القراءة على الدابة
[قال البخاري:] حدثنا حجاج أنا شعبة أنا أبو إياس قال: سمعت عبد الله ابن مغفل رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وهو يقرأ على راحلته سورة الفتح.
وهذا الحديث قد خرجه الجماعة سوى ابن ماجه من طرق عن شعبة عن أبي إياس وهو معاوية بن قرة به وهذا أيضا له تعلق بما تقدم من القرآن وتلاوته سفرا وحضرا ولا يكره ذلك عند أكثر العلماء إذا لم يتله القارئ في الطريق وقد نقله ابن أبي داود عن أبي الدرداء أنه كان يقرأ في الطريق وقد روى عن عمر بن عبد العزيز أنه أذن في ذلك وعن الإمام مالك أنه كره ذلك كما قال ابن أبي داود: حدثني أبو الربيع أنا ابن وهب قال: سألت مالكا عن الرجل يصلي من آخر الليل فخرج إلى المسجد وقد بقي من السورة التي كان يقرأ منها شيء فقال: ما أعلم القراءة تكون في الطريق وقال الشعبي: تكره قراءة القرآن في ثلاثة مواضع في الحمام وفي الحشوش وفي بيت الرحى وهي تدور وخالفه القراءة في الحمام كثير من السلف أنها لا تكره وهو مذهب مالك والشافعي وإبراهيم النخعي وغيرهم وروى ابن أبي داود عن علي ابن أبي طالب أنه كره ذلك ونقله ابن المنذر عن أبي وائل شقيق بن سلمة والشعبي والحسن البصري ومكحول وقبيصة بن ذؤيب وهو رواية عن إبراهيم النخعي
ويحكى عن أبي حنيفة رحمه الله أن القراءة في الحمام تكره.
وأما القراءة في الحش فكراهتها ظاهرة ولو قيل بتحريم ذلك صيانة لشرف القرآن لكان مذهبا.
وأما القراءة في بيت الرحى وهي تدور فلئلا يعلو غير القرآن عليه، والحق يعلو ولا يعلى، والله أعلم