المجموعة الرابعة :
س1: بيّن أهمية الإخلاص في طلب العلم.
قال عليه الصلاة والسلام:"من طلب علما وهو مما يبتغي به وجه الله لا يريد إلا أن ينال عرضا من الدنيا لم يرح رائحة الجنة", وفي الحديث وعيد شديد لمن طلب العلم لغير الله عز وجل, فيكون ما طلبه من علم في الدنيا حجة عليه لا له يوم القيامة, بل يصبح العلم الذي من المفترض أن يقربه إلى الله وجنته, سببا في حرمانه منها, وسببا في دخوله النار, لذلك قال الإمام أحمد: "العلم لايعدله شيء لمن صحت نيته", فعلقه مكانته وقدره بنية طالبه.
لذلك قد تتشابه الأعمال الظاهرية لطلاب العلم من تحصيل ومدارسة وتلقي, لكن يكون الفرق بينهما في الأجر والمكانة عند الله كالفرق بين السماء والأرض, فشتان بين من يطلب العلم لشهادة أو منصب أو لصرف أنظار الناس إليه, وبين من يطلبه خالصا لله, ليزيح الجهل عن نفسه وعمن حوله, ولكي يعبد الله على ماد الله.
س2: وضِّح من خلال فهمك لحديث " إنما الأعمال بالنيات " ، حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه.
كان عليه الصلاة والسلام, يختار من الأساليب أحسنها وأكثرها وقعا على النفوس وأفضلها من حيث تأثيرها في ثبوت العلم لدى أصحابه, فكان ينوع الكلام ويقسمه, فيجعل أصولا وقواعد وتقييدات, وهذا أفضل بلا شك من سرد الكلام سردا ينسي آخره أوله, ومن هذا قوله عليه الصلاة والسلام:"إنما الأعمال بالنيات" فهذا يختص بالعمل, وقوله:"وإنما لكل امرئ ما نوى" فهذا للمعمول له.
كذلك قسم الهجرة إلى هجرتين, هجرة شرعية وأخرى غير شرعية ليتضح الفرق بينهما, وبضدها تتبين الأشياء.
س3: ما معنى الإيمان عند أهل السنة والجماعة ، واذكر أركانه.
الإيمان عند أهل السنة والجماعة هو الإقرار والاعتراف المستلزم للقبول والإذعان, فليس هو كما زعمت المرجئة إن الإيمان هو التصديق, فالتصديق عكسه التكذيب والإيمان عكسه الكفر, فلا يقال: آمنت فلانا, بل يقال: صدقت فلانا, لذلك من الخطأ أن يعرف الإيمان بالتصديق.
لذلك من أقر واعترف بغير قبول وإذعان, لا يعد مؤمنا, كما كانت حال أبي طالب عم النبي عليه الصلاة والسلام, وحال اليهودي الذي قبل قدم النبي عليه الصلاة والسلام, وأقر بنبوته لكنه لم يقبل شرعه ولم يذعن لأوامر الله ونواهيه.
وأركان الإيمان ستة:
1- الإيمان بالله سبحانه وتعالى.
2-الإيمان بملائكته عليهم السلام.
3-الإيمان بجميع ما أنزل من كتب على الأنبياء والرسل.
4- الإيمان بجميع رسل الله عليهم الصلاة والسلام.
5- الإيمان باليوم الآخر.
6- الإيمان بالقضاء خيره وشره.
قال تعالى:"آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله".
س4: ما معنى الإحسان ؟ ، مع بيان مراتبه.
الإحسان هو بذل الخير والإحسان في حق الخالق, وهو أن يكون ما يعمله العبد من أعمال خالصا صوابا, فيكون بلك قد حقق شرطي قبول العمل وهما: الإخلاص والمتابعة, وإن اختل شرط منهما, لم يكن العبد محسنا بل مسيئا, أما الإحسان إلى الخلق فهو مساعدتهم بمال أو منصب أو جاه, وإيصال النفع إليهم.
وقد فسر عليه الصلاة والسلام الإحسان بقوله: هو أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك, وتضمن قوله هذا مرتبتي الإحسان:
فالأولى: "أن يعبد الله كأنه يراه" فهذه مرتبة عبادة الطلب والشوق, لأنه يقصد الله لحبه إياه, فيحسن في عبادته ويتقرب منه وينيب إليه.
أما المرتبة الثانية: فهي مرتبة الخوف من الله ومراقبته, فإن لم تكن أن تراه فتستعظم التقصير والمعصية في حقه سبحانه, فإنه هو يراك, فحري بك أن تستحي وتخاف من عضبه وعقابه.
والمرتبة الأولى أكمل من المرتبة الثانية.
س5: هل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وإنما لكل امرئ ما نوى) تأسيس لمعنى جديد أو توكيد للجملة التي قبله؟
قوله عليه الصلاة والسلام:"وإنما لككل امئ ما نوى" تأسيس له معنى مستقل يختلق عن معنى الجملة الأولى, وليس تأكيدا لها,فقوله:"إنما الأعمال بالنيات"باعتبار العمل, أما قوله:"وإنما لكل امرئ ما نوى", فهو باعتبار المعمول له, أي نية العمل.
فالقاعدة:إن الأصل في الكلام التأسيس, وإذا دار الأمر بين اعتبار الكلام تأسيسا أم تأكيدا يعتبر تأسيسا, فيكون الثاني غير الأول.