22 - أبواب الإسراء والمعراج
1 - باب في الإسراء
229 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لما كان ليلة أسري بي أصبحت بمكة فظعت بأمري وعرفت أن الناس مكذبي فقعدت معتزلا حزينا " قال: فمر به عدو الله أبو جهل فجاء حتى جلس إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شيء؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم " قال: وما هو؟ قال: " إني أسري بي الليلة " قال: إلي أين؟ قال: " إلى بيت المقدس " قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: " نعم " فلم يره أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه قال: أرأيت أن دعوت قومك أتحدثهم ما حدثتني؟ قال: " نعم " قال: هيا معشر بني كعب بن لؤي حي قال: فانتقضت إليه المجالس وجاءوا حتى جلسوا إليهما قال: حدث قومك بما حدثتني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أسري بي الليلة " قالوا: إلى أين؟ قال: " إلى بيت المقدس " قالوا: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: " نعم " قال: فمن بين مصفق ومن بين واضع يده على رأسه متعجبا للكذب زعم قالوا: وتستطيع أن تنعت لنا المسجد وفي القوم من قد سافر إلى ذلك البلد ورأى المسجد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فذهبت أنعت فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت " قال: " فجيء بالمسجد وأنا أنظر حتى وضع دون دار عقيل - أو عقال - فنعته وأنا أنظر إليه. قال: وكان مع هذا نعت لم أحفظه " قال: فقال القوم: أما النعت فوالله لقد أصاب
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح
230 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لما كانت ليلة أسري بي أتيت على رائحة طيبة فقلت: يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة؟ قال: هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها قلت: وما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقط المدرى من يدها فقالت: بسم الله فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت: لا ولكن ربي ورب أبيك الله قالت: أخبره بذا؟ قالت: نعم فأخبرته فدعاها فقال: يا فلانة وإن لك ربا غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله وأمر ببقرة[1] من نحاس فأحميت ثم أمر أن تلقى هي وأولادها فيها قالت له: إن لي إليك حاجة قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام أولادي في ثوب واحد فتدفننا جميعا. قال: ذلك علينا من الحق. قال: فأمر بأولادها فألقوا بين أيديها واحدا واحدا إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع كأنها تقاعست من أجله قال: يا أمه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت
قال ابن عباس: تكلم أربع صغار عيسى بن مريم عليه السلام وصاحب جريج وشاهد يوسف وابن ماشطة ابنة فرعون
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفيه عطاء بن السائب وهو ثقة ولكنه اختلط
231 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه عن رسول الله قال:
فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل صلى الله عليه وسلم ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ثم جاء بطست ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء فلما جاء السماء الدنيا ففتح فقال: من هذا؟ قال: جبريل صلى الله عليه وسلم قال: هل معك أحد؟ قال: نعم معي محمد قال: أرسل إليه؟ قال: نعم فافتح فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل عن يمينه أسودة[2] وعن يساره أسودة فإذا نظر قبل يمينه تبسم وإذا نظر قبل يساره بكى قال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح قال: قلت لجبريل صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ قال: هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وشماله نسم بنيه فأهل اليمين هم أهل الجنة والأسودة التي عن شماله هم أهل النار فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى. قال: ثم عرج بي جبريل صلى الله عليه وسلم حتى جاء السماء الثانية فقال لخازنها: افتح فقال له خازنها مثل ما قال خازن سماء الدنيا ففتح له
رواه عبد الله من زياداته على أبيه ورجاله رجال الصحيح
232 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رأيت ليلة أسري بي لما انتهينا إلى السماء السابعة فنظرت فوق - قال عفان: فوقي - فإذا أنا برعد وبروق وصواعق قال: فأتيت على قوم بطونهم كالبيوت فيها الحيات ترى من خارج بطونهم قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء أكلة الربا فلما نزلت إلى السماء الدنيا فنظرت أسفل مني فإذا أنا بريح وأصوات ودخان فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه شياطين يحرفون على أعين بني آدم لا يتفكرون في ملكوت السماوات والأرض ولولا ذلك لرأوا العجائب
رواه أحمد - وروى ابن ماجة منه قصة أكلة الربا وفيه أبو الصلت لا يعرف ولم يرو عنه غير علي بن زيد
233 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ليلة أسري بي وضعت قدمي حيث توضع أقدام الأنبياء من بيت المقدس فعرض علي عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فإذا أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود وعرض علي موسى صلى الله عليه وسلم فإذا رجل ضرب من الرجال كأنه من رجال شنوءة وعرض علي إبراهيم صلى الله عليه وسلم فإذا أقرب الناس به شبها صاحبكم صلى الله عليه وسلم
رواه أحمد وفيه عمر بن أبي سلمة وثقه أحمد ويحيى وابن حبان وضعفه علي بن المديني وغيره
234 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس ثم جاء من ليلته فحدثهم بمسيره وبعلامة بيت المقدس وبعيرهم فقال ناس - قال حسن -: نحن نصدق محمدا بما يقول فارتدوا كفارا فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل وقال أبو جهل: يخوفنا محمد شجرة الزقوم هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا. فذكر الحديث
رواه أحمد ورجاله ثقات إلا أن هلال بن خباب قال يحيي القطان أنه تغير قبل موته وقال يحيى بن معين: لم يتغير ولم يختلط ثقة مأمون ورواه أبو يعلى وزاد قال: ورأى الدجال في صورته رؤيا عين ليس رؤيا منام وعيسى بن مريم وإبراهيم قال: فسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال: " رأيته فيلمانيا[3] أقمر[4] هجان[5] إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دري كأن شعره أغصان شجرة ورأيت عيسى شابا أبيض جعد الرأس حديد البصر مبطن الخلق ورأيت موسى أسحم أدم كثير الشعر شديد الخلق ورأيت إبراهيم فلا أنظر إلى إرب[6] من آرابه إلا نظرت إليه كأنه صاحبكم قال: وقال لي جبريل عليه السلام: سلم على أبيك فسلمت عليه "
2 - باب منه في الإسراء
235 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بفرس يجعل كل خطو منه أقصى بصره فسار وسار معه جبريل صلى الله عليه وسلم فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم كلما حصدوا عاد كما كان فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء المجاهدون في سبيل الله تضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف وما أنفقوا من شيء فهو يخلفه ثم أتى على قوم ترضخ[7] رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم من ذلك شيء قال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين تثاقلت رؤوسهم عن الصلاة ثم أتى على قوم على أدبارهم رقاع وعلى أقبالهم رقاع يسرحون كما تسرح الأنعام إلى الضريع والزقوم[8] ورضف[9] جهنم قال: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين لا يؤدون صدقات أموالهم وما ظلمهم الله وما الله بظلام للعبيد ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج ولحم آخر نيء خبيث فجعلوا يأكلون الخبيث ويدعون النضيج الطيب قال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: الرجل من أمتك يقوم من عند امرأته حلالا فيأتي المرأة الخبيثة فيبيت معها حتى يصبح والمرأة تقوم من عند روجها حلالا طيبا فتأتي الرجل الخبيث فتبيت عنده حتى تصبح ثم أتى على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها هو يريد أن يزيد عليها فقال: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا رجل من أمتك عليه أمانة الناس لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها ثم أتى على قوم تقرض شفاههم وألسنتهم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت لا يفتر عنهم من ذلك شيء قال: يا جبريل ما هؤلاء؟ قال: خطباء الفتنة ثم أتى على جحر صغير يخرج منه ثور عظيم فيريد الثور أن يدخل من حيث خرج فلا يستطيع فقال: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الرجل يتكلم بالكلمة العظيمة فيندم عليها فيريد أن يردها فلا يستطيع ثم أتى على واد فوجد ريحا طيبة ووجد ريح مسك مع صوت فقال: ما هذا؟ قال: صوت الجنة تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني قد كثر غرسي وحريري وسندسي وإستبرقي وعبقري ومرجاني وقصبي وذهبي وأكوابي وصحافي وأباريقي وفواكهي وعسلي وثيابي ولبني وخمري ائتني بما وعدتني قال: لك كل مسلم ومسلمة ومؤمن ومؤمنة ومن آمن بي وبرسلي وعمل صالحا ولم يشرك بي شيئا ولم يتخذ من دوني أندادا فهو آمن ومن سألني أعطيته ومن أقرضني جزيته ومن توكل علي كفيته إني أنا الله لا إله إلا أنا لا خلف لميعادي قد أفلح المؤمنون تبارك الله أحسن الخالقين فقالت: قد رضيت ثم أتى على واد فسمع صوتا منكرا فقال: يا جبريل ما هذا الصوت؟ قال: هذا صوت جهنم تقول: يا رب ائتني بأهلي وبما وعدتني فقد كثر سلاسلي وأغلالي وسعيري وحميمي وغساقي وغسليني وقد بعد قعري واشتد حري ائتني بما وعدتني قال: لك كل مشرك ومشركة وخبيث وخبيثة وكل جبار لا يؤمن بيوم الحساب قالت: قد رضيت
ثم سار حتى أتى بيت المقدس فنزل فربط فرسه إلى صخرة فصلى مع الملائكة فلما قضيت الصلاة قالوا: يا جبريل من هذا معك؟ قال: هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة. ثم لقوا أرواح الأنبياء فأثنوا على ربهم تعالى فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي اتخذني خليلا وأعطاني ملكا عظيما وجعلني أمة قانتا واصطفاني برسالاته أنقذني من النار وجعلها علي بردا وسلاما ثم إن موسى عليه السلام أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي كلمني تكليما واصطفاني وأنزل علي التوراة وجعل هلاك فرعون على يدي ونجاة بني إسرائيل على يدي ثم إن داود صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي جعل لي ملكا وأنزل علي الزبور وألان لي الحديد وسخر لي الجبال يسبحن معي والطير وآتاني الحكمة وفصل الخطاب ثم إن سليمان عليه السلام أثنى على ربه تبارك وتعالى فقال: الحمد لله الذي سخر لي الرياح والجن والإنس وسخر لي الشياطين يعملون ما شئت من محاريب وتماثيل وجفان كالجوابي وقدور راسيات وعلمني منطق الطير وأسال لي عين القطر وأعطاني ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي ثم إن عيسى صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي علمني التوراة والإنجيل وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذنه ورفعني وطهرني من الذين كفروا وأعاذني وأمي من الشيطان الرجيم ولم يجعل للشيطان علينا سبيلا
وإن محمدا صلى الله عليه وسلم أثنى على ربه فقال: كلكم أثنى على ربه وأنا مثن على ربي: الحمد لله الذي أرسلني رحمة للعالمين وكافة للناس بشيرا ونذيرا وأنزل علي الفرقان فيه تبيان كل شيء وجعل أمتي خير أمة أخرجت للناس وجعل أمتي وسطا وجعل أمتي هم الأولون وهم الآخرون وشرح لي صدري ووضع عني وزري ورفع لي ذكري وجعلني فاتحا وخاتما فقال إبراهيم صلى الله عليه وسلم: بهذا فضلكم محمد صلى الله عليه وسلم ثم أتى بآنية ثلاثة مغطاة فدفع إليه إناء فيه ماء فقيل له اشرب ثم دفع إليه إناء أخر فيه لبن فشرب حتى روي ثم دفع إليه إناء آخر فيه خمر فقال: قد رويت لا أذوقه فقيل له: أصبت أما إنها ستحرم على أمتك ولو شربتها لم يتبعك من أمتك إلا قليل. ثم صعد به إلى السماء فاستفتح جبريل فقيل: من هذا؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا بشيخ جالس تام الخلق لم ينقص من خلقه شيئا كما ينقص من خلق البشر عن يمينه باب يخرج منه ريح طيبة وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة إذا نظر إلى الباب الذي عن يمينه ضحك وإذا نظر إلى الباب الذي عن يساره بكى وحزن فقال: يا جبريل من هذا الشيخ؟ وما هذان البابان؟ قال: هذا أبوك آدم وهذا الباب الذي عن يمينه باب الجنة إذا رأى من يدخله من ذريته ضحك واستبشر وإذا نظر إلى الباب الذي عن شماله باب جهنم من يدخله من ذريته بكى وحزن. ثم صعد إلى السماء الثانية فاستفتح فقال: من هذا؟ فقال: جبريل قالوا: ومن معك؟ قال: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا هو بشابين فقال: يا جبريل ما هذان الشابان؟ قال: هذا عيسى ويحيى ابنا الخالة ثم صعد إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا هو برجل جالس قد فضل على الناس في الحسن كما فضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب فقال: من هذا يا جبريل؟ قال: أخوك يوسف صلى الله عليه وسلم ثم صعد إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا هو برجل فقال: يا جبريل من هذا الرجل الجالس؟ قال: هذا أخوك إدريس رفعه الله مكانا عليا ثم صعد به إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فدخل فإذا هو برجل جالس يقص عليهم قال: يا جبريل من هذا؟ ومن هؤلاء الذين حوله؟ قال: هذا هارون صلى الله عليه وسلم المخلف في قومه وهؤلاء قومه من بني إسرائيل ثم صعد به إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقالوا: من هذا معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ وخليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فإذا هو برجل جالس فجاوزه فبكى الرجل فقال: يا جبريل من هذا؟ قال: موسى صلى الله عليه وسلم قال: ما يبكيه؟ قال: تزعم بنو إسرائيل أني أفضل الخلق وهذا قد خلفني فلو أنه وحده ولكن معه كل أمته ثم صعد بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقالوا: من معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم قالوا: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم قالوا: حياه الله من أخ ومن خليفة فنعم الأخ ونعم الخليفة ونعم المجيء جاء فإذا هو برجل أشمط جالس على كرسي عند باب الجنة وعنده قوم جلوس في ألوانهم شيء - قال عيسى: يعني أبا جعفر الرازي وسمعته مرة يقول: سود الوجوه - فقام هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا نهرا يقال له: " نعمة الله " فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء فدخلوا نهرا آخر يقال له: " رحمة الله " فاغتسلوا فيه فخرجوا وقد خلص من ألوانهم شيء فدخلوا نهرا آخر فذلك قوله تعالى {وسقاهم ربهم شرابا طهورا} فخرجوا وقد خلصت ألوانهم مثل ألوان أصحابهم فجلسوا إلى أصحابهم فقال: يا جبريل من هذا الأشمط الجالس؟ ومن هؤلاء البيض الوجوه؟ ومن هؤلاء الذين في ألوانهم شيء فدخلوا هذه الأنهار فاغتسلوا فيها ثم خرجوا وقد خلصت ألوانهم؟ قال: هذا أبوك إبراهيم صلى الله عليه وسلم أول من شمط على الأرض وهؤلاء القوم البيض الوجوه قوم لم يلبسوا إيمانهم بظلم وهؤلاء الذين في ألوانهم شيء قد خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا تابوا فتاب الله عليهم ثم مضى إلى السدرة فقيل له: هذه السدرة المنتهى ينتهي كل أحد من أمتك خلا على سبيلك وهي السدرة المنتهى يخرج من أصلها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى وهي شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين عاما وإن ورقة منها مظلة الخلق فغشيها نور وغشيتها الملائكة قال عيسى: فذلك قوله {إذ يغشى السدرة ما يغشى} فقال تبارك وتعالى له: سل فقال: إنك اتخذت إبراهيم خليلا وأعطيته ملكا عظيما وكلمت موسى تكليما وأعطيت داود ملكا عظيما وألنت له الحديد وسخرت له الجبال وأعطيت سليمان ملكا عظيما وسخرت له الجن والإنس والشياطين والرياح وأعطيته ملكا لا ينبغي لأحد من بعده وعلمت عيسى التوراة والإنجيل وجعلته يبرئ الأكمه والأبرص وأعذته وأمه من الشيطان الرجيم فلم يكن له عليهما سبيل فقال له ربه تبارك وتعالى: " قد اتخذتك خليلا وهو مكتوب في التوراة " محمد حبيب الرحمن " وأرسلتك إلى الناس كافة وجعلت أمتك هم الأولون وهم الآخرون وجعلت أمتك لا تجوز لهم خطبة حتى يشهدوا أنك عبدي ورسولي وجعلتك أول النبيين خلقا وآخرهم بعثا وأعطيتك سبعا من المثاني ولم أعطها نبيا قبلك وأعطيتك خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم أعطها نبيا قبلك وجعلتك فاتحا وخاتما ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فضلني ربي تبارك وتعالى بست: قذف في قلوب عدوي الرعب من مسيرة شهر وأحلت لي الغنائم ولم تحل قبلي وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا وأعطيت فواتح الكلام وجوامعه وعرض على أمتي فلم يخف على التابع والمتبوع منهم ورأيتهم أتوا على قوم ينتعلون الشعر ورأيتهم أتوا علي قوم عراض الوجوه صغار الأعين فعرفتهم ما هم. وأمرت بخمسين صلاة فرجع إلى موسى فقال له موسى: بكم أمرت من الصلاة؟ قال: بخمسين صلاة قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل الله التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بأربعين صلاة قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأله التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بثلاثين قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك أضعف الأمم ولقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بعشرين قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بعشر قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه خمسا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بخمس قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. قال: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه وما أنا براجع إليه فقيل له: كما صبرت نفسك على الخمس فإنه يجزئ عنك بخمسين يجزئ عنك كل حسنة بعشر أمثالها
قال عيسى: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان موسى صلى الله عليه وسلم أشدهم علي أولا وخيرهم آخرا "
رواه البزار ورجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول
3 - باب منه في الإسراء
236 - عن شداد بن أوس قال: قلنا: يا رسول الله كيف أسري بك ليلة أسري بك؟ قال:
صليت بأصحابي صلاة العتمة بمكة معتما فأتاني جبريل بدابة بيضاء فوق الحمار ودون البغل فاستصعب علي فأدارها بأذنها حتى حملني عليها فانطلقت تهوي بنا تضع حافرها حيث أدرك طرفها حتى انتهينا إلى أرض ذات نخل قال: انزل فنزلت ثم قال: صل فصليت ثم ركبنا قال لي: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم قال: صليت بيثرب صليت بطيبة ثم انطلقت تهوي تضع حافرها حيث أدرك طرفها حتى بلغنا أرضا بيضاء قال لي: انزل فنزلت ثم قال: صل فصليت ثم ركبنا قال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم قال: صليت بمدين صليت عند شجرة موسى ثم انطلقت تهوي بنا تضع حافرها - أو يقع حافرها - حيث أدرك طرفها ثم ارتفعنا قال: انزل فنزلت فقال: صل فصليت ثم ركبنا فقال: أتدري أين صليت؟ قلت: الله أعلم قال: صليت بيت لحم حيث ولد عيسى المسيح بن مريم ثم انطلق بي حتى دخلنا المدينة من بابها الثامن فأتى قبلة المسجد فربط دابته ودخلنا المسجد من باب فيه مثل الشمس والقمر فصليت من المسجد حيث شاء الله - قال ابن زبريق - ثم أتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر عسل أرسل إلي بهما جميعا فعدلت بينهما ثم هداني الله فأخذت اللبن فشربت حتى قدعت[10] به جبني وبين يدي شيخ متكئ فقال: أخذ صاحبك الفطرة أو قال بالفطرة. ثم انطلق بي حتى أتيت الوادي الذي بالمدينة فإذا جهنم تنكشف عن مثل الزرابي
قلنا: يا رسول الله كيف وجدتها؟ قال: " مثل - وذكر شيئا ذهب عني - ثم مررت بعير لقريش بمكان كذا وكذا قد أضلوا بعيرا لهم فسلمت عليهم فقال بعضهم لبعض: هذا صوت محمد صلى الله عليه وسلم ثم أتيت أصحابي قبل الصبح بمكة فأتاني أبو بكر فقال: يا رسول الله أين كنت الليلة فقد التمستك في مكانك فلم أجدك؟ قال: إني أتيت بيت المقدس الليلة فقال: يا رسول الله إنه مسيرة شهر فصفه لي ففتح لي شراك كأني أنظر إليه لا يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم عنه ". فقال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشة يزعم أنه أتى بيت المقدس الليلة قال: " نعم وقد مررت بعير لكم في مكان كذا قد أضلوا بعيرا لهم بمكان كذا وكذا وأنا مسيرهم لكم ينزلون بكذا ثم يأتونكم يوم كذا وكذا يقدمهم جمل أدم عليه مسح أسود وغرازتان[11] سوداوتان " فلما كان ذلك اليوم أشرف الناس ينظرون حتى كان قريبا من نصف النهار أقبلت العير يقدمهم ذلك الجمل كالذي وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم
رواه البزار والطبراني في الكبير إلا أن الطبراني قال فيه: " قد أخذ صاحبك الفطرة وإنه لمهدي وقال في وصف جهنم كيف وجدتها؟ قال: مثل الحمة[12] السخنة ". وفيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء وثقه يحيى بن معين وضعفه النسائي
237 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتيت بالبراق فركبته إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه فسار بنا في أرض غمة[13] منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء[14] طيبة
قال الطبراني: " قلت: يا جبريل كنا نسير في أرض غمة نتنة ثم إلى أرض فيحاء طيبة فقال: تلك أرض النار وهذه أرض الجنة ". - وقال البزار أحسبه: " قال جبريل صلى الله عليه وسلم: تلك أرض أهل النار وهذه أرض أهل الجنة - فأتيت على رجل قائم فقال: من هذا يا جبريل معك؟ قال: أخوك محمد صلى الله عليه وسلم فرحب ودعا لي بالبركة فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فسرنا فسمعت صوتا فأتينا على رجل فقال: من هذا معك؟ قال: هذا أخوك محمد صلى الله عليه وسلم فسلم ودعا لي بالبركة وقال: سل لأمتك التيسير قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك موسى صلى الله عليه وسلم قلت: على من كان تذمره؟ قال: على ربه قلت: على ربه؟ قال: نعم قد عرف حدته. ثم سرنا فرأيت شيئا. فقلت: ما هذا؟ أو ما هذه يا جبريل؟ قال: هذه شجرة أبيك إبراهيم ادن منها قلت: نعم " وقال الطبراني: " قلت: أدنو منها؟ قال: نعم فدنونا منها فرحب ودعا لي بالبركة ثم مضينا حتى أتينا بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلنا المسجد فنشرت[15] لي الأنبياء من سمى الله ومن لم يسم فصليت " قال الطبراني: بهم - ثم اتفقا إلا هؤلاء الثلاثة: إبراهيم وموسى وعيسى
رواه البزار وأبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
238 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بينا أنا قاعد إذ جاء جبريل صلى الله عليه وسلم فوكز بين كتفي فقمت إلى شجرة فيها كوكري الطير فقعد في أحدهما وقعدت في الآخر فسمت وارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا أقلب طرفي ولو شئت أن أمس السماء لمسست فالتفت إلى جبريل كأنه حلس لاطئ فعرفت فضل علمه بالله علي وفتح باب من أبواب السماء ورأيت النور الأعظم وإذا دون الحجاب رفرفة الدر والياقوت فأوحى إلي ما شاء أن يوحي
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
239 - وعن أم هانئ رضي الله عنها قالت: بات رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به في بيتي ففقدته من الليل فامتنع مني النوم مخافة أن يكون عرض له بعض قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن جبريل عليه السلام أتاني فأخذ بيدي فأخرجني فإذا على البيت دابة دون البغل وفوق الحمار فحملني عليه ثم انطلق حتى انتهى إلى بيت المقدس فأراني إبراهيم يشبه خلقه خلقي ويشبه خلقي خلقه وأراني موسى آدم طويلا سبط الشعر يشبه برجال أزد شنوءة وأراني عيسى بن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة شبهته بعروة بن مسعود الثقفي وأراني الدجال ممسوح العين اليمنى شبهته بقطن بن عبد العزى وأنا أريد أن أخرج إلى قريش فأخبرهم بما رأيت " فأخذت بثوبه فقلت: إني أذكرك الله إنك تأتي قوما يكذبونك وينكرون مقالتك فأخاف أن يسطوا بك قال: قالت: فضرب ثوبه من يدي ثم خرج إليهم فإذا هم جلوس فأخبرهم ما أخبرني فقام جبير بن مطعم فقال: يا محمد لو كنت شابا كما كنت ما تكلمت بما تكلمت به وأنت بين ظهرانينا فقال رجل من القوم: يا محمد هل مررت بإبل لنا في مكان كذا وكذا؟ قال: " نعم والله قد وجدتهم قد أضلوا بعيرا لهم فهم في طلبه " قال: فهل مررت بإبل لبني فلان؟ قال: " نعم وجدتهم في مكان كذا وكذا قد انكسرت له ناقة حمراء فوجدتهم وعندهم قصعة من ماء فشربت ما فيها " قالوا: فأخبرنا ما عدتها وما فيها من الرعاة؟ قال: " قد كنت عن عدتها مشغولا " فقام فأتي بالإبل فعدها وعلم ما فيها من الرعاة ثم أتى قريشا فقال لهم: " سألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاء فلان وفلان وسألتموني عن إبل بني فلان فهي كذا وكذا وفيها من الرعاء ابن أبي قحافة وفلان وفلان وهي مصبحتكم بالغداة على الثنية " قال: فقعدوا إلى الثنية ينظرون أصدقهم فاستقبلوا الإبل فسألوا: هل ضل لكم بعير؟ قالوا: نعم فسألوا الآخر: هل انكسرت لكم ناقة حمراء؟ قالوا: نعم قالوا: فهل كان عندكم قصعة؟ قال أبو بكر: أنا والله وضعتها فما شربها أحد ولا هراقوه في الأرض وصدقه أبو بكر وآمن به فسمي يومئذ الصديق
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الأعلى بن أبي المساور متروك كذاب
240 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الصبح فقال: إني رأيت رؤيا هي حق فاعقلوها: أتاني رجل فأخذ بيدي فاستتبعني حتى أتى بي جبلا طويلا وعرا فقال لي: ارقه فقلت: لا أستطيع فقال: إني سأسهله لك فجعلت كلما رقيت قدمي وضعتها على درجة حتى استوينا على سواء الجبل فانطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مشققة أشداقهم فقلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يقولون مالا يعلمون ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء مسمرة أعينهم وآذانهم قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يرون أعينهم مالا يرون ويسمعون آذانهم مالا يسمعون ثم انطلقنا فإذا نحن بنساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤوسهن تنهش ثديانهن الحيات قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يمنعون أولادهن من ألبانهن ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء معلقات بعراقيبهن مصوبة رؤوسهن يلحسن من ماء قليل وحمأ قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يصومون ويفطرون قبل تحلة صومهم ثم انطلقنا فإذا نحن برجال ونساء أقبح شيء منظرا وأقبحه لبوسا وأنتنه ريحا كأنما ريحهم المراحيض قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الزانون والزناة ثم انطلقنا فإذا نحن بموتى أشد شيء انتفاخا وأنتنه ريحا قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى الكفار ثم انطلقنا فإذا نحن نرى دخانا ونسمع عواء قلت: ما هذا؟ قال: هذه جهنم فدعها ثم انطلقنا فإذا نحن برجال نيام تحت ظلال الشجر قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء موتى المسلمين ثم انطلقنا فإذا نحن بجوار وغلمان يلعبون بين نهرين قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذرية المؤمنين ثم انطلقنا فإذا نحن برجال أحسن شيء وجها وأحسنه لبوسا وأطيبه ريحا كأن وجوههم القراطيس قلت: ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء الصديقون والشهداء والصالحون ثم انطلقنا فإذا نحن بثلاثة نفر يشربون خمرا ويغنون فقلت: ما هؤلاء؟ قال: ذاك زيد بن حارثة وجعفر وابن رواحة فملت قبلهم فقالوا: قدنا لك قدنا لك ثم رفعت رأسي فإذا بثلاثة نفر تحت العرش قلت: ما هؤلاء؟ قال: ذاك أبوك إبراهيم وموسى وعيسى وهم ينتظرونك صلوات الله عليهم أجمعين
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
241 - وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالبراق فحمله بين يديه فإذا بلغ مكانا مطأطئا طالت يداها وقصرت رجلاها حتى تستوي به وإذا بلغ مكانا مرتفعا قصرت يداها وطالت رجلاها حتى تستوي ثم عرض له رجل عن يمين الطريق فجعل يناديه: يا محمد إلي الطريق مرتين فقال له جبريل: امض ولا تكلم ثم عرض له رجل عن يسار الطريق فقال له: إلي الطريق يا محمد فقال له جبريل: امض ولا تكلم أحدا ثم عرضت له امرأة حسناء جميلة فقال له جبريل: تدري من الرجل الذي عن يمين الطريق؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا قال: تلك اليهود دعتك إلى دينهم ثم قال له: تدري من الرجل الذي دعاك عن يسار الطريق؟ قال: لا قال: تلك النصارى دعتك إلى دينهم هل تدري من المرأة الحسناء الجملاء؟ قال: تلك الدنيا دعتك إلى نفسها ثم انطلقنا حتى أتينا بيت المقدس فإذا هو بنفر جلوس فقالوا: مرحبا بالنبي الأمي فإذا في النفر الجلوس شيخ فقال محمد صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ قال: هذا أبوك إبراهيم ثم سأله من هذا؟ قال: هذا موسى ثم سأله من هذا؟ قال: هذا عيسى ابن مريم ثم أقيمت الصلاة فتدافعوا حتى قدموا محمدا صلى الله عليه وسلم ثم أتوا بأشربة فاختار محمد صلى الله عليه وسلم اللبن قال له جبريل: أصبت الفطرة ثم قيل له: قم إلى ربك فقام فدخل ثم جاء فقيل له: ماذا صنعت؟ فقال: فرضت على أمتي خمسون صلاة فقال له موسى: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فإن أمتك لا تطيق هذا فرجع ثم جاء فقال له موسى: ماذا صنعت؟ قال: ردها إلى خمس وعشرين صلاة فقال له موسى: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجع ثم جاء حتى ردها إلى خمس فقال له موسى: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فقال: قد استحييت من ربي مما أراجعه وقد قال لي: " لك بكل ردة رددتها مسألة أعطيكها ".
