو ضعيفٌ.
499- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا ابن عليّة، حدّثنا عمارة بن أبي حفصة، عن أبي مجلزٍ، عن حسن بن عليٍّ - أو أنّ حسين بن عليٍّ - قال: حدّثتنا امرأةٌ من أهلنا، قالت: بينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مستلقيًا على ظهره، يلاعب صبيًّا على صدره، إذ بال، فقامت لتأخذه وتضربه، فقال: دعيه ائتوني بكوزٍ من ماءٍ فنضح الماء على البول، حتّى تفايض الماء على البول، فقال: هكذا يصنع بالبول، ينضح من الذّكر، ويغسل من الأنثى.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
500- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو الرّبيع، حدّثنا إسماعيل – يعني ابن عياش - حدّثنا إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سلمة، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يصبّ على بول الغلام الماء، ويغسل بول الجارية.
500/2- وحدّثنا حوثرة، حدّثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سلمة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قالت: بول الغلام يصبّ عليه الماء صبًّا ما لم يطعم، وبول الجارية يغسل غسلاً طعمت أم لم تطعم.
موقوفٌ.
501- قال: وحدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، حدّثنا أبو بكر بن عيّاشٍ، حدّثنا سمعان بن مالكٍ المالكيّ، عن أبي وائلٍ، عن عبد الله، قال: جاء أعرابيٌّ، فبال في المسجد، فأمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بمكانه فاحتفر، وصبّ عليه دلوًا من ماءٍ قال الأعرابيّ: يا رسول الله، المرء يحبّ القوم ولمّا يعمل بعملهم؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: المرء مع من أحبّ.
502- قال: وحدّثنا أبو هشامٍ، حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا منصورٌ، عن سالم بن أبي الجعد، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: مثله.
503- قال: وحدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا ثابت بن حمّادٍ أبو زيدٍ، حدّثنا عليّ بن زيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، عن عمّارٍ، قال: مرّ بي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنا أسقي ناقةً لي بين يديّ، فتنخّمت، فأصاب نخامي ثوبي، فأقبلت أغسل ثوبي من الرّكوة الّتي بين يديّ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا عمّار، ما نخامتك ودموع عينيك إلاّ بمنزلة الماء الّذي في ركوتك، إنّما تغسل ثوبك من البول، والغائط، والمنيّ من الماء الأعظم، والدّم، والقيء.
قلت: قال البيهقيّ: هذا حديثٌ باطلٌ لا أصل له، إنّما يرويه ثابت بن حمّادٍ، عن عليّ بن زيدٍ، عن ابن المسيّب، عن عمّارٍ، وعليّ بن زيدٍ غير محتجٍّ به، وثابت بن حمّادٍ متّهمٌ بالوضع.
12- باب ما جاء في الحمام ومدحها وذمها
504- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: نعم البيت الحمام، يذهب الوسخ ويذكر النار.
هذا إسناد رجاله ثقات.
505- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا المقرئ، حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب، أخبرني أبو خيرة، عن موسى بن وردان، قال أبو خيرة لا أعلمه، إلاّ قال: عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخلنّ الحمّام إلاّ بمئزرٍ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر من إناث أمّتي، فلا تدخلنّ الحمّام.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، أبو خيرة لا يعرف، قاله الذّهبيّ.
505/2- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا عمّار بن محمّدٍ، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: نعم البيت الحمّام، يدخله الرّجل المسلم، لأنّه إذا دخله سأل الله الجنّة، واستعاذ به من النّار، وبئس البيت يدخله الرّجل المسلم العرس، لأنّه إذا دخله رغّبه في الدّنيا، وأنساه الأخرة.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف يحيى بن عبيد الله بن موهبٍ
506- قال مسدّد: وحدّثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدّثنا شعبة، حدّثنا عبد الرحمن بن أبي رواد، قال: سألت محمد بن سيرين عن دخوله الحمام، قال: كان عمر بن الخطاب يكرهه.
507- قال: وحدّثنا هشيم، عن منصور بن زاذان، عن محمد بن سيرين أن ابن عمر كان لا يدخل الحمام ويقول: هو مما أحدثوا من النعيم.
508- قال: وحدّثنا هشيم، عن منصور، عن الحسن ومحمد أنهما كانا لا يدخلان الحمام.
509- قال: وحدّثنا عبد الله، عن مسعر، عن عطية، عن ابن عمر أنه كان يدخل الحمام فينوره صاحب الحمام، فإذا بلغ حقوه، قال لصاحب الحمام: اخرج.
قلت: رواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق أسامة بن زيد الليثي، عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان يطلي، فيأمرني أطليه، حتى إذا بلغ سفلته؟ وليها هو.
ثم رواه من طريق عبد الله بن عمر، عن نافع: أن عبد الله بن عمر كان لا يدخل الحمام، وكان يتنور في البيت ويلبس إزارًا، ويأمرني أطلي ما ظهر منه، ثم يأمرني أن أؤخر عنه فيلي فرجه.
510- قال مسدّد: وحدّثنا هشيم، عن داود بن عمرو، عن عطية بن قيس، أن أبا الدرداء كان يدخل الحمام ويقول: نعم البيت الحمام، يذهب السيئة ويذكّر النار.
هذا إسناد رجاله ثقات.
511- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا زبّان بن فائدٍ، عن سهل بن معاذٍ، عن أبيه، عن أمّ الدّرداء أنّه سمعها قالت: لقيني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد خرجت من الحمّام فقال: من أين يا أمّ الدّرداء قلت: من الحمّام قال: والّذي نفسي بيده ما من امرأةٍ تضع ثيابها في غير بيت أحدٍ من أمّهاتها إلاّ وهي هاتكةٌ كلّ سترٍ بينها وبين الرّحمن - عزّ وجلّ.
511/2- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا إسحاق بن يوسف، أنبأنا عبد الملك، عن أبي الزّبير، عن صفوان بن عبد الله، عن أمّ الدّرداء، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بنحوه، وزاد فيه: فلقيت أبا الدّرداء في السّوق فقال لي مثل ما قالت أمّ الدّرداء عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
511/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى.
511/4- قلت: وكذا رواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده عن الحسن بن موسى.
512- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا ابن شيرويه، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا أبو معمرٍ، حدّثنا عبد الوارث، حدّثنا رجلٌ يقال له عطاء بن عجلان، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخلنّ مع حليلته الحمّام.
قال البخاريّ: عطاء بن عجلان بصريٌّ نسبه عبد الوارث، منكر الحديث.
قال شيخنا الحافظ أبو الفضل: - أبقاع الله تعالى - أخرجته لغرابة لفظه، وإلاّ فقد أخرجه أحمد من حديث ابن لهيعة عن أبي الزّبير بلفظ فلا يدخل حليلته الحمّام ومعنى المتن الّذي أوردناه يعطي غير معنى هذا انتهى.
ورواه النّسائيّ والتّرمذيّ وحسّنه والحاكم، وزعم أنّه على شرط مسلمٍ بلفظ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمّام إلاّ بمئزرٍ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمّام، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدةٍ يشرب عليها الخمر.
512/2- وكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدّثنا مصعب بن المقدام، حدّثنا حسن بن صالحٍ، عن ليثٍ، عن طاووسٍ، عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
512/3- وكذا رواه أبو يعلى الموصليّ: عن أبي بكر بن أبي شيبة به.
513- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا عمرو بن الرّبيع بن طارقٍ حدّثني يحيى بن أيّوب، عن يعقوب بن إبراهيم، عن محمّد بن ثابت بن شرحبيلٍ، عن عبد الله - يعني: ابن سويد - الخطميّ، عن أبي أيّوب الأنصاريّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر من نسائكم فلا يدخلنّ الحمّامات.
فنميته إلى عمر بن عبد العزيز في خلافته، فكتب إلى أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزمٍ: أن سل محمّد بن ثابتٍ عن حديثه فإنّه رضًا، فسأله فكتب إلى عمر فمنع النّساء عن الحمّام.
قلت: رواه الطّبرانيّ في الكبير والأوسط من رواية عبد الله بن صالحٍ كاتب اللّيث، وليس عنده ذكر عمر بن عبد العزيز.
513/2- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبّار الصّوفيّ، حدّثنا يحيى بن معينٍ، حدّثنا عمرو بن الرّبيع بن طارقٍ، عن يعقوب بن إبراهيم، عن محمّد بن ثابت بن شرحبيلٍ، عن عبد الله بن سويد الخطميّ... فذكره بتمامه.
ورواه الحاكم في المستدرك وصحّحه.
514- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمّاد بن شعيبٍ، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ قال: نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يدخل الحمّام إلاّ بإزارٍ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف حمّاد بن شعيبٍ.
515- قال: وحدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، حدّثنا إسحاق، حدّثنا معاوية بن يحيى، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّما امرأةٍ وضعت ثيابها في غير بيت بعلها، فقد هتكت كلّ سترٍ بينها وبين الله - عزّ وجلّ.
قلت: رواه أبو داود، وابن ماجة، والتّرمذيّ وحسّنه، والحاكم وزعم أنّه على شرط الشّيخين، إلاّ أنّهم لم يقولوا: كلّ سترٍ.
ورواه الطّبرانيّ في الأوسط بسندٍ فيه عبد الله بن لهيعة.
516- قال أبو يعلى: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا درّاجٌ، عن السّائب مولى أمّ سلمة، أنّ نسوةً دخلن على أمّ سلمة من أهل حمص فسألتهنّ: ممّن أنتنّ؟ فقلن: من أهل حمص قالت: من أصحاب الحمّامات؟ قلن: وبها بأسًا؟! فقالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: أيّما امرأةٍ نزعت ثيابها في غير بيتها نزع الله - تعالى - عنها ستره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عبد الله بن لهيعة.
رواه أحمد بن حنبلٍ: والطّبرانيّ، والحاكم من طريق درّاجٍ أبي السّمح فذكروه.
وسيأتي في كتاب المواعظ في باب جامع المواعظ، أنّ عمر بن الخطّاب، قال: إيّاكم أن تدعوا نساءكم يدخلن الحمّامات، فإنّ ذلك لا يحلّ... الحديث بطوله.
وقد ورد النّهي عن دخول الحمّام عن جماعةٍ من الصّحابة: عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عبّاسٍ، وعمر بن الخطّاب، وأبي هريرة، وأبي سعيدٍ الخدري، وعائشة، وابن عبّاسٍ، وعائشة، والمقدام.
13- باب فضل الوضوء وإسباغه
517- أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبي عثمان، قال: كنت مع سلمان تحت شجرةٍ، فأخذ غصنًا منها يابسًا فهزّه فتحاتّت ورقه، فقال: إلاّ تسألني لم فعلت هذا؟ قلت: ولم فعلته؟! قال: هكذا فعله رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ قال: يا سلمان، لم تسألني لم أفعل هذا؟ قلت: ولم تفعله يا رسول الله؟! قال: إنّ المسلم إذا توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ صلّى الصّلوات الخمس - أحسبه قال: في جماعةٍ - تحاتّت خطاياه كما تحاتّ ورق هذه الشّجرة وتلا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: {وأقم الصّلاة طرفي النّهار وزلفًا من اللّيل إنّ الحسنات يذهبن السّيّئات}.
517/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا قبيصة بن عقبة، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبي عثمان، قال: كنت مع سلمان، فأخذ غصنًا من شجرةٍ يابسةٍ فحتّه، ثمّ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من توضّأ فأحسن وضوءه، تحاتّت خطاياه كما تحاتّت هذه الورقة، ثمّ قرأ: {وأقم الصّلاة...}... فذكره.
517/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا كامل بن طلحة، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبي عثمان النّهديّ، قال: كنت مع سلمان تحت شجرةٍ، فأخذ منها غصنًا يابسًا، فهزّه حتّى تحاتّ ورقه، ثمّ قال: يا أبا عثمان، ألا تسألني لم أفعل هذا؟ قال: قلت: لم فعلته؟ قال: هكذا فعل بي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا معه تحت شجرةٍ، فأخذ منها غصنًا يابسًا فهزّه، حتّى تحاتّ ورقه، قال لي: ألا تسألني يا سلمان لم أفعل هذا؟ فقلت: ولم تفعله؟! قال: إنّ المسلم إذا توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ صلّى الصّلوات الخمس، تحاتّت خطاياه كما تحاتّ الورق ثمّ قرأ هذه الآية... فذكره.
قلت: مدار هذا الحديث على عليّ بن زيد بن جدعان، وهو ضعيفٌ، رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، والنّسائيّ في الكبرى والطّبرانيّ من هذا الوجه.
518- قال أبو داود الطيالسي: وحدّثنا حماد بن سلمة، عن أبي غالب، عن أبي أمامة قال: إذا توضأ المسلم فأحسن الوضوء خرجت ذنوبه من سمعه وبصره ويديه ورجليه، فإن قعد قعد مغفورًا له، وإن صلى كانت له فضيلة. فقيل له: أو نافلة؟ فقال: إنما كانت النافلة للنبي صلّى الله عليه وسلّم.
518/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا عبد الواحد، حدّثنا الأعمش، عن شمر بن عطيّة، عن أبي أمامة، قال: حديثا لو لم أسمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ مرّةً أو مرّتين أو ثلاثًا حتّى عدّ سبعًا ما تحدّثت به، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من توضّأ فأحسن الوضوء - أو قال وضع الوضوء مواضعه - تناثرت خطاياه من يديه، ورجليه، وسمعه، وبصره، فإن صلّى كانت فضلاً قالوا له: أو نافلةً؟ قال: إنّما كانت النّافلة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وإن قعد قعد مغفورًا له.
518/3- ورواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن شمر بن عطيّة، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا توضّأ الرّجل المسلم، خرجت ذنوبه من سمعه، وبصره، ويديه، ورجليه، فإن قعد قعد مغفورًا له.
518/4- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: وأحمد بن حنبلٍ، قالا: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا الأعمش، عن شمرٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا توضّأ الرّجل المسلم خرجت ذنوبه... فذكره.
518/5- ورواه أحمد بن منيع، حدّثنا أبو أحمد، حدّثنا أبانٌ البجليّ، حدّثني أبو مسلمٍ، قال: دخلت على أبي أمامة وهو يتفلّى في المسجد، ويدفن القمل في الحصا، فقلت: يا أبا أمامة، إنّ رجلاً حدّثني عنك أنّك قلت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من توضّأ فأسبغ الوضوء، غسل يديه ووجهه، ومسح رأسه وأذنيه، ثمّ قام إلى صلاةٍ مفروضةٍ، غفر الله له في ذلك اليوم ما مشت إليه رجلاه، وقبضت عليه يداه، وسمعت إليه أذناه، ونظرت إليه عيناه، وحدّثت به نفسه من سوءٍ فقال: والله لقد سمعته من نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم ما لا أحصيه.
518/6- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عليٍّ، حدّثنا أبي، حدّثنا الحسين بن واقدٍ، عن أبي غالبٍ... فذكر حديث الطّيالسيّ.
518/7- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الله بن عمر بن أبانٍ، حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن عمر بن ذرٍّ، سمعت شبيب الباهليّ، سمعت أبا أمامة الباهليّ، يحدّث عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه قال: ما من امرئٍ مسلمٍ تحضره صلاةٌ مكتوبةٌ، فتوضّأ عندها فأحسن الوضوء، ثمّ صلّى فأحسن الصّلاة، إلاّ غفر الله له بها ما كان بينها وبين الصّلاة الّتي كانت قبلها من ذنوبٍ.
قلت: ورواه النّسائيّ في اليوم واللّيلة من طريق عاصمٍ، عن شمر بن عطيّة به.
518/8- ورواه الإمام أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا أبانٌ - يعني ابن عبد الله -... فذكره.
519- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر، حدّثنا المقرئ، حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب، وحيوة، قالا جميعًا، حدّثنا أبو عقيلٍ، أنّه سمع الحارث مولى عثمان، يقول: جلس عثمان يومًا على المقاعد وجلسنا معه، فلمّا جاء المؤذّن دعا بماءٍ في إناءٍ - أظنّه سيكون فيه قدر مدٍّ فتوضّأ - ثمّ قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتوضّأ وضوئي هذا، ثمّ قال: من توضّأ وضوئي هذا، ثمّ قام يصلّي صلاة الظّهر، غفر له ما بينه وبين صلاة الصّبح، ومن صلّى العصر غفر له ما بينها وبين صلاة الظّهر، ثمّ صلّى المغرب، غفر له ما بينها وبين صلاة العصر، ثمّ صلّى العشاء غفر له ما بينها وبين صلاة المغرب ثمّ لعلّه يبيت ويتمرّغ ليلته، ثمّ إن قام فتوضّأ، ثمّ صلّى الصّبح غفر له ما بينها وما بين صلاة العشاء، وهنّ {الحسنات يذهبن السّيّئات ذلك ذكرى للذّاكرين} قالوا: هذه الحسنات، فما الباقيات الصّالحات؟ قال عثمان: هنّ لا إله إلاّ اللّه، وسبحان الله وبحمده، والله أكبر، والحمد للّه، ولا حول، ولا قوّة إلاّ بالله.
519/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله، قال: حدّثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدّثنا حيوة بن شريحٍ، أنبأنا أبو عقيلٍ، أنّه سمع الحارث مولى عثمان بن عفّان... فذكره.
519/3- قال أبو يعلى: وحدّثنا إسحاق بن إسماعيل الطّالقانيّ، حدّثنا عبد الله بن يزيد المقرئ... فذكره.
ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده بإسنادٍ حسن والبزّار.
520- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا صفوان بن عيسى، أنبأنا الحارث بن عبد الرّحمن بن أبي ذبابٍ، عن سعيد بن المسيّب، عن عليّ بن أبي طالبٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إسباغ الوضوء في المكاره، وإعمال الأقدام إلى المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة تغسل الخطايا غسلاً.
520/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا صفوان... فذكره.
520/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: عن أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، عن صفوان... فذكره.
قال شيخنا أبو الفضل العسقلانيّ: ورواه الدّراورديّ، وأبو ضمرة، عن الحارث، عن أبي العيّاس - وهو بالياء المثنّاة - عن سعيد بن المسيّب، عن عليّ بن أبي طالبٍّ... فذكره. انتهى.
ورواه البزّار بإسنادٍ صحيحٍ: والحاكم، وقال: صحيحٌ على شرط مسلمٍ انتهى.
وأصله في الصّحيحين من حديث أبي هريرة وفي السّنن الأربعة من حديث أبي سعيدٍ الخدريّ.
521- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا حاتم بن إسماعيل، عن حميد بن صخرٍ، عن المقبريّ، عن أبي هريرة، قال: بعث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعثًا فأعظموا الغنيمة وأسرعوا الكرّة، فقال رجلٌ: يا رسول الله، ما رأينا بعثًا قطّ أسرع منه كرّةً، ولا أعظم منه غنيمةً من هذا البعث، فقال: ألا أخبركم بأسرع كرّةٍ وأعظم غنيمةٍ منه؟ رجلٌ توضّأ في بيته، فأحسن وضوءه، ثمّ تجمّل إلى المسجد، فصلّى فيه صلاة الغداة، ثمّ عقبه بصلاة الضّحوة، فقد أسرع الكرّة، وأعظم الغنيمة.
521/2 - رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
521/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى الموصليّ... فذكره.
ورواه البزّار: وبيّن أنّ الرّجل المبهم أبو بكرٍ، فقال في آخره: فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: يا أبا بكرٍ، ألا أدلّك على ما هو أسرع إيابًا وأفضل مغنمًا؟ من صلّى الغداة في جماعةٍ، ثمّ ذكر الله حتّى تطلع الشّمس.
وله شاهدٌ من حديث عمر بن الخطّاب، رواه التّرمذيّ في الدّعوات.
522- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا حسين بن عليٍّ، عن عمرو بن عبد الله بن وهبٍ النّخعيّ، حدّثنا أبو الجوزاء، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما من عبدٍ مسلمٍ يتوضّأ فيحسن الوضوء، ثمّ يقول ثلاث مرّاتٍ: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، إلاّ فتحت له ثمانية أبواب الجنّة من أيّها شاء دخل.
قلت: له شاهدٌ من حديث عمر بن الخطّاب، رواه مسلمٌ، وأبو داود، والتّرمذيّ.
523- قال ابن أبي شيبة، وحدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، حدّثنا زهير بن محمّدٍ، عن عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيدٍ، أنّه سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ألا أدلّكم على شيءٍ يكفّر الله به الخطايا، ويزيد به في الحسنات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء عند المكاره، وكثرة الخطى إلى هذه المساجد، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، ما منكم من رجلٍ يخرج من بيته متطهّرًا، فيصلّي مع المسلمين الصّلاة الجامعة، ثمّ يقعد في المسجد ينتظر الصّلاة الأخرى إلاّ أنّ الملائكة تقول اللهمّ اغفر له اللهمّ ارحمه فإذا قمتم إلى الصّلاة فأعدّوا صفوفكم وأقيموها، وسدّوا الفتوح، فإنّي أراكم من وراء ظهري، فإذا قال إمامكم: الله أكبر، فقولوا: الله أكبر، فإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربّنا ولك الحمد، وإنّ خير صفوف الرّجال المقدّم وشرّها المؤخّر، وخير صفوف النّساء المؤخّر وشرّها المقدّم، يا معشر النّساء فاخفضن أبصاركنّ لا ترين عورات الرّجال من ضيق الأزر.
523/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا زكريّا بن عديٍّ، أنبأنا عبيد الله بن عمرٍو الرّقّيّ، حدّثنا عبد الله بن محمّد بن عقيلٍ... فذكره، إلاّ أنّه لم يذكر صفوف الرّجال والنّساء.
523/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ... فذكره بتمامه.
523/4- قلت: ورواه ابن ماجة في سننه باختصارٍ، مفرّقًا عن أبي بكر بن أبي شيبة به.
ورواه ابن خزيمة، وابن حبّان في صحيحيهما، والحاكم وصحّحه وسيأتي في كتاب افتتاح الصّلاة في باب الصّفوف وله شاهدٌ في الصّحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرة.
