اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضحى الحقيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكم
تركت الأسئلة دون جواب لأني تحرجت من الترجيح واستصعبته، واتطلع لتكرمكم بمساعدتي على ذلك
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اقتباس:
• تعقيب وسؤال
هل ينطبق على التفسير المشهور عن السلف هنا "التفسير بالمثال" ؟؟
فيكون الراجح في الآيات حملها على كل ما يمكن أن يوصف بها، فيشمل التفسير ما ذكر من أقوال، وغيره ؟؟
فتكون الصورة البلاغية هنا كما قال ابن عاشور:
"أَنَّ فِي طَيِّ ذِكْرِ الْمَوْصُوفَاتِ تَوْفِيرًا لِمَا تُؤْذِنُ بِهِ الصِّفَاتُ مِنْ مَوْصُوفَاتٍ صَالِحَةٍ بِهَا لِتَذْهَبَ أَفْهَامُ السَّامِعِينَ فِي تَقْدِيرِهَا كُلَّ مَذْهَبٍ مُمْكِنٍ".
- فتشمل الجاريات يسرا على سبيل المثال: السفن، والسحب، والرياح، والنجوم، والطائرات، والعجلة، و... وكل ما يسر سبحانه جريه.
ويقال مثل ذلك في بقية الآيات.
- الحاملات وقرا: السحاب، الرياح، السفن,و .... ؟؟ ولماذا استبعد هنا صاحب أضواء البيان أن تشمل الآية الحوامل من الإناث؟؟
- المقسمات أمرا: الملائكة، السحاب، الرياح، ....؟؟
|
أصل الخلاف في المسألة هو في معنى التعريف في هذه الألفاظ هل هو للجنس أو للعهد؟
فإن كان للجنس فهو شامل لكل ما يقع عليه معنى اللفظ.
وإن كان للعهد فهي ألفاظ عامة أريد بها الخصوص
ولذلك إذا كان التعريف للجنس وذكرت أمثلة له فهو من باب التفسير بالمثال.
لكن الذي يظهر من أقوال السلف وما صح عن عليّ ومجاهد أن التعريف هنا للعهد وليس للجنس، وإذا قيل إنه للعهد فالتفسير لبيان الموصوف لا للتمثيل.
لكن تبقى دلالة أخرى تعرف بدلالة المناسبة عند علماء البيان، وهي أن تحتمل الأقوال التي لها مناسبة لمعنى الإقسام ومقاصد الآيات من غير إرادة الجنس، وهذه الدلالة أعم من دلالة العهد الذهني وأخص من دلالة الجنس.
وهي التي يحمل عليها قول ابن عاشور لأنه يبعد إرادة الجنس هنا.
وأودّ أن ترجعي إلى كتب أقسام القرآن ككتاب ابن القيم "التبيان في أقسام القرآن" وكتاب الفراهي "إمعان في أقسام القرآن" فهما مظنة تفصيل وتحرير في مثل هذا النوع من المسائل.
اقتباس:
- الحاملات وقرا: السحاب، الرياح، السفن,و .... ؟؟ ولماذا استبعد هنا صاحب أضواء البيان أن تشمل الآية الحوامل من الإناث؟؟
|
استبعد لسببين:
أحدهما: أن الأفصح في جمع "حامل" حوامل، وحمل ألفاظ القرآن على اللغة الأفصح هو المتعيّن.
ولذلك يفرّق بين المرأة الحامل والحاملة؛ فالحامل هي التي تحمل جنينا في بطنها، والحاملة التي تحمل شيئاً ظاهراً، وجمع حاملة على حاملات، وجمع حامل على حوامل.
وهذا نظير الفرق بين المرضع والمرضعة ؛ فالمرضع اسم للمرأة التي في زمن الإرضاع وإن لم تكن ترضع في الحال، والمرضعة هي التي تلقم ولدها ثديها ليرضع.
والسبب الآخر: أن الوقر هو الحمل الذي يكون على الظهر أو الرأس خاصة.
قال ابن السكيت: (والوِقْرُ: الثِّقل يُحمَل على رأسٍ أو على ظهرٍ، من قوله تبارك وتعالى: {فَالْحَامِلاتِ وِقْراً}).
اقتباس:
وهل من الوارد تفسير الذاريات بالنساء الولودات؟؟ أم أنه قول ساقط كما قال صاحب أضواء البيان وغير وارد في اللغة ؟؟
|
الذرو غير الذرء
يقال: ذرت الريح تذرو ذرواً كما قال تعالى: {تذروه الرياح}
ويقال: ذرأ اللهُ الخلق يذرؤهم ذرءا أي جعلهم ذرية ونسلاً بعضهم من بعض.
فيُسند فعل الذرء إلى الله تعالى لا إلى الخلق، كما قال تعالى: {قل هو الذي ذرأكم} وهذا أسلوب حصر.
ثم إنّ هذه الأقوال في الذاريات والحاملات بأنهن النساء أقوال محدثة غير مأثورة عن السلف ولا عن علماء اللغة، والله تعالى أعلم.