رواه الطبراني في الأوسط هكذا مرسلا وقال: لا يروى عن ابن أبي ليلى إلا بهذا الإسناد مع الإرسال فيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو ضعيف
242 - وعن صهيب بن سنان قال: لما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم الماء ثم الخمر ثم اللبن أخذ اللبن فقال له جبريل: أصبت الفطرة وبها غذيت كل دابة ولو أخذت الخمر غويت وغويت أمتك وكنت من أهل هذه وأشار بيده إلى الوادي الذي يقال له: وادي جهنم فنظرت إليه فإذا هو يلتهب
رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة
243 - وعن عبد الرحمن بن قرط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى فلما رجع كان بين المقام وزمزم جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فطارا به حتى بلغ السماوات السبع فلما رجع قال:
سمعت تسبيحا في السماوات العلى مع تسبيح كثير سبحت السماوات العلى من ذي المهابة مشفقات لذي العلا بما علا سبحانه وتعالى
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه مسكين بن ميمون ذكر له الذهبي هذا الحديث وقال: إنه منكر
244 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لما أسري بي انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها[16] أمثال القلال[17]
رواه الطبراني في الكبير وفيه زينب بنت سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس لم أر من ذكرها
245 - وعن عبد الله بن أسعد بن زرارة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليلة أسري بي فانتهيت إلى قصر من لؤلؤة يتلألأ نورا وأعطيت ثلاثا: إنك سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين وقائد الغر المحجلين
رواه البزار وفيه هلال الصيرفي عن أبي كثير الأنصاري: لم أر من ذكرهما
246 - وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى وجبريل كالحلس[18] البالي من خشية الله
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
23 - باب في الرؤية
247 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رأيت ربي عز وجل
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
لأمتك فإن أمتك أضعف الأمم ولقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بعشرين قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد صلى الله عليه وسلم فسأل ربه التخفيف فوضع عنه عشرا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بعشر قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف عن أمتك فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. فرجع محمد فسأل ربه التخفيف فوضع عنه خمسا فرجع إلى موسى فقال له: بكم أمرت؟ قال: بخمس قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف فإن أمتك أضعف الأمم وقد لقيت من بني إسرائيل شدة. قال: قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه وما أنا براجع إليه فقيل له: كما صبرت نفسك على الخمس فإنه يجزئ عنك بخمسين يجزئ عنك كل حسنة بعشر أمثالها ". قال عيسى: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان موسى صلى الله عليه وسلم أشدهم علي أولا وخيرهم آخرا "
248 - وعن عكرمة: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس} قال: شيء أريه النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة رآه بعينيه حين ذهب به إلى بيت المقدس
رواه أحمد موقوفا على عكرمة وفيه ابن إسحاق وهو مدلس
249 - وعن ابن عباس أنه كان يقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم رأى ربه مرتين: مرة ببصره ومرة بفؤاده
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح خلا جهور بن منصور الكوفي وجهور بن منصور ذكره ابن حبان في الثقات
250 - وعن ابن عباس قال: نظر محمد صلى الله عليه وسلم إلى ربه تبارك وتعالى قال عكرمة: فقلت لابن عباس: نظر محمد إلى ربه؟ قال: نعم جعل الكلام لموسى والخلة لإبراهيم والنظر لمحمد صلى الله عليه وسلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه حفص بن عمر العدني. روى ابن أبي حاتم توثيقه عن أبي عبد الله الطهراني وقد ضعفه النسائي وغيره
24 - بابان: العقيدة في الله
1 - باب في عظمة الله سبحانه وتعالى
251 - عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
سألت جبريل: هل ترى ربك؟ قال: إن بيني وبينه سبعين حجابا من نور لو رأيت أدناها لاحترقت
رواه الطبراني في الأوسط وفيه قائد الأعمش قال أبو داود: عنده أحاديث موضوعة وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يهم
252 - وعن عبد الله بن عمرو وسهل بن سعد رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة ما تسمع نفس شيئا من حس تلك الحجب إلا زهقت نفسها
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير عن عبد الله بن عمرو وسهل أيضا وفيه موسى بن عبيدة لا يحتج به
253 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد هل احتجب الله عز وجل عن خلقه بشيء غير السماوات والأرض؟ قال: " نعم بينه وبين الملائكة الذين حول العرش سبعون حجابا من نور وسبعون حجابا من نار وسبعون حجابا من ظلمة وسبعون حجابا من رفارف الإستبرق وسبعون حجابا من رفارف السندس وسبعون حجابا من در أبيض وسبعون حجابا من در أحمر وسبعون حجابا من در أصفر وسبعون حجابا من در أخضر وسبعون حجابا من ضياء استضاءها من ضوء النار والنور وسبعون حجابا من ثلج وسبعون حجابا من ماء وسبعون حجابا من غمام وسبعون حجابا من برد وسبعون حجابا من عظمة الله التي لا توصف " قال: فأخبرني عن الملك الذي يليه؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أصدقت فيما أخبرتك يا يهودي؟ " قال: نعم قال: " فإن الملك الذي يليه إسرافيل ثم جبريل ثم ميكائيل ثم ملك الموت صلى الله عليهم أجمعين "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد المنعم بن إدريس كذبه أحمد وقال ابن حبان: كان يضع الحديث
2 - باب
254 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن لله ملكا لو قيل له التقم السماوات والأرضين السبع بلقمة لفعل تسبيحه سبحانك حيث كنت
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وقال: تفرد به وهب بن رزق قلت: ولم أر من ذكر له ترجمة
255 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش رجلاه في الأرض السفلى وعلى قرنه العرش وبين شحمة أذنه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة سنة يقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت
رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به عبد الله بن المنكدر قلت: هو وأبوه ضعيفان
256 - وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعين عاما
قلت: رواه أبو داود خلا قوله: سبعين عاما
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
257 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أذن لي أن أحدث عن ملك قد مزقت رجلاه الأرض السابعة والعرش على منكبيه وهو يقول: سبحانك أين كنت وأين تكون
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
258 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتاني ملك لم ينزل إلى الأرض قبلها قط برسالة من ربي فوضع رجله فوق السماء الدنيا ورجله في الأرض يقلها
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله التنيسي والأكثر على تضعيفه وقد وثقه يحيى بن معين ودحيم
259 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن في السماء ملكا يقال له: إسماعيل على سبعين ألف ملك كل منهم على سبعين ألف ملك
رواه الطبراني في الصغير وفيه أبو هارون واسمه عمارة بن جوين وهو ضعيف جدا
25 - باب في التفكير في الله تعالى والكلام
260 - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الوازع بن نافع وهو متروك
261 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تقوم الساعة حتى يكفر بالله جهرا وذلك عند كلامهم في ربهم
رواه الطبراني في الأوسط وقال: لم يروه عن الأوزاعي إلا إسماعيل بن يحيى التميمي قلت: ولم أر من ذكر إسماعيل ولا الذي روى عنه وهو إسحاق بن زريق[19]
قلت: وتأتي أحاديث بمقلوبها
26 - باب منزلة المؤمن عند ربه
262 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس شيء أكرم على الله عز وجل من المؤمن
رواه الطبراني في الصغير والأوسط وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف جدا
263 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نظر إلى الكعبة فقال:
لقد شرفك الله وكرمك وعظمك والمؤمن أعظم حرمة منك
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده[20]
264 - وعن جابر قال: لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة استقبلها بوجهه وقال:
أنت حرام ما أعظم حرمتك وأطيب ريحك وأعظم حرمة عند الله منك المؤمن
رواه الطبراني في الأوسط وفيه محمد بن محصن وهو كذاب يضع الحديث
265 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن الملائكة قالت: يا ربنا أعطيت بني آدم الدنيا يأكلون فيها ويشربون ويلبسون ونحن نسبح بحمدك ولا نأكل ولا نلهو فكما جعلت لهم الدنيا فاجعل لنا الآخرة فقال: لا أجعل صالح ذرية من خلقت يدي كمن قلت له: كن فكان
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي وهو كذاب متروك وفي سند الأوسط طلحة بن زيد وهو كذاب أيضا
266 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من شيء أكرم على الله جل ذكره يوم القيامة من بني آدم
قيل: يا رسول الله ولا الملائكة؟ قال: " ولا الملائكة إن الملائكة مجبورون بمنزلة الشمس والقمر "
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن تمام وهو ضعيف
267 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال الله: عبدي المؤمن أحب إلي من بعض ملائكتي
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو المهزم وهو متروك وهو عند ابن ماجة من قوله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته "
268 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
إن الله تبارك وتعالى أضن بموت عبده المؤمن من أحدكم بكريمة ماله حتى يقبضه على فراشه
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم ضعفه أحمد وأكثر الناس ورجحه بعضهم على ابن لهيعة
27 - باب أفضل الناس مؤمن بين كريمين
269 - عن كعب بن مالك رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الناس أفضل؟ قال:
مؤمن بين كريمتين
رواه الطبراني في الكبير وفيه معاوية بن يحيى أحاديثه مناكير
28 - باب المؤمن غر كريم
270 - عن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المؤمن غر كريم والفاجر خب لئيم
رواه الطبراني في الكبير وفيه يوسف بن السفر وهو كذاب
29 - باب في مثل المؤمن
271 - عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مثل المؤمن كمثل العطار إن جالسته نفعك وإن ماشيته نفعك وإن شاركته نفعك
رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس
272 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
مثل المؤمن مثل النخلة ما أتاك منها نفعك
قلت: هو في الصحيح خلا قوله: " ما أتاك منها نفعك "
رواه البزار ورجاله موثقون وسفيان بن حسين ضعيف فيما عن الزهري ولم يرو هذا عن الزهري
قلت: وتأتي أحاديث في " مثل المؤمن مثل الخامة " وغير ذلك بعضها في المرض وثوابه وفي الجنائز وبعضها في الأدب
30 - بابان في بعض صفات الله عز وجل
1 - باب إن الله لا ينام
273 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي عن موسى عليه السلام على المنبر قال: " وقع في نفسه: هل ينام الله عز وجل؟ فأرسل الله إليه ملكا فأرقه ثلاثا ثم أعطاه قارورتين في كل يد قارورة وأمره أن يحتفظ بهما قال: فجعل ينام وتكاد يداه تلتقيان ثم يستيقظ فتحبس إحداهما على الأخرى حتى نام نومة فاصطفقت يداه فانكسرت القارورتان قال: فضرب الله له مثله: أن الله عز وجل لو كان ينام لم تستمسك السماء والأرض ".
رواه أبو يعلى وفيه أمية بن شبل ذكره الذهبي في الميزان ولم يذكر أن أحدا ضعفه وإنما ذكر له هذا الحديث وضعفه به والله أعلم. قلت: ذكره ابن حبان في الثقات
2 - باب
274 - عن عمر رضي الله عنه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ادع الله أن يدخلني الجنة. فعظم الرب تبارك وتعالى وقال: " إن كرسيه وسع السماوات والأرض وإن له أطيطا كأطيط الرحل الجديد إذا ركب من ثقله "
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح[21]
275 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يأخذ الجبار سماواته وأرضه بيده
وقبض يده وجعل يقبضها ويبسطها ثم يقول: " أنا الجبار أنا الملك أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ " قال: ويميل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يمينه وعن شماله حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول: أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم؟
رواه الطبراني في الكبير وقال: هكذا رواه يحيى بن بكير فقال: عن عبد الله بن عمرو وقال غيره: عن عبد الله بن عمر ورجاله رجال الصحيح
276 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يطوي الله تبارك وتعالى السماوات فيأخذهن بيمينه ويطوي الأرض فيأخذها بيده الأخرى ثم يقول: أنا الملك أين الملوك؟
قال عمر بن حمزة: فحدثت به عكرمة فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: ثم ذكر نحو حديث سالم هذا عن ابن عمر
قلت: رواه البزار هكذا وحديث ابن عمر في الصحيح بغير سياقه ورجاله ثقات
277 - وعن نعيم بن همار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما ويضع آخرين
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
278 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله يضحك من يأس عباده وقنوطهم وقرب الرحمة منهم
فقلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله أويضحك ربنا؟ قال: " نعم والذي نفسي بيده إنه ليضحك " قلت: فلا يعدمنا خيرا إذا ضحك
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه جارحة بن مصعب وهو متروك الحديث
279 - وعن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن الله تعالى لا يغلب ولا يخلب[22] ولا ينبأ بما لا يعلم
رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن يوسف الصنعاني وهو ضعيف متروك الحديث.