وفي الباب عن عليّ بن أبي طالبٍ، وعبد الله بن عمرٍو، وابن عبّاسٍ، وعبد الرّحمن بن عائشٍ، وأنسٍ، وعائشة، وغيرهم.
524- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا أبو عبد الرّحمن المقرئ، عن سعيد بن أبي أيّوب، حدّثني زهرة بن معبدٍ أبو عقيلٍ، أنّ ابن عمٍّ له أخبره، أنّه سمع عقبة يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من توضّأ فأتمّ وضوءه، ثمّ رفع رأسه إلى السّماء، فقال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، فتحت له ثمانية أبواب الجنّة، يدخل من أيّها شاء.
قلت: له شاهدٌ من حديث عمر بن الخطّاب، رواه مسلمٌ، وغيره.
525- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا الحسن بن موسى الأشيب، حدّثنا شيبان، عن منصورٍ، عن سالم بن أبي الجعد، عن كعب بن مرّة السّلميّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا توضّأت، فغسلت كفّيك، خرجت ذنوبك من كفّيك، فإذا غسلت وجهك خرجت ذنوبك من قبل وجهك، فإذا غسلت ذراعيك خرجت ذنوبك من ذراعيك، فإذا مسحت رأسك خرجت ذنوبك من رأسك، فإذا غسلت قدميك خرجت ذنوبك من قدميك، وأيّما رجلٍ مسلمٍ أعتق رجلاً مسلمًا، كان فكاكه من النّار، يجزئ بكلّ عظمٍ منه عظمًا من عظامه، وأيّما رجلٍ مسلمٍ أعتق امرأتين مسلمتين كانتا فكاكه من النّار، يجزئ كلّ عظمٍ منهما عظمًا منه، وأيّما امرأةٍ مسلمةٍ أعتقت امرأةً مسلمةً كانت فكاكها من النّار.
قلت: روى أبو داود في سننه، والنّسائيّ في الكبرى قصّة العتق حسب من طريق عمرو بن مرّة، عن سالم بن أبي الجعد به، وسيأتي طرفًا من الحديث في باب العتق.
525/2- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا شيبان، عن منصورٍ، عن سالم بن أبي الجعد، عن كعب بن مرّة السّلميّ، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ اللّيل أسمع؟ فقال: جوف اللّيل الآخر، ثمّ الصّلاة مقبولةٌ، حتّى تصلّي الفجر، ثمّ لا صلاة حتّى تكون الشّمس قيد رمحٍ أو رمحين، ثمّ الصّلاة مقبولةٌ حتّى يقوم الظّلّ قيام الرّمح، ثمّ لا صلاة حتّى تميل الشّمس، ثمّ الصّلاة مقبولةٌ حتّى تكون الشّمس من قبل مغربها قيد رمحٍ أو رمحين، ثمّ لا صلاة حتّى تغيب الشّمس.
525/3- قال: وحدّثنا أحمد، حدّثنا أبو إسرائيل، عن منصورٍ... فذكر نحو الطّريق الثّاني.
525/4- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن أبي بكيرٍ، حدّثنا زائدة، عن منصورٍ، عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدّثت عن كعب بن مرّة البهزيّ، قال: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ اللّيل أسمع؟ قال: جوف اللّيل الآخر إنّ الصّلاة مكتوبةٌ حتّى يصلي الفجر، ثمّ لا صلاة حتّى ترتفع الشمس قيد رمح أو رمحين، ثم الصلاة مشهودة حتى ينتصف النهار، ثمّ لا صلاة حتّى تزول الشّمس، ثمّ الصّلاة مشهودةٌ، حتّى تغرب الشّمس، وإذا توضّأت فغسلت كفّيك... فذكر حديث الحسن بن موسى في قصّة الوضوء، ولم يذكر قصّة العتق.
526- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، حدّثنا عمر بن عليٍّ، حدّثنا عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ، سمعت مالك بن قيسٍ، يحدّث، قال: قدم عقبة بن عامرٍ على معاوية وهو بإيلياء، فلم يلبث أن خرج، فطلب فلم يوجد - أو قال: طلبناه فلم نجده - فاتّبعناه فإذا هو يصلّي ببرازٍ من الأرض، قال: فقال: ما جاء بكم؟ قالوا: جئنا لنجدّد بك عهدًا ونقضي من حقّك، قال: فعندي جائزتكم، كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ، وكان على رجلٍ منّا رعاية الإبل، فكان يومي الّذي أرعى فيه، قال: فروّحت الإبل، فانتهيت إليه، وهو يقول: من
توضّأ فأحسن الوضوء، ثمّ صلّى ركعتين يريد بهما وجه الله، غفر الله له ما كان من قبلهما فقلت: الله أكبر، فضرب رجلٌ على كتفي، فالتفتّ فإذا أبو بكرٍ الصّدّيق، فقال: يا ابن عامرٍ ما كان قبلها أفضل، قلت: ما كان قبلها؟ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من شهد أن لا إله إلاّ اللّه يصدّق قلبه لسانه، دخل من أيّ أبواب الجنّة شاء.
قلت: هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عبد الرّحمن بن زياد بن أنعمٍ الأفريقيّ، لكنّ قصّة الشّهادة لها شواهد، وقد تقدّمت في كتاب الإيمان في باب من شهد أن لا إله إلاّ اللّه.
527- قال أبو يعلى: وحدّثنا إبراهيم بن الحجّاج، حدّثنا بشّار بن الحكم، حدّثنا ثابتٌ، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إنّ الخصلة الصّالحة، تكون في الرّجل، فيصلح الله بها عمله كلّه، وطهور الرّجل لصلاته يكفّر الله، عزّ وجلّ، بطهوره ذنوبه، وتبقى صلاته له نافلةً.
527/2- قلت: رواه البزّار في مسنده، حدّثنا سهل بن بحرٍ، حدّثنا معلّى بن أسدٍ، حدّثنا بشّار بن الحكم، حدّثنا أبو بدرٍ الضّبّيّ، حدّثنا ثابتٌ البنانيّ... فذكره.
ورواه الطّبرانيّ في الأوسط من طريق بشّار بن الحكم.
528- قال أبو يعلى: وحدّثنا عبيد الله، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا سعيدٌ، حدّثنا قتادة، عن مسلم بن يسارٍ، عن حمران، أنّ عثمان دعا بوضوءٍ فمضمض واستنشق، ثمّ غسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه وظهر قدميه، ثمّ ضحك، وقال: أتدري ما أضحكني؟ قال: قلنا: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ قال: إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا بوضوءٍ في هذه البقعة، فتوضّأ نحو ما توضّأت، ثمّ ضحك، فقال: ألا تسألوني ما أضحكني؟ قلنا: ما أضحكك يا نبيّ الله؟! قال: إنّ الرّجل إذا توضّأ فغسل وجهه، حطّ الله عنه كلّ خطيئةٍ أصابها بوجهه، وإذا غسل ذراعيه فكذلك.
528/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده بإسنادٍ جيّدٍ، ولفظه: أنّ عثمان بن عفّان دعا بوضوءٍ، فتوضّأ ثمّ ضحك، فقال لأصحابه: ألا تسألوني ما أضحكني؟ فقالوا: ما أضحكك يا أمير المؤمنين؟ فقال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توضّأ كما توضّأت، ثمّ ضحك، فقال: ألا تسألوني ما أضحكك؟ فقالوا: ما أضحكك يا رسول الله؟! فقال: إنّ العبد إذا دعا بوضوءٍ فغسل وجهه، حطّ الله عنه كلّ خطيئةٍ أصابها بوجهه، فإذا غسل ذراعيه كان كذلك، وإذا طهّر قدميه كان كذلك.
ورواه البزّار بإسنادٍ صحيحٍ وزاد فيه وإذا مسح رأسه كان كذلك.
529- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ المقدميّ، حدّثنا مباركٌ - مولى عبد العزيز بن صهيبٍ - عن عبد العزيز بن صهيبٍ، عن أنسٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: مثل أمتيٍ مثل نهرٍ يغتسل منه خمس مرّاتٍ، فما عسى أن يبقين عليه من درنه! يقوم إلى الوضوء، فيغسل يديه، فتتناثر كلّ خطيئةٍ مس بها يديه، وتمضمض، فتتناثر كلّ خطيئةٍ تكلّم بها لسانه، ثمّ يغسل وجهه، فتتناثر كلّ خطيئةٍ نظرت بها عيناه، ثمّ يمسح رأسه، فيتناثر كلّ خطيئةٍ سمعت بها أذناه ثمّ يغسل قدميه فتتناثر كلّ خطيئةٍ مشت بها قدماه.
529/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا عطّاف بن خالدٍ، حدّثني إسماعيل بن رافعٍ، عن أنس بن مالكٍ - رضي الله عنه - مرفوعًا... فذكره مطوّلاً جدًّا.
وسيأتي لفظه في كتاب الحجّ في باب الطّواف بالبيت، ورواه البزّار مختصرًا.
530- قال: وحدّثنا عبد الغافر، حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن أبي سفيان، عن أبي سعيدٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: مفتاح الصّلاة الوضوء، وتحريمها التّكبير، وإحلالها التّسليم، وفي كلّ ركعتين تسليمٌ، ولا تجوز صلاةٌ لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب وشيءٍ معها.
قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع، وابن ماجة في سننه من طريق طريفٍ السّعديّ أبي سفيان به، دون قوله وفي كلّ ركعتين تسليمٌ، وقال التّرمذيّ: ولا صلاة مكان، ولا تجوز وقال: وسورةٍ مكان شيءٍ معها قال: وفي الباب عن عليٍّ وعائشة، قال: وحديث عليٍّ في هذا أجود إسنادًا وأصحّ من حديث أبي سعيدٍ انتهى.
وله شاهدٌ من حديث عبد الله بن زيدٍ، وسيأتي في كتاب افتتاح الصّلاة، في باب تحريم الصّلاة التكبير، وفي باب التّحليل بالتسليم، ورواه أبو داود، والتّرمذيّ من حديث عليّ بن أبي طالبٍ.
531- قال أبو يعلى: وحدّثنا سريجٌ، حدّثنا أبو حفصٍ الأبّار، عن ليث بن أبي سليمٍ، عن عبد الرّحمن بن سابطٍ، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: جاءني ربّي في أحسن صورةٍ، فقال: يا محمّد، قلت: لبّيك ربّي وسعديك، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا أدري، قال: فوضع يده على صدري
فوجدت بردها بين كتفي - أو قال: فوضع يده بين كتفي، فوجدت بردها في صدري - فقال: يا محمّد فقلت: لبّيك وسعديك، قال: هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قال: قلت: في الدّرجات والكفّارات، أمّا الدّرجات: فإسباغ الوضوء في المكروهات، ونقل الأقدام إلى الجماعات، وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، وأمّا الكفّارات فإطعام الطّعام، وإفشاء السّلام، والصّلاة باللّيل والنّاس نيامٌ، فمن فعل ذلك عاش بخيرٍ، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمّه وقال لي: يا محمّد، قل: اللهمّ إنّي أسألك عمل الحسنات، وترك السّيّئات، وحبّ المساكين، وإذا أردت بقومٍ فتنةً وأنا فيهم، فنجّني إليك غير مفتونٍ.
قلت: ليث بن أبي سليمٍ ضعيفٌ، وقوله: الملأ الأعلى هم الملائكة المقرّبون.
وله شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ، رواه التّرمذيّ في الجامع، وقال حسنٌ غريبٌ.
ورواه أحمد بن منيعٍ في مسنده من حديث ثوبان، وسيأتي في كتاب المساجد في باب المشي إلى المساجد.
532- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن عمرو بن عبسة، أنّه كان جالسًا مع أصحابه، إذ قال رجلٌ: من يحدّثنا حديثًا عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال عمرو: أنا، قال: هي للّه أبوك، واحذر قال: سمعته، يقول: من شاب شيبةً في الإسلام، كانت له نورًا يوم القيامة قال هي للّه أبوك واحذر قال: سمعته يقول: من رمى بسهمٍ في سبيل الله، كان ذلك عتق رقبةٍ قال: هي للّه أبوك، واحذر قال: سمعته، يقول: من أعتق نسمةً أعتق الله بكلّ عضوٍ منها عضوًا منه من النّار قال: وسمعته، يقول: من أعتق نسمتين أعتق الله بكلّ عضوين منها عضوًا منه من النّار قال: هي للّه أبوك واحذر، قال: وحديث لو أنّي لم أسمعه منه إلاّ مرّةً، أو مرّتين، أو ثلاثًا، أو أربعًا، أو خمسًا لم أحدّثكموه، قال: سمعته يقول: ما من مسلمٍ يتوضّأ فيغسل وجهه، إلاّ تساقطت خطايا وجهه من أطراف لحيته، فإذا غسل يديه، تساقطت خطايا يديه من أنامله وأظفاره، فإذا مسح برأسه، تساقطت خطايا رأسه من أطراف شعره، فإذا غسل رجليه، تساقطت خطايا رجليه من باطنهما، فإذا أتى مسجد جماعةٍ، فصلّى فيه فقد وقع أجره على الله، عزّ وجلّ، فإن قام فصلّى ركعتين كانتا كفّارةً له.
532/2- قال: وحدّثني أحمد بن يونس، حدّثني عبد الحميد بن بهرامٍ، حدّثنا شهر بن حوشبٍ، أخبرني أبو ظبية أنّ شرحبيل بن السّمط، دعا عمرو بن عبسة السّلميّ، فقال: يا ابن عبسة، هل أنت محدّثني حديثًا سمعته أنت من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ليس فيه تزيّدٌ، ولا كذبٌ، لا تحدّثنيه عن آخر سمعه منه غيرك؟ قال: نعم، سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: قد حقّت محبّتي للّذين يتحابّون من أجلي، وقد حقّت محبّتي للّذين يتباذلون من أجلي، وقد حقّت محبّتي للّذين يتناصرون من أجلي، وقد حقّت محبّتي للّذين يتصدّقون من أجلي، وقد حقّت محبّتي للّذين يتزاورون من أجلي. قال عمرو بن عبسة: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يقول: أيّما رجلٍ مسلمٍ رمى بسهامٍ في سبيل الله، فبلغ مخطئًا أو مصيبًا فله من الأجر كرقبةٍ أعتقها من ولد إسماعيل، وأيّما رجلٍ شاب شيبةً في الإسلام فهي له نورٌ، وأيّما رجلٍ مسلمٍ أعتق رجلاً مسلمًا فكلّ عضوٍ من المعتق بعضوٍ من المعتق، فداء له من النّار، وأيّما امرأةٍ مسلمةٍ أعتقت امرأةً مسلمةً، فكلّ عضوٍ من المعتقة بعضوٍ من المعتقة فكاكها من النّار، وأيّما رجلٍ مسلمٍ قدّم للّه من صلبه ثلاثًا لم يبلغوا الحنث - أو امرأةً - فهم له سترةً من النّار، وأيّما رجلٍ قام إلى وضوءٍ يريد الصّلاة، فأحصى الوضوء إلى أماكنه سلم من كلّ ذنبٍ أو خطيئةٍ هي له، فإن قام إلى الصّلاة رفعه الله بها درجةً، وإن قعد قعد سالمًا فقال شرحبيل بن السّمط: أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يا ابن عبسة؟ قال: نعم، والّذي لا إله إلاّ هو، لو لم أسمع هذا الحديث من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غير مرّةٍ، أو مرّتين، أو ثلاثٍ، أو أربعٍ، أو خمسٍ، أو ستٍّ، أو سبعٍ - فانتهى عند سبعٍ - ما حلفت أن أحدّثه أحدًا من النّاس، ولكن والله لا أدري ما عدد ما سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
وسيأتي هذا الحديث بطرقه في كتاب الزّينة في باب من شاب شيبةً فًي الإسلام.
532/3- قال: وحدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا بشر بن نميرٍ، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة، سأله شرحبيل بن حسنة، فقال: يا عمرو، هل من حديثٍ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليس فيه نسيانٌ، ولا تزيّدٌ؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من توضّأ فغسل كفّيه، خرجت خطاياه من أنامله، فإذا تمضمض واستنشق، خرجت خطاياه من مسامعه، فإذا غسل وجهه، خرجت خطاياه من وجهه، فإذا غسل يديه، خرجت خطاياه من يديه، فإذا مسح برأسه، خرجت خطاياه من أطراف شعره، فإذا غسل قدميه، خرجت خطاياه من أنامله، فإن قعد على وضوئه، فله أجره، وإن قام متفرّغًا لصلاته، انصرف كما ولدته أمّه من الخطايا، فقال له شرحبيلٌ: يا عمرو، انظر ما تقول! قال: لو لم أسمعه إلاّ مرّةً، أو مرّتين، أو ثلاثًا لم أكن لأحدّثكموه، وقال: من شاب شيبةً في الإسلام، كانت له نورًا يوم القيامة، ومن رمى العدوّ بسهمٍ فبلغ أصاب أو أخطأ، فعدل رقبةٍ.
قلت: روى مسلمٌ، والنّسائيّ في الكبرى، وابن ماجة قصّة الوضوء باختصارٍ، وأبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ قصّة الشّيب باختصارٍ، وسيأتي في كتاب الزّينة مبيّنًا - إن شاء الله تعالى.
533- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد العزيز بن أبانٍ، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجرٍ، حدّثني مجاهدٍ، عن حمران، قال: أتيت عثمان بن عفّان بوضوءٍ، فتوضّأ للصّلاة، ثمّ قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من توضّأ فأحسن الطّهور، ثمّ صلّى فأحسن الصّلاة، كفّر عنه ما تقدّم من ذنبه ثمّ التفت إلى أصحابه، فقال: يا فلان، أسمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ حتّى أنشد ثلاثةً من أصحابه فكلّهم يقول: سمعناه - أو بمعناه.
هذا الإسنادٌ ضعيفٌ، لضعف إسماعيل بن إبراهيم.
14- باب المحافظة على الوضوء وتجديده
534- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن أبي جهضم بن سالمٍ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عبّاسٍ، عن أبيه، قال: قيل له: هل خصّكم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بشيءٍ لم يعمّ به النّاس؟ فقال: لا، إلاّ ثلاث: أمرنا أن نسبغ الوضوء، وألا نأكل الصّدقة، وأن لا ننزي الحمار على الفرس.
534/2- رواه مسدّدٌ، حدّثنا حمّاد، عن أبي جهضمٍ، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: كنّا جلوسًا عند عبد الله بن عبّاسٍ في شبابٍ من بني هاشمٍ، فسأله رجلٌ: أكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في الظّهر والعصر، قال: لا، لا، لا قال: فلعلّه كان يقرأ في نفسه؟ قال: خمشًا هذه أشرّ من الأولى، إنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان عبدًا أمر بأمرٍ فبلّغ ما أمر به، والله ما اختصّنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دون النّاس إلاّ بثلاثة أشياء: أمرنا أن نسبغ الوضوء... فذكره.
534/3- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا أبو جهضمٍ موسى بن سالمٍ، حدّثني عبيد الله بن عبد الله بن عبّاسٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عبدًا مأمورًا، فما خصّنا دون النّاس بشيءٍ ليس ثلاثة: أمرنا أن نسبغ الوضوء... فذكره.
535- وقال مسدّدٌ: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا مهاجرٌ أبو مخلد، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أوّل ما يحاسب به العبد طهوره، فإن أحسن طهوره فصلاته كنحو طهوره، ثمّ يحاسب بصلاته، فإن حسنت صلاته فسائر عمله كنحوٍ من صلاته.
536- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا هارون بن مسلمٍ، عن القاسم بن عبد الرّحمن، عن محمّد بن عليٍّ، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عليّ، أسبغ الوضوء وإن شقّ عليك، ولا تأكل الصّدقة، ولا تنز الحّمر على الخيل، ولا تجالس أصحاب النّجوم.
536/2- قلت: رواه عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثني محمّد بن أبي بكرٍ المقدميّ، حدّثنا هارون بن مسلمٍ، حدّثنا القاسم بن عبد الرّحمن.
537- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا زهيرٌ، وسريج بن يونس، قالا: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا ابن ثوبان، حدّثني حسّان بن عطيّة، أنّ أبا كبشة السّلوليّ، حدّثه، أنّه سمع ثوبان، يقول: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سدّدوا وقاربوا، واعلموا أنّ خير أعمالكم الصّلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلاّ مؤمنٌ.
قلت: رواه ابن ماجة في سننه من طريق سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان دون قوله وسدّدوا وقاربوا.
537/2- ورواه ابن حبّان في صحيحه، حدّثنا أبو يعلى الموصليّ... فذكره.
ورواه أبو داود الطّيالسيّ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر، وأبو بكر بن أبي شيبة في مسانيدهم، والحاكم في مستدركه كلّهم من طريق سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، وقال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولا أعرف له علّةً.
قلت: علّته أنّ سالمًا لم يسمع من ثوبان، قاله أحمد بن حنبلٍ، وأبو حاتمٍ، والبخاريّ، وغيرهم كما بيّنته في الكلام على زوائد ابن ماجة.
نعم الطّريق الّتي رواها الدّارميّ، وأبو يعلى الموصليّ وعنه ابن حبّان في صحيحه من طريق حسّان بن عطيّة، أنّ أبا كبشة، حدّثه أنّه سمع ثوبان متّصلةً.
538- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا محمّد بن بكّارٌ، حدّثنا أبو معشرٍ، عن سعيدٍ، عن أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: ما إسباغ الوضوء؟ فسكت عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حتّى حضرت الصّلاة، قال: فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بماءٍ، فغسل يديه، ثمّ استنثر ومضمض، وغسل وجهه ثلاثًا، ويديه ثلاثًا، ومسح برأسه، وغسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا، ثمّ نضح تحت ثوبه، فقال: هذا إسباغ الوضوء.
قلت: لأبي هريرة: إنّه صلّى الله عليه وسلّم توضّأ ثلاثًا دون قوله: ثمّ نضح... إلى آخره.
539- قال أبو يعلى: وحدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا سعيد بن خثيمٍ الهلاليّ، حدّثتني ربعيّة بنت عياضٍ، عن...، حدّثنا عبيد بن عمرٍو الكلابيّ، قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم توضّأ وأسبغ الوضوء.
قال: وكانت ربعيّة إذا توضّأت أسبغت الوضوء.
