وهو عشرة أبواب: -
أبواب الوجهين
177 - باب الصد
الصد يقال على وجهين: -
أحدهما: الإعراض، يقال: صد فلان، أي: أعرض.
والثاني: المنع، يقال: صد فلان [فلانا] عن كذا، أي: منعه.
يقال من هذين الوجهين صد يصد بضم الصاد من يصد. فأما صد يصد بكسرها من يصد فمعناه ضج. ومنه قوله تعالى: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون}.
والصدد في قولك: هذه الدار صدد هذه، أي: مقابلتها والصدد أيضا: القرب.
وذكر (بعض المفسرين) أن الصد في القرآن على (الوجهين) اللذين ذكرناهما: -
أحدهما: الإعراض. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {يصدون عنك صدودا}، وفيها: {ومنهم من صد عنه}، وفي المنافقين: {ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون}.
والثاني: المنع. ومنه قوله تعالى في سورة الحج: {إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله}، وفي سورة محمد (صلى الله عليه وسلم): {الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله}، وفي سورة الفتح: {وصدوكم عن المسجد الحرام}.
الصراط في اللغة: الطريق.
وذكر أهل التفسير أنه في القرآن على وجهين:
أحدهما: ما ذكرناه. ومنه قوله تعالى في الأعراف: {ولا تقعدوا بكل صراط توعدون}، وفي الصافات: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم}.
والثاني: الدين. ومنه قوله تعالى في الفاتحة: {اهدنا الصراط المستقيم}، وفي الأنعام: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه}.
الصف في التعارف: وقوف الشخص إلى جنب الشخص.
والمصف: الموقف في الحرب. والجمع: المصاف. (والصفصف) المستوي من الأرض. والصفيف من اللحم: القريد. ويقال: هو اللحم طبيخا أو شواء، لا ينضج ليحمل في السفر. وأنشدوا: -
فظل طهاة اللحم من بين منضج = صفيف شواء أو قدير معجل
وذكر بعض المفسرين أن الصف في القرآن على وجهين: -
أحدهما: الصف المعروف. ومنه قوله تعالى في سورة الصف: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا}، (ومثله: {والصافات صفا}.
والثاني: الجمع. ومنه قوله تعالى في الكهف: {وعرضوا على ربك صفا}، (وفي طه): {ثم ائتوا صفا وقد أفلح اليوم}.
الصوم في اللغة: الإمساك في الجملة. وأنشدوا: - [في ذلك]
خيل صيام وخيل غير صائمة = تحت العجاج وأخرى تعلك اللجما
ويقال: صامت الخيل: إذا أمسكت عن السير. وصامت الريح:إذا أمسكت عن الهبوب. والصوم في الشريعة: الإمساك عن الطعام والشراب، والجماع مع انضمام النية إليه.
وذكر بعض المفسرين أن الصوم في القرآن على وجهين: -
أحدهما: الصوم الشرعي المعروف. ومنه قوله تعالى في البقرة: {كتب عليكم الصيام}، وفيها: {فمن شهد منكم الشهر فليصمه}.
والثاني: الصمت. ومنه قوله تعالى (في سورة مريم): {إني نذرت للرحمن صوما}، [أي: صياما].