280 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ربنا سميع بصير
وأشار بيده إلى عينيه
رواه الطبراني في الكبير وله طرق تأتي في سورة النور وفي إسناده ابن لهيعة
281 - وعن أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى؟ قال: " أو ما مررت بوادي قومك محلا ثم تمر به خضرا ثم تمر به محلا ثم تمر به خضرا كذلك يحيي الله الموتى "
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
282 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:
إن ربكم تعالى ليس عنده ليل ولا نهار نور السماوات والأرض من نور وجهه وإن مقدار يوم من أيامكم عنده اثنتي عشرة ساعة تعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم فينظر فيها ثلاث ساعات فيطلع فيها على ما يكره فيغضبه ذلك فأول من يعلم غضبه حملة العرش يجدونه ثقل عليهم فتسجد حملة العرش وسرادقات العرش والملائكة المقربون وسائر الملائكة ثم ينفخ جبريل بالقرن فلا يبقى شيء إلا سمع صوته فيسبحون الرحمن عز وجل ثلاث ساعات حتى يمتلئ الرحمن رحمة فتلك ست ساعات ثم تؤتى بالأرحام فينظر فيها ثلاث ساعات فذلك قوله في كتابه {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير} فتلك تسع ساعات ثم يؤتى الأرزاق فينظر فيها ثلاث ساعات فذلك قوله {يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} {كل يوم هو في شأن} قال: هذا من شأنكم وشأن ربكم عز وجل
رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو عبد السلام قال أبو حاتم: مجهول وقد ذكره ابن حبان في الثقات وعبد الله بن مكرز أو عبيد الله على الشك لم أر من ذكره.
283 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت سحابة فقال:
هل تدرون ما هذه؟
قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " العنان وزوايا الأرض يسوقه الله إلى من لا يشكره من عباده ولا يدعونه أتدرون ما هذه فوقكم؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " الرقيع موج مكفوف وسقف محفوظ أتدرون كم بينكم وبينها؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " مسيرة خمس مائة عام " ثم قال: " هل تدرون ما فوق ذلك؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " العرش " قال: أتدرون كم بينه وبين السماء السابعة؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " مسيرة خمس مائة عام " ثم قال: " أتدرون ما هذه تحتكم؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " أرض أتدرون ما تحتها؟ " قلنا: الله أعلم قال: " أرض أخرى أتدرون كم بينهما؟ " قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " مسيرة سبع مائة عام " حتى عد سبع أرضين ثم قال: " وايم الله لو دليتم بحبل لهبط " ثم قرأ: {هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم}
قلت: رواه الترمذي غير أنه ذكر: بين كل أرض وأرض خمس مائة عام وهنا سبع مائة عام وعنده أيضا: " لو دليتم بحبل لهبط على الله " وهنا لم يذكر الجلالة
رواه أحمد وفيه الحكم بن عبد الملك وهو متروك الحديث
284 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ما بين سماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمس مائة عام وما بين كل سماءين خمس مائة عام وما بين السماء السابعة والكرسي مسيرة خمس مائة عام وما بين الكرسي والماء خمس مائة عام والعرش على الماء والله جل ذكره على العرش يعلم ما أنتم عليه
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح وقد تقدم بقية هذا في باب التفكر في الله
31 - باب من سرته حسنته فهو مؤمن
285 - عن أبي موسى رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من عمل حسنة فسر بها وعمل سيئة فساءته فهو مؤمن
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح ما خلا المطلب بن عبد الله فإنه ثقة ولكنه يدلس ولم يسمع من أبي موسى فهو منقطع
286 - عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله ما الإيمان؟ قال: " إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن "
رواه الطبراني في الكبير
287 - وله في الأوسط عن أبي أمامة أيضا قال: قال رجل: ما الإثم يا رسول الله؟ قال: " ما حك في صدرك فدعه " قال: فما الإيمان؟ قال: " من ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن "
ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه يحيى بن أبي كثير وهو مدلس وإن كان من رجال الصحيح
288 - وعن علي بن أبي أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من ساءته سيئته فهو مؤمن
رواه الطبراني في الأوسط وفيه موسى بن عبيدة وهو هالك في الضعف
32 - باب في النصيحة
289 - عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
قال الله عز وجل: أحب ما يعبدني به عبدي إلي النصح لي
رواه أحمد وفيه عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد وكلاهما ضعيف
290 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الدين النصيحة
قالوا: لمن؟ قال: " لله ولرسوله ولأئمة المؤمنين "
رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وقال: " ولأئمة المسلين وعامتهم "
قال أحمد: عن عمرو بن دينار أخبرني من سمع ابن عباس وقال الطبراني: عن عمرو بن دينار عن ابن عباس فمقتضى رواية أحمد الانقطاع بين عمرو وابن عباس ومع ذلك فيه عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان وقد ضعفه أحمد وقال: أحاديثه مناكير. ورواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح ولفظ أبي يعلى قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: " لكتاب الله ولنبيه ولأئمة المسلمين "
291 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أمرني جبريل عليه السلام بالنصح
رواه أبو يعلى وفيه الحسن بن علي الهاشمي وهو ضعيف
292 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الدين النصيحة
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
293 - وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
رأس الدين النصيحة
فقالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: " لله عز وجل ولدينه ولأئمة المسلمين وللمسلمين عامة "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أيوب بن سويد وهو ضعيف لا يحتج به
294 - وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ومن لم يصبح ويمسي ناصحا لله ولرسوله ولكتابه ولإمامه ولعامة المسلمين فليس منا
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن أبي جعفر الرازي ضعفه محمد بن حميد ووثقه أبو حاتم وأبو زرعة وابن حبان
295 - وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رجعت فدعاني فقال: " لا أقبل منك حتى تبايع على النصح لكل مسلم " فبايعته
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا
رواه الطبراني في الصغير وإسناده حسن
33 - أبواب: الحب في الله
1 - باب فيمن حبهم إيمان
296 - عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه وأهلي أحب إليه من أهله وعترتي أحب إليه من عترته وذاتي أحب إليه من ذاته
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ لا يحتج به
297 - وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يؤمن الرجل حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
رواه الطبراني في الأوسط وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره وضعفه يحيي بن معين وغيره
298 - عن عبد الله بن جعفر قال: أتى العباس بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أتيت قوما يتحدثون فلما رأوني سكتوا وما ذاك إلا أنهم استثقلوني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقد فعلوها؟ والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدهم حتى يحبكم لحبي أترجون أن تدخلوا الجنة بشفاعتي ولا يرجوها بنو عبد المطلب؟ "
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه أصرم بن حوشب وهو متروك الحديث
299 - وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أحب الله ورسوله صادقا غير كاذب ولقي المؤمنين فأحبهم وكان أمر الجاهلية عنده كمنزلة نار ألقي فيها فقد طعم طعم الإيمان
- أو قال: " فقد بلغ ذروة الإيمان " الشك من صفوان -
رواه الطبراني في الكبير وفيه شريح بن عبيد وهو ثقة مدلس اختلف في سماعه من الصحابة لتدليسه
2 - باب منه
300 - عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن لله عز وجل حرمات ثلاث من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله له شيئا حرمة الإسلام وحرمتي وحرمة رحمي
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه إبراهيم بن حماد وهو ضعيف ولم أر من وثقه
301 - وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب العبد لا يحبه إلا لله وأن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه
رواه الطبراني في الأوسط وفى فضال بن جبير لا يحل الاحتجاج به
3 - باب منه
302 - عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حب قريش إيمان وبغضهم كفر وحب العرب إيمان وبغضهم كفر فمن أحب العرب فقد أحبني ومن أبغض العرب فقد أبغضني
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه الهيثم بن جماز ضعفه أحمد ويحيى بن معين والبزار
قلت: وتأتي أحاديث من هذا الباب في المناقب
34 - باب من الإيمان: الحب لله والبغض لله
303 - عن عمرو بن الجموح أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يحق العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله فقد استحق الولاية من الله إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم
رواه أحمد وفيه رشدين بن سعد وهو منقطع ضعيف
304 - وعن عمرو بن الحمق أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق الولاية وإن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم
رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين وهو ضعيف
305 - وعن معاذ بن أنس أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان قال:
أن تحب لله وتبغض لله وتعمل لسانك في ذكر الله
قال: وماذا يا رسول الله؟ قال: " وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك " وزاد في رواية أخرى: " وأن تقول خيرا أو تصمت "
وفي الأولى رشدين بن سعد وفي الثاني ابن لهيعة وكلاهما ضعيف رواهما أحمد
306 - وعن البراء بن عازب قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أي عرى الإسلام أوثق؟
فقالوا: الصلاة قال: " حسنة وما هي بها " قالوا: صيام رمضان قال: " حسن وما هو به؟ " قالوا: الجهاد قال: " حسن وما هو به؟ " قال: " إن أوثق عرى الإيمان أن تحب لله وتبغض في الله "
رواه أحمد وفيه ليث بن أبي سليم وضعفه الأكثر
307 - وعن أبي ذر قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
أتدرون أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟
قال قائل: الصلاة والزكاة وقال قائل: الجهاد قال: " إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل الحب لله والبغض في الله "
قلت: عند أبي داود طرف منه
رواه أحمد وفيه رجل لم يسم
308 - وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال:
من أحب لله - وقال هاشم -: من سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله عز وجل
رواه أحمد والبزار ورجاله ثقات
309 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا ابن مسعود أي عرى الإيمان أوثق؟
قلت: الله ورسوله أعلم قال: " أوثق عرى الإسلام: الولاية في الله والحب في الله والبغض في الله " فذكر الحديث وهو بتمامه في العلم
رواه الطبراني في الصغير وفيه عقيل بن الجعد قال البخاري: منكر الحديث
310 - وعن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان
رواه الطبراني في الأوسط وفيه صدقة بن عبد الله السمين ضعفه البخاري وأحمد وغيرهما وقال أبو حاتم: محله الصدق
311 - وعن ابن مسعود قال: إن من الإيمان أن يحب الرجل أخاه لا يحبه إلا لله
رواه الطبراني في الكبير وفي إسناده إسحاق الدبري وهو منقطع بين عبد الرزاق وأبي إسحاق
312 - وعن مجاهد عن ابن عمر قال: قال لي: أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنه لا تنال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك وصارت مؤاخاة الناس في أمر الدنيا
رواه الطبراني في الكبير وفيه ليث بن أبي سليم والأكثر على ضعفه وقد تقدم حديث عمرو بن الحمق فيمن يغضب لله ويرضى لله
35 - باب في المنجيات والمهلكات
313 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات فأما المهلكات: فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية وأما الكفارات: فانتظار الصلاة بعد الصلاة وإسباغ الوضوء في السبرات[23] ونقل الأقدام إلى الجماعات وأما الدرجات: فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة ومن لا يعرف
314 - وعن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
ثلاث كفارات وثلاث درجات وثلاث منجيات وثلاث مهلكات فأما الكفارات: فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلوات بعد الصلوات ونقل الأقدام إلى الجمعات وأما الدرجات: فإطعام الطعام وإفشاء السلام والصلاة بالليل والناس نيام وأما المنجيات: فالعدل في الغضب والرضا والقصد في الفقر والغنى وخشية الله في السر والعلانية وأما المهلكات:
فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه
رواه البزار والطبراني في الأوسط ببعضه وقال: " إعجاب المرء بنفسه من الخيلاء " وفيه زائدة بن أبي الرقاد وزياد النميري وكلاهما مختلف في الاحتجاج به
315 - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المهلكات ثلاث: إعجاب المرء بنفسه وشح مطاع وهوى متبع
316 - وعن ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله
رواه البزار وفي سند ابن عباس وابن أبي أوفى كلاهما محمد بن عون الخراساني وهو ضعيف جدا
36 - باب ما جاء في الحياء
317 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار
رواه أحمد - وفي الصحيح منه: " الحياء من الإيمان " - ورجاله رجال الصحيح
318 - وعن عبد الله بن سلام أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الحياء من الإيمان
رواه أبو يعلى وفيه هشام بن زياد أبو المقدام لا يحل الاحتجاج به ضعفه جماعة ولم يوثقه أحمد
319 - وعن أبي بكرة وعمران بن حصين قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار
قلت: حديث أبي بكرة رواه ابن ماجة ورواهما جميعا الطبراني في الأوسط والصغير وفي سنده عبد الله عن المأمون ولم أر من ذكر عبد الجبار
320 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: جاء قوم بصاحبهم إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبي الله إن صاحبنا هذا قد أفسده الحياء فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: " إن الحياء من شرائع الإسلام وإن البذاء من لؤم المرء "
رواه الطبراني في الكبير ورجاله وثقهم ابن حبان
321 - وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الحياء والعي من الإيمان وهما يقربان من الجنة ويباعدان من النار والفحش والبذاء من الشيطان وهما يقربان من النار يباعدان من الجنة
فقال أعرابي لأبي أمامة: إنا لنقول في الشعر إن العي من الحمق قال: إني أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتجيئني بشعرك المنتن
رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن محصن العكاشي وهو ضعيف لا يحتج به
322 - عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحياء والإيمان مقرونان لا يفترقان إلا جميعا
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وقال: تفرد به محمد بن عبيدة القومسي
323 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الحياء والإيمان في قرن فإذا سلب أحدهما تبعه الآخر
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن خالد السمتي كذاب خبيث
37 - باب ما جاء أن الصدق من الإيمان
324 - عن عبد الله بن عمرو أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما عمل الجنة؟ قال: " الصدق وإذا صدق العبد بر وإذا بر آمن وإذا آمن دخل الجنة "
فذكر الحديث يأتي بتمامه في ذم الكذب من كتاب العلم
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف
325 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن العبد الإيمان كله حتى يترك الكذب في المزاحة والمراء وإن كان صادقا
رواه أحمد والطبراني في الأوسط وفيه منصور بن أذين ولم أر من ذكره
قلت: وتأتي أحاديث من هذا الباب بعضها في العلم وبعضها في الأدب إن شاء الله
326 - وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب ويدع المراء وإن كان محقا
رواه أبو يعلى في الكبير وفيه محمد به عثمان عن سليمان بن داود لم أر من ذكرهما
327 - وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب
رواه أحمد وهو منقطع بين الأعمش وأبي أمامة
328 - وعن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يطبع المؤمن على كل خلة غير الخيانة والكذب
رواه البزار وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
329 - وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يطبع المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن الوليد وهو ضعيف.
330 - وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا يجتمع الكفر والإيمان في قلب امرئ ولا يجتمع الصدق والكذب جميعا ولا تجتمع الخيانة والأمانة جميعا
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف
331 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: كل الخلال يطوى عليها المؤمن إلا الخيانة والكذب
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
332 - وعن معاوية بن أبي سفيان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن
333 - وعن مازن بن الغضوبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى الجنة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن كثير وهو متروك
38 - باب فيمن أسلم من أهل الكتاب وغيرهم
334 - عن أبي أمامة قال: إني لتحت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فقال قولا حسنا جميلا فكان فيما قال: " من أسلم من أهل الكتاب فله أجره مرتين وله ما لنا وعليه ما علينا ومن أسلم من المشركين فله أجره وله ما لنا وعليه ما علينا ".