539/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة... فذكره.
540- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا يحيى بن أيّوب، حدّثنا محمّد بن الحسن بن أبي يزيد الهمدانيّ، قال: حدّثنا عبّاد المنقريّ، عن عليّ بن زيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، عن أنس بن مالكٍ، قال: قدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المدينة، وأنا ابن ثمان سنين، فأخذت أمّي بيدي، فانطلقت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله، إنّه لم يبق رجلٌ، ولا امرأةٌ من الأنصار، إلاّ وقد أتحفتك بتحفةٍ، وإنّي لا أقدر على ما أتحفك به إلاّ ابني هذا، فخذه فليخدمك ما بدا لك، فخدمت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عشر سنين، فما ضربني ضربةً، ولا سبّني سبّةً، ولا انتهرني، ولا عبس في وجهي، وكان أوّل ما أوصاني به، أن قال: يا بنيّ، اكتم سرّي تكن مؤمنًا فكانت أمّي وأزواج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسألنني عن سرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلا أخبرهم به، ولا مخبر سرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أحدًا أبدًا وقال: يا بنيّ، عليك بإسباغ الوضوء يحبّك حافظاك، ويزاد في عمرك ويا أنس بالغ في الاغتسال في الجنابة، فإنّك تخرج من مغتسلك، وليس عليك ذنبٌ، ولا خطيئةٌ قال: قلت: كيف المبالغة يا رسول الله؟ قال: تبلّ أصول الشّعر، وتنقّي البشرة ويا بنيّ، إن استطعت ألا تزال على وضوءٍ، فإنّه من يأتيه الموت وهو على وضوءٍ، يعط الشّهادة، ويا بنيّ إن استطعت ألا تزال تصلّي، فإنّ الملائكة تصلّي عليك ما دمت تصلّي يا أنس، إذا ركعت فأمكن كفّيك من ركبتيك، وفرّج بين أصابعك، وارفع مرفقيك عن جنبيك.
ويا بنيّ، إذا رفعت رأسك من الرّكوع فأمكن كلّ عضوٍ منك موضعه إنّ الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه من ركوعه وسجوده، ويا بنيّ، إذا سجدت فأمكن جبهتك وكفّيك من الأرض، ولا تنقر نقر الدّيك، ولا تقع إقعاء الكلب - أو قال: الثّعلب - وإيّاك والالتفات في الصّلاة، فإنّ الالتفات في الصّلاة هلكةٌ فإن كان لابدّ ففي النّافلة لا في الفريضة، ويا بنيّ، إذا خرجت من بيتك فلا تقعنّ عينك على أحدٍ من أهل القبلة، إلاّ سلّمت عليه، فإنّك ترجع مغفورًا لك ويا بنيّ، وإذا دخلت منزلك فسلّم على نفسك، وعلى أهل بيتك ويا بنيّ، إن استطعت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غشٌّ لأحدٍ، فإنّه أهون عليك في الحساب ويا بنيّ إن اتّبعت وصيّتي، فلا يكن شيءٌ أحبّ إليك من الموت.
قلت: عليّ بن زيد بن جدعان ضعيفٌ، لكن لم ينفرد به عليّ بن زيدٍ.
540/2- فقد رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، أنبأنا العلاء أبو محمّدٍ الثّقفيّ، سمعت أنس بن مالكٍ... فذكره، وسيأتي لفظه في آخر كتاب المواعظ - إن شاء الله.
روى التّرمذيّ قطعةً منه في الصّلاة، وأخرى في العلم من طريقٍ عليّ بن زيدٍ.
15- باب الجمع بين الوضوء والغسل والاستنجاء
541- قال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن سالمٍ، عن كريبٍ، حدّثنا ابن عبّاسٍ، عن خالته ميمونة، قالت: وضعت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم غسلاً يغتسل به من
الجنابة، فأكفأ الإناء على يده اليمنى، فغسلها مرّتين أو ثلاثًا، ثمّ صبّ على فرجه، فغسل فرجه بشماله، ثمّ ضرب بيده الأرض فغسلها، ثمّ تمضمض واستنشق، وغسل فرجه ويديه، ثمّ صبّ على رأسه وجسده، ثمّ تنحّى ناحيةً، فغسل رجليه، فناولته المنديل فلم يأخذه، وجعل ينفض الماء عن جسده.
فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: كانوا لا يرون بالمنديل بأسًا، ولكن كانوا يكرهونه العادة.
فقلت لعبد الله بن داود: كانوا يكرهونه للعادة؟ فقال: هكذا هو، ولكن وجدته في الكتاب هكذا.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
قلت: ورواه النّسائيّ في الصّغرى من طريق عبد الله بن إدريس، عن الأعمش... فذكره بإسناده، ومعناه دون قوله وجعل ينفض الماء إلى آخره.
وله شاهدٌ من حديث أبي أيّوب، وجابر بن عبد الله، وأنسٍ، رواه ابن ماجه.
16- باب لا يكل طهوره ولا صدقته إلى أحد
542- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو العلاء، حدّثنا الليث، عن معاوية بن صالحٍ، أنّ أبا حمزة، حدّثه، عن عائشة، قالت: ما انتقم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لنفسه من أحدٍ قطّ، إلاّ أن يؤذى في الله، عزّ وجلّ، فينتقم، ولا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكل صدقته إلى غير نفسه، حتّى يكون هو الّذي يضعها في يد السّائل، ولا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكل وضوءه إلى غير نفسه، حتّى يكون هو الّذي يهيّئ وضوءه لنفسه حين يقوم من اللّيل.
قلت: له شاهدٌ من حديث ابن عبّاسٍ، رواه ابن ماجة في سننه بسندٍ ضعيفٍ، كما بيّنته في الكلام على زوائد ابن ماجه.
543- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو هشامٍ، حدّثنا النّضر - يعني: ابن منصورٍ - حدّثنا أبو الجنوب، قال: رأيت عليًّا يستقي ماءً لوضوئه، فبادرته أستقي له، فقال: مه يا أبا الجنوب، فإنّي رأيت عمر يستقي ماءً لوضوئه، فبادرته أستقي له، فقال: مه يا أبا الحسن، فإنّي رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يستقي ماءً لوضوئه، فبادرته أستقي له، فقال: مه يا عمر، فإنّي أكره أن يشركني في طهوري أحدٌ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف أبي الجنوب، واسمه: عقبة بن علقمة، ومن طريقه، رواه البزّار في مسنده.
17- باب جواز الوضوء مما فضل من ولوغ الهرة
544- قال مسدّد: حدّثنا عبد الله بن داود، عن سفيان وحسن بن صالح، عن الركين بن الربيع، عن عمته أن الحسن بن علي - رضي الله عنهما - قال: لا بأس بسؤر الهرة.
545- قال: وحدّثنا عبد الله، عن يحيى بن مسلم أبي الضحاك، عن أبيه، عن أبي سعيد الجابري أن عليًّا رضي الله عنه سئل عن الهر يشرب من الإناء، قال: لا بأس بسؤر الهر.
546- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أشعث بن عبد الرّحمن بن زبيدٍ الأياميّ، حدّثنا أبو عبّادٍ عبد الله بن سعيدٍ، عن أبيه، عن أبي سلمة، عن عائشة، قالت: ربّما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يكفئ الإناء للسّنّور حتّى تشرب ويتوضّأ منه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عبد الله بن سعيدٍ، ومن طريقه رواه البزّار.
رواه ابن ماجة في سننه من طريق حارثة بن أبي الرّجال - وهو ضعيفٌ - عن عمرة، عن عائشة، قالت: كنت أتوضّأ أنا ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم من إناءٍ واحدٍ، قد أصابت منه الهرّة قبل ذلك.
وله شاهدٌ من حديث أبي قتادة، رواه أصحاب السّنن الأربعة، وابن حبّان في صحيحه، ومسدّدٌ قال التّرمذيّ: حديث أبي قتادة حسنٌ صحيحٌ، وهو أحسن شيءٍ في هذا الباب، وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والتّابعين ومن بعدهم، مثال: الشّافعيّ، وأحمد، وإسحاق.
18- باب التسمية عند الوضوء
547- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عفّان، حدّثنا وهيبٌ، عن عبد الرّحمن بن حرملة، أنّه سمع أبا ثفالٍ، يقول: سمعت رباح بن عبد الرّحمن بن أبي سفيان بن حويطبٍ، يقول: حدّثتني جدّتي، أنّها سمعت أباها، يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه، لا يؤمن بالله من لا يؤمن بي، ولا يؤمن بي من لا يحبّ الأنصار.
547/2- رواه مسدّدٌ: حدّثنا بشر بن المفضّل، حدّثنا عبد الرّحمن بن حرملة... فذكره.
قلت: رواه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة باختصارٍ.
547/3- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا حفص بن ميسرة، عن ابن حرملة... فذكره.
547/4- ورواه الطّبرانيّ في كتاب الدّعاء: قال: حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، حدّثنا وهيب بن خالدٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن حرملة... فذكره.
547/5- قال: وحدّثنا معاذ بن المثنّى، حدّثنا مسدّدٌ... فذكره.
ثمّ ذكر له طرقًا أخر من حديث أبي هريرة وسهل بن سعدٍ وعائشة.
قال أحمد بن حنبلٍ: لا أعلم في هذا الباب حديثًا له إسنادٌ جيّدٌ.
قال إسحاق بن راهويه: إن ترك التّسمية عامدًا أعاد الوضوء، وإن كان ناسيًا أو متأوّلاً أجزأه.
قال البخاريّ: أحسن شيءٍ في هذا الباب حديث رباح بن عبد الرّحمن.
قال التّرمذيّ: ورباح بن عبد الرّحمن، عن جدّته، عن أبيها - وأبوها سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيلٍ - وأبو ثفالٍ المرّيّ اسمه ثمامة بن حصينٍ، ورباح بن عبد الرّحمن هو أبو بكر بن حويطبٍ، منهم من روى هذا الحديث فقال عن أبي بكر بن حويطبٍ فنسبه إلى جدّه قال: وفي الباب عن عائشة، وأبي هريرة، وأبي سعيد، وسهل بن سعدٍ، وأنسٍ، انتهى.
وله شاهد من حديث سهل بن سعد، رواه ابن ماجة بسندٍ ضعيفٍ.
قال الحافظ المنذريّ: وقد ذهب الحسن، وإسحاق بن راهويه، وأهل الظّاهر إلى وجوب التّسمية في الوضوء، حتّى أنّه إذا تعمّد تركها أعاد الوضوء، وهو روايةٌ عن الإمام أحمد، ولا شكّ أنّ الأحاديث الّتي وردت فيها، وإن كان لا يسلم شيءٌ منها من مقالٍ، فإنّها تتعاضد بكثرة طرقها، وتكتسب قوّةً، والله أعلم.
548- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد الرّحيم بن واقدٍ، حدّثنا حمّاد بن عمرٍو، حدّثنا السّريّ بن خالد بن شدّادٍ، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، عن جدّه، عن عليٍّ - رضي الله عنه - أنّه قال: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا عليّ، إذا توضّأت، فقل: بسم الله، اللهمّ إنّي أسألك تمام الوضوء، وتمام الصّلاة، وتمام رضوانك، وتمام مغفرتك، فهذا زكاة الصّلاة.
قلت: هذا طرفٌ من حديثٍ طويلٍ، يأتي بتمامه في كتاب الوصايا، وهو حديثٌ ضعيفٌ، السّريّ، وحمّادٌ، وعبد الرّحيم ضعفاءٌ.
549- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا ابن أبي زائدة، عن حارثة بن محمّدٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين يقوم للوضوء يكفئ الإناء فيسمّي الله، ثمّ يسبغ الوضوء.
19- باب فرض الوضوء
550- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّادٌ - يعني: ابن سلمة - عن أيّوب، وحميدٍ - أو أحدهما - عن أبي قلابة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لا يقبل الله صلاةً بغير طهورٍ، ولا صدقةً من غلولٍ.
551- قال: وحدّثنا داود، حدّثنا حمّادٌ، عن حميدٍ وغيره، عن الحسن، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مثله.
قلت: مدار الإسنادين على داود، وهو ضعيفٌ، ومع ضعفه فهو مرسلٌ، لكن له شاهدٌ في الصّحيحين، وغيرهما من حديث أبي هريرة.
ورواه أبو داود، وابن حبّان في صحيحه من حديث أبي المليح، عن أبيه، ومسلمٌ، والتّرمذيّ من حديث ابن عمر، وقال: هو أصحّ شيءٍ في هذا الباب وأحسن.
ورواه ابن ماجة من حديث أنس بن مالكٍ، ومن حديث أبي بكرة.
20- باب الوضوء وفيمن لم يتكلم عليه
552- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا سلاّمٌ الطّويل، عن زيدٍ العميّ، عن معاوية بن قرّة، عن ابن عمر، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توضّأ مرّةً مرّةً، فقال: هذا وظيفة الوضوء الّذي لا تحلّ الصّلاة إلاّ به ثمّ توضّأ مرّتين مرّتين، فقال: هذا وضوء من أراد أن يضعّف له الأجر مرّتين ثمّ توضّأ ثلاثًا ثلاثًا، وقال: هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي.
552/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن بشيرٍ، حدّثنا عبد الرّحيم بن زيدٍ العميّ، عن أبيه... فذكره.
552/3- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أسود بن عامرٍ، أنبأنا أبو إسرائيل، حدّثنا زيدٌ العمّي... فذكره.
ورواه ابن ماجة في سننه من طريق عبد الرّحيم بن زيدٍ العميّ به دون قوله وضوء من أراد أن يضعّف له الأجر مرّتين ولم يقل: ووضوء الأنبياء قبلي. ورواه الحاكم في المستدرك من طريق زيدٍ العميّ.
ورواه البيهقيّ في سننه عن الحاكم به.
وزيدٌ العميّ ضعيفٌ، وابنه متروكٌ، ومعاوية لم يلق ابن عمر، قاله ابن أبي حاتمٍ في العلل، وصرّح به الحاكم في المستدرك.
وله شاهدٌ من حديث جابر بن عبد الله، رواه التّرمذيّ في الجامع.
553- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الله، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه أن عليًّا توضأ ومسح على الخفين.
554- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينارٍ، عن سميعٍ، عن أبي أمامة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يغسل يديه ثلاثًا ويتمضمض ثلاثا، ويستنشق ثلاثًا، ويغسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا ثلاثًا.
554/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عمرو بن دينارٍ، عن سميعٍ، عن أبي أمامة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توضّأ فغسل يديه ثلاثًا وتمضمض ثلاثا، واستنشق ثلاثًا.
554/3- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد... فذكره بإسناده ومتنه، وزاد بعد: واستنشق ثلاثًا: وتوضّأ ثلاثًا ثلاثًا.
554/4- ورواه أبو يعلى: حدّثنا كامل بن طلحة، حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكر مثل حديث محمّد بن يحيى بن أبي عمر.
555- قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر، وحدّثنا المقرئ، حدّثنا سعيد بن أبي أيّوب، حدّثني الأسود، عن عبّاد بن تميمٍ المازنيّ، عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتوضّأ ويمسح الماء على رجليه.
555/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا المقرئ... فذكره.
556- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن أشعث، عن أبي إسحاق، عمّن حدّثه، عن عليٍّ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتوضّأ ثلاثًا ثلاثًا إلاّ المسح مرّةً مرّةً.
قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع من طريق سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي حيّة، عن عليٍّ... فذكره دون قوله: إلاّ المسح مرّةً مرّةً، وقال: حديث عليٍّ أحسن شيءٍ في الباب وأصحّ، والعمل على هذا عند عامّة أهل العلم، أنّ الوضوء يجزئ مرّةً مرّةً، ومرّتين أفضل، وأفضله ثلاثٌ، وليس بعده شيءٌ، وقال ابن المبارك: لا آمن إذا زاد في الوضوء على الثّلاث أن يأثم وقال أحمد، وإسحاق: لا يزيد على الثّلاثة إلاّ رجلٌ ابتلي.
557- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو بدرٍ، عن عمرو بن قيسٍ، عن رجلٍ، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاء أعرابيٌّ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، أخبرني عن الوضوء؟ فدعا بماءٍ فغسل كفّيه ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وغسل ذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه وأذنيه، بدأ بمؤخّر رأسه ثمّ بمقبّله، ثمّ أدخل إصبعيه في أذنيه - قال أبو بدرٍ: لا أدري أذكر مرّةً، أو مرّتين، أو ثلاثًا - ثمّ غسل رجليه، ثمّ قال: هكذا الوضوء، فمن زاد أو نقص، فقد أساء وظلم - أو ظلم وأساء.
قلت: رواه أبو داود في سننه بتمامه دون قوله: بدأ بمؤخّر رأسه ثمّ بمقبّله.
ورواه النّسائيّ، وابن ماجة باختصارٍ كلّهم من طريق موسى بن أبي عائشة، عن عمرو بن شعيبٍ به.
557/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا يعلى، حدّثنا سفيان، عن موسى بن أبي عائشة... فذكره.
558- قال أحمد بن منيع: حدّثنا إسماعيل - هو ابن علية - عن أيوب، عن محمد - هو ابن سيرين - عن أنس، رضي الله عنه، أنه كان يمضمض من اللبن ثلاثًا
هذا إسناد موقوف صحيح.
559- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا أبو النّضر، عمّن رأى عثمان بن عفّان، أنّ عثمان دعا بوضوءٍ، وعنده عليّ بن أبي طالبٍ، وطلحة بن عبيد الله، فتوضّأ ثلاثًا ثلاثًا، ثمّ قال: أنشدكم بالله أتعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يتوضّأ كما توضّأت؟ قالوا: نعم.
559/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يونس بن محمّدٍ، حدّثنا ليثٌ، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن أبي النّضر: أنّ عثمان دعا بوضوءٍ وعنده طلحة، والزّبير، وعليٌّ، وسعدٌ، ثمّ توضّأ وهم ينظرون، فغسل وجهه ثلاث مرّاتٍ، ثم أفرغ على يمينه ثلاث مرات، ثم أفرغ على يساره ثلاث مرات، ثمّ رشّ على رجله اليمنى، فغسلها ثلاث مرّاتٍ، ثمّ رشّ على رجله اليسرى، ثمّ غسلها ثلاث مرّاتٍ، ثمّ قال للّذين حضروا: أنشدكم الله، أتعلمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يتوضّأ كما توضّأت الآن؟ قالوا: نعم - وذلك لشيءٍ بلغه عن وضوء رجالٍ.
559/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا غسّان بن الرّبيع، عن ليث بن سعدٍ... فذكره.
قلت: حديث عثمان في الصّحيح، وغيره، وإنّما أوردته لانضمام من ذكر فيه من الصّحابة.
ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده من طريق بسر بن سعيدٍ، عن عثمان بن عفّان... فذكره.
560- وقال عبد بن حميدٍ: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا المختار بن نافعٍ، عن أبي مطرٍ، قال: بينما نحن جلوسٌ مع أمير المؤمنين في المسجد على باب الرّحبة مع المسلمين، فجاء رجلٌ إلى عليٍّ، فقال: أرني وضوء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عند الزّوال - فدعا قنبرًا، فقال: ائتني بكوزٍ من ماءٍ، فغسل يديه ووجهه ثلاثًا فأدخل بعض أصابعه في فيه واستنشق ثلاثا وغسل ذراعيه ثلاثا، ومسح رأسه واحدةً - ثمّ قال: يعني: الأذنين خارجهما من الرّأس وباطنهما من الوجه - ورجليه إلى الكعبين ولحيته تهطل على صدره، ثمّ حسا حسوةً بعد الوضوء، ثمّ قال: أين السّائل عن وضوء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ كذا كان وضوء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
561- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا القواريريّ، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا فائد بن عبد الرّحمن، عن عبد الله بن أبي أوفى، أنّه سئل عن وضوء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يؤتى بقعبٍ فيه من الماء نحو من المدّ، يتمضمض ثلاثًا، ويستنشق ثلاثًا، ويغسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ثمّ يمسح برأسه ويخلّل لحيته من باطنها، ويغسل رجليه ثلاثًا ثلاثًا.
قلت: رواه ابن ماجة في سننه باختصارٍ من طريق فائد بن عبد الرّحمن، وهو ضعيفٌ كما بيّنته في الكلام على زوائد ابن ماجه.
562- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبد الله بن محمّد بن سالمٍ، حدّثنا حسين بن زيدٍ، عن الحسن بن زيدٍ، عن أبيه، عن الحسين بن عليٍّ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا توضّأ فغسل موضع سجوده بالماء، حتّى يسيله على موضع السّجود.
563- قال أبو يعلى: وحدّثنا عبيد الله بن عمر القواريريّ، حدّثنا محمّد بن الحارث، حدّثني محمّد بن عبد الرّحمن بن البيلمانيّ، عن أبيه، قال: رأيت عثمان بن عفّان جالسًا بالمقاعد يتوضّأ، قال: فمرّ به رجلٌ، فسلّم عليه فلم يردّ عليه، حتّى فرغ من وضوئه، ثمّ دخل المسجد فوقف على الرّجل، وقال: لم يمنعني أن أردّ عليك، إلاّ أنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: من توضّأ فغسل يديه، ثمّ تمضمض ثلاثًا، واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، ويديه إلى المرفقين ثلاثًا، ومسح برأسه، ثمّ غسل رجليه، ثمّ لم يتكلّم حتّى يقول: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، وأنّ محمّدًا عبده ورسوله غفر له ما بين الوضوءين.
قلت: رواه الدّارقطنيّ، ومحمّد بن عبد الرّحمن ضعيف، وكذا الراوي عنه.
564- قال: وحدّثنا زحمويه، حدّثنا صالح بن عمر، أنبأنا أبو خلدة، عن أبي العالية، حدّثني من كان يخدم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: هذا ما حفظت لك منه: كان إذا صلّى ثمّ لم يبرح في المسجد حتّى تحضره صلاةٌ، توضّأ وضوءًا خفيفًا في جوف المسجد.
