السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات
.
-عدم الاغترار بمتاع الدنيا..فهو مهما طال وكثر فإنه قليل زائل .... {قليلا}
- الحرص على الاعتناء بالصلاة؛ و الحذر من التهاون فيها ..{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ}
- ليس كل من تمتع في الدنيا فهو مرضي عنه؛ قد يمتع المجرم ؛فليحذر العبد من استدراج الله تعالى لعباده بالنعم.{ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ}
- الحذر من تكذيب أخبار الله تعالى؛ ووعوده ووعده..؛وان لم يكن ذلك بلسان المقال فقد يكون بلسان الحال { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}
- على العبد أن يحرص بتقوية إيمانه في القران؛ .{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}
السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية
.
المجموعة الأولى
:
1: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)} الإنسان.
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا)
يمتن الله عزوجل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ؛ بإعطائه نعمة القران؛ و أنه هو من تكفل بإنزال القران عليه مفرقا؛ ولم يأت هذا مِن الرسول عليه الصلاة والسلام عِندِك كما يَدَّعِيهِ الْمُشْرِكونَ).
(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) فكما أكرمك ربك بنعمة نزول القران ؛فاصبر لحكمه القدري و لحكمه الشرعي؛ فعليك بحمل الرسالة وتبليغها للناس
{وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ} يَعْنِي مِنْ مُشْرِكِي مَكَّةَ {آثِمًا} الفاجر مرتكب الإثم والمعصية { أَوْ كَفُورًا} المتجاوز الحد في الكفر.
بعدما أمره الله بالصبر أرشده إلى ما يعينه و يساعده على الصبر ألا وهو ذكر الله تعالى فقال "":
{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) أي اذكر الله تعالى ؛ ودم على ذكره بقلبك ولسانك. في جميع الأوقات؛ أوَّلَ النهارِ وآخِرَه، من ذلك ؛ ومن ذلك المحافظة على الصلاة فرضا ونافلة
(وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا)) أي و أكثر لربك الصلاة بالليل .فتهجد له طائفة من الليل، ونحو هذا ما جاء في قوله:
«وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَكَ عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً» وقوله: «يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ. قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا» .
2: اذكر الخلاف مع الترجيح في كل من:
أ: المراد بالنفس اللوامة.
اختلف فيها على أقوال:
الأول: أنها النفس المؤمنة ، قاله الحسن . قال : واللّه-ما نراه إلّا يلوم نفسه: ما أردت بكلمتي؟ ما أردت بأكلتي؟ ما أردت بحديث نفسي؟ وإنّ الفاجر يمضي قدما ما يعاتب نفسه ذكره ابن كثير
وقيل تلوم صاحبها صاحبَها على تَقصيرِه؛ تَلومُ على مافاتَ وتَنْدَمُ، فتَلُومُ نفْسَها على الشرِّ لِمَ تَعمَلُه، وعلى الخيرِ لِمَ لَمْ تَستكثِرْ منه ذكره الأشقر.
وقيلتَلومُ صاحِبَها في الدنيا علَى ما حَصَلَ منه، مِن تَفريطٍ أو تَقصيرٍ في حَقٍّ مِن الحقوقِ، أو غَفلةٍ...ذكره السعدي
الثاني: نفس الكافر ؛ قاله مقاتل ؛ قال ، يَلومُ نفْسَه ويَتحسَّرُ في الآخرةِ على ما فَرَطَ في جَنْبِ اللهِ. ذكره الأشقر.
عن ابن عبّاسٍ قال: هي النفس اللؤوم.رواه ابن جرير
وعن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: اللّوّامة: المذمومة.وقال قتادة: {اللّوّامة} الفاجرة.. ذكره ابن كثير
الثالث: عام في كل نفس فاجرة ومؤمنة.وهو قول الحسن
قال: ليس أحد من أهل السموات والأرض إلّا يلوم نفسه يوم القيامة. ذكره ابن كثير عنه. والسعدي
و سُمِّيَتْ (لَوَّامَةً)
-لكثرةِ تَرَدُّدِها وتَلَوُّمِها، وعَدَمِ ثُبوتِها على حالةٍ مِن أحوالِها.
-ولأنَّها عندَ الموتِ تَلُومُ صاحبَها على ما عَمِلَتْ، بل نفْسُ المؤمنِ تَلومُ صاحِبَها في الدنيا علَى ما حَصَلَ منه، مِن تَفريطٍ أو تَقصيرٍ في حَقٍّ مِن الحقوقِ، أو غَفلةٍ.ذكره السعدي
قال ابن جريرٍ: وكلّ هذه الأقوال متقاربة المعنى، الأشبه بظاهر التّنزيل أنّها الّتي تلوم صاحبها على الخير والشّرّ وتندم على ما فات..اهـ
وهذا لما ورد من كلام السلف فعن عكرمة انه قال: يلوم على الخير والشر: لو فعلت كذا وكذا. رواه ابن أبي حاتم
عن سعيد بن جبير قال: تلوم على الخير والشّرّ. رواه ابن جريرٍ
عن مجاهدٍ: تندم على ما فات وتلوم عليه. رواه ابن جريرٍ
ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.
ورد فيه قولان:
1- أن يرجع إلى الله عزوجل؛ أي يطعمون الطعام على حبّ اللّه تعالى؛و الدليل في ذلك السياق
2- 2- أنه يرجع إلى الطعام أي يطعمون الطّعام في حال محبّتهم وشهوتهم له. وهو قول مجاهدٌ، ومقاتلٌ، واختاره ابن جريرٍ.
وقد رجح ابن كثير القول الثاني ؛ وحجته في ذلك نصوص الكتاب والسنة
من ذلك كقوله تعالى: {وآتى المال على حبّه} [البقرة: 177]، وكقوله تعالى: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون} [آل عمران: 92].
أيضا ما ورد في الصحيح : "أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ، شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر" أي: في حال محبّتك للمال وحرصك عليه وحاجتك إليه.
أما الشيخ السعدي فالذي يظهر أنه حمل الآية على المعنيين جميعا ؛وقد جمع بين القولين بعبارة بديعة فقال رحمه الله تعالى "
أي: وهم في حالٍ يُحِبُّونَ فيها المالَ والطعامَ، لكنَّهم قَدَّمُوا مَحَبَّةَ اللَّهِ على مَحَبَّةِ نفُوسِهم، ويَتَحَرَّوْنَ في إطعامِهم أَوْلَى الناسِ وأَحْوَجَهم.
3: بيّن معنى الهداية في قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل}.
هداية بيان و إرشاد؛ أي أن الله عزوجل بين له سبيل الحق و الباطل و الهدى والضلالة؛ وعرف له طريق الخير والشر.
4: استدل على أن الله تعالى تكفّل ببيان ألفاظ القرآن ومعانيه القرآن.
دليله قوله تعالى:{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (19 القيامة) .
أي ثم إنا بعد حفظه وتلاوته، نبيّنه لك ونلهمك معناه.
هذا وعد من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ؛بحفظ القران له لفظا و حفظه له معنى