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وقد ضعفه أحمد وغيره
39 - باب الإسلام بالنسب
335 - قال الطبراني في الكبير: حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا الزبير بن بكار قال: فولد لرسول الله صلى الله عليه وسلم القاسم وهو أكبر ولده ثم زينب وكانت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أبي العاص بن الربيع بن عبد شمس فولدت له عليا وأمامة وكان علي مسترضعا في بني غاضرة فافتصله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوه يومئذ مشرك فقال: " من شاركني في شيء فأنا أحق به وأيما كافر شارك مسلما في شيء فهو أحق به منه "
فذكر الحديث وهو منقطع كما ترى
40 - باب فيمن أسلم على يديه أحد
336 - عن عقبة بن عامر الجهني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أسلم على يديه رجل وجبت له الجنة
رواه الطبراني في الثلاثة وفيه محمد بن معاوية النيسابوري وثقه أحمد وضعفه أكثر الناس قال يحيى بن معين: كذاب
قلت: وتأتي أحاديث هذا الباب في الجهاد إن شاء الله.
وحديث عائشة فيمن ربى صغيرا حتى يقول لا إله إلا الله في البر والصلة
41 - باب فيمن عمل خيرا ثم أسلم
337 - عن السائب بن أبي السائب أنه كان يشارك النبي صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام في التجارة فلما كان يوم الفتح جاءه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مرحبا بأخي وشريكي كان لا يداري ولا يماري يا سائب قد كنت تعمل أعمالا في الجاهلية لا تقبل منك وهي اليوم تقبل منك وكان ذا سلف وصلة "
قلت: رواه أبو داود وغيره بعضه وله طريق تأتي في البر والصلة
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
338 - وعن صعصعة بن ناجية المجاشعي وهو جد الفرزدق بن غالب بن صعصعة قال: قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فعرض علي الإسلام فأسلمت وعلمني آيا من القرآن فقلت: يا رسول الله إني عملت أعمالا في الجاهلية فهل لي فيها من أجر؟ قال: " وما عملت؟ " فقلت: إني أضللت لي ناقتين عشراوين فخرجت أتبعهما على جمل لي فرفع لي بيتان في فضاء من الأرض فقصدت قصدهما فوجدت في أحدهما شيخا كبيرا فقلت: هل أحسست ناقتين عشراوين؟ قال: ما ناراهما[24] قلت: ميسم بني دارم قال: قد أصبنا ناقتيك ونتجناهما فظأرناهما[25] وقد نعش الله بهما أهل بيت من قومك من العرب من مضر قال: فبينا هو يخاطبني إذ نادت امرأة من البيت الآخر: ولدت قال: وما ولدت؟ إن كان غلاما فقد شركنا في قومنا - وقال البزار: فقد تباركنا في قومنا - وإن كانت جارية فادفناها فقالت: جارية فقلت: ما هذه الموءودة؟ قال: ابنة لي فقلت: إني اشتريتها منك قال: يا أخا بني تميم أتقول أتبيع ابنتك وقد أخبرتك إني رجل من العرب من مضر؟ فقلت: إني لا أشتري منك رقبتها إنما أشتري روحها أن لا تقتلها قال: بم تشتريها؟ قلت: بناقتي هاتين وولديهما قال: وتزيدني بعيرك هذا؟ قلت: نعم على أن ترسل معي رسولا فإذا بلغت إلى أهلي رددت إليك البعير ففعل فلما بلغت أهلي رددت إليه بعير فلما كان في بعض الليل فكرت في نفسي أن هذه مكرمة ما سبقني إليها أحد من العرب وظهر الإسلام وقد أحييت ثلاث مائة وستين موءودة أشتري كل واحدة منهن بناقتين عشراوين وجمل فهل لي في ذلك أجر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لك أجر إذا من الله عليك بالإسلام ". قال عباد: ومصداق قول صعصعة قول الفرزدق:
جدي الذي منع الوائدات... فأحيا الوئيد فلم يؤد
رواه الطبراني في الكبير والبزار وفيه الطفيل بن عمرو التميمي قال البخاري: لا يصح حديثه. وقال العقيلي: لا يتابع عليه
42 - باب فيمن أحسن بعد إسلامه أو أساء
339 - عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن رجلا قال: يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ فقال: " من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء منكم في الإسلام أخذ بما عمل في الجاهلية والإسلام "
رواه البزار وفيه أسيد بن زيد وهو كذاب[26]
43 - باب لا يؤمن عبد يحب لأخيه ما يحب لنفسه
340 - عن أنس: كنت جالسا ورجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه المسلم ما يحب لنفسه
قال أنس: فخرجت أنا والرجل إلى السوق فإذا سلعة تباع فساومته فقال: بثلاثين فنظر الرجل فقال: قد أخذتها بأربعين فقال صاحبها: ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا؟ ثم نظر أيضا فقال: قد أخذتها بخمسين فقال صاحبها: ما يحملك على هذا وأنا أعطيكها بأقل من هذا؟ قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " وأنا أرى أنه صالح بخمسين
قلت: في الصحيح طرف منه عن أنس وحده رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
44 - باب لا إيمان لم لا أمانة له
341 - عن أنس قال: ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال:
لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له
رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وفيه أبو هلال وثقه ابن معين وغيره وضعفه النسائي وغيره
342 - وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا إيمان لمن لا أمانة له والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا
رواه الطبراني في الكبير وله في رواية أخرى عنه: " لا دين لمن لا أمانة له ". وفيه القاسم أبو عبد الرحمن وهو ضعيف عند الأكثرين
343 - وعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له
فذكر الحديث وقد تقدم وفيه حصين بن مذعور عن قريش التميمي ولم أر من ذكرهما
45 - باب لا يفتك مؤمن
344 - وعن الحسن قال: جاء رجل إلى الزبير فقال: ألا أقتل لك عليا؟ قال: لا وكيف تقتله معه الجنود؟ قال: ألحق به فأفتك به. فقال: لا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن "
رواه أحمد وفيه مبارك بن فضالة وهو ثقة ولكنه مدلس ولكنه قال: حدثنا الحسن
345 - وعن سعيد بن المسيب أن معاوية دخل على عائشة رضي الله عنها فقالت له: أما خفت أن أقعد لك رجلا فيقتلك؟ فقال: ما كنت لتفعلي وأنا في بيت أمان وقد سمعت رسول لله صلى الله عليه وسلم يقول: يعني: " الإيمان قيد الفتك " كيف أنا في الذي بيني وبينك وفي حوائجك؟ قالت: صالح قال: فدعينا وإياهم حتى نلقى ربنا عز وجل
رواه أحمد والطبراني في الكبير إلا أن الطبراني قال: عن سعيد بن المسيب عن مروان قال: دخلت مع معاوية على عائشة وفيه علي بن زيد وهو ضعيف
46 - باب فيمن يخالف كمال الإيمان
346 - عن ابن عباس قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم:
ليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة
قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: " لأن البلاء لا يتبعه إلا الرخاء وكذلك الرخاء لا يتبعه إلا البلاء والمصيبة وليس بمؤمن مستكمل الإيمان من لم يسكن في صلاته " قالوا: ولم يا رسول الله؟ قال: " لأن المصلي يناجي ربه فإذا كان في غير صلاة إنما يناجي ابن آدم "
رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد العزيز بن يحيى المدني قال البخاري: كان يضع الحديث
47 - باب ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان
347 - عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء
رواه البزار وفيه عبد الرحمن بن مغراء وثقه أبو زرعة وجماعة وضعفه ابن المديني وبقية رجاله رجال الصحيح
48 - باب فيمن ادعى غير نسبه أو تولى غير مواليه
348 - عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كفر تبرؤ من نسب وإن دق وادعاء نسب لا يعرف
رواه أحمد والطبراني في الصغير والأوسط إلا أنه قال: " كفر بامرئ " وهو من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
349 - وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه
رواه أحمد رواه عن جابر خالد بن أبي حيان وثقه أبو زرعة وبقية رجاله رجال الصحيح
قلت: ويأتي هذا الحديث وغيره فيمن تولى غير مواليه في الفرائض
350 - عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من ادعى نسبا لا يعرف كفر بالله وانتفاء من نسب وإن دق كفر بالله
رواه الطبراني في الأوسط وفيه الحجاج بن أرطاة وهو ضعيف ورواه البزار وفيه السري بن إسماعيل وهو متروك.
351 - وعن أيوب بن علي بن عدي عن أبيه - أو عمه -: أن مملوكا كان يقال له: " كيسان " فسمى نفسه قيسا وادعى إلى مولاه ولحق بالكوفة فركب أبوه إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين ابني ولد على فراشي ثم رغب عني وادعى إلى مولاي ومولاه فقال عمر لزيد بن ثابت: أما تعلم أنا كنا نقرأ: {لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم}؟ فقال زيد: بلى. فقال عمر بن الخطاب: انطلق فاقرن ابنك إلى بعيرك ثم انطلق فاضرب بعيرك سوطا وابنك سوطا حتى تأتي به أهلك
رواه الطبراني في الكبير وأيوب بن عدي وأبوه أو عمه لم أر من ذكرهما
352 - وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من ادعى إلى غير أبيه لم يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد من قدر سبعين عاما - أو من مسيرة سبعين عاما -
قلت: رواه ابن ماجة إلا أنه قال: " من مسيرة خمسمائة عام "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
49 - باب ما جاء في الكبر
353 - وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: التقى عبد الله بن عمر وعبد الله ابن عمرو بن العاص على المروة فتحدثا ثم مضى عبد الله بن عمرو وبقي عبد الله بن عمر يبكي فقال له رجل: ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن؟ قال: هذا - يعني عبد الله بن عمرو - زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كان في قلبه مثقال حبة من كبر كبه الله لوجهه في النار "
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
354 - وفي رواية أخرى عند أحمد صحيحة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يدخل الجنة إنسان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر
355 - وعن عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ما من رجل يموت حين يموت وفي قلبه مثقال حبة خردل من كبر تحل له الجنة أن يريح ريحها ولا يراها
فقال رجل من قريش يقال له أبو ريحانة: يا رسول الله إني لأحب الجمال وأشتهيه حتى أني لأحبه في علاقة سوطي وفي شراك نعلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس ذاك الكبر إن الله عز وجل جميل يحب الجمال ولكن الكبر من سفه الحق وغمص الناس[27] بعينيه "
رواه أحمد وفي إسناده شهر عن رجل لم يسم
356 - وعن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من تعظم في نفسه أو اختال في مشيته لقي الله تبارك وتعالى وهو عليه غضبان
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
357 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان
رواه البزار والطبراني في الكبير وفيه محمد بن كثير المصيصي شديد الضعف
358 - وعن السائب بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر
قالوا: يا رسول الله هلكنا وكيف لنا أن نعلم ما في قلوبنا من ذات الكبر؟ وأين هو؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " من لبس الصوف أو حلب الشاة أو أكل مع ما ملكت يمينه فليس في قلبه إن شاء الله الكبر "
رواه الطبراني في الكبير وقيل: يزيد بن عبد الملك النوفلي منكر الحديث جدا
359 - وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن الله عز وجل يقول: العز إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيه عذبته
رواه الطبراني في الأوسط والصغير وفيه عبد الله بن الزبير والد أبي أحمد ضعفه أبو زرعة وغيره
360 - وعن فضالة بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ثلاثة لا يسأل عنهم رجل: منازع الله رداءه فإن رداءه الكبر وإزاره العز ورجل في شك من أمر الله والقنوط من رحمته
رواه الطبراني في الكبير هكذا. ورواه البزار مطولا ويأتي في باب الكبائر ورجاله ثقات
361 - وعن عبد الله بن سلام أنه مر في السوق وعليه حزمة من حطب فقيل له: ما يحملك على هذا وقد أغناك الله عن هذا؟ قال: أردت أن أدمغ الكبر سمعت رسول الله يقول: " لا يدخل الجنة من في قلبه خردلة من كبر "
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
362 - وعن أبي موسى أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان آخذ بيد أبي موسى في بعض سكك المدينة فأتى على سائلة في ظهر الطريق تسفي الرياح في وجهها فقال لها أبو موسى: تنحي عن سنن[28] رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له: هذا الطريق له معرضا فليأخذ حيث شاء فشق ذلك على أبي موسى حتى كبا[29] لذلك وعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في وجهه فقال: " يا أبا موسى اشتد عليك ما قالت هذه السائلة؟ " قلت: نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد شق علي حين استخفت بما قلت لها من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: " لا تكلمها فإنها جبارة " فقلت: بأبي وأمي ما هذه فتكون جبارة؟ فقال: " أن لا يكن ذلك في قدرتها فإنه في قلبها "
رواه الطبراني في الكبير وفيه بلال بن أبي بردة
363 - وعن أنس بن مالك قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم في طريق ومرت امرأة سوداء فقال لها رجل: الطريق فقالت: الطريق ثم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعوها فإنها جبارة "
رواه الطبراني في الأوسط وأبو يعلى وفيه يحيى الحماني ضعفه أحمد ورماه بالكذب. ورواه البزار وضعفه براو آخر
364 - وعن أبي الطفيل قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له وبين يديه رجل ينظر هل في الطريق شيء يكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيميطه فإذا هو بامرأة عجوز قال: فذكر الحديث
قلت: ذكر هذا في ترجمة أبي الطفيل والذي قبله في ترجمة أبي موسى فلا أدري حاله على أي شيء والله أعلم
50 - باب في قوله: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ونحو هذا
365 - عن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يزني حين يزني وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف - أو سرف - وهو مؤمن
رواه أحمد والطبراني في الكبير والبزار وفيه مدرك بن عمارة ذكره ابن حبان في الثقات وبقية رجاله رجال الصحيح
366 - وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن
رواه الطبراني في الكبير بطوله والبزار وروى أحمد منه: " لا يزني الزاني ولا يسرق " فقط وفي إسناد أحمد: ابن لهيعة وفي إسناد الطبراني معلى بن مهدي قال أبو حاتم: يحدث أحيانا بالحديث المنكر وذكره ابن حبان في الثقات
367 - وعن عائشة رضي الله عنها أنه مر رجل قد ضرب في الخمر على بابها فقالت: أي شيء هذا؟ قلت: رجل أخذ سكرانا فضرب. فقالت: سبحان الله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يشرب الشارب حين يشرب وهو مؤمن يعني الخمر ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن فإياكم وإياكم
رواه أحمد والبزار ببعضه والطبراني في الأوسط ورجاله ثقات إلا أن ابن إسحاق مدلس ورجال البزار رجال الصحيح
368 - وعن عبد الله بن مغفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يشرف الناس إليه وهو مؤمن
رواه الطبراني في الكبير وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وغيره وضعفه أحمد ويحيى بن معين
369 - وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن
قلنا: يا رسول الله كيف يكون ذلك؟ قال: " يخرج الإيمان منه فإن تاب رجع إليه "
رواه الطبراني في الأوسط والبزار وفي إسناد الطبراني محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وثقه العجلي وضعفه أحمد وغيره لسوء حفظه.