565- وقال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن محمّد بن المنكدر، عن رجلٍ، عن حنظلة بن الرّاهب، أنّ رجلاً سلّم على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فلم يردّ عليه حتّى تمسّح وقال: لم يمنعني أن أردّ عليك، إلاّ أنّي لم أكن متوضّئًا - أو قال: لم يردّ عليه حتّى تمسّح وردّ عليه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ.
21- باب تخليل اللحية
566- قال مسدّدٌ: حدّثنا محمّد بن جابرٍ، عن موسى بن أبي عائشة، عن عبد الله بن شدّاد بن الهاد، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توضّأ فخلّل لحيته بأصابعه، ثمّ قال: هكذا أمرني ربّي، عزّ وجلّ، أن أخلّل.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف محمّد بن جابرٍ.
567- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو بدرٍ، عن الرّحيل بن معاوية، عن يزيد الرّقاشيّ، عن أنسٍ، قال: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا توضّأ يقول بيده تحت ذقنه، ويخلّل لحيته مرّتين، وربّما فعله ثلاثًا أو أكثر من ذلك مرّتين.
قلت: رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده، وأبو داود، وابن ماجة من طريق يزيد الرّقاشيّ - وهو ضعيفٌ - دون قوله: تحت ذقنه ولم يذكروا يذكروا ربّما... إلى آخره.
وله شاهدٌ من حديث عمّار بن ياسرٍ، رواه التّرمذيّ في الجامع، وقال: وقال بهذا أكثر أهل العلم من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ومن بعدهم، رأوا تخليل اللّحية، وبه يقول الشّافعيّ، وقال أحمد: إن سها عن التّخليل فهو جائزٌ، وقال إسحاق: إن تركه ناسيًا أو متأوّلاً أجزأه، وإن تركه عامدًا أعاد.
568- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا واصلٌ الرّقاشيّ، عن أبي سورة، عن أبي أيّوب، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا توضّأ تمضمض، ومسح لحيته من تحتها بالماء.
568/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ... فذكره.
568/3- قلت رواه ابن ماجة في سننه: حدّثنا إسماعيل بن عبد الله الرّقّيّ، حدّثنا محمّد بن ربيعة الكلابيّ، حدّثنا واصلٌ... فذكره بلفظ: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توضّأ فخلّل لحيته.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف أبي سورة، والرّقاشيّ.
569- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا خالد بن إياسٍ - قال أبو بكرٍ: وكان ضعيفًا - عن عبد الله بن رافعٍ، قال: بعثني مروان إلى أمّ سلمة، فقالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتوضّأ فيخلّل لحيته.
قلت: وضعّفه أيضًا ابن معينٍ، وأحمد بن حنبلٍ، وأبو حاتمٍ، والبخاريّ، وأبو داود، والتّرمذيّ، وابن شاهين، والسّاجيّ، وغيرهم، وقال ابن حبّان، والحاكم: يروي الموضوعات انتهى ويقال في اسم أبيه: إلياس أيضًا.
22- باب مسح الرأس والعمامة
570- قال مسدّدٌ: حدّثنا محمّد بن جابرٍ، عن ضمضمٍ، عن أبيه، قال: توضّأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومسح رأسه مرّةً واحدةً.
له شاهدٌ من حديث سلمة بن الأكوع، رواه ابن ماجة بسندٍ ضعيفٍ.
571- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا حفصٌ، عن ليثٍ، عن طلحة، عن أبيه، عن جدّه، قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم توضّأ فمسح رأسه هكذا، وأمرّ حفصٌ بيده على رأسه حتّى مسح قفاه.
571/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني زكريّا بن عديٍّ، حدّثنا حفص بن غياثٍ... فذكره بلفظ: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توضّأ، فوضع يده فوق رأسه ثمّ ردّها على قفاه، ثمّ أخرجها من تحت الحنك.
قلت: طلحة هو ابن مصرّف بن كعب بن عمرٍو - أو عمرو بن كعبٍ.
572- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو العلاء الحسن بن سوّارٍ، حدّثنا ليثٌ، عن معاوية بن صالحٍ، عن عتبة أبي أميّة، عن أبي سلامٍ الأسود، عن ثوبان، قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم توضّأ ومسح على الخفّين والخمار - يعني: العمامة.
572/2- قلت: رواه أحمد بن حنبل في مسنده، حدّثنا الحسن بن سوّار... فذكره.
23- باب تخليل الأصابع والتحجيل ومن لم يتم وضوءه
573- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني واقد عن مصعب، قال: رأى ابن عمر قومًا يتوضئون، فقال: خللوا - يعني: بين الأصابع.
له شاهد من حديث ابن عباس، رواه ابن ماجه في سننه، والترمذي في الجامع وحسنه.
574- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الرّحيم بن سليمان، عن واصل بن السّائب، عن أبي سورة، عن عمّه أبي أيّوب، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: حبّذا المتخلّلون قالوا: يا رسول الله، وما المتخلّلون؟! قال: التّخلّل من الوضوء، تخلّل بين أصابعك وأظافرك، والتّخلّل من الطّعام، فإنّه ليس شيءٌ أشدّ على الملك الّذي مع العبد من أن يجد من أحدكم ريح الطّعام.
574/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا رياح بن عمرٍو، أنبأنا أبو يحيى الرّقاشيّ، حدّثني أبو سورة ابن أخي أيّوب، عن أبي أيّوب، قال: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: حبّذا المتخلّلون في الوضوء والطّعام.
574/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا مروان بن معاوية، حدّثنا أبو سورة، حدّثنا أبو أيّوب الأنصاريّ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا حبّذا المتخلّلون في الوضوء بين الأصابع والأظافير، ويا حبّذا المتخلّلون من الطّعام، وإنّه ليس أشدّ على الملك من بقيّةٍ تبقى في الفم من أثر الطّعام.
574/4- قال: وحدّثنا أبو أيّوب سليمان بن عمرٍو الرّقّيّ، حدّثنا مروان... فذكره.
574/5- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا وكيعٌ، عن واصلٍ الرّقاشيّ... فذكره.
ورواه الطّبرانيّ في الكبير مختصرًا.
قلت: مدار الإسناد على أبي سورة وهو ضعيفٌ.
ورواه الطّبرانيّ في الأوسط من حديث أنس بن مالكٍ.
575- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مسروق بن المرزبان أبو سعيدٍ، حدّثنا ابن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن عامر بن شقيقٍ، عن شقيقٍ، قال: توضّأ عثمان بن عفّان فخلّل أصابع رجليه، ثمّ قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعل ذلك.
576- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن هاشمٍ، حدّثنا ابن أبي ليلى، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قيل: يا رسول الله، بما تعرف أمّتك يوم القيامة؟ قال: غرًّا محجّلين من أثر الوضوء.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لكنّ أصله في الصّحيحين من حديث أبي هريرة.
له شاهدٌ من حديث عبد الله بن مسعودٍ، رواه ابن حبّان في صحيحه.
577- قال الحارث: وحدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا عبد الله بن لهيعة، حدّثنا حيوة بن شريحٍ، عن عقبة بن مسلمٍ، سمعت عبد الله بن الحارث، صاحب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ويلٌ للأعقاب وبطون الأقدام من النّار.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف ابن لهيعة.
وأصله في الصّحيحين من حديث أبي هريرة، ومن حديث عبد الله بن عمرو بن العاص.
24- باب نضح الفرج بالماء بعد الوضوء
578- قال مسدّدٌ: حدّثنا سلاّم بن أبي مطيعٍ، عن منصور بن المعتمر، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قال ابن عبّاسٍ: إذا توضّأ أحدكم، فليأخذ حفنةً من ماءٍ فلينضح بها فرجه، فإن أصابه شيءٌ فليقل: إنّ ذلك منه.
579- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الحسن بن موسى، أخبرني ابن لهيعة، حدّثني عقيل بن خالدٍ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن أسامة بن زيد بن حارثة، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أوّل ما أوحي إليه أتاه جبريل فعلّمه الوضوء، فلمّا فرغ أخذ غرفةً من ماءٍ وقال ابن لهيعة مرّةً أخرى: فنضح فرجه.
579/2- وكذا رواه عبد بن حميدٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، إلاّ أنّه قال: أراه الوضوء والصّلاة.
579/3- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا عبد الله بن لهيعة، حدّثنا عقيل بن خالدٍ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن أسامة بن زيد بن حارثة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
قلت: رواه ابن ماجة في سننه من طريق ابن لهيعة دون قوله أوّل ما أوحي إليه.
579/4- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا الهيثم بن خارجة، حدّثنا رشدين بن سعدٍ، عن عقيل، عن الزّهريّ، عن عروة، عن أسامة بن زيدٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّ جبريل - عليه السّلام - لمّا نزل على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فعلّمه الوضوء، فلمّا فرغ من وضوئه أخذ حفنةً من ماءٍ، فرشّ بها نحو الفرج قال: وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يرشّ بعد وضوئه.
وعبد الله بن لهيعة ضعيفٌ، وكذا رشدين بن سعدٍ.
25- باب كراهة مس الوجه بعد الوضوء
580- قال مسدّد: حدّثنا سفيان، عن منصور بن المعتمر، عن هلال بن يساف، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله أنه كرهه - يعني: المسح على الوجه بالمنديل.
موقوف.
580/2- قلت: رواه الحاكم في المستدرك: حدّثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدّثنا العباس بن محمد، حدّثنا يحيى بن معين، حدّثنا سفيان بن عيينة... فذكره بلفظ: لا تمندل إذا توضأت.
قال البيهقي في سننه: وروينا عن عثمان وأنس أنهما لم يريا به بأسًا، وعن الحسن بن علي أنه فعله، انتهى.
وقد ورد عن النبي صلّى الله عليه وسلّم ما يخالف قول جابر، فروى ابن ماجه في سننه بسند صحيح، عن سلمان الفارسي أن النبي صلّى الله عليه وسلّم توضأ، فقلب جبة صوف كانت عليه فمسح بها وجهه.
وروى الترمذي في الجامع من حديث عائشة قالت: كانت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرقة يتنشف بها بعد الوضوء.
ثم روى من حديث معاذ قال: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم إذا توضأ مسح وجهه بطرف ثوبه.
وقال في كل من الحديثين: غريب. قال: ولا يصح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم في هذا الباب شيء، قال: وقد رخص قوم من أهل العلم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن بعدهم في التمندل بعد الوضوء، ومن كرهه إنما كرهه من قبل أنه قيل: إن الوضوء يوزن. روي ذلك عن سعيد بن المسيّب والزهري.
26- باب ما يقال بعد الوضوء
581- قال مسدّدٌ: حدّثنا المعتمر، سمعت عبّاد بن عبّاد بن أخضر، يحدّث، عن أبي مجلزٍ، عن أبي موسى، قال: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بوضوءٍ فتوضّأ، ثمّ صلّى، فكان في دعائه: اللهمّ اغفر لي ذنبي، ووسّع لي في داري، وبارك لي في رزقي، فذكرت دعوات فقلت: يا رسول الله، ذكرت دعواتٍ؟ قال: وهل تركن من شيءٍ.
581/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: عن المعتمر بن سليمان... فذكره بلفظ: أتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بوضوءٍ، فتوضّأ، وقال: اللهمّ اغفر لي ذنبي، ووسّع لي في داري، وبارك لي في رزقي.
581/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
581/4- قلت: ورواه النّسائيّ في كتاب عمل اليوم واللّيلة، عن محمّد بن عبد الأعلى، عن المعتمرٍ... فذكره.
582- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن شعبة، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد بحديث قال: إذا توضأ الرجل فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك؟ ختم بخاتم ثم لم يكسر إلى يوم القيامة.
582/2- قلت: رواه النسائي في اليوم والليلة: عن بندار، عن غندر، عن شعبة... فذكره هكذا موقوفًا.
582/3- ورواه الطبراني في كتاب الدعاء: موقوفًا ومرفوعًا من طرق منها: عن قيس بن الربيع، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلّى الله عليه وسلّم... فذكره، إلاّ أنه قال: طبع عليها بطابع، ثم وضعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة.
582/4- ورواه الطبراني في الأوسط: برواة الصحيح، ولفظه عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من قرأ سورة الكهف كانت له نورًا يوم القيامة من مقامه إلى مكة، ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يضره، ومن توضأ فقال: سبحانك اللهم... فذكره بتمامه.
27- باب الأذنان من الرأس
583- قال محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الجريري، عن فلان بن وهب بن قبيصة، عن رجل من الأنصار، عن أبيه قال: قال عثمان: ألا أريكم وضوء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ فأراهم، ثم قال: واعلموا أن الأذنين من الرأس.
583/2- قلت: رواه أحمد بن حنبل في مسنده: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الجريري، عن عروة بن قبيصة، عن رجل من الأنصار... فذكره.
وله شاهد من حديث أبي أمامة الباهلي، رواه الترمذي في الجامع، وقال: والعمل على هذا عند أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومن بعدهم أن الأذنين من الرأس، وبه يقول سفيان وابن المبارك وأحمد وإسحاق، وقال بعض أهل العلم: ما أقبل من الأذنين فمن الوجه، وما أدبر فمن الرأس. وقال إسحاق: وأختار أن يمسح مقدمهما مع وجهه، ومؤخرهما مع رأسه. انتهى.
وما اختاره إسحاق له شاهد من حديث علي بن أبي طالب رواه عبد بن حميد في مسنده، وقد تقدم في كتاب الوضوء.
28- باب ما يكفي الوضوء والغسل من الماء
584- قال مسدّد بن مسرهدٍ، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا شعبة، عن حبيب بن زيدٍ، عن عبّاد بن تميمٍ، عن عبد الله بن زيدٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أتى بثلثي مدٍّ فتوضّأ، فجعل يدلّك ذراعيه.
584/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عامرٍ، حدّثنا ابن أبي زائدة، عن شعبة... فذكره.
584/3- قال أبو يعلى: وحدّثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذٍ، حدّثنا أبي، حدّثنا شعبة، عن حبيبٍ الأنصاريّ - وجدّه عبد الله بن زيدٍ - عن عبّاد بن تميمٍ، عن عبد الله بن زيدٍ جدّ حبيبٍ، قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأتي بوضوء ثلثي مدٍّ، فرأيته يتوضّأ، فجعل يدلّك به ذراعيه ودلّك أذنيه - يعني: حين مسحهما.
584/4- قال: وحدّثنا سويد بن سعيدٍ، حدّثنا يحيى بن زكريّا، عن شعبة... فذكر مثل حديث مسدّدٍ.
584/5- قلت: ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أحمد بن يحيى بن زهيرٍ، حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا ابن أبي زائدة... فذكره.
584/6- قال: وأخبرنا أبو خليفة، حدّثنا مسدّد بن مسرهدٍ... فذكره.
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة... فذكره.
ورواه البيهقيّ في سننه، عن الحاكم.
585- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمد بن فضيل عن حصين، عن يزيد الرقاشي، عن امرأة من قومه أنها كانت إذا حجت مرت على أم سلمة، قال: فقالت لها: أريني الإناء الذي كان يتوضأ فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالت: فأخرجته، فقلت: هذا مكوك المفتي. فقلت: أريني الإناء الذي كان يغتسل فيه؟ فأخرجته، فقلت: هذا القفيز المفتي.
585/2- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن أبي بكير، حدّثنا زائدة، عن حسين بن عبد الرحمن، عن يزيد الرقاشي، عن امرأة من قومه قالت: دخلت على أم سلمة فقلت: أريني إناء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الذي كان يغتسل فيه. فأخرجت إليّ إناء، فقلت: هذا مختوم - يعني: - الصاع - فقلت لها: فأخرجي لي مدّه - أو إناءه - الذي كان يتوضأ به. فأخرجت لي إناء، فقلت: هذا ربع المفتي كذا.
قلت: هذا إسناد ضعيف، لجهالة تابعيه وضعف الرقاشى.
586- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا شريكٌ، عن عبد الله بن عيسى، عن ابن جبر، عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يجزئ في الوضوء رطلان من ماءٍ.
587- قال: وحدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا محمّد بن أبي حفصٍ العطّار، عن السّدّيّ، عن البهيّ، عن عائشة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توضّأ بكوزٍ.
588- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا سريج بن يونس، حدّثنا عليّ بن ثابتٍ، عن الصّلت بن دينارٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أبي أمامة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: توضّأ بنصف مدٍّ.
قلت: رواه البيهقيّ في سننه الكبرى من طريق عبد الله بن محمّدٍ البغويّ، عن سريج بن يونس... فذكره.
قال البيهقيّ: والصّلت بن دينارٍ لا يفرح بحديثه.
29- باب ما ينقض الوضوء وما لا ينقض
589- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن مجالد، حدّثنا عامر، عن جرير أن عمر، رضي الله عنه، صلى بالناس فخرج من إنسان شيء، فقال عمر: عزمت على صاحب هذه أن يتوضأ ويعيد صلاته. فقال جرير: أو تعزم على كل من سمعها أن يتوضأ وأن يعيد الصلاة؟ قال: نعم ما قلت، جزاك الله خيًرا. فأمرهم بذلك.
قلت: مجالد ضعيف.
590- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن شعبة، عن غيلان بن جامع، عن منصور بن مهران، عمن أخبره أنه رأى أبا هريرة أدخل أصبعه في أنفه فخرجت متلطخة دمًا - أو عليها دم - ثم صل.
إسناد ضعيف.
591- قال: وحدّثنا يحيى، عن سفيان، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح قال: قالت عائشة: يتوضأ أحدكم من الطعام ولا يتوضأ من الكلمة العوراء يقولها!.
592- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا عبد الملك بن مسلمٍ الحنفيّ، عن أبيه، عن عليٍّ، قال: جاء أعرابيٌّ إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال: يا رسول الله، إنّا نكون بالبادية، فيخرج من أحدنا الرّويحة، قال: فقال: إنّ الله لا يستحي من الحقّ، إذا فسا أحدكم فليتوضّأ، ولا تأتوا النّساء في أعجازهنّ.
593- قلت: رواه عبد الله بن أحمد بن حنبلٍ، حدّثنا محمّد بن بكّارٍ، حدّثنا حبّان بن عليٍّ، عن ضرار بن مرّة، عن حصينٍ المزنيّ، قال: قال عليّ بن أبي طالبٍ على المنبر: أيّها النّاس، إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لا يقطع الصّلاة إلاّ الحدث لا أستحييكم ممّا لا يستحي منه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والحدث أن يفسو أو يضرط.
594- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن محمّد بن عمرو بن عطاءٍ، قال: رأيت السّائب بن خبّابٍ يشمّ ثوبه، فقلت: ممّا ذاك يرحمك الله؟! قال: إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: لا وضوء إلاّ من ريحٍ أو سماعٍ.
594/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أبو عمران محمّد بن جعفرٍ الوركانيّ، عن إسماعيل بن عيّاشٍ... فذكره.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عبد العزيز بن عبيد الله.
594/3- رواه ابن ماجة في سننه: عن أبي بكر بن أبي شيبة بالإسناد والمتن، إلاّ أنّه جعل مكان السّائب بن خبّابٍ السّائب بن يزيد.
595- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن مخارق، عن طارق قال: قال عبد الله شيئًا هذا معناه: إن اللمس ما دون الجماع.
30- باب الوضوء من مس الذكر
596- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيّب، قال: من مس ذكره فعليه الوضوء.
ورجال إسناده ثقاتٌ.
597- وقال: وحدّثنا أمية بن خالد، حدّثنا عمر بن أبي وهب الخزاعي، عن جميل - أو خميل، شك معاذ - عن أبي وهب، عن أبي هريرة قال: من مس ذكره فليتوضأ، ومن مس فوق الثوب فلا يتوضأ.
597/2- قلت: رواه أحمد بن حنبل في مسنده: والبيهقي في سننه من طريق يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن المقبري، عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: من مس ذكره فعليه الوضوء.
597/3- ورواه ابن حبان في صحيحه من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه وليس بينهما ستر ولا حجاب فليتوضأ.
598- وقال إسحاق بن راهويه: أنبأنا محمّد بن بكرٍ البرسانيّ، حدّثنا ابن جريجٍ، حدّثني الزّهريّ، عن عبد الله بن أبي بكرٍ، عن عروة، قال: بعثني الزّهريّ - ولم أسمعه منه - أنّه كان يحدّث، عن بسرة بنت صفوان، وعن زيد بن خالدٍ الجهنيّ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضّأ.
598/2- قال ابن جريجٍ: وقال يحيى بن أبي كثيرٍ: عن رجلٍ من الأنصار، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صلّى ثمّ عاد في مجلسه فتوضّأ، ثمّ أعاد الصّلاة، فقال: إنّي كنت مسست ذكري فنسيت.
599- قال إسحاق: وحدّثنا معاذ بن هشامٍ، حدّثني أبي، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، حدّثني رجلٌ في مسجد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، عن عروة، عن عائشة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا مسّ أحدكم ذكره فليتوضّأ.
599/2- رواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عبد العزيز بن أبانٍ، حدّثنا هشامٌ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا مسّ أحدكم ذكره فليعد الوضوء.
قلت: الإسناد الأوّل صحيحٌ متّصلٌ، وحديث بسرة في السّنن الأربعة، وأخرجه أحمد بن حنبلٍ، من حديث زيد بن خالدٍ، لكنّه من رواية ابن إسحاق، عن الزّهريّ، عن عروة، عن زيد بن خالدٍ، وقد تبيّن في الإسناد الّذي سقناه، أنّ الزّهريّ لم يسمعه من عروة، فكأنّ ابن إسحاق، دلّسه تدليس التّسوية، لأنّه صرّح فيه بسماعه من الزّهريّ، فأخرجته من هذا الوجه للفائدة، وباقي الطّرق الّتي هنا لم يخرجوها.
599/3- وكذا رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمّد بن إسحاقٍ، عن الزّهريّ... فذكره.
599/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، حدّثني أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني محمّد بن مسلمٍ الزّهريّ، عن عروة بن الزّبير... فذكره
وزاد قال أبو خثيمة: هذا عندي وهمٌ، إنّما روى عروة، عن بسرة.
600- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الحسن بن عمر بن شقيقٍ الجرميّ، حدّثنا عبد الله بن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن أيّوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر، قال: صلّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، صلاةً ثمّ قام فتوضّأ وأعادها فقلنا: يا رسول الله، هل من حدثٍ يوجب الوضوء؟ قال: لا إنّي مسست ذكري.
601- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يحيى بن هاشمٍ، حدّثنا هشام بن عروة، عن عروة بن الزّبير، عن مروان، عن بسرة بنت صفوان، قالت: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن المرأة تمسّ فرجها، قال: تتوضّأ.
قلت: لبسرة بنت صفوان في السّنن الأربعة حديثٌ بغير هذه السّياقة.
601/2- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن خزيمة، حدّثنا محمّد بن رافعٍ، حدّثنا ابن أبي فديكٍ، أخبرني ربيعة بن عثمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من مسّ فرجه فليتوضّأ.
قال عروة: فسألت بسرة فصدّقته.
601/3- قال ابن حبّان: وحدّثنا الفضل بن الحباب الجمحيّ، حدّثنا مسلم بن إبراهيم، حدّثنا عليّ بن المبارك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن بسرة، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من مسّ فرجه فليعد الوضوء.
601/4- قال: وحدّثنا أبو نعيمٍ عبد الرّحمن بن قريشٍ، حدّثنا محمّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، حدّثنا عبد الله بن الوليد العدنيّ، حدّثنا سفيان، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن مروان، عن بسرة، قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: من مسّ ذكره فليتوضّأ وضوءه للصّلاة.
601/5- قال: وحدّثنا عبد الله بن محمّد بن سلمٍ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدّمشقيّ، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن نمرٍ اليحصبيّ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن بسرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا مسّ أحدكم فرجه فليتوضّأ، والمرأة مثل ذلك.
قال البخاريّ: أصحّ شيءٍ في هذا الباب حديث بسرة بنت صفوان.
قال التّرمذيّ: وفي الباب عن أمّ حبيبة، وأبي أيّوب، وأروى بنت أنيسٍ، وعائشة، وجابر بن عبد الله، وزيد بن خالدٍ، وعبد الله بن عمرٍو.
قلت: وفي الباب - ممّا لم يذكره التّرمذيّ - عن ابن عمر، وأبي هريرة، وسعد بن أبي وقّاصٍ، وابن عبّاسٍ، وأمّ سلمة.
31- باب ترك الوضوء من مس الذكر
602- قال مسدّد بن مسرهد: حدّثنا يحيى، عن سعيد، عن قتادة، قال: سألت سعيدًا عن مس الذكر، فقال: هو كبعض جسدك.
هذا إسناد رجاله ثقات.
له شاهد من حديث أبي أمامة، رواه ابن ماجه.
603- قال: وحدّثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي حسان، عن مخارق بن أحمر الكلابي، عن حذيفة في مس الذكر، فقال: ما أبالي إياه مسست أو أنفي أو أذني. قال يحيى: أحدهما.
603/2- قال: وحدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني إياد بن لقيط، عن البراء بن قيس قال: سئل حذيفة عن مس الذكر... فذكره.
قلت: له شاهد من حديث طلق بن علي، رواه أبو داود، والترمذي والنسائي وابن ماجه وأبو يعلى الموصليّ، وسيأتي بزيادة في كتاب المساجد في باب بناء مسجد المدينة.
604- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا الجرّاح بن مخلدٍ، حدّثنا عمر بن يونس اليماميّ، حدّثنا المفضّل بن ثوّابٍ - رجلٌ من أهل اليمن - حدّثني حسين بن أودع، عن أبيه، عن سيف بن عبد الله الحميريّ، قال: دخلت أنا ورجالٌ معي على عائشة، فسألناها عن الرّجل يمسّ فرجه، وعن المرأة تمسّ فرجها، فقالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ما أبالي إيّاه مسست أو أنفي.
32- باب ما جاء في الوضوء من النوم
605- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا يحيى بن آدم، حدّثنا المسعوديّ، عن حمّادٍ، عن إبراهيم، عن عبد الله، قال: إذا نام أحدكم مضطجعًا فليتوضّأ فقيل له: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ينام مضطجعًا فلا يتوضّأ؟ فقال: لستم كرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولو كان من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيءٌ أعلمه.
606- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن سلمة، عن كريبٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نام حتّى نفخ ثمّ قام فصلّى.
606/2- رواه عبد بن حميدٍ: أخبرني أبو الوليد، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن حميد وأيوب، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نام حتّى سمع له غطيطٌ، فقام فصلّى، ولم يتوضّأ، قال عكرمة: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان محفوظًا.
606/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الرّحمن بن صالحٍ الأزديّ، حدّثنا حفصٌ، عن أشعث، عن أبي هبيرة، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، نام وهو جالسٌ ثمّ نفخ، ثمّ جاء بلالٌ فآذنه بالصّلاة، فخرج فصلّى ولم يتوضّأ.
606/4- ورواه أحمد بن حنبل: من حديث أبي العالية، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ليس على من نام ساجدًا وضوء حتى يضطجع، فإنه إذا اضطجع استرخت مفاصله.
قلت: رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه بغير هذا اللفظ.
607- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا محمد بن عمر، حدّثنا أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر قال: إذا وضع جنبه فليتوضأ.
قلت: مرسل ضعيف، ومحمد بن عمر هو الواقدي، رواه البيهقي في سننه الكبرى من طريق محمد بن عمر الواقدي به.
608- قال الحارث: وحدّثنا محمد بن عمر، حدّثنا ابن أبي سبرة، عن عاصم بن عبيد الله، عن حرملة مولى زيد قال: استفتيت زيد بن ثابت في النوم قاعدًا فلم ير به بأسًا، قلت: أرأيت إن وضعت جنبي. قال: توضأ.
قال أبو عبد الله: وهذا مجمع عليه.
609- قال: وحدّثنا محمد بن عمر، حدّثنا مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن أبي الأسود، عن عروة، عن عائشة.
610- وعن أبيه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه قالا: من نام على كل حال لا يعقل فعليه الوضوء.
611- قال: وحدّثنا محمد بن عمر، حدّثنا ابن أبي ذئب، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن الأعرج قالت: رأيت أبا هريرة ينام قاعدًا حتى أسمع غطيطه، ثم يقوم فيصلي ولا يتوضأ.
قلت: شيخ الحارث بن أبي أسامة في هذا الإسناد وما قبله محمد بن عمر هو الواقدي: ضعيف.
612- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عامرٍ، حدّثنا ابن أبي زائدة، عن حجّاجٍ، عن فضيلٍ، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: نام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتّى نفخ، ثمّ قام فصلّى قال: فذكرته لعطاءٍ، فقال: إنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم لم يكن كغيره.
612/2- قلت: رواه ابن ماجة في سننه: حدّثنا عبد الله بن عامر بن زرارة، حدّثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، عن أبيه... فذكره بتمامه دون قوله فذكرته لعطاءٍ... إلى آخره.
613- قال أبو يعلى الموصليّ: وحدّثنا عبيد الله، حدّثنا خالد، حدّثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس - أو عن أناس - أن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كانوا يضعون جنوبهم فينامون، منهم من يتوضأ ومنهم من لا يتوضأ.
قلت: هذا إسناد صحيح.
623/2- رواه البزّار في مسنده: حدّثنا ابن المثنى، حدّثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس أن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كانوا يضعون...
613/3- وفي صحيح مسلم وأبي داود والترمذي: عن أنس قال: كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينامون، ثم يصلون، ولا يتوضئون، قيل لقتادة: سمعته من أنس؟ قال: إي والله لفظ مسلم.
613/4- ورواه البيهقي في سننه الكبرى: من طريق شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: كان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينامون، ثم يقومون فيصلون، ولا يتوضئون على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
613/5- ثم رواه من طريق ابن المبارك، عن معمر، عن قتادة، عن أنس قال: لقد رأيت أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوقظون للصلاة حتى إني لأسمع لأحدهم غطيطًا، ثم يقومون فيصلون ولا يتوضئون.
قال ابن المبارك: هذا عندنا وهم جلوس. قال البيهقي: وعلى هذا حمله: عبد الرحمن بن مهدي والشافعي، وحديثهما في ذلك مخرجان في الخلافيات.
614- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن عبد الله بن الحسين الأنطاكيّ، أنبأنا بقيّة بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم عن عطيّة بن قيسٍ، سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: العينان وكاء السّه، وإذا نامت العين استطلق الوكاء.
614/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا بكر بن يزيد، أنبأنا أبو بكرٍ - يعني: ابن أبي مريم... فذكره.
ورواه البيهقيّ من طريقه، ثمّ رواه من طريق مروان بن جناح، عن عطيّة بن قيسٍ... فذكره موقوفًا.
قال الوليد بن مسلمٍ: مروان أثبت من أبي بكر بن أبي مريم.
33- باب الوضوء مما غيرت النار
615- قال مسدّدٌ: حدّثنا يزيد، حدّثنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظٍ، أنّ أبا هريرة أكل أثوارًا من أقطٍ فتوضّأ، قال: تدري لما توضّأت؟ إنّي أكلت أثوارًا من أقطٍ، وإنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يقول: توضّؤوا ممّا مسّت النّار.
قلت: هو في صحيح مسلمٍ باختصارٍ.
615/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا عفّان، حدّثنا وهيبٌ، حدّثنا سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أكل أثوارًا من أقطٍ فتوضّأ منه ثمّ صلّى.
615/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: أنبأنا ابن خزيمة، حدّثنا أحمد بن عبدة الضّبّيّ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ الدّراورديّ، عن سهيل بن أبي صالحٍ... فذكره.
616- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن ابن أبي عروبة، عن قتادة أن أنس بن مالك كان يتوضأ مما غيرت النار، ويحدث أن أبا طلحة توضأ مما غيرت النار.
هذا إسناد رجاله ثقات.
رواه البزّار من طريق الحسن، عن أنس.
وابن ماجه في سننه من طريق خالد بن يزيد بن أبي مالك، عن أبيه، عن أنس مرفوعًا... فذكره دون قوله: ويحدث أن أبا طلحة... إلى آخره.
617- قال: وحدّثنا المعتمر، سمعت أبي، يقول، حدّثنا أبو عثمان، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: توضّؤوا والوضوء ممّا غيّرت النّار، وممّا يخرج من بين فرثٍ ودمٍ.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
618- قال: وحدّثنا يحيى، عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمود بن عمرو، عن خالته - أو عمته، شك يحيى - وكانت امرأة زيد بن ثابت أن زيد بن ثابت كان يتوضأ مما غيرت النار.
619- وقال أحمد بن منيع: حدّثنا إسماعيل، حدّثنا أيوب، عن أبي قلابة قال: أتيت أنسًا فلم أجده، فقعدت حتى جاء، فجاء وهو مغضب، فقال: كنا عند هذا - يعني: الحجاج - فأتي بطعام فأكلوا، ثم قاموا فصلوا ولم يتوضئوا. فقلت: أوما كنتم تفعلون هذا؟! فقال: لا، ما كنا نفعله.
619/2- قال: وحدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا سليمان التيمي، عن أبي قلابة، عن أنس به، غير أنه قال: رأيت أنسًا خبيث النفس، فقلت: مالك خبيث؟! فقال: ومالي لا أكون خبيث النفس وقد خرجت من عند هؤلاء آنفا، وقد أكلوا خبزًا ولحماً ثم صلوا ولم يتوضئوا... فذكره بنحوه.
هذا إسناد رجاله ثقات.
620- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن عمرٍو، أخبرني من سمع ابن عبّاسٍ، وعبد الله بن عمرٍو القاري بمارية، يقول: أخبرني أبو أيّوب، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: الوضوء ممّا مسّت النّار قال ابن عبّاسٍ: أتوضّأ من الدّهن؟ أتوضّأ من الحميم؟ والله ما حلّت النّار شيئًا، ولا حرّمته.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لجهالة التّابعيّ.
34- باب ترك الوضوء مما مست النار
621- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا بكّارٌ، سمعت أبا الزّبير، يحدّث، عن جابرٍ - رضي الله عنه - أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأبا بكرٍ، وعمر - قال بكّارٌ: وأحسبه قد ذكر عثمان، رضي الله عنه - أكلوا لحمًا فصلّوا ولم يتوضّؤوا.
621/2- رواه مسدّد: حدّثنا ابن أبي داود، عن هشام بن عروة، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله أن أبا بكر أكل لحماً شواء - أو طبيخًا - ثم صلى ولم يتوضأ.
622- ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، سمع جابر بن عبد الله.
622/2- قال: وحدّثنا سفيان، حدّثنا محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأنا معه، فدخل على امرأةٍ من الأنصار، ففرشت لنا تحت صورٍ لها - والصّور النّخلات المجتمعات - وذبحت لنا شاةً، فأكل منها، وأتت بقناع رطبٍ فأكل منه، ثمّ توضّأ للظّهر وصلّى، ثمّ انصرف، فأتيته بغلالة من غلالة الشّاة فأكل ثمّ صلّى العصر ولم يتوضّأ. وشهدت أبا بكر الصديق دخل على أهله فقال: هل من طعام؟ قالوا: لا، قال: فأين شاتكم الوالد؟ فأتي بها فحلبها، ثم أمر بلبائها فطبخ فأكل منه، ثم صلى ولم يتوضأ. وشهدت عمر بن الخطاب وأتي بجفنتين فوضع إحداهما بين يديه، والأخرى من خلفه، فأكل وأكلنا معه، ثم صلى ولم يتوضأ.
622/3- ورواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا هشيمٌ، أنبأنا عليّ بن زيدٍ، حدّثنا محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال: أكلت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ومع أبي بكرٍ، وعمر، وعثمان خبزًا ولحمًا، ثمّ صلّوا ولم يتوضّؤوا.
622/4- ورواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا جرير بن حازمٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخل على امرأةٍ من الأنصار حائطًا، فكنست صورًا لها، وبسطت له، ثمّ أمرت بشاةٍ فذبحت، وصنع لهم طعامٌ، فأكلوا ثمّ قالوا فلمّا حضرت الصّلاة قاموا، فتوضّؤوا وصلّوا صلاة الظّهر، فقالت المرأة: يا نبيّ الله، إنّه قد فضل من شاتنا فضلةٌ، فهل لكم في العشاء؟ فقالوا: نعم، فأكلوا ثمّ قاموا فصلّوا العصر ولم يتوضّؤوا.
622/5- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا العبّاس بن الفضل، حدّثنا عبد الوارث، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: دخلت مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على امرأةٍ من الأنصار، فذبحت له شاةً، فأكل، ثمّ صلّى ولم يتوضّأ ودخلت على أبي بكر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: أين شاتكم الوالد؟ فطبخ لنا فأكل ثم صلى ولم يتوضأ، ودخلت على عمر بعد موت أبي بكر فأكل خبزًا ولحماً، ثم صلى ولم يتوضأ.
622/6- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا شيبان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير بن حازم... فذكره.
622/7- قلت: ورواه ابن حبان في صحيحه: حدّثنا أبو يعلى... فذكره.
ورواه الترمذي وابن ماجه باختصار.
ورواه الحاكم في المستدرك من طريق عمرو بن دينار وأبي الزبير جميعًا، عن جابر بن عبد الله أن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب أكلا خبزًا ولحماً، فصليا ولم يتوضئا.
ورواه البيهقي في سننه، عن الحاكم.
قال الترمذي: وهذا آخر الأمر من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ترك الوضوء مما مست النار قال: وكأن هذا الحديث ناسخ لحديث الوضوء مما مست النار. انتهى.
وسيأتي في كتاب الفرائض في باب ما جاء في قسمة المواريث، وسيأتي في كتاب المناقب.
وله شاهد من حديث عمرو بن أمية؟ رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
623- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن عمرو بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لو أكلت لحماً وشربت لبن اللقاح ثم أصلي ولم أتوضأ ما باليت، إلاّ أن أمضمض فمي وأغسل يدي من غمر الطعام.
هذا إسناد رجاله رجال الصحيح.
624- وقال: وحدّثنا عيسى، حدّثنا الأوزاعيّ، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم دخل على ابنته فاطمة، فقرّبت إليه لحمًا فأكل، فلمّا قام أخذت بردائه، فقالت: ألا تتوضّأ؟ فقال: مم يا بنيّة؟! فقالت: ممّا غيّرت النّار؟ فقال: أو ليس أطهر طعامنا ما غيّرت النّار.
625- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن الحجّاج السّاميّ، حدّثنا حمّادٌ، عن محمّد بن إسحاق، عن أبيه، عن الحسن بن الحسن، عن فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكل في بيتها عرقًا، فجاءه بلالٌ فآذنه بالصّلاة، فقام ليصلّي، فأخذت بثوبه، فقلت: يا أبه، ألا تتوضّأ؟ فقال: مم أتوضّأ أي بنيّة؟ فقلت: ممّا مسّت النّار... فذكره.
625/2- قال: وحدّثنا محمّد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا ابن الفضيل، حدّثنا محمّد بن إسحاق... فذكره.
625/3- ورواه الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّادٌ، عن محمّد بن إسحاق... فذكره.
625/4- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا الحسن بن موسى، حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكره.
ومدار حديث فاطمة على محمّد بن إسحاق، وهو مدلّسٌ، وقد عنعنه.
626- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا خالد بن مخلدٍ، عن سليمان بن بلالٍ، حدّثني عمرو بن أبي عمرٍو، عن حنين بن أبي المغيرة، عن أبي رافعٍ، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكل كتفًا، ثمّ قام إلى الصّلاة ولم يمسّ الماء.
626/2- قلت: رواه مسلمٌ في صحيحه بلفظ: أشهد، لكنت أشوي لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بطن الشّاة، ثمّ صلّى ولم يتوضّأ.
626/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه: من طريق شرحبيل بن سعدٍ، عن أبي رافعٍ مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: أهديت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم شاةً، فشوى له بطنها، فأكل منها، ثمّ قام فصلّى ولم يتوضّأ.
627- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عفّان، حدّثنا عبيد الله بن إيادٍ، حدّثني إيادٍ، عن سويد بن سرحان، عن المغيرة بن شعبة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكل طعامًا، ثمّ أقيمت الصّلاة - وقد كان توضّأ قبل ذاك - فأتيته بماءٍ ليتوضّأ فانتهرني، وقال: وراءك ولو فعلت ذلك فعله النّاس.
627/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا أبو الوليد وعفّان قالا: حدّثنا عبيد الله بن إيادٍ... فذكره.
رجاله ثقاتٌ.
628- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا معلى بن منصور، عن شعيب بن رزيق، عن عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيّب أن عثمان، رضي الله عنه، قعد عند منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأتي بخبز ولحم فأكل ولم يتوضأ، ثم قال: قعدت مقعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأكلت طعام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصليت صلاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
628/2- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا عبد الرّزّاق، حدّثنا معمرٌ، عن عطاءٍ الخرسانيّ، عن رجلٍ، أنّ عثمان أكل طعامًا قد مسّته النّار، فمضى إلى الصّلاة، ولم يتوضّأ قال معمرٌ: ولا أعلم إلاّ أنّ عطاءً، قال: ثمّ قال عثمان: أكلت ما أكل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وتوضّأت كما توضّأ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وصلّيت كما صلّى.
629- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبد الله بن بكرٍ السّهميّ، حدّثنا حميدٌ الطّويل، عن شيخٍ من ثقيفٍ - ذكره حميدٍ بصلاحٍ - أنّ عمّه أخبره، أنّه رأى عثمان ودعا بكتفٍ فتعرّقها، ثمّ قام فصلّى، ثمّ قال: جلست مجلس النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأكلت ما أكل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وصنعت ما صنع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
629/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو موسى محمّد بن المثنّى، حدّثنا عبد الله بن بكرٍ السّهميّ، عن شيخٍ من ثقيفٍ - ذكره بصلاحٍ - ذكر أنّ عمّه رأى عثمان بن عفّان على الباب الثّاني من مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فدعا بكتفٍ... فذكر طريق بن أبي شيبة الثّانية.
629/3- قال أبو يعلى: وحدّثنا إسحاق بن إسماعيل، حدّثنا مالك بن إسماعيل، حدّثنا عبد السّلام بن حربٍ، عن إسحاق بن عبد الله، عن محمّد بن أبي أمامة، عن أبان بن عثمان، أنّه أكل خبزًا ولحمًا ثمّ صلّى ولم يتوضّأ، فقال: أكلت كما أكل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفعلت كما فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
629/4- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الله بن بكرٍ السّهميّ... فذكره.
630- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا شعبة، أخبرني أبو عونٍ محمّد بن عبيد الله، سمعت عبد الله بن شدّاد بن الهاد، قال: قال مروان: كيف نسأل أحدًا وفينا أزواج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟ فأرسل إلى أمّ سلمة، فقالت: أنا نشلت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتفًا في قدرٍ، فأكل منها ثمّ خرج إلى الصّلاة.
630/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، حدّثنا أبو عونٍ محمّد بن عبيد الله، عن عبد الله بن شدّادٍ، قال: سمعت أبا هريرة، يقول: توضّؤوا ممّا مسّت النّار قال: فأرسل مروان إلى أمّ سلمة، فسئلت، فقالت: نهس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندي كتفًا، ثمّ خرج إلى الصّلاة ولم يمسّ ماءً.
قلت: رواه النّسائيّ في الكبرى من طريق شعبة... به.
631- قال أحمد بن منيعٍ: وحدّثنا يزيد، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، حدّثنا قتادة، عن صالحٍ أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أمّ حكيمٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل على ضباعة بنت الزّبير، فأكل عندها كتفًا من لحمٍ، ثمّ خرج إلى الصّلاة ولم يتوضّأ.
631/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد... فذكره.
631/3- ورواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّادٌ، عن عمّار بن أبي عمّارٍ، عن أمّ حكيمٍ بنت الزّبير بن عبد المطّلب، قالت: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
631/4- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن أبي سمينة، حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن ضباعة بنت الزّبير، قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم انتشل عرقًا، ثمّ خرج إلى الصّلاة ولم يتوضّأ.
631/5- قال أبو يعلى: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الصّمد، حدّثنا همّامٌ، حدّثنا قتادة، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث، عن جدّته أمّ حكيمٍ، أنّ أختها ضباعة بنت الزّبير أخبرتها، أنّها دفعت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم لحمًا، فاستن منه، فصلّى ولم يتوضّأ.
631/6- قال: وحدّثنا هدبة، حدّثنا همّامٌ... فذكره.
631/7- قال: وحدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن صالحٍ أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أمّ حكيمٍ بنت عبد المطّلب، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دخل على ضباعة بنت الزّبير، فأكل عندها كتفًا من لحمٍ، ثمّ خرج إلى الصّلاة فصلّى ولم يتوضّأ من ذلك.
631/8- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا يزيد بن هارون... فذكره.
632- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا يعلى بن عبّادٍ، حدّثنا عبد الحكم، عن أنسٍ، أنّ أمّ سلمة، قرّبت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتفًا، فأكل منه، ثمّ صلّى ولم يتوضّأ.
633- قال: وحدّثنا كثير بن هشامٍ، حدّثنا الحكم، حدّثنا شيبة بن أبي المساور، قال: دعا عثمان بوضوءٍ فتوضّأ، ثمّ دعا بنشلٍ فاغترف، ثمّ قام فصلّى بالنّاس، ثمّ رجع فجلس فضحك، ثمّ قال: ألا تسألوني مم ضحكت؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين، لما ذاك صنعت؟ قال: هكذا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصنع.
634- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا ابن جريجٍ، حدّثنا ابن يوسف، عن سليمان بن يسارٍ، عن أمّ سلمة أنّها قرّبت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جنبًا مشويًّا، فأكله ثمّ خرج فصلّى ولم يتوضّأ.
635- قال: وحدّثنا زهيرٌ، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الرّحمن بن عبد الله بن ثابت بن صامتٍ الأنصاريّ، عن أمّ عامرٍ بنت يزيد بن سكنٍ - وكانت من المبايعات - أنّها أتت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعرقٍ فتعرّقه وهو في مسجد بني عبد الأشهل، ثمّ قام فصلّى ولم يتوضّأ.
635/2- رواه أحمد بن حنبلٍ من طريق عبد الرّحمن بن عبد الرّحمن الأشهليّ، عن أمّ عامرٍ به.
636- قال: وحدّثنا أبو الرّبيع الزّهرانيّ، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن داود بن أبي هندٍ، عن إسحاق الهاشميّ، حدّثتنا صفيّة، قالت: دخل عليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقرّبت إليه كتفًا باردًا، فكنت أسحاها، فأكلها ثمّ قام فصلّى.
637- وقال أبو يعلى: وحدّثنا عبد الغفّار بن عبد الله بن الزّبير، حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن محمّد بن عمرٍو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: نشلت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم كتفًا من قدر العبّاس، فأكلها وقام يصلّي ولم يتوضّأ.
هذا إسنادٌ صحيحٌ.
637/2- رواه البزّار في مسنده، حدّثنا أحمد بن أبانٍ، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
638- قال أبو يعلى: وحدّثنا الجرّاح بن مخلدٍ، حدّثنا موسى بن داود، حدّثنا حسام بن مصكٍّ، عن محمّد بن سيرين، عن ابن عبّاسٍ، عن أبي بكرٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهس من كتفٍ، ثمّ صلّى ولم يتوضّأ.
639- قال: وحدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، عن إسرائيل، عن عبد الأعلى، عن محمّد بن عليٍّ، عن عليٍّ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأكل الثّريد، ويشرب اللّبن، ويصلّي، ولا يتوضّأ.
قلت: له شاهدٌ من حديث أنسٍ، رواه أبو داود في سننه، وغيره.
640- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن زائدة، عن عبد العزيز، عن ابن أبي مليكة، عن عكرمة، عن عائشة أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يمرّ بالقدر فيتطول منه العرق، فيصيب منه، ثمّ يصلّي، ولا يتوضّأ.
640/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا حسين بن عليٍّ... فذكره.
ورواته ثقاتٌ.
641- قال: وحدّثنا إسحاق، حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، عن عمرو بن أبي عمرٍو، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعودٍ، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأكل اللّحم، ثمّ يقوم إلى الصّلاة فما يمسّ قطرة ماءٍ.
641/2- ورواه أحمد بن حنبلٍ من طريق عبيد الله بن عبد الله بن عتبة به... فذكره ورواته ثقاتٌ.
642- قال: وحدّثنا سليمان بن عبد الجبّار أبو أيّوب، حدّثنا أبو عاصمٍ، عن ابن جريجٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن رجلٍ، عن معاوية أنّه رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكل لبأً ثمّ صلّى ولم يتوضّأ.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لجهالة التّابعيّ.
35- باب الوضوء من ألبان الإبل ولحومها وما جاء في اللبن
643- قال الحميديّ، حدّثنا المعتمر بن سليمان التّيميّ، سمعت ليثًا، يحدّث، عن مولًى لموسى بن طلحة - أو عن ابنٍ لموسى بن طلحة - عن أبيه من بني طلحة، عن جدّه طلحة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: لا يصلّى في أعطان الإبل.
643/2- وبه إلى ابن موسى بن طلحة، عن أبيه موسى بن طلحة، عن جدّه طلحة، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: أتوضّأ من لحوم الإبل، ولا أصلّي في أعطانها.
643/3- رواه إسحاق بن راهويه: حدّثنا المعتمر بن سليمان، سمعت ليث بن أبي سليمٍ، عن مولًى لموسى بن طلحة - أو ابنٍ لموسى بن طلحة - عن جدّه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّه كان يتوضّأ من ألبان الإبل ولحومها، ولا يصلّي في أعطانها.
643/4- قال إسحاق: ذكره المعتمر لغيري، عن أبيه، عن جدّه - يعني عن ليثٍ، عن موسى، عن أبيه، عن جدّه.
643/5- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن ليثٍ، عن مولًى لموسى بن طلحة - أو عن ابنٍ لموسى بن طلحة - عن أبيه، عن جدّه، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يتوضّأ من ألبان الإبل ولحومها، ولا يصلّي في أعطانها، ولا يتوضّأ من ألبان الغنم ولحومها ويصلّي في مرابضها.
قلت: مدار طرق هذه الأسانيد على ليث بن أبي سليمٍ، وهو ضعيفٌ.
644- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا مروان، عن أبانٍ، عن أنسٍ، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يشرب من اللّبن، ولا يتوضّأ منه، ويقطر على ثوبه، ولا يغسله.
645- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو عبد الرّحمن الأزديّ، أنبأنا عبيدة بن حميد الضّبّيّ، عن عبد الله بن عبد الله، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن ذي الغرّة، قال: عرض أعرابيٌّ لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسير، فقال: يا رسول الله، تدركنا الصّلاة ونحن في أعطان الإبل أفنصلّي؟ فقال: لا، قال: أفنتوضّأ من لحومها؟ قال: نعم قال: فنصلّي في مرابض الغنم؟ قال: نعم، قال: فنتوضّأ من لحومها؟ قال: لا.
646- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّادٌ، عن حجّاجٍ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أسيد بن حضيرٍ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: توضّؤوا من لحوم الإبل، ولا توضّؤوا من لحوم الغنم، وصلّوا في مرابض الغنم، ولا تصلّوا في مبارك الإبل.
646/2- قلت: رواه ابن ماجة في سننه من طريق حجّاجٍ بلفظ لا تتوضّؤوا من ألبان الغنم، وتوضّؤوا من ألبان الإبل.
وحجّاجٌ هو ابن أرطاة ضعيفٌ مدلّسٌ، وقد رواه بالعنعنة وداود كذاب وضاع، لكن له شاهد من حديث جابر بن سمرة، رواه مسلمٌ في صحيحه، وغيره.
ورواه أبو داود، والتّرمذيّ، وابن ماجة من حديث البراء بن عازبٍ.
قال التّرمذيّ: قال إسحاق: صحّ في هذا الباب حديثان، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: حديث البراء بن عازبٍ، وحديث جابر بن سمرة.
قال البيهقيّ في سننه الكبرى: حمل بعض الفقهاء الوضوء المذكور في الخبر على الوضوء الّذي هو النظافة ونفي الزّهومة.
36- باب ما جاء في الوضوء من القهقهة في الصلاة وتركه
647- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، عن خالدٍ الحذّاء، عن حفصة بنت سيرين، عن رفيعٍ أبي العالية، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، كان يصلّي وخلفه أصحابه، فجاء رجلٌ أعمى فوطئ على خصفةٍ على رأس بئرٍ فتردّى في البئر فضحك القوم، فأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من ضحك يعيد الوضوء.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف داود بن المحبّر.
648- قال: وحدّثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، أخبرني يزيد بن أبي خالد، أن أبا سفيان أخبره، عن جابر بن عبد الله قال: من ضحك في الصلاة فليس عليه وضوء.
648/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا ابن نمير، حدّثنا وكيع، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر قال: سئل عن الرجل يضحك في الصلاة، فقال: يعيد الصلاة، ولا يعيد الوضوء.
648/3- قلت: رواه البيهقي في سننه الكبرى: من طريق شعبة، عن يزيد بن أبي خالد... فذكره.
قال: وعن يزيد بن أبي خالد، عن الشعبي مثله.
وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي ومعاذ بن معاذ، عن شعبة.
وكذلك رواه ابن جريج، عن يزيد بن أبي خالد.
ورواه أبو شيبة إبراهيم بن عثمان، عن يزيد بن أبي خالد فرفعه.
وأبو شيبة ضعيف، والصحيح أنه موقوف.
ورواه حبيب المعلم، عن عطاء، عن جابر من قوله.
37- باب فيمن كان على طهارة وشك في الحدث
649- قال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا داود بن المحبّر، حدّثنا حمّادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، أنّ نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: إنّ الشّيطان يأتي أحدكم، فيأخذ شعرةً من دبره فيمدّها، فيرى أنّه قد أحدث، فلا ينصرف حتّى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا.
649/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا حبّان بن هلالٍ، حدّثنا حمّاد بن سلمة... فذكره.
قلت: روى ابن ماجة منه فلا ينصرف... إلى آخره دون باقيه من طريق الزّهريّ، عن سعيدٍ... به.
649/3- ورواه ابن حبّان في صحيحه من طريق معمر بن راشدٍ، وهشامٍ كلاهما عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن عياض بن هلالٍ، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: إذا جاء أحدكم الشّيطان، فقال: إنّك قد أحدثت، فليقل في نفسه: كذبت، حتّى يسمع صوتًا بأذنه، أو يجد ريحًا بأنفه.
38- باب تحريم قراءة القرآن ومسه على الجنب وجواز قراءته على غير وضوء
650- قال إسحاق بن راهويه: أنبأنا عبد الله بن إدريس، حدّثنا محمّد بن عمارة، عن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم، قال: كان في الكتاب الّذي كتبه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لعمرو بن حزمٍ - حين بعثه إلى نجران - ألا يمسّ القرآن إلاّ طاهرٌ، ولا يصلّي الرّجل وهو عاقصٌ شعره، وألا يحتبي وليس بين فرجه وبين السّماء شيءٌ... ثمّ ذكر باقي الحديث في الدّيات.
قلت: رواه البيهقيّ في سننه الكبرى من طريق عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن عبد الله بن أبي بكرٍ، عن أبيه... فذكره.
651- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عائذ بن حبيبٍ، حدّثنا عامر بن السّمط، عن أبي الغريف، قال: أتى عليٌّ بوضوءٍ... فذكره إلى أن قال: ثمّ قال هكذا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توضّأ، ثمّ قرأ شيئًا من القرآن، ثمّ قال: هكذا لمن ليس بجنبٍ، فأمّا الجنب فلا، ولا آية.
قلت: رواه البيهقيّ في سننه الكبرى من طريق الحسن بن حي، عن عامر بن السّمط، عن أبي الغريف، عن عليٍّ في الجنب لا يقرأ، ولا حرفًا.
قال البيهقيّ: وروى أبو إسحاق، عن الحارث، عن عليٍّ، قال: اقرأ القرآن على كلّ حالٍ ما لم تكن جنبًا.
قال: وهذا قول الحسن، والنّخعيّ، وإبراهيم، وقتادة.
651/2- وقال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا هشيمٌ، عن داود بن عمرٍو، حدّثنا أبو سلاّمٍ، حدّثني من رأى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه بال، ثمّ تلا آياتٍ من القرآن قبل أن يمسّ ماءً.
39- باب الغسل وكان في أول الإسلام الماء من الماء
652- قال أحمد بن منيعٍ: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا شيبان، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، أنبأنا عبد الله بن الفضل، أنّ أبا صالحٍ أخبره، عن أبي سعيدٍ: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أرسل إلى رجلٍ من أصحابه، فخرج إليه الرّجل، فعمد إلى المشربة، فاغتسل منها، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعجلتك؟ فقال: يا رسول الله، كنت بين رجلي المرأة ولم أمن، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما عليك من غسلٍ.
652/2- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا حسين بن محمّدٍ... فذكره بإسناده ومتنه.
قلت: هو في مسند مسدّدٍ والصّحيحين وأبي داود بدون قوله: فعمد إلى المشربة فاغتسل منها، ولم يذكروا كنت بين رجلي المرأة ولم أمن.
653- قال مسدّد: وحدثنا يحيى، عن ابن جريج، عن عطاء: سمعت ابن عباس يقول: الماء من الماء.
653/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبانٍ، حدّثنا طلحة بن سنانٍ، عن أبي سعدٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: أرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى رجلٍ من الأنصار، فأبطأ عليه، فقال: ما حبسك؟ قال: كنت حين أتاني رسولك على المرأة، فقمت فاغتسلت، فقال: وما عليك أن لا تغتسل ما لم تنزل قال: فكان الأنصار يفعلون ذلك.
653/3- ورواه البزّار، حدّثنا عبد الله بن سعيدٍ الكنديّ، حدّثنا طلحة بن سنانٍ... فذكره.
654- قال مسدّد: وحدّثنا يحيى، عن شعبة، حدثني منصور، عن هلال بن يساف، عن خرشة بن حبيب، عن علي أن رجلا قال له: الرجل يأتي امرأته ولا ينزل، قال: لو هزها حتى يهتز قرطاها، قال: ليس عليه غسل.
هذا إسناد ضعيف ؛ لجهالة خرشة.
655- قال: وحدّثنا يحيى، عن سفيان وشعبة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، سمعت عبد الله يقول: الماء من الماء، ولا بأس بالدرهم بالدرهمين.
هذا إسناد رجاله ثقات.
656- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا زيد بن سعدٍ، عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن، عن أبيه، قال: انطلق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في طلب رجلٍ من الأنصار فدعاه، فخرج الأنصاريّ، ورأسه يقطر ماءً، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ما لرأسك؟ قال: دعوتني وأنا مع أهلي، فخفت أن أحتبس عليك، فعجّلت، فقمت فصببت عليّ الماء، ثمّ خرجت، قال: هل كنت أنزلت؟ قال: لا قال: إذا فعلت ذلك فلا تغتسلنّ، اغسل ما مسّ المرأة منك، وتوضّأ وضوءك للصّلاة، فإنّ الماء من الماء.
656/2- رواه البزّار: حدّثنا محمد بن العلاء، حدّثنا يونس بن بكيرٍ... فذكره.
قلت: هذه الأحاديث وما في معناها في هذا الباب منسوخةٌ بما في الصّحيحين، وغيرهما أنّ هذا كان رخصةً، ثمّ أمر بالغسل، كما سيأتي في الباب بعده.
40- باب نسخ ذلك بالتقاء الختانين
657- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله وعن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الله قال: لو بلغت ذلك منها لاغتسلت.
657/2- قال: وحدّثنا عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن إبراهيم - قال: أراه عن علقمة، شك الأعمش - عن عبد الله أما أنا فإذا بلغت ذلك اغتسلت.
658- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن معمر بن أبي حييّة، مولى ابنة صفوان، عن عبيد بن رفاعة بن رافعٍ، عن أبيه رفاعة بن رافعٍ، قال: بينا أنا عند عمر بن الخطّاب، إذ دخل عليه رجلٌ، فقال: يا أمير المؤمنين، هذا زيد بن ثابتٍ يفتي النّاس في المسجد برأيه، في الغسل من الجنابة، فقال عمر: عليّ به، فجاء زيدٌ، فلمّا رآه عمر، قال: أي عدوّ نفسه، قد بلغت أن تفتي النّاس برأيك؟ فقال: يا أمير المؤمنين، باللّه ما فعلت، لكنّي سمعت من أعمامي حديثًا، فحدّثت به ؛ من أبي أيّوب، ومن أبيّ بن كعبٍ، ومن رفاعة، فأقبل عمر على رفاعة بن رافعٍ، فقال: وقد كنتم تفعلون ذلك، إذا أصاب أحدكم من المرأة فأكسل، لم يغتسل؟ فقال: قد كنّا نفعل ذلك على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلم يأتنا من الله فيه تحريمٌ، ولم يكن من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيه نهيٌ.
658/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، حدّثنا ليث بن سعدٍ، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن معمر بن أبي حييّة، عن عبيد بن رفاعة، عن زيد بن ثابتٍ، أنّه كان يقصّ فيقول في قصصه: إنّ الرّجل إذا خالط المرأة، فلم ينزل فلا غسل عليه فقام رجلٌ من عند زيدٍ، فأتى عمر فأخبره، فقال عمر للرّجل: اذهب فأتني به، لتكون عليه شهيدًا، فلمّا جاءه، قال له عمر: يا عدوّ الله، أنت الّذي تضلّ النّاس بغير علمٍ؟! فقال زيدٌ: يا أمير المؤمنين، والله ما ابتدعته من قبل نفسي، وإنّما أخبرني به أعمامي قال: وأيّ عمومتك؟ قال: أبيٌّ، وأبو أيّوب - ورفاعة يومئذٍ عند عمر - فقال له رفاعة: يا أمير المؤمنين: قد كنّا نفعله على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال: ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلم؟ قال: لا علم لي فقال له عليٌّ: يا أمير المؤمنين، إنّ هذا الأمر لا يصلح وقال له معاذٌ: يا أمير المؤمنين إنّ هذا الأمر لا يصلح.
658/3- قلت: ورواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده، حدّثنا يحيى بن آدم، حدّثنا زهيرٌ وابن إدريس، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيبٍ، عن معمر بن أبي حييّة.
فذكر حديث أحمد بن منيعٍ بإسناده، ومعناه، وزاد: فجمع النّاس، وأتّّفق النّاس على أنّ الماء لا يكون إلاّ من الماء، إلاّ رجلين: عليّ بن أبي طالبٍ، ومعاذ بن جبلٍ، فقالا: إذا جاوز الختان الختان، وجب الغسل، قال: فقال: يا أمير المؤمنين، إنّ أعلم النّاس بهذا، أزواج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأرسل إلى حفصة، فقالت: لا علم لي، فأرسل إلى عائشة، فقالت: إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل، قال: فتحطّم عمر - يعني تغيّظ - ثمّ قال: لا يبلغني أنّ أحدًا فعله، إلاّ أنهكته عقوبةً. انتهى.
وهذا الحديث في الصّحيح بغير هذا السّياق وهذا التّمام، واقتصر التّرمذيّ في الجامع منه على ما روته عائشة حسب، وقال: حسنٌ صحيحٌ قال: وقد روي هذا الحديث عن عائشة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من غير وجهٍ إذا جاوز الختان الختان وجب الغسل وهو قول أكثر أهل العلم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم منهم: أبو بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليٌّ، وعائشة، والفقهاء من التّابعين، ومن بعدهم مثل: سفيان الثّوريّ، والشّافعيّ، وأحمد، وإسحاق، قالوا: إذا التقى الختانان وجب الغسل.
41- باب في الغسل والتدفؤ بعده
659- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا ابن أبي ذئبٍ، عن شعبة، قال: كان ابن عبّاسٍ إذا اغتسل من الجنابة أفرغ بيمينه على يساره سبعًا فجعل يومًا يصبّ على يساره، فقال: تدري كم صببت؟ قلت: لا، قال: لا أم لك ولم لا تدري؟ فأفرغ على يساره سبعًا، وتوضّأ وضوءه للصّلاة، ثمّ صبّ على رأسه، وقال: هكذا رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعل ذلك.
قلت: رواه أبو داود في سننه من طريق ابن أبي فديكٍ، عن ابن أبي ذئبٍ... فذكره دون قوله: فأفرغ على يساره سبعًا وقال: على جلده بدل رأسه.
660- وقال مسدّدٌ: حدّثنا عبد الله، عن فضيل، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان إذا اغتسل نضح عينيه بالماء، وأدخل أصبعه في سرته.
موقوف.
قلت: رواه البيهقي في الكبرى من طريق الشافعي، عن مالك، عن نافع به موقوفًا كذلك.
قال مالك: ليس عليه العمل. قال الشافعي: ليس عليه أن ينضح في عينيه؟ لأنهما ليستا ظاهرتين من بدنه.
قال البيهقي: وقد روي مرفوعًا، ولا يصح سنده.
661- قال مسدّد: وحدّثنا حماد بن زيد، عن الزبير بن الخريت، عن عكرمة أنه كان لا يرى بأسًا أن يغتسل الرجل من الجنابة، ثم يستدفئ بامرأته قبل أن تغتسل، أو تغتسل المرأة قبل الرجل فتستدفى به.
662- قال: وحدّثنا أبو عوانة، عن الأعمش قال: قال عامر لإبراهيم: ما تقول في الذي يغتسل من الجنابة، ثم يستدفئ بامرأته؟ قال إبراهيم: لا أدري. قال: أفلا أنبئك عن صديقك علقمة؟ إنه كان لا يرى به بأسًا.
قلت: ولما تقدم شاهد من حديث عائشة رواه الترمذي، قال: وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والتابعين، أن الرجل إذا اغتسل فلا بأس أن يستدفئ بامرأته، وينام معها قبل أن تغتسل المرأة وبه يقول سفيان الثوري والشافعي وأحمد وإسحاق.
663- قال مسدّد: وحدّثنا هشيم، عن المغيرة، عن إبراهيم أنه كان لا يرى بأسًا أن يغتسل الرجل قبل امرأته، ثم يستدفئ بها قبل أن تغتسل.
هذا إسناد رجاله ثقات.