370 - وعن شريك عن رجل من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من زنى خرج منه الإيمان فإن تاب تاب الله عليه
رواه الطبراني في الكبير وفيه جماعة لم أعرفهم
371 - وعن ابن عباس وأبي هريرة وابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة ذات شرف وهو مؤمن
رواه البزار والطبراني في الكبير قلت: حديث ابن عباس في الصحيح وغيره باختصار وحديث أبي هريرة كذلك
372 - وعن علقمة بن قيس قال: رأيت عليا رضي الله عنه على منبر الكوفة وهو يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليها أبصارهم وهو مؤمن ولا يشرب الرجل الخمر وهو مؤمن " فقام رجل فقال: يا أمير المؤمنين من زنى فقد كفر؟ فقال علي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرنا أن نبهم أحاديث الرخص لا يزني الزاني وهو مؤمن: إن ذلك الزنى له حلال فإن آمن به أنه له حلال فقد كفر ولا يسرق وهو مؤمن بتلك السرقة أنها له حلال فإن آمن بها أنها له حلال فقد كفر ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن أنها له حلال فإن شربها وهو مؤمن أنها له حلال فقد كفر ولا ينتهب نهبة ذات شرف حين ينتهبها وهو مؤمن أنها له حلال فإن انتهبها وهو مؤمن أنها له حلال فقد كفر.
رواه الطبراني في الصغير وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كذاب لا تحل الرواية عنه
373 - وعن أبي هريرة قال: سمعت خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول:
لا يسرق السارق وهو مؤمن ولا يزني الزاني وهو مؤمن الإيمان أكرم على الله من ذلك
قلت: هو في الصحيح خلا قوله: " الإيمان أكرم على الله من ذلك "
رواه البزار وفيه إسرائيل الملائي وثقه يحيى بن معين في رواية وضعفه الناس قلت: ويأتي لأبي هريرة حديث في الفتن
374 - وعن الفضل بن يسار قال: سمعت محمد بن علي وسئل عن قول النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ". فأدار دارة واسعة في الأرض ثم أدار في وسط الدارة دارة فقال: الدارة الأولى الإسلام والدارة التي في وسط الدارة الإيمان فإذا زنى خرج من الإيمان إلى الإسلام ولا يخرجه من الإسلام إلا الشرك
رواه البزار وفيه الفضل بن يسار ضعفه العقيلي
51 - باب ما جاء في الرياء
375 - عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر
قال: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: " الرياء يقول الله عز وجل إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراءون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء؟ "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
قلت: وتأتي بقية أحاديث الرياء في الزهد ونحوه
52 - باب الشح يمحق الإسلام
376 - عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما يمحق الإسلام محق الشح شيء
رواه أبو يعلى وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف
53 - باب في الحقد وغير ذلك
377 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن النميمة والحقد في النار لا يجتمعان في قلب مسلم
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عفير بن معدان أجمعوا على ضعفه
54 - باب في المكر والخديعة
378 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المكر والخديعة في النار
رواه البزار وفيه عبيد الله بن أبي حميد أجمعوا على ضعفه
55 - باب في الكبائر
379 - عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اجتنبوا الكبائر
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
380 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من لقي الله عز وجل لا يشرك به شيئا وأدى زكاة ماله طيبا بها نفسه محتسبا وسمع وأطاع فله الجنة - أو أدخل الجنة وخمس ليس لهن كفارة: الشرك بالله وقتل النفس بغير حق وبهت المؤمن والفرار من الزحف ويمين فاجرة يقتطع بها مالا بغير حق
رواه أحمد وفيه بقية وهو مدلس وقد عنعنه
381 - وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لعن الله من ذبح لغير الله ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من كمه أعمى عن السبيل ولعن الله من يسب والديه ولعن الله من تولى غير مواليه
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
382 - وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الكبائر أولهن الإشراك بالله وقتل النفس بغير حقها وأكل الربا وأكل مال اليتيم وفرار يوم الزحف ورمي المحصنات والانتقال إلى الأعراب بعد هجرته
رواه البزار وفيه عمر بن أبي سلمة ضعفه شعبة وغيره ووثقه أبو حاتم وابن حبان وغيرهما
383 - وعن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا أخبركم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله وعقوق الوالدين - وكان النبي صلى الله عليه وسلم محتبيا فحل حبوته فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بطرف لسانه وقال: ألا وقول الزور
رواه الطبراني في الكبير فيه عمر بن المساور وهو منكر الحديث
384 - وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
أرأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر ما تقولون فيهم؟
قالوا: الله ورسوله أعلم قال: " هن فواحش وفيهن عقوبة ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ الإشراك بالله ثم قرأ: {ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما} وعقوق الوالدين ثم قرأ: {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} وكان متكئا فاحتفز فقال: ألا وقول الزور ". وقال ابن عباس: كل ما نهى الله عنه فهو كبيرة
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات إلا أن الحسن مدلس وعنعنه
385 - وعن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
اجتنبوا الكبائر السبع
فسكت الناس فلم يتكلم أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا تسألوني عنهم؟ الشرك بالله وقتل النفس والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم وأكل الربا وقذف المحصنة والتعرب بعد الهجرة "
رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة
386 - وعن عبد الله بن عمرو قال: صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فقال: لا أقسم لا أقسم
ثم نزل فقال: " أبشروا أبشروا من صلى الصلوات الخمس وأجتنب الكبائر دخل من أي أبواب الجنة شاء ". قال المطلب: سمعت رجلا يسأل عبد الله بن عمرو: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرهن؟ قال: نعم " عقوق الوالدين والشرك بالله وقتل النفس وقذف المحصنات وأكل مال اليتيم والفرار من الزحف وأكل الربا "
رواه الطبراني في الكبير وفيه مسلم بن الوليد بن العباس ولم أر من ذكره
387 - وعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك بالله وعقوق الوالدين والفرار من الزحف
رواه الطبراني في الكبير وفيه يزيد بن ربيعة ضعيف جدا
388 - وعن سلمة بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنما هي أربع فما أنا بأشح مني عليهن يوم سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
389 - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ثلاث من لم تكن فيه واحدة منهن فإن الله يغفر له ما سوى ذلك لمن يشاء: من مات لا يشرك بالله شيئا ولم يكن ساحرا يتبع السحرة ولم يحقد على أخيه
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه ليث بن أبي سليم
390 - وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الكبائر سبع: الإشراك بالله وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وقذف المحصنة والفرار من الزحف وأكل الربا وأكل مال اليتيم والرجوع إلى الأعرابية بعد الهجرة
رواه الطبراني في الأوسط وفيه أبو بلال الأشعري وهو ضعيف
391 - وعن ابن عباس أن رجلا قال: يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: " الشرك بالله والإياس من روح الله والقنوط من رحمة الله "
رواه البزار والطبراني في الأوسط ورجاله موثقون
392 - وعن ابن مسعود قال: الكبائر: الإشراك بالله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله واليأس من روح الله
وفي رواية: أكبر الكبائر. وإسناده صحيح
393 - وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
أبايعكم على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا تزنوا ولا تسرقوا ولا تشربوا مسكرا فمن فعل من ذلك شيئا فأقيم عليه حده فهو كفارة من ستر الله عليه فحسابه على الله عز وجل ومن لم يفعل من ذلك شيئا ضمنت له على الله الجنة
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون إلا أنه من رواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
394 - وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تطفأ ناره ولا تموت ديدانه ولا يخفف عذابه الذي يشرك بالله عز وجل ورجل جر رجلا إلى سلطان بغير ذنب فقتله ورجل عق والديه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه العلاء بن سنان ضعفه أحمد
395 - وعن عبد الله بن أنيس الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
من أكبر الكبائر الشرك بالله واليمين الغموس
رواه الطبراني في الأوسط وهو بتمامه في الإيمان والنذور ورجاله موثقون[30]
396 - وعن معاذ بن جبل قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فقال: يا رسول الله علمني عملا إذا أنا عملته دخلت الجنة قال: " لا تشرك بالله شيئا وإن عذبت وحرقت أطع والديك وإن أخرجاك من مالك ومن كل شيء هو لك لا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا برئت منه ذمة الله لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر لا تنازع الأمر أهله وإن رأيت أنه لك أنفق من طولك على أهلك ولا ترفع عنهم عصاك أخفهم في الله "
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عمرو بن واقد ضعفه البخاري وجماعة وقال الصوري: كان صدوقا
397 - وعن بريدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ص: 296
إن أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين ومنع فضل الماء ومنع الفحل
رواه البزار وفيه صالح بن حيان وهو ضعيف ولم يوثقه أحد
398 - وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ثلاثة لا يسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا وأمة أو عبد أبق من سيده فمات وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها أمر الدنيا فتبرجت بعده وثلاثة لا يسأل عنهم: رجل نازع الله رداءه فإن رداءه الكبرياء وإزاره العز ورجل كان في شك من أمر الله والقنوط من رحمة الله
رواه البزار والطبراني في الكبير فجعلهما حديثين[31] ورجاله ثقات
399 - وعن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا تزال المرأة يلعنها الله وملائكته وخزان الرحمة وخزان العذاب ما انتهكت من معاصي الله شيئا
رواه البزار وفيه عبيد بن سلمان الأغر وثقه ابن حبان وذكره البخاري في الضعفاء وقال أبو حاتم: يحول من كتاب الضعفاء لم أر له حديثا منكرا
400 - وعن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم: هلك المتقذرون[32] .
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سعيد المقبري وهو ضعيف جدا
401 - وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الموبقات
رواه البزار وفيه عباد بن راشد وثقه ابن معين وغيره وضعفه أبو داود وغيره قلت: ويأتي لهذا الحديث طرق في التوبة إن شاء الله
56 - باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب
402 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كفوا عن أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب فمن كفر أهل لا إله إلا الله فهو إلى الكفر أقرب
رواه الطبراني في الكبير وفيه الضحاك بن حمرة عن علي بن زيد وقد اختلف في الاحتجاج بهما
403 - وعن أبي الدرداء وأبي أمامة وواثلة بن الأسقع وأنس بن مالك قالوا: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين - فذكر الحديث إلى أن قال: " إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا " قالوا: يا رسول الله ومن الغرباء؟ قال: " الذين يصلحون إذا فسد الناس ولم يماروا في دين الله ولا تكفروا أحدا من أهل التوحيد بذنب "
قلت: ويأتي بتمامه.
أخرجه الطبراني في الكبير وفيه كثير بن مروان كذبه يحيى والدارقطني
404 - وعن علي وجابر قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
بني الإسلام على ثلاثة: أهل لا إله إلا الله لا تكفروهم بذنب ولا تشهدوا عليهم بشرك ومعرفة المقادير خيرها وشرها من الله والجهاد ماض إلى يوم القيامة مذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى آخر عصابة من المسلمين لا ينقض ذلك جور جائر ولا عدل عادل
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي كان يضع الحديث
405 - وعن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لن يخرج أحد من الإيمان إلا بجحود ما دخل فيه
رواه الطبراني في الأوسط وفيه إسماعيل بن يحيى التيمي وهو وضاع كما تقدم
406 - وعن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا تكفروا أحدا من أهل القبلة بذنب وإن عملوا بالكبائر وصلوا مع كل إمام وجاهدوا مع كل أمير
رواه الطبراني في الأوسط وفيه علي بن أبي سارة وهو ضعيف متروك الحديث
407 - وعن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قلت يا أبا حمزة إن ناسا يشهدون علينا بالكفر والشرك قال أنس: أولئك هم شر الخلق والخليقة "
رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وقد ضعفه الأكثر ووثقه أبو أحمد بن عدي وقال: عنده أحاديث صالحة عن أنس وأرجو أنه لا بأس به
408 - وعن أبي سفيان قال: سألت جابرا وهو مجاور بمكة وهو نازل في بني فهر فسأله رجل: هل كنتم تدعون أحدا من أهل القبلة مشركا؟ قال: معاذ الله ففزع لذلك قال: هل كنتم تدعون أحدا منهم كافرا؟ قال: لا.
رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
57 - باب في ضعف اليقين
409 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما أخاف على أمتي إلا ضعف اليقين
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات
410 - وعن النعمان بن بشير أنه كان يقول على منبره: إن البلية كل البلية أن تعمل أعمال السوء في إيمان السوء
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون
58 - باب في النفاق وعلاماته وذكر المنافقين
411 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن للمنافقين علامات يعرفون بها: تحيتهم لعنة وطعامهم نهبة وغنيمتهم غلول لا يقربون المساجد إلا هجرا ولا يأتون الصلاة إلا دبرا مستكبرين إلا بالقول لا يألفون ولا يؤلفون خشب بالليل صخب بالنهار[33] وقال يزيد مرة: سخب بالنهار
رواه أحمد والبزار وفيه عبد الملك بن قدامة الجمحي وثقه يحيى بن معين وغيره وضعفه الدارقطني وغيره.
412 - وعن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى وحج واعتمر وقال إني مسلم: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
رواه أبو يعلى وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف
413 - وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
في المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه يوسف بن الخطاب وهو مجهول
414 - وعن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
آيات المنافق: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان
رواه الطبراني في الأوسط وفيه زنفل العوفي كذاب
415 - وعن سلمان الفارسي قال: دخل أبو بكر وعمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خلال المنافق: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " فخرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما ثقيلان فلقيتهما فقلت: مالي أراكما ثقيلين؟ فقالا: حديثا سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من خلال المنافق إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان " قال: أولا سألتماه؟ قالا: هبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لكني سأسأله فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: لقيني أبو بكر وعمر رضي الله عنهما وهما ثقيلان وذكرت ما قالا فقال: " قد حدثتهما ولم أضعه على الموضع الذي يضعانه ولكن المنافق إذا حدث بحديث وهو يحدث نفسه إنه يكذب وإذا وعد وهو يحدث نفسه أنه يخلف وإذا اؤتمن وهو يحدث نفسه أنه يخون "
رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو النعمان عن أبي وقاص وكلاهما مجهول - قاله الترمذي - وبقية رجاله موثقون.
416 - وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن كان فيه خصلة ففيه خصلة من النفاق: إذا حدث كذب وإذا اؤتمن خان وإذا وعد أخلف
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
417 - وعن ابن مسعود قال: اعتبروا المنافقين بثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه: {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله} إلى آخر الآية
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
418 - وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أعلام المنافق: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمنته خانك
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف وبقية رجاله ثقات
59 - بابان في النفاق وأهله
1 - باب في نية المؤمن والمنافق وعملهما
419 - عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
نية المؤمن خير من عمله وعمل المنافق خير من نيته وكل يعمل على نيته فإذا عمل المؤمن عملا ثار في قلبه نور
رواه الطبراني وفيه حاتم بن عباد بن دينار ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات
2 - باب منه في المنافقين
420 - عن أبي هريرة قال: مر رسول صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن أبي بن سلول
وهو في ظل فقال: قد غبر علينا ابن أبي كبشة فقال ابنه عبد الله: والذي أكرمك وأنزل عليك الكتاب لئن شئت لأتيتك برأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ولكن بر أباك وأحسن صحبته "
رواه الطبراني في الأوسط وقال: تفرد به زيد بن بشر الحضرمي قلت: وثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات
421 - وعن صلة بن زفر قال: قلنا لحذيفة: كيف عرفت أمر المنافقين ولم يعرفه أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر رضي الله عنهم؟ قال: إني كنت أسير خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام على راحلته فسمعت ناسا منهم يقولون: لو طرحناه عن راحلته فاندقت عنقه فاسترحنا منه فسرت بينهم وبينه وجعلت أقرأ وأرفع صوتي فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " من هذا؟ " فقلت: حذيفة قال: " من هؤلاء؟ " قلت: فلان وفلان حتى عددتهم. قال: " وسمعت ما قالوا؟ " قلت: نعم ولذلك سرت بينك وبينهم. قال: " فإن هؤلاء فلانا وفلانا " حتى عد أسماءهم " منافقون لا تخبرن أحدا "
رواه الطبراني في الكبير وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط وضعفه جماعة
422 - وعن حذيفة قال: كنت آخذا بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقود وعمار يسوق - أو عمار يقود وأنا أسوق به - إذ استقبلنا اثنا عشر رجلا متلثمين قال: " هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة " قلت: يا رسول الله ألا تبعث إلى كل رجل منهم فتقتله؟ فقال: " أكره أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه وعسى أن تكفهم الدبيلة ". قلنا: وما الدبيلة؟ قال: شهاب من نار يوضع على نياط قلب أحدهم فيقتله "
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سلمة وثقه جماعة وقال البخاري: لا يتابع على حديثه
423 - وعن حذيفة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بطن الوادي وأخذ الناس العقبة فجاء سبعة نفر متلثمون فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان حذيفة القائد وعمار السائق قال: " شدوا ما بينكما " فلم يصنعوا شيئا فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " يا حذيفة هل تدري من القوم؟ " قلت: ما أعرف منهم إلا صاحب الجمل الأحمر فإني أعلم أنه فلان
قلت: له حديث في الصحيح غير هذا السياق
رواه الطبراني في الأوسط وفيه تليد بن سليمان وثقه العجلي وقال: لا بأس به كان يتشيع ويدلس وضعفه جماعة
424 - وعن جابر قال: كان بين عمار بن ياسر ووديعة بن ثابت كلام فقال وديعة لعمار: إنما أنت عبد أبي حذيفة بن المغيرة ما أعتقك بعد. قال عمار: كم أصحاب العقبة؟ قال: الله أعلم. قال: أخبرني عن علمك؟ فسكت وديعة قال من حضره: أخبره وإنما أراد عمار أن يخبره أنه كان فيهم قال: كنا نتحدث أنهم أربعة عشر فقال عمار: فإن كنت فيهم فإنهم خمسة عشر. فقال وديعة: مهلا يا أبا اليقظان أنشدك الله أن تفضحني اليوم. فقال عمار: ما سميت أحدا ولا أسميه أبدا ولكني أشهد أن الخمسة عشر رجلا اثنا عشر رجلا منهم حزب الله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
رواه الطبراني في الكبير - وفي الصحيح طرف منه - وفيه الواقدي وهو ضعيف
425 - وعن أبي الطفيل قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك فانتهى إلى عقبة فأمر مناديه فنادى: لا يأخذن العقبة أحد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير يأخذها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير وحذيفة يقوده وعمار بن ياسر يسوقه فأقبل رهط متلثمين على الرواحل حتى غشوا النبي صلى الله عليه وسلم فرجع عمار فضرب وجوه الرواحل فقال النبي صلى الله عليه وسلم لحذيفة: " قد قد " فلحقه عمار فقال: سق سق حتى أناخ فقال لعمار: هل تعرف القوم؟ فقال: لا كانوا متلثمين وقد عرفت عامة الرواحل. قال: أتدري ما أرادوا برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: أرادوا أن ينفروا برسول الله فيطرحوه من العقبة. فلما كان بعد ذلك نزع بين عمار وبين رجل منهم شيء ما يكون بين الناس فقال: أنشدك بالله كم أصحاب العقبة الذين أرادوا أن يمكروا برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نرى أنهم أربعة عشر قال: فإن كنت فيهم فكانوا خمسة عشر ويشهد عمار أن اثني عشر حزبا لله ورسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
426 - قال الطبراني: حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا الزبير بن بكار قال: تسمية أصحاب العقبة: معتب بن قشير بن مليل من بني عمرو بن عوف شهد بدرا وهو الذي قال: يعدنا محمد كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن على خلائه وهو الذي قال: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ههنا قال الزبير: وهو الذي شهد بهذا الكلام
ووديعة بن ثابت بن عمرو بن عوف وهو الذي قال: إنما كنا نخوض ونلعب وهو الذي قال: مالي أرى قرانا هؤلاء أرغبنا بطونا وأجبننا عند اللقاء
وجد بن عبد الله بن نبتل بن الحارث من بني عمرو بن عوف وهو الذي قال عنه جبريل عليه السلام: يا محمد من هذا الأسود كثير شعر عيناه كأنهما قدران من صفر ينظر بعيني شيطان وكبده كبد حمار يخبر المنافقين بخبرك وهو المخبر بخبره. والحارث بن يزيد الطائي حليف لبني عمرو بن عوف وهو الذي سبق إلى الوشل - يعني البئر - التي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسبقه أحد فاستقى منه
وأوس بن قبطي وهو من بني حارثة وهو الذي قال: إن بيوتنا عورة وهو جد يحيى بن سعيد بن قيس
والجلاس بن سويد بن الصامت وهو من بني عمرو بن عوف وبلغنا أنه تاب بعد ذلك
وسعد بن زرارة من بني مالك بن النجار وهو المدخن - الدخن: الحقد. وفي المطبوع: المدخر: من الخر: وهو الذل والصغار - على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أصغرهم سنا وأخبثهم
وسويد وراعش وهما من بلحبلى وهما ممن جهز ابن أبي في غزوة تبوك لخذلان الناس[34] .
وقيس بن عمرو بن فهد
وزيد بن اللصيب وكان من يهود قينقاع فأظهر الإسلام وفيه غش اليهود ونفاق من نافق
وسلالة بن الحمام من بني قينقاع فأظهر الإسلام
رواه الطبراني في الكبير من قول الزبير بن بكار كما ترى
427 - وعن أبي الطفيل قال: لما كان غزوة تبوك نادى منادي النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد " فأتى الماء وقد سبقه أقوام فلعنهم
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن محمد بن السكن عن بكر بن بكار ولم أر من ترجمهما
428 - وعن عبد الله بن عثمان بن خثيم قال: دخلت على أبي الطفيل فوجدته طيب النفس فقلت: لأغتنمن ذلك منه فقلت: يا أبا الطفيل النفر الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من هم؟ سمهم من هم؟ قال: فهم أن يخبرني بهم فقالت له امرأته سودة: مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
اللهم إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة
رواه أحمد ورجاله ثقات
429 - وعن أبي مسعود قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
إن منكم منافقين فمن سميت فليقم
ثم قال: " قم يا فلان قم يا فلان قم يا فلان " حتى سمى ستة وثلاثين رجلا ثم قال: إن فيكم أو منكم فاتقوا الله " قال فمر عمر على رجل ممن سمى " مقنع " قد كان يعرفه قال: مالك؟ قال: فحدثه بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: بعدا لك سائر اليوم
رواه أحمد والطبراني في الكبير وفيه عياض بن عياض عن أبيه ولم أر من ترجمهما
430 - وعن أم سلمة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
من أصحابي من لا أراه ولا يراني بعد أن أموت أبدا
قال: فبلغ ذلك عمر فأتاهما يشتد - أو يسرع - فقال: أنشدك الله أنا منهم؟ قالت: لا ولا أبرئ بعدك أحدا أبدا
رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني في الكبير وفيه رواية أخرى لأبي يعلى وأحمد عنها: دخل عليها عبد الرحمن بن عوف قال: فقال: يا أمه قد خفت أن يهلكني كثرة مالي أنا أكثر قريش مالا قالت: يا بني أنفق فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن من أصحابي من لا يراني بعد أن أفارقه " - فذكر نحوه وفيه: عاصم بن بهدلة وهو ثقة يخطئ
431 - وعن عبد الله بن عمرو قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال - ونحن عنده -: " ليدخلن عليكم رجل لعين " فوالله مازلت وجلا أتشوف خارجا وداخلا حتى دخل فلان - يعني الحكم -
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
432 - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ليطلعن عليكم رجل يبعث يوم القيامة على غير سنتي - أو على غير ملتي -
وكنت تركت أبي في المنزل فخفت أن يكون هو فاطلع رجل غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو هذا "
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه رجلا لم يسم
433 - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يطلع عليكم رجل من هذا الفج من أهل النار
وكنت تركت أبي يتوضأ فخشيت أن يكون هو فاطلع غيره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو هذا "
ورجاله رجال الصحيح
434 - وعن ابن الزبير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أول من يطلع من هذا الباب من أهل النار
فطلع فلان
رواه الطبراني في الكبير وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف.
435 - وعن ابن عباس قال: يقول أحدهم: أبي صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنعل خلق[35] خير من أبيه
رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
436 - وعن الحسن بن علي أنه قال لأبي الأعور السلمي: ويحك ألم يلعن رسول الله رعلا وذكوان وعمرو بن سفيان
رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف وهو ثقة
وذكر سندا آخر إلى الحسن قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا بيت فاطمة قال وذكر الحديث وكتبناه في أحاديث ابن نمير في الإملاء
437 - وعن سفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا فمر رجل على بعير وبين يديه قائد وخلفه سائق فقال: " لعن الله القائد والسائق والراكب "
رواه البزار ورجاله ثقات
438 - وعن المهاجر بن قنفذ قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة على بعير فقال:
الثالث ملعون
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
439 - وعن سعد بن حذيفة قال: قال عمار بن ياسر يوم صفين وذكر أمرهم وأمر الصلح فقال: والله ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما رأوا عليه أعوانا أظهروه
رواه الطبراني في الكبير وسعد بن حذيفة لم أر من ترجمه.
440 - عن عبد الله بن عمرو قال: يؤذن المؤذن ويقيم الصلاة قوم وما هم بمؤمنين
رواه الطبراني في الكبير وفيه رجل لم يسم
441 - وعن عبد الرحمن بن عوف قال: دخلت على عمر فقال: يا عبد الرحمن بن عوف أتخشى أن يترك الناس الإسلام ويخرجون منه؟ قلت: لا إن شاء الله وكيف يتركونه وفيهم كتاب الله وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: لئن كان من ذلك شيء ليكونن بنو فلان
رواه الطبراني في الأوسط ورجاله رجال الصحيح
60 - باب تحشر كل نفس على هواها
442 - عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كل نفس تحشر على هواها فمن هوي الكفر فهو مع الكفرة ولا ينفعه عمله شيئا
قلت: له في الصحيح: " يبعث كل عبد على ما مات عليه " فقط
رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف
443 - وعن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
من مات على مرتبة من هذه المراتب بعث عليها يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات في أحد السندين
61 - باب البراءة من النفاق
444 - قال رجل لعبد الله بن مسعود: إني أخاف أن أكون منافقا قال: لو كنت منافقا ما خفت ذلك
رواه الطبراني في الكبير وهو منقطع
62 - باب في إبليس وجنوده
445 - عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال إبليس لربه: يا رب أهبطت آدم وقد علمت أنه سيكون كتاب ورسل فما كتابهم ورسلهم؟ قال: رسلهم الملائكة والنبيون منهم وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. قال: فما كتابي؟ قال: كتابك الوشم وقرآنك الشعر ورسلك الكهنة وطعامك مالا يذكر اسم الله عليه وشرابك كل مسكر وصدقك الكذب وبيتك الحمام ومصايدك النساء ومؤذنك المزمار ومسجدك الأسواق
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن صالح الأيلي ضعفه العقيلي
قلت: ويأتي حديث أبي أمامة في أواخر الأدب في الشعر مثل هذا - أو أتم - إن شاء الله
446 - وعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إذا أصبح إبليس بعث جنوده فيقول: من أضل اليوم مسلما ألبسته التاج فيجيئون فيقول أحدهم: لم أزل به حتى طلق امرأته فيقول: يوشك أن يتزوج. ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه فيقول: يوشك أن يبر. ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك فيقول: أنت أنت
رواه الطبراني في الكبير وفيه عطاء بن السائب اختلط وبقية رجاله ثقات
447 - وعن أبي ريحانة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على البحر فيتشبه بالله عز وجل ودونه الحجب فيندب جنوده فيقول: من لفلان الآدمي؟ فيقوم اثنان فيقول: قد أجلتكما سنة فإن أغويتماه وضعت عنكما التعب وإلا صلبتكما
قال: فكان يقول لأبي ريحانة: " لقد صلب فيك كثير "
رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن طلحة اليربوعي ضعفه النسائي وذكره ابن حبان في الثقات
63 - باب فيمن يغويهم الشيطان
448 - عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: كنت مع أبي نريد النبي صلى الله عليه وسلم فلما كنا ببعض الطريق مررنا بحي فبتنا فيه فإذا الراعي قد جاء إلى أهل الحي يسعى يقول: لست أرعى لكم فإن الذئب يجيء كل ليلة فيأخذ شاة من الغنم والصنم ينظر لا ينكر ولا يغير فقالوا: أقم علينا - أحسبه قال -: حتى نأتيه فأتوه فتكلموا حوله قال للراعي: أقم الليلة قال: إني أقيم الليلة حتى ننظر قال: فبتنا ليلتنا فلما كان صلاة الغداة إذ الراعي يشتد إلى أهل القرية يقول لهم: البشرى ألا ترون الذئب مربوطا بين يدي الغنم بغير وثاق؟ فجاؤوا وجئنا معهم قال: فقال: نعم هكذا فاصنع فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدث أبي الحديث فقال: " يتلعب بهم الشيطان "
رواه البزار ومداره على أزهر بن سنان ضعفه ابن معين وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة ليست بالمنكرة جدا
449 - وعنه أيضا قال: ذهبت لأسلم حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم فأردت أن أدخل مع رجلين أو ثلاثة في الإسلام فأتيت الماء حيث يجتمع الناس فإذا أنا براعي القرية الذي يرعى أغنامهم فقال: لا أرعى لكم أغنامكم قالوا: لم؟ قال: يجيء الذئب كل ليلة فيأخذ شاة وصنمنا هذا قائم لا يضر ولا ينفع ولا يغير ولا ينكر قال: فرجعوا وأنا أرجو أن يسلموا فلما أصبحنا جاء الراعي يشتد ما البشرى؟ ما البشرى؟ قد جيء بالذئب فهو بين يدي الغنم مقموطا[36] فذهبت معهم فقبلوه وسجدوا له وقالوا: هكذا فاصنع. فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته هذا الحديث فقال: " عبث بهم الشيطان "
رواه الطبراني في الكبير وقد تقدم الكلام عليه قبله
450 - عن السائب قال: بعث معي أهلي بقدح لبن وزبد إلى آلهتهم فذهبت به فلقد خفت أن آكل منه شيئا فوضعته إذ جاء الكلب فشرب اللبن وأكل الزبد وبال على الصنم
رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات
451 - وعنه أيضا: أنه كان فيمن بيني الكعبة في الجاهلية قال: ولي حجر أنا نحته بيدي أعبده من دون الله تعالى وأجيء باللبن الخائر الذي أنفسه على نفسي فأصبه عليه فيجيء الكلب فيلحسه ثم يشغر[37] فيبول. فذكر الحديث وهو بتمامه في بناء الكعبة
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
64 - باب في شيطان المؤمن
452 - عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إن المؤمن لينضي[38] شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر
رواه أحمد وفيه ابن لهيعة
65 - باب في أهل الجاهلية
453 - عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن أول من سيب السوائب وعبد الأصنام: أبو خزاعة عمرو بن عامر وإني رأيته يجر أمعاءه في النار
رواه أحمد وفيه إبراهيم الهجري وهو ضعيف
454 - وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أول من غير دين إبراهيم عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة
رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه صالح مولى التوأمة وضعفه بسبب اختلاطه وابن أبي ذئب سمع منه قبل الاختلاط وهذا من رواية ابن أبي ذئب عنه
455 - وعن علقمة قال: كنا جلوسا عند عائشة فدخل أبو هريرة فقالت: أنت الذي تحدث: أن امرأة عذبت في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها؟ فقال: سمعته منه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فقالت: هل تدري ما كانت المرأة؟ إن المرأة مع ما فعلت كانت كافرة وإن المؤمن أكرم على الله عز وجل من أن يعذبه في هرة فإذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر كيف تحدث
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح
456 - وعن أبي رزين العقيلي عن عمه قال: قلت: يا رسول الله أين أمي؟ قال: " أمك في النار " قال: قلت: فأين من مضى من أهلك؟ قال: " أما ترضى أن تكون أمك مع أمي "
رواه أحمد والطبراني في الكبير ورجاله ثقات.
457 - وعن بريدة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنزل ونحن معه قريب من ألف راكب فصلى ركعتين ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان فقام إليه عمر بن الخطاب ففداه بالأم والأب يقول: يا رسول الله مالك؟ قال:
إني سألت ربي عز وجل في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيناي رحمة لها من النار
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح "
458 - عن بريدة قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بودان[39] أو بالقبور سأل الشفاعة أمه - أحسبه قال -: فضرب جبريل صلى الله عليه وسلم صدره وقال: لا تستغفر لم مات مشركا "
رواه البزار وقال: لم يروه بهذا الإسناد إلا محمد بن جابر عن سماك بن حرب قلت: ولم أر من ذكر محمد بن جابر هذا[40]
459 - وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك واعتمر فلما هبط من ثنية عسفان أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة حتى أرجع إليكم فذهب فنزل على قبر أمه فناجى ربه طويلا ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه وبكى هؤلاء لبكائه وقالوا: ما بكى نبي الله صلى الله عليه وسلم بهذا المكان إلا وقد حدث في أمته شيء لا يطيقه فلما بكى هؤلاء قام فرجع إليهم فقال: " ما يبكيكم؟ " قالوا: يا نبي الله بكينا لبكائك قلنا: لعله حدث في أمتك شيء لا تطيقه قال: " لا وقد كان بعضه ولكن نزلت على قبر فدعوت الله أن يأذن لي في شفاعته يوم القيامة فأبى الله أن يأذن لي فرحمتها وهي أمي فبكيت ثم جاءني جبريل عليه السلام فقال: {وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه} فتبرأ من أمك كما تبرأ إبراهيم من أبيه فرحمتها وهي أمي فدعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربعا فرفع عنهم اثنتين وأبى أن يرفع عنهم اثنتين: دعوت ربي أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأن لا يلبسهم شيعا وأن لا يذيق بعضهم بأس بعض فرفع عنهم الرجم من السماء والغرق من الأرض وأبى الله أن ترفع عنهم اثنتان: القتل والهرج ". وإنما عدل إلى قبر أمه لأنها مدفونة تحت كذا وكذا وكان عسفان لهم
رواه الطبراني في الكبير وفيه أبو الدرداء وعبد الغفار بن المنيب عن إسحاق بن عبد الله عن أبيه عن عكرمة ومن عدا عكرمة لم أعرفهم ولم أر من ذكرهم
460 - وعن عمران بن الحصين أن أباه الحصين أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا كان يقري الضيف ويصل الرحم مات قبلك وهو أبوك؟ فقال: إن أبي وأباك وأنت في النار " فمات حصين مشركا
رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح
461 - وعن سعد - يعني ابن أبي وقاص -: أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أين أبي؟ قال: " في النار " قال: فأين أبوك؟ قال: " حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار "
رواه البزار والطبراني في الكبير وزاد: فأسلم الأعرابي فقال: لقد كلفني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعناء ما مررت بقبر كافر إلا بشرته بالنار ". ورجاله رجال الصحيح
462 - عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ليأخذن رجل بيد أبيه يوم القيامة فليقطعنه نارا يريد أن يدخله الجنة قال: فينادى أن الجنة لا يدخلها مشرك إن الله قد حرم الجنة على كل مشرك قال: فيقول: أي رب أبي قال: فيتحول في صورة قبيحة وريح منتنة فيتركه
قال: وكان أصحاب رسول الله يرون أنه إبراهيم ولم يزدهم رسول صلى الله عليه وسلم على ذلك
رواه أبو يعلى والبزار ورجالهما رجال الصحيح
463 - عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يلقى رجل أباه يوم القيامة فيقول: يا أبت هل أنت مطيعي اليوم؟ وهل أنت تابعي اليوم؟ فيقول: نعم فيأخذ بيده فينطلق به حتى يأتي به الله تبارك وتعالى وهو يعرض الخلق فيقول: أي رب إنك وعدتني أن لا تخزني فيعرض الله تبارك وتعالى عنه ثم يقول: مثل ذلك فيمسخ الله أباه ضبعا فيهوي في النار فيقول: أبوك فيقول: لا أعرفك
رواه البزار ورجاله ثقات
464 - عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن الحارث بن هشام أتى النبي صلى الله عليه وسلم يوم حجة الوداع قال: يا رسول الله إنك تحث على صلة الرحم والإحسان إلى الجار وإيواء اليتيم وإطعام الضيف وإطعام المسكين وكل هذا كان يفعله هشام بن المغيرة فما ظنك به يا رسول الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كل قبر لا يشهد صاحبه أن لا إله إلا الله فهو جذوة من النار وقد وجدت عمي أبا طالب في طمطام[41] من النار فأخرجه الله لمكانه مني وإحسانه إلي فجعله في ضحضاح[42] من النار "
رواه الطبراني في الأوسط والكبير وفيه عبد الله بن محمد بن عقيل وهو منكر الحديث لا يحتجون بحديثه وقد وثق
465 - وعن أم سلمة قالت: قلت: يا رسول الله إن عمي هشام بن المغيرة كان يطعم الطعام ويصل الرحم ويفعل ويفعل فلو أدركك أسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كان يعطي للدنيا وحمدها وذكرها وما قال يوما قط: اللهم اغفر لي يوم الدين "
رواه الطبراني في الكبير وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
466 - وعن سلمة بن يزيد الجعفي قال: انطلقت أنا وأخي وأبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلنا: يا رسول الله إن أمنا مليكة كانت تصل الرحم وتقري الضيف وتفعل وتفعل هلكت في الجاهلية فهل ذلك نافعها شيئا؟ قال: " لا " قال: قلنا: فإنها كانت وأدت أختا لها فهل ذلك نافعها شيئا؟ قال: " الوائدة والموءودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام ليعفو الله عنها "
رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح والطبراني في الكبير بنحوه
467 - وعن عدي بن حاتم قال: قلت: يا رسول الله أن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا قال: " إن أباك أراد أمرا فأدركه " - يعني الذكر -
رواه أحمد ورجاله ثقات والطبراني في الكبير
468 - وعن سهل بن سعد أن عدي بن حاتم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويحمل الكل ويطعم الطعام قال: فهل أدرك الإسلام؟ قال: " لا " قال: " فإن أباك كان يحب أن يذكر فذكر "
رواه الطبراني في الكبير وفيه رشدين بن سعد وهو متروك الحديث
469 - وعن ابن عمر قال: ذكر حاتم عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ذاك رجل أراد أمرا فأدركه
رواه البزار وفيه عبيد بن واقد القيسي ضعفه أبو حاتم
470 - وعن سلمة بن عامر الضبي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويقري الضيف ويفي بالذمة قال: " ولم يدرك الإسلام؟ " قال: لا. فلما وليت فقال: " علي بالشيخ " قال: " يكون ذلك في عقبك فلن تزولوا ولن تتفرقوا أبدا "
رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون
471 - وعن عفيف الكندي قال: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل وفد من اليمن فذكروا أمر القيس بن حجر الكندي وذكروا بيتين من شعره فيهما ذكر ضارج ماء من مياه العرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة يجيء يوم القيامة معه لواء الشعراء يقودهم إلى النار "
رواه الطبراني في الكبير من طريق سعد بن فروة بن عفيف عن أبيه عن جده ولم أر من ترجمهم.
[1]والبقرة: من البقر وأصله من الشق والتوسعة والفتح.
[2]أسودة: جمع قلة لسواد وهو الشخص لأنه يرى من بعيد أسود.
[3]أي عظيم الجثة.
[4]أبيض.
[5]الخالص من كل شيء.
[6]الأرب بالكسر: العضو.
[7]الرضخ: الدق والكسر.
[8]الضريع: نبت بالحجاز له شوك كبار والزقوم: نبات في البادية له زهر ياسميني الشكل - كما في النهاية والقاموس.
[9]الرضف: الحجارة المحماة.
[10]قدعه: ضربه.
[11]الغرازة: ركاب كور الجمل.
[12]عين يخرج منها الماء الحار.
[13]أي: ضيقة.
[14]أي: واسعة.
[15]النشر: الإحياء.
[16]أي: ثمرها.
[17]أي: الجرة العظيمة.
[18]الحلس: الثوب الذي يلي الجلد مباشرا.
[19]فائدة: قد ذكر المؤلف في باب لا يكفر أحد من أهل القبلة بذنب أن إسماعيل بن يحيى التميمي كان يضع الحديث وأما الراوي عنه إسحاق فهو ابن زبريق وهو إسحاق بن إبراهيم بن العلاء روى عنه البخاري في كتاب الأدب المفرد واختلف في الاحتجاج به - كما في هامش الأصل.
[20]قال أبو داود عن أحمد بن حنبل: أصحاب الحديث إذا شاءوا احتجوا بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده وإذا شاءوا تركوه - كما في تهذيب التهذيب.
[21]فائدة: بل فيه عبد الله بن خليفة وهو مجهول كما في هامش الأصل.
[22]يخلب: يخدع.
[23]جمع سبرة وهي الغداة الباردة.
[24]أي: ما سمتهما سميت السمة نارا لأنها تكوى بالنار.
[25]أي: أولدناهما ثم اتخذنا لهم مرضعا من غيرهما.
[26]هنا في هامش الأصل: بلغ مقابلة على نسخة الأصل وسماعا على مؤلفه في الرابع " أي المجلس الرابع " بقراءة الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر.
[27]أي: احتقرهم ولم يرهم شيئا.
[28]السنن بفتح السين: الطريق.
[29]في النهاية: كبا وجهه: أي: ربا وانتفخ من الغيظ.
[30]فائدة: قال شيخنا الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم العراقي: حديث عبد الله بن أنيس رواه الترمذي في التفسير. كما في هامش الأصل.
[31]هذه الزيادة بخط شيخنا الحافظ عبد الرحيم العراقي هكذا وجدتها بخطه في حاشية الأصل.
[32]قال ابن الأثير في النهاية: المتقذرون: الذين يأتون القاذورات.
[33]أي صاحون فيه متجادلون.
[34]بخطه - أي: بخط المؤلف لعله: وهما ممن جهر بقول من أتى في غزوة تبوك يخذلان الناس. كما في هامش الأصل.
[35]بال.
[36]أي: مشدود اليدين والرجلين كما يفعل بالصبي في المهد.
[37]أي: يرفع إحدى رجليه.
[38]أي: يهزل.
[39]قرية بقرب الجحفة.
[40]فائدة: محمد بن جابر هذا هو اليمامي ضعفه أحمد بن حنبل وغيره. كما في هامش الأصل.
[41]أي: وسط.
[42]أي: اليسير.