664- قال: وحدّثنا عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال: الغسل من خمس: الحجامة، والحمام، والجنابة، والموتى والجمعة.
فذكرت ذلك لإبراهيم، فقال: ما كانوا يعدون غسلا واجبًا إلاّ الجنابة، وكانوا يستحبون غسل يوم الجمعة.
665- وقال: حدّثنا يحيى، عن مسعر بن كدام، عن بكير بن الأخنس، حدثني المعرور قال: قال عمر: أما أنا فأحفن على رأسي ثلاث حفنات
666- وقال أبو بكر بن أبي شيبة:، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: سأله رجلٌ عن الغسل من الجنابة، فقال: ثلاثًا فقال الرّجل: إنّي كثير الشّعر، فقال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أكثر شعرًا منك وأطيب.
وأحمد بن حنبلٍ: وعطيّة هو: العوفيّ ضعيفٌ.
667- قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، عن حميدٍ الطّويل، عن أنسٍ، أنّ وفد ثقيفٍ، قالوا: يا رسول الله، إنّ أرضنا أرضٌ بادرةٌ، فما يكفينا من غسل الجنابة؟ قال: أمّا أنا فأفيض على رأسي ثلاثًا.
667/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا ابن أبي سمينة، حدّثنا معتمر... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
668- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا عفّان، حدّثنا حمّادٌ، أنبأنا عبد الرّحمن بن أبي رافعٍ، عن عمّته سلمى، عن أبي رافعٍ، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، طاف على نسائه في يومٍ واحدٍ، فجعل يغتسل عند هذه وعند هذه، فقيل له: يا رسول الله لو جعلته غسلاً واحدًا؟ قال: هذا أزكى، وأطيب، وأطهر.
هذا إسنادٌ سند حسنٌ.
42- باب غسل الرجل والمرأة في إناء واحد
669- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا إسماعيل بن أبي أويسٍ، حدّثني خارجة بن الحارث، عن سالم بن سرجٍ مولى أمّ منية، عن بنت قيسٍ - وهي خولة بنت قيسٍ وهي جدّة خارجة بن الحارث - أنّه سمعها تقول: قد اختلفت يدي ويد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في إناءٍ واحدٍ.
ورجاله ثقاتٌ.
قلت: أصله في الصّحيحين، وغيرهما من حديث عائشة، ومن حديث أمّ سلمة، وفي البخاريّ وغيره من حديث أنسٍ، ومن حديث ابن عمر.
43- باب النهي عن تطهير الرجل بفضل وضوء المرأة
670- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا شعبة، عن عاصمٍ، عن أبي حاجبٍ، عن الأقرع الغفاريّ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّه نهى أن يتوضّأ الرّجل بفضل وضوء المرأة.
670/2- رواه مسدّدٌ، حدّثنا يزيد، حدّثنا سليمان التّيميّ، عن أبي حاجبٍ، عن رجلٍ من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من غفارٍ، أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم نهى عن النّقير والمقيّر - أو ذكر أحدهما أو جميعًا - وعن الدّبّاء والحنتمة، ونهى أن يتطهّر الرّجل بفضل طهور المرأة.
670/3- ورواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا مجاهد بن موسى، حدّثنا محمّد بن عبد الله الأنصاريّ، حدّثنا سليمان التّيميّ، حدّثني أبو حاجبٍ، عن رجلٍ من بني غفارٍ، من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكر مثل حديث مسدّدٍ.
ورواه أصحاب السّنن الأربعة من طريق سليمان التّيميّ به مقتصرين على نهى عن تطهير الرّجل بفضل وضوء المرأة.
ورووه من طريق عاصمٍ، عن أبي حاجبٍ، عن الحكم بن عمرٍو الغفاريّ.
670/4- ورواه ابن منده في معرفة الصّحابة، عن محمّد بن أحمد بن أبي سعدٍ، حدّثنا عليّ بن سعيدٍ، حدّثنا عليّ بن مسلمٍ، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ... فذكره.
670/5- ورواه يعقوب بن سفيان، عن محمّد بن بشّارٍ، عن أبي داود به.
فقال: عن الحكم بن عمرٍو - وهو الأقرع - فظهر أنّ الأقرع هو الحكم بن عمرٍو.
44- باب التستر والإعانة في الغسل
671- قال يونس، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، حدّثنا حمّاد بن سلمة، وحمّاد بن زيدٍ، عن أيّوب، عن أبي قلابة، عن رجلٍ من بني عامرٍ، قال: رأيت أبا ذرٍّ في مسجد قباء يصلّي، وعليه بردٌ قطريٌّ، فسلّمت عليه، فلم يردّ عليّ، فلمّا قضى صلاته ردّ عليّ قلت: أنت أبو ذرٍّ؟ قال: نعم، قال: اجتويت المدينة، فأمر لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بذودٍ، وأمرني أن أشرب من ألبانها وأبوالها ثمّ سكت أيّوب عند أبوالها. ورأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في نفرٍ من أصحابه في ظلّ المسجد، فلمّا رآني، قال: يا أبا ذرٍّ قلت: هلكت يا رسول الله، قال: وما أهلكك؟ - أو قال: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، إنّي أعزب عن الماء، فتصيبني الجنابة أفأصلّي بغير وضوءٍ - أو قال: بغير طهورٍ، قال: فدعا لي بماء جاريةٍ حبشيّةٍ بعسٍّ فيه ماءٌ يتخضخض ما هو ملآن، فاستترت بالبعير، واغتسلت، قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا أبا ذرٍّ: الصّعيد الطّيّب كافيك وإن لم تجد الماء عشر سنين، فإذا وجدت الماء فأمسّه جلدك.
671/2- قال: وحدّثنا هذا الحديث أبو حفصٍ، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن خالدٍ الحذّاء، عن أبي قلابة، عن عمرو بن بجدان: سمعت أبا ذرٍّ... فذكره.
قلت: رواه أبو داود في سننه باختصارٍ من طريق أيّوب، عن أبي قلابة، به.
672- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، حدّثنا ابن جريج، حدثني عطاء، أخبرني صفوان بن يعلى، عن أبيه، قال: بينما عمر يغتسل إلى بعير، وأنا أستر عليه بثوب - ويعلى الساتر - إذ قال لي: يا يعلى: أصب على رأسي الماء؟ قال: قلت: أمير المؤمنين أعلم. قال: والله ما أرى الماء يزيد الشعر إلاّ شعثًا؟ قال: بسم الله. وأفاض على رأسه.
قلت: رجاله ثقات.
673- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا الفضل بن دكينٍ، حدّثنا زهيرٌ، عن جابرٍ، عن سعد بن عبيدة، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: قمت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من رمضان، فقام يغتسل وسترته، ففضلت منه فضلةٌ في الإناء، فقال: إن شئت فأرقه، وإن شئت فصبّ عليه فقلت: يا رسول الله، هذه الفضلة أحبّ إليّ ممّا أصب عليه، فاغتسلت وسترني، فقلت: لا تسترني، قال: بلى لأسترنّك كما سترتني.
قلت: جابرٌ هو الجعفيّ ضعيفٌ، لكن لم ينفرد به.
673/2- فقد رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده: عن عمر بن سعيد بن مسروقٍ، عن أبيه، عن مكحولٍ، عن محمّد بن سويدٍ الفهريّ، عن حذيفة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مطولا.
وسيأتي في كتاب النّوافل مبسوطًا في باب قيام اللّيل.
45- باب فيمن اغتسل وترك شيئا من جسده
674- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا مستلم بن سعيدٍ، حدّثنا أبو عليٍّ الرّحبيّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم اغتسل وترك لمعةً من منكبه لم يصبها الماء، فقام بشعره فعصره، ثمّ مسح به تلك اللّمعة.
674/2- قلت: رواه ابن ماجة في سننه، عن أبي بكر بن أبي شيبة، وإسحاق بن منصور، قالا: حدّثنا يزيد بن هارون... فذكره بلفظ أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم اغتسل من جنابةٍ فرأى لمعةً لم يصبها الماء، فقال بجمّته فبلّها عليها.
قال إسحاق في حديثه: فعصر شعره عليها انتهى.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، أبو عليٍّ الرّحبيّ اسمه: حسين بن قيسٍ، أجمعوا على ضعفه كما بيّنته في الكلام على زوائد ابن ماجة.
674/3- وقد روى هذا الحديث أبو داود في المراسيل، حدّثنا موسى بن إسماعيل، عن حمّادٍ، عن إسحاق بن سويدٍ، عن العلاء بن زيادٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم مرسلاً.
675- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو موسى إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن يزيد الأنصاريّ، حدّثنا عاصم بن عبد العزيز الأشجعيّ المدنيّ، حدّثنا محمّد بن زيد بن قنفذٍ، عن جابر بن سيلان، عن ابن مسعودٍ، أنّ رجلاً سأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الرّجل يغتسل من الجنابة فيخطىء بعض جسده الماء، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يغسل ذلك المكان ثمّ يصلّي.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ قال ابن القطّان: جابر بن سيلان مجهولٌ.
46- باب في المرأة ترى في منامها مثل ما يرى الرجل
676- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن بشرٍ العبديّ، حدّثنا عبد الله بن المؤمّل، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه، قال: جاءت امرأةٌ، يقال لها: بسرة إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله، إحدانا ترى أنّها مع زوجها في المنام، فقال: إذا وجدت بللاً فاغتسلي يا بسرة، قالت عائشة: فضحت النّساء قال: دعيها تسأل عمّا بدا لها تربت يمينك.
هذا إسنادٌ فيه مقالٌ، عبد الله بن المؤمّل مختلفٌ فيه ذكره ابن حبّان في الثّقات وفي الضّعفاء، ووثّقه ابن سعدٍ، وابن نميرٍ، واختلف قول ابن معينٍ فيه، وليّنه أبو حاتمٍ، وأبو زرعة، وضعّفه النّسائيّ، وابن عدي، وباقي رجال الإسناد ثقاتٌ.
677- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدّثنا عبد الجبّار الأيليّ، حدّثنا يزيد بن أبي سميّة، عن ابن عمر، قال: سألت أمّ سليمٍ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: عن المرأة ترى في المنام ما يرى الرجل؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا رأت المرأة ذلك وأنزلت، فلتغتسل.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف عبد الجبّار بن عمر الأيليّ، ضعّفه ابن معينٍ، وابن سعدٍ، والبخاريّ، وأبو داود، والتّرمذيّ، والنّسائيّ، والدّارقطنيّ، وغيرهم.
ورواه أحمد بن حنبلٍ من طريق عبد الجبّار بن عمر به.
ولمّا تقدّم شاهد من حديث أمّ سلمة، رواه التّرمذيّ في الجامع، وصحّحه.
قال: وهو قول عامّة الفقهاء أنّ المرأة إذا رأت في المنام ما يرى الرّجل، فأنزلت أنّ عليها الغسل، وبه يقول سفيان الثّوريّ، والشّافعيّ قال: وفي الباب عن أمّ سليمٍ، وخولة، وعائشة، وأنسٍ.
47- باب غسل من أسلم
678- قال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا بشر بن سيحان، حدّثنا عمرو بن محمّدٍ الرّزينيّ - لم تر عيني قطّ مثله - حدّثنا سفيان الثّوريّ، عن رجلٍ، عن سعيد بن أبي سعيدٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: لمّا أسلم ثمامة أمره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يغتسل ويصلّي ركعتين.
678/2- قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: عن عبد الرّحمن، عن عبد الله بن عمر، عن سعيدٍ المقبريّ... فذكره.
ورواه البيهقيّ في سننه الكبرى، من طريق عبد الرّزّاق بن همّامٍ، أنبأنا عبد الله، وعبيد الله ابنا عمر، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، أنّ ثمامة الحنفيّ أسر، فكان صلّى الله عليه وسلّم يغدو إليه، فيقول: ما عندك يا ثمامة فيقول: إن تقتل تقتل ذا دمٍ، وإن تمنّ تمنّ على شاكرٍ، وإن تردّ المال نعطك منه ما شئت وكان أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحبّون الفداء، ويقولون: ما نصنع بقتل هذا، فمرّ عليه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فأسلم، فحلّه وبعث به إلى حائط بني طلحة، وأمره أن يغتسل فاغتسل وصلّى ركعتين فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: لقد حسن إسلام أخيكم.
48- باب فيمن بات على طهارة وما جاء في تأخير الغسل من غير عذر
679- قال مسدّد: حدّثنا يحيى: حدّثني هشام بن عروة، حدثني أبي، عن عائشة قالت: إذا كان أحدكم جنبا فلا يرقد، فإنه لا يدري لعلا نفسه، تصاب في منامه.
679/2- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا أبو قطنٍ، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن عائشة، قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد أن يرقد وهو جنبٌ توضّأ.
هذا حديثٌ رجاله ثقاتٌ.
680- قال مسدّد: وحدثنا يحيى، حدّثنا مسعر، حدثني بكير بن الأخنس، عن مصعب بن سعد قال: كان سعد يجنب ثم يتوضأ ويخرج.
681- قال مسدّدٌ: وحدّثنا عبد الوارث، عن الحسن بن ذكوان، عن عمرو بن خالدٍ، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن عاصم بن ضمرة، عن عليٍّ - رضي الله عنه - أنّ جبريل أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فسلّم ثمّ رجع، فقال: لم سلّمت ثمّ رجعت؟ قال: إنّي لا أدخل بيتًا فيه صورةٌ، ولا كلبٌ، ولا بولٌ، وذلك أنّ جروًا الحسين أو الحسن كان في البيت.
قلت: رواه أبو داود، والنّسائيّ، وابن ماجة في سننهم من طريق يحيى، عن عليٍّ مرفوعًا بلفظ لا تدخل الملائكة بيتًا فيه صورةٌ، ولا كلبٌ، ولا جنبٌ إلاّ أنّ ابن ماجة لم يذكر الجنب، وسند مسدّدٍ ضعيفٌ لضعف عمرو بن خالدٍ القرشيّ.
682- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا سعيد بن سليمان، حدّثنا أبو بكرٍ عبد الله بن حكيمٍ، عن يوسف بن صهيبٍ، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ثلاثةٌ لا تقربهم الملائكة: المخلّق، والسّكران، والجنب.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف عبد الله بن حكيمٍ أبو بكرٍ الدّاهريّ البصريّ، ضعّفه أحمد، وابن معينٍ، وابن المدينيّ، والنّسائيّ وقال الجوزجانيّ: كذّابٌ.
683- قال: وحدّثنا عليّ بن إسحاق، عن ابن المبارك، عن الحسن بن ذكوان، عن سليمان الأحول، عن عطاء بن أبي رباحٍ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: من بات طاهرًا بات في شعاره ملكٌ، لا يستيقظ ساعةً من ليلٍ، إلاّ قال الملك: اللهمّ اغفر لعبدك فلانٍ، فإنّه بات طاهرًا.
قلت: له شاهدٌ من حديث معاذ بن جبلٍ، رواه مسلمٌ في صحيحه، وابن حبّان، وأبو داود، والتّرمذيّ.
ورواه ابن حبّان في صحيحه من حديث ابن عمر، والطّبرانيّ في الأوسط من حديث ابن عبّاسٍ، وأحمد بن منيعٍ، وأبو يعلى من حديث أنسٍ، وسيأتي في آخر كتاب المواعظ، والشّعار، بكسر الشّين المعجمة، وهو ما يلي بدن الإنسان من ثوبٍ وغيره.
49- باب في المني يصيب الثوب
684- قال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن شعبة، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن مصعب بن سعدٍ، عن سعدٍ أنّه كان يحكّ المنيّ من ثوبه.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
685- قال: وحدّثنا يحيى، عن شعبة، حدثني شيخ، سمعت ابن عمر يقول في الرجل احتلم في ثوب ثم خفي عليه: اغسل الثوب كله.
هذا إسناد ضعيف؟ لجهالة التابعي.
686- قال مسدّد: حدّثنا يحيى، عن شعبة، حدثني عبد الرحمن، عن أبيه، عن عائشة في الثوب تصيبه الجنابة قالت: إن رأيته فاغسله، وإن لم، فانضحه.
686/2- قال: وحدّثنا يحيى، عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، عن عمته، عن عائشة بمثله.
686/3- قلت: رواه أحمد بن حنبل في مسنده: من طريق عبد الله بن عبيد بن عمير، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر، ثم يصلي فيه، ويحته من ثوبه يابسًا، ثم يصلي فيه.
ورواه الترمذي في الجامع بغير هذا اللفظ من طريق همام، عن عائشة، وصححه.
قال: وهو قول غير واحد من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والتابعين، ومن بعدهم من الفقهاء مثل: سفيان والشافعي، وأحمد وإسحاق قالوا في المني يصيب الثوب: يجزئه الفرك، وإن لم يغسله. قال: وحديث عائشة أنها غسلت منيًّا من ثوب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليس بمخالف لحديث الفرك، لأنه وإن كان الفرك يجزئ فقد يستحب للرجل ألا يرى على ثوبه أثره. قال ابن عباس: المني بمنزلة المخاط، فأمطه عنك ولو بإذخرة.
50- باب في المسح على الخفين
687- قال أبو داود الطّيالسيّ: حدّثنا الحسن بن واصلٍ، عن معاوية بن قرّة، عن عبد الله بن مغفّلٍ المزنيّ، قال: أوّل من رأيت عليه خفّين في الإسلام المغيرة بن شعبة، أتانا ونحن عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعليه خفّان أسودان، فجعل ينظر إليهما، ويعجب منهما فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أما إنّه سيكثر لكم من الخفاف قالوا: يا رسول الله، فكيف نصنع؟ قال: تمسحون عليها وتصلّون.
قلت: حديث المغيرة في الكتب السّتّة بغير هذا اللّفظ.
688- قال الطّيالسيّ: وحدّثنا جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: ترك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الموقين في رجليه في غزوة تبوك ثلاثًا.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف جعفرٍ.
689- قال: وحدّثنا داود بن الفرات، حدّثنا محمّد بن زيدٍ العبديّ، عن أبي شريحٍ، عن أبي مسلمٍ مولى زيد بن صوحان، قال: رأيت سلمان الفارسيّ، ورأى رجلاً يريد أن ينزع خفّيه في الوضوء، فأمره سلمان أن يمسح على خفّيه، وعمامته، وشعره، وقال سلمان: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح على خماره وخفّيه.
689/2- رواه محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا بشر بن السّريّ، حدّثنا داود بن أبي الفرات، عن محمّد بن زيدٍ، عن أبي شريحٍ، عن أبي مسلمٍ مولى زيد بن صوحان، قال: كنت مع سلمان، فرأى رجلاً قد أحدث، فأراد أن ينزع خفّيه للوضوء قال: فأمره سلمان أن يمسح على خفّيه وعمامته، وأن يمسح ناصيته، وقال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح على خفّيه وخماره.
689/3- قلت: ورواه ابن ماجة في سننه: عن أبي بكر بن أبي شيبة، عن يونس بن محمّدٍ، عن داود بن أبي الفرات... فذكره دون قوله وأن يمسح ناصيته.
قال المزنيّ في الأطراف: ليس هذا الحديث في سماعنا في ابن ماجة، ولم يذكره أبو القاسم، انتهى.
689/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه: حدّثنا أبو خليفة، حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ... فذكره.
وله شاهدٌ من حديث ثوبان مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد تقدّم في باب مسح الرّأس.
690- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يحيى، عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إن الله يحب أن تقبل رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه.
هذا إسناد رجاله ثقات.
691- قال: وحدّثنا يحيى، عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: إن الله يحب أن تتبع رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه.
هذا إسناد رجاله ثقات، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه أبو بكر بن أبي شيبة وغيره، وسيأتي في كتاب قصر الصلاة.
692- قال مسدّد: وحدّثنا يحيي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن يريم بن أسعد الخارفي قال: رأيت قيس بن سعد بن عبادة وقد كان خدم النبي صلّى الله عليه وسلّم عشر سنين. قال: ثم أتى دجلة وعليه خفان زندجان، فتوضأ ومسح على خفيه.
693- قال: وحدّثنا يحيى، عن سفيان، حدثني أبو إسحاق، عن يريم أبي العلاء قال: رأيت قيس بن سعد بن عبادة بال ثم أتى رحله فتوضأ ومسح على خفيه مرة، وقال: هكذا بكفه بأصابعه على ظهر خفيه.
694- قال: وحدّثنا أبو عوانة، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قد مسح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الخفّين فسألوا هؤلاء القوم الّذين يزعمون أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد مسح قبل المائدة أو بعد المائدة، والله ما مسح بعد المائدة، والله لأن أمسح على ظهر عيرٍ بالفلاة، أحبّ إليّ من أن أمسح عليهما.
قلت: رواه أصحاب الكتب السّتّة، من حديث جريرٍ بن عبد الله قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توضّأ ومسح على خفّيه فقلت له: أقبل المائدة أو بعدها؟ فقال: ما أسلمت إلاّ بعد المائدة.
قال التّرمذيّ: حديث جريرٍ معتبرٌ، لأنّ بعض من أنكر المسح على الخفّين تأوّل أنّ مسح النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم على الخفّين كان قبل نزول المائدة قال: وذكر جريرٌ في حديثه أنّه رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسح على الخفّين بعد نزول المائدة.
قال: وفي الباب عن عمر، وعليٍّ، وحذيفة، والمغيرة، وبلالٍ، وسعدٍ، وأبي أيّوب، وسلمان، وبريدة، وعمرو بن أميّة، وأنسٍ، وسهل بن سعدٍ، ويعلى بن مرّة، وعبادة بن الصّامت، وأسامة بن شريكٍ، وأبي أمامة، وجابرٍ، وأسامة بن زيدٍ.
قلت: وفي الباب ممّا لم يذكره التّرمذيّ عن أبي بكرة، وصفوان بن عسّالٍ، وأبي موسى، وعوف بن مالكٍ، وثوبان، وعمرو بن حزمٍ، وخزيمة بن ثابتٍ، وقيس بن سعد بن عبادة، وعبد الله بن عبّاسٍ، وميمونة، زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكلّ هؤلاء هنا في هذا الباب.
695- قال مسدّدٌ: وحدّثنا خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عاصم بن عبيد الله، عن أبيه - أو عن عمّه - عن عمر بن الخطّاب، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد الحدث توضّأ، ومسح على الخفّين.
695/2- قال: وحدّثنا حماد بن زيد، عن الحجاج بن أرطاة، عن الحكم بن عتيبة، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن أبيه - أو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى - قال: رأيت عمر بال قائماً، ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على الخفين، فكأني أنظر إلى أثر أصابعه على خفيه خطوطًا.
695/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا إسرائيل، عن عبد الأعلى الثّعلبيّ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى، قال: كنت مع عمر - رضي الله عنه - فقام إلى عسٍّ فيه ماءٌ، فتوضّأ منه، ومسح على خفّيه، فقال رجلٌ: يا أمير المؤمنين، ما أتيتك إلاّ لأسألك عن هذا، أفرأيت غيرك فعله؟ قال: نعم رأيت خيرًا منّي، وخير الأمّة، رأيت أبا القاسم صلّى الله عليه وسلّم فعل الّذي فعلت، وعليه جبّةٌ شاميّةٌ، ضيّقة الكمّين، فأدخل يده من تحت الجبّة، ثمّ صلّى عمر المغرب.
قلت: سند مسدّدٍ فيه الحجّاج بن أرطاة، وأبو يعلى في سنده عبد الأعلى الثّعلبيّ، وهما ضعيفان.
696- قال مسدّدٌ: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيقٍ، عن عمرو بن الحارث قال: خرجت مع عبد الله إلى المدينة فكان يمسح على الخفّ ثلاثًا.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
697- قال: وحدّثنا عبد الوهّاب بن عبد المجيد، حدّثنا المهاجر أبو مجلز، عن عبد الرّحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنّه رخّص للمسافر ثلاثة أيّامٍ ولياليهنّ، وللمقيم يومًا وليلةً، إذا تطهّر ولبس خفّيه، أن يمسح عليهما وكان أبو بكرة لا يفعل ذلك، إذا أحدث فتوضّأ نزع خفّيه.
697/2- رواه أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا عبد الوهّاب، عن المهاجر - مولى البكرات - حدّثني عبد الرّحمن بن أبي بكرة... فذكره بإسناده ومتنه، دون قوله وكان أبو بكرة... إلى آخره.
697/3- قلت: ورواه ابن ماجة في سننه: عن محمّد بن بشّارٍ، وبشر بن هلالٍ كلاهما عن عبد الوهّاب... فذكره دون قوله إذا تطهر... إلى آخره.
قال المزّيّ في الأطراف: هذا الحديث ليس في سماعنا، ولم يذكره أبو القاسم انتهى.
697/4- ورواه ابن حبّان في صحيحه، حدّثنا القطّان بالرّقّة، حدّثنا عمر بن يزيد السّيّاريّ، حدّثنا عبد الوهّاب الثّقفيّ... فذكره.
وله شاهدٌ من حديث صفوان بن عسّالٍ، وقد تقدّم في كتاب العلم.
698- قال مسدّدٌ: وحدّثنا عبد الوارث، عن يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس بن مالكٍ، قال: كنّا نمسح على الخفّين، ونؤمر به فقال له رجلٌ: سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: لا فغضب.
699- قال: وحدّثنا نعيم بن هيصمٍ، حدّثنا أبو عوانة، عن أبي يعفور، قال: سألت أنس بن مالكٍ عن المسح على الخفّين، فقال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح على الخفّين.
700- رواه أحمد بن منيع: حدّثنا إسماعيل، أنبأنا يحيى بن أبي إسحاق، سمعت أنسًا يقول: كنا نمسح خفافنا. فقال له رجل: سمعته من النبي صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: لا. ولكنا سمعناه ممن لا يتهم من أصحابنا يقول: أمسح على الخفين، وأضع كذا وكذا. غير أنه لايكنى.
701- قال: وحدّثنا مروان بن معاوية، حدّثنا زياد بن عبيدة - أو عبيدة، شكّ أبو جعفرٍ - حدّثنا أنس بن مالكٍ، قال: كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مسيرٍ، فقام بالغلس، فقال: يا أنس، في إداوتك ماءٌ؟ قلت: نعم قال: فتنحّى فبال، وصببت عليه الماء، فتوضّأ، فلمّا أراد أن يمسح طأطأت ظهري، لأنظر ما يصنع، فقال: هو ما ترى ومسح على خفّيه.
702- قال مسدّد: وحدّثنا إسماعيل وخالد قالا: أنبأنا الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير، عن عياض بن نضلة قال: خرجنا مع أبي موسى في بعض البساتين، فأخذتني حاجة فانطلقت لحاجتي، فرجعت فجلست على جدول، فأتى عليّ أبو موسى وأنا أريد أن أخلع خفي، فقال: أقرهما، وأمسح حتى تضعهما حين تنام.
703- قال: وحدّثنا فضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن قال: المسح على الخفين خطط بالأصابع.
704- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا يزيد بن هارون، عن حجّاج بن أرطاة، عن يحيى بن عبيدٍ البهرانيّ، عن محمّد بن سعدٍ، قال: وكان يتوضّأ بالرّاوية، قال: فخرج علينا ذات يومٍ البراز، فتوضّأ ومسح على خفّيه، فتعجّبنا وقلت: ما هذا؟! فقال حدّثني أبي، أنّه رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فعل كما رأيتموني فعلت.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، لضعف الحجّاج.
704/2- وحدّثنا عفّان، وحدّثنا وهيبٌ، حدّثنا موسى بن عقبة، سمعت أبا النّضر، يحدّث، عن أبي سلمة، عن سعد بن أبي وقّاصٍ، حدّثنا فرفعه إلى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: في الوضوء على الخفّين أنّه لا بأس به.
704/3- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أنبأنا الحجّاج بن أرطاة... فذكره.
705- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا هشيم بن بشيرٍ، حدّثنا داود بن عمرو، عن بسر بن عبيد الله الحضرميّ، عن أبي إدريس الخولانيّ، حدّثنا عوف بن مالكٍ الأشجعيّ أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بالمسح على الخفّين في غزوة تبوك، ثلاثة أيّامٍ ولياليهنّ للمسافر، ويومٌ وليلةٌ للمقيم.
هذا إسنادٌ صحيحٌ رواه البزّار.
706- قال: وحدّثنا هشيم بن بشيرٍ، حدّثنا منصور بن زاذان، عن ابن سيرين، عن أفلح مولى أبي أيّوب، عن أبي أيّوب، أنّه كان يأمر بالمسح وكان هو يغسل قدميه، فقيل له في ذلك: كيف تأمر بالمسح وأنت تغسل؟! فقال: بئس مالي إن كان مهنأه لكم ومأثمه عليّ، قد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفعله، ويأمر به، ولكنّه حبّب إليّ الوضوء.
706/2- قال: وحدّثنا محمّد بن عبيدٍ، حدّثنا الأعمش، عن المسيّب بن رافعٍ، عن عليّ بن مدركٍ، قال: رأيت أبا أيّوب توضّأ، ثمّ نزع خفّيه، فنظروا إليه، فقال: أما إنّي قد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح عليهما، ولكنّه حبّب إليّ الوضوء.
706/3- رواه الحارث بن محمد بن أبي أسامة: وحدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا أبو هلال، عن محمد بن سيرين، أن أبا أيوب كان يأمر بالمسح وكان يتوضأ، فقالوا له: يا أبا أيوب، تأمرنا بالمسح وأنت تتوضأ؟!
قال: لم أكن آمركم بالرفق وأصيب أنا المأثم، لكني رجل حبب إليّ الطهور.
706/4- ورواه أبو يعلى الموصلى: حدّثنا محمد بن عبد الله، حدّثنا محمد بن عبيد، حدّثنا الأعمش... فذكره.
إسناد صحيح.
706/5- قلت: رواه أحمد بن حنبل في مسنده: حدّثنا محمد بن عبيد الطنافسي، حدّثنا الأعمش... فذكره.
ورواه البيهقي في سننه من طريق أبي موسى، حدّثنا محمد بن عبيد الطنافسي... فذكره.
ومن طريق هشيم به.
707- قال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، عن أبي عامرٍ الخزّاز، حدّثنا الحسن، عن المغيرة بن شعبة، قال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بال، ثمّ جاء حتّى توضّأ ومسح على خفّيه، ووضع يده اليمنى على خفّه الأيمن، ويده اليسرى على خفّه الأيسر، ثمّ مسح أعلاه مسحةً واحدةً، كأنّي أنظر إلى أثر أصابع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على الخفّين.
قلت: حديث المغيرة بن شعبة في المسح على الخفّين في الكتب السّتّة بغير هذا السّياق، وأبو عامرٍ الخزّاز اسمه صالح بن رستمٍ فيه ضعفٌ، والحسن لم يسمع عندي من المغيرة.
708- وقال إسحاق بن راهويه: حدّثنا بقيّة بن الوليد، حدّثني جرير بن يزيد، حدّثني منذرٌ، حدّثني محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: مرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برجلٍ يتوضّأ وهو يغسل خفّيه، فقال بيده هكذا: إنّما أمرت بالمسح - وفرّج بين أصابع كفّيه على خفّيه.
708/2- رواه أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا محمّد بن عبد الرّحمن بن سهمٍ، حدّثنا بقيّة، حدّثنا جرير بن يزيد، عن محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال: مرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برجلٍ يتوضّأ وهو يغسل خفّيه، فدفعه بمنكبه هكذا - ووصف ذلك بقيّة - وقال: إنّما أمرت بالمسح قال: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: بيده هكذا من أطراف أصابعه إلى أسفل السّاق.
قلت: جرير بن يزيد ضعيفٌ، ورواه ابن ماجة في سننه، وليس في سماعنا.
709- وقال الحارث بن محمد بن أبي أسامة: حدّثنا يونس بن محمد المؤدب، حدّثنا ليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أن رجلا من أهل الشام سأل أباه أبا أمامة عن المسح على الخفين، فقال: نعم، امسح عليهما، قال الشامي: فأين قول علي؟ فقال لي أبي: أي بني، ائت سعيد بن المسيّب فأخبره بما قلت: قال: فأتيته فقلت: إن أبي يقرأ عليك السلام ويسألك عن المسح على الخفين. فقال: إذا أدخلتهما فامسح عليهما حتى تنزعهما. قال: فأتاه رجل فقال: كيف ترى فيمن قتل بالخلاء هو والمعراض؟ قال: لا بأس به.
ثم قال: فلعلكم ترمون الصيد فيما حول المدينة؟ قلنا: نعم. قال: فقد بلغنا أن النبي صلّى الله عليه وسلّم نهى عن قتل مابين لابتيها.
710- قال الحارث: وحدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا شعبة بن الحجاج، حدّثنا قتادة، سمعت موسى بن سلمة قال: سألت ابن عباس عن صيام ثلاثة أيام البيض. فقال: كان عمر يصومهن. وسألته عن المسح على الخفين. فقال: ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر، ويوم وليلة للمقيم.
ورجاله ثقات.
711- قال: وحدثنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الحميد بن عمران بن أبي أنسٍ، عن أبيه، عن عبد الله بن الطّفيل، قال: رأيت عمرو بن حزمٍ يمسح على الخفّين، وقال: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح على خفّيه.
محمّد بن عمر - هو الواقديّ - ضعيفٌ.
712- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، عن عمر بن إسحاق بن يسارٍ، قال: قرأت لعطاءٍ كتابًا معه، فإذا فيه، حدّثتني ميمونة، زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، أنّها قالت: يا رسول الله، أيخلع الرّجل خفّيه كلّ ساعةٍ؟ قال: لا، ولكن يمسحها ما بدا له.
713- قال: وحدّثنا أبو كريبٍ، حدّثنا زيدٌ، عن خالد بن أبي بكرٍ، عن سالمٍ، عن ابن عمر، عن عمر، قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يأمر بالمسح على الخفّين للمسافر ثلاثة أيّامٍ ولياليهنّ، وللمقيم يومٌ وليلةٌ.
قلت: له شاهدٌ من حديث خزيمة بن ثابتٍ، رواه التّرمذيّ في الجامع، وغيره، وقال: هو قول العلماء من أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم والتّابعين، ومن بعدهم من الفقهاء مثل: سفيان الثّوريّ، وابن المبارك، والشّافعيّ، وأحمد، وإسحاق، قالوا: يمسح المقيم يومًا وليلةً، وللمسافر ثلاثة أيّامٍ ولياليهنّ قال: وقد روي عن بعض أهل العلم أنّهم لم يؤقّتوا في المسح على الخفّين، وهو قول مالك بن أنسٍ، قال التّرمذيّ: التّوقيت أصحّ.
714- قال أبو يعلى: وحدّثنا أبو كريبٍ محمّد بن العلاء، حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا خالد بن أبي بكر بن عبيد الله العمريّ، حدّثني سالمٌ، عن أبيه، أنّ سعد بن أبي وقّاصٍ، سأل عمر عن المسح على الخفّين، فقال عمر: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يأمر بالمسح على ظهر الخفّين إذا لبسهما وهما طاهرتان.
رواه البزّار، وفي سنده عاصم بن عبد الله وهو ضعيفٌ.
715- قال أبو يعلى: وحدّثنا موسى، حدّثنا عبد الله بن عبد المجيد، حدّثنا محمّد بن أبي حميدٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر أنّ عمر دخل الكنيف، ثمّ خرج فمسح على خفّيه، وقال: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وخرج فمسح عليهما.
قلت: محمّدٌ ضعيفٌ.
716- قال: وحدّثنا سهل بن زنجلة، حدّثنا الصّبّاح بن محاربٍ، عن عمر بن عبد الله، عن أبيه، عن جدّه.
717- وعن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريكٍ، قال: كنّا نكون مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في سفرٍ لا ننزع خفافنا ثلاثة أيّامٍ ولياليهنّ لحاجةٍ فقضيناها، ونكون معه في الحضر يومًا وليلةً نمسح على خفافنا.
51- باب التيمم
718- قال أبو داود الطيالسي: حدّثنا ابن أبي ذئب، عن الزّهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عمار بن ياسر قال: هلك عقد لعائشة من جذع ظفار في سفر من أسفار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعائشة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في ذلك السفر فالتمست عائشة عقدها حتى انبهر الليل، فجاء أبو بكر فتغيظ عليها قال: حبست الناس بمكان ليس فيه ماء؟! قال: فأنزلت آية الصعيد، فجاء أبو بكر فقال: أنت والله يا بنية ما علمت مباركة.
قال عبيد الله: وكان عمار يحدث أن الناس طفقوا يومئذ يمسحون بأكفهم الأرض فيمسحون بها وجوههم، ثم يعودون فيضربون ضربة أخرى فيمسحون بها أيديهم إلى المناكب والآباط، ثم يصلون.
قال: وروى هذا الحديث محمد بن إسحاق، عن الزّهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن عمار.
719- رواه أحمد بن منيع: حدّثنا حسين بن محمد، حدّثنا ابن أبي ذئب، عن الزّهريّ، عن عبيد الله بن عبد الله، عن عمار بن ياسر قال: لما نزلت عليهم رخصة التيمم بالصعدات دخل أبو بكر على عائشة فقال: إنك لمباركة. قد نزلت علينا رخصة التيمم.
قلت: حديث عمار بن ياسر رجاله ثقات.
رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه باختصار، وله شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة.
720- وقال مسدّدٌ: حدّثنا يزيد، حدّثنا سليمان التّيميّ، عن سيّارٍ، عن أبي أمامة، قال: قال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: إنّ الله - تعالى - فضّلني على الأنبياء - أو قال: أمّتي على الأمم - بأربعٍ: أرسلني إلى النّاس كافّةً، وجعل الأرض كلّها لي ولأمّتي مسجدًا وطهورًا، فأينما أدرك رجلٌ من أمّتي الصّلاة، فعنده مسجده وطهوره، ونصرت بالرّعب مسيرة شهرٍ يسير بين يديّ، يقذف في قلوب أعدائي، وأحلّت لي الغنائم.
720/2- قال: وحدّثنا عبد الوارث، عن بشر بن نميرٍ، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم... فذكره.
720/3- رواه أحمد بن منيعٍ: حدّثنا يزيد، أنبأنا سليمان التّيميّ... فذكره بإسناده ومتنه، إلاّ أنّه لم يقل: ولأمّتي.
720/4- قلت: رواه التّرمذيّ في الجامع، عن محمّد بن عبيدٍ المحاربيّ، عن أسباطٍ، عن سليمان التّيميّ به بلفظ بلفظ إنّ الله فضّلني على الأنبياء أو قال: على الأمم وأحلّ لنا الغنائم.
وقال: حسنٌ صحيحٌ. انتهى.
وله شاهدٌ في الصّحيحين، وغيرهما من حديث أبي هريرة، وجابرٍ، ورواه مسلمٌ من حديث حذيفة.
721- قال مسدّد: وحدثنا هشيم، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: التيمم عند كل صلاة.
722- وقال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: حدّثنا الدّراورديّ، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن جدّه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عام غزوة تبوك قام من اللّيل يصلّي، فاجتمع وراءه رجالٌ من أصحابه يحرسونه، حتّى إذا صلّى انصرف إليهم، قال لهم: قد أعطيت خمسًا ما أعطيهنّ أحدٌ كان قبلي: أمّا أنا فأرسلت إلى النّاس كافّةً، وكان من قبلي إنّما يرسل النّبيّ إلى قومه، ونصرت بالرّعب، ولو كان بيني وبينه مسيرة شهرٍ، ملىء منّي رعبًا، وأحلّت لي الغنائم أكلّها، وجعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا، أينما أدركتني الصّلاة تمسّحت وصلّيت، وكان من قبلي يعظّمون ذلك، إنّما كانوا يصلّون في كنائسهم وبيعهم، والخامسة هي ما هي قيل لي: سل فإنّ كلّ نبيٍّ قد سأل، فأخّرتها إلى يوم القيامة.
قلت: رواه أحمد بن حنبلٍ بتمامه بإسنادٍ صحيحٍ وزاد في آخره فهي لكم ولمن شهد أن لا إله إلاّ اللّه.
723- وقال أبو بكر بن أبي شيبة: حدّثنا محمّد بن فضيلٍ، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن مجاهدٍ، ومقسمٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت خمسًا، ولا أقول فخرًا: بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ قبلي، ونصرت بالرّعب، فهو يسير أمامي شهرًا، وأعطيت الشّفاعة فأخّرتها لأمّتي يوم القيامة، وهي إن شاء الله نائلةٌ من لا يشرك بالله شيئًا.
723/2- رواه عبد بن حميدٍ: حدّثني أبو بكر بن أبي شيبة... فذكره.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
723/3- رواه أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا عبد الصّمد، قال: حدّثنا عبد العزيز بن مسلمٍ، حدّثنا يزيد، عن مقسمٍ... فذكره بتقديمٍ وتأخيرٍ.
وله شاهدٌ من حديث أبي ذرٍّ، وسيأتي في علامات النّبوّة.
724- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أعطيت خمسًا لم يعطهنّ أحدٌ كان قبلي: بعثت إلى الأحمر والأسود، ونصرت بالرّعب مسيرة شهرٍ، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأحلّت لي الغنائم ولم تحلّ لنبيٍّ كان قبلي، وأعطيت الشّفاعة، وإنّه ليس من نبيٍّ إلاّ قد سأل شفاعته، وإنّي أخّرت شفاعتي، جعلتها لمن مات لا يشرك بالله شيئًا.
724/2- رواه أحمد بن حنبلٍ في مسنده: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، حدّثنا إسرائيل... فذكره.
724/3- قال: وحدّثنا أبو أحمد – يعني: الزّبيريّ - حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم... فذكره ولم يسنده.
قلت: روى التّرمذيّ في الجامع، وابن ماجة في سننه منه قصّة الشّفاعة حسب.
ورواه ابن حبّان في صحيحه، والحاكم في المستدرك، وقال: صحيحٌ على شرط الشّيخين.
725- قال أبو بكر بن أبي شيبة: وحدّثنا عبّاد بن العوّام، عن بردٍ، عن سليمان بن موسى، عن أبي هريرة لمّا نزلت آية التّيمّم، لم أدر كيف أصنع، فأتيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أسأله، فلم أجده، فانطلقت أطلبه فاستقبلته، فلمّا رآني عرف الّذي جئت له، فبال ثمّ ضرب بيديه إلى الأرض، فمسح بهما وجهه وكفيه.
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ.
726- وقال الحارث بن محمّد بن أبي أسامة: حدّثنا أشهل بن حاتمٍ، حدّثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن حنشٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أهراق الماء، فمسح بالتّراب، فقلت له: إنّما الماء منك قريبٌ!، فقال: وما يدريني لعلّي لا أبلغه.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ، فيه حنشٌ وابن لهيعة، ومن طرقهما رواه أحمد ابن حنبلٍ، ولفظه: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، يخرج فيهريق الماء، فيتمسّح بالتّراب، فأقول: يا رسول الله، إنّ الماء منك قريبٌ، قال: ما أدري لعلّي لا أبلغه.
727- وقال أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا عبيد الله القواريري، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس: أطيب الصعيد أرض الحرث.
موقوف، ورجاله ثقات.
728- قال: وحدّثنا كامل بن طلحة، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثنا عمرو بن شعيبٍ، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي هريرة أنّ رجالاً أتوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: إنّا أناسٌ نكون بالرّمل، فتصيبنا الجنابة وفينا الحائض والنّفساء، ولا نجد الماء أربعة أشهرٍ أو خمسة أشهرٍ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: عليكم بالأرض.
هذا إسنادٌ ضعيفٌ لضعف ابن لهيعة.
729- قال: وحدّثنا شيبان بن فرّوخٍ، حدّثنا سعيد بن راشدٍ، عن عطاءٍ، عن ابن عمر أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان في سفرٍ له، فلمّا حضرت الصّلاة، نزل القوم فبصر بهم راعي، فنزل يضرب بيده الصّعيد، فتيمّم ثمّ أذّن، قال: الله أكبر الله أكبر قال نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم: على الفطرة قال: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه، قال: خرج من النّار


التوقيع :
{ قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ }
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطهارة, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir