بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص تفسير قوله تعالى " اهدنا الصراط المستقيم . صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين "
تفسير قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) )
· القراءات:
- قراءة الصراط ( ك )
قراءة الجمهور بالصاد ، وقرئ بالسين وبالزاي
" لو بينتِ القراء لكان أفضل ، خاصةً وأنها من القراءات السبعة المتواترة "
· التفسير
- مناسبة الآية لما قبلها ( ك )
لما تقدم الثناء على المسؤول ناسب أن يعقب بالسؤال
- معنى الهداية ( ك ) ( س ) ( ش )
الارشاد والتوفيق ( ك) ( ش ) وزاد أو الدلالة
دلنا وأردنا ووفقنا ( س )
" الرموز توضع أمام عنوان المسألة لبيان موضع هذه المسألة من التفاسير التي درستِ
لكن في التلخيص نقول قال فلان .."
- معنى الصراط المستقيم ( ك ) ( س ) (ش)
قال بن كثير رحمه الله :
في اللغة : الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وكذا قاله الأشقر رحمه الله تعالى
واختلفت عبارات المفسرين في تفسير الصراط ولكن مردها لشيء واحد وهو المتابعة لله وللرسول
فمنهم من قال كتاب الله كما روي موقوفا عن علي
وروي عن ابن عباس وبن مسعود وغيرهم من الصحابة أنه الإسلام ويؤيد ذلك الحديث الّذي رواه الإمام أحمد في مسنده،
حيث قال: حدّثنا الحسن بن سوّارٍ أبو العلاء، حدّثنا ليثٌ يعني ابن سعدٍ، عن معاوية بن صالحٍ: أنّ عبد الرّحمن بن جبير بن نفيرٍ، حدّثه عن أبيه، عن النّوّاس بن سمعان،
عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «ضرب اللّه مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنبتي الصّراط سوران فيهما أبوابٌ مفتّحةٌ، وعلى الأبواب ستورٌ مرخاةٌ،
وعلى باب الصّراط داعٍ يقول: يا أيّها النّاس، ادخلوا الصّراط جميعًا ولا تعوّجوا، وداعٍ يدعو من فوق الصّراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئًا من تلك الأبواب،
قال: ويحك، لا تفتحه؛ فإنّك إن تفتحه تلجه. فالصّراط الإسلام، والسّوران حدود اللّه، والأبواب المفتّحة محارم اللّه، وذلك الدّاعي على رأس الصّراط كتاب اللّه،
والدّاعي من فوق الصّراط واعظ اللّه في قلب كلّ مسلمٍ». وذكره الأشقر أيضا
وعن مجاهد هو الحق ، وروي عن أبي العالية أنه قال هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه بعده
قال السعدي رحمه الله تعالى : هو الطريق الواضح الموصل إلى الله وإلى جنته وهو معرفة الحق والعمل به.
" هنا تلخصين الأقوال :
1- الإسلام قاله فلان واستدل بكذا ..
2- القرآن
3- محمد صلى الله عليه وسلم وصاحباه
والراجح كذا .. قال ابن كثير .... "
· مسائل عقدية:
- طرق السؤال ( ك ) " هذه من الفوائد السلوكية "
1- تقديم الثناء على السؤال وهذا أكمل الأحوال
2- السؤال بالإخبار عن حال السائل كما قال موسى عليه السلام " رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير "
3- تقدم وصف المسؤول كقول ذي النون " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين "
4- الاكتفاء بالثناء كقول الشاعر:
ءأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحياء
إذا أثنى عليك المرء يوما كفاه من تعرضه الثناء.
- أنواع الهداية ( ك ) ( س )
قال بن كثير رحمه الله تعالى :
فإن قيل كيف يسأل المؤمن الهداية وهو متصف بذلك ؟
فالجواب أن العبد مفتقر في كل ساعة وحالة إلى الله تعالى لتثبيته على الهداية والرسوخ فيها وازدياده منها واستمراره عليها فإن العبد لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا إلا ماشاء الله تعالى
قال السعدي رحمه الله :
الهداية إلى الصراط هي لزوم دين الاسلام وترك ما سواه من الأديان
والهداية في الصراط تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علما وعملا.
قول السعدي مناسب لعنوان المسألة
وقول ابن كثير مسألة أخرى عنوانها هو السؤال الذي طرحه ابن كثير رحمه الله "
·مسائل لغوية
- استعمال كلمة الهداية " تعدية الفعل هدى "
قد تعدى الهداية كما في السورة بنفسها فتضمن معنى ألهما أو وفقنا أو ارزقنا، وقد تعدى بإلى ( فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) وتكون بمعنى الإرشاد والدلالة ، وقد تعدى باللام (الحمد الله الذي هدانا لهذا ) أي وفقنا وجعلنا أهلا له
- استعمال كلمة الصراط
تستعير العرب الصراط فتستعمله لكل قول وعمل وُصف باستقامة أو اعوجاج.
تفسير قوله تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) )
· القراءات والتجويد:
- قراءة غير ( ك)
قرأ الجمهور غير بالجر على النعت وقال الزمخشري: وقرئ بالنصب على الحال وصاحب الحال الضمير في عليهم
- التحرير بين الضاد والظا ( ك )
قال بن كثير والصحيح من أقوال العلماء أنه يغتفر الاخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما وتقارب صفاتهما.
· التفسير
- من هم الذين أنعمت عليهم ؟ ( ك ) ( س ) ( ش )
قال بن كثير رحمه الله تعالى :
قال بن عباس : صراط الّذين أنعمت عليهم بطاعتك وعبادتك، من ملائكتك، وأنبيائك، والصّدّيقين، والشّهداء، والصّالحين؛ وذلك نظير ما قال ربّنا تعالى: (ومن يطع اللّه والرّسول فأولئك مع الّذين أنعم اللّه عليهم... ) الآية من سورة النّساء وهو التفسير الأعم والأشمل وذكره السعدي والأشقر رحمهم الله تعالى .
وعن الربيع بن أنس قال : هم النبيون ، قال مجاهد هم المؤمنون وقال وكيع هم المسلمون وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هم النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه.
- تفسير قوله تعالى غير المغضوب عليهم ولا الضالين ؟ ( ك ) ( س ) ( ش )
قال بن كثير والسعدي والأشقر رحمهم الله :
غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين فسدت إرادتهم فعلموا الحق وعدلوا عنه ولا صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فهم هائمون في الضلالة لا يهتدون إلى الحق وهما طريقتا اليهود والنصارى.
فاليهود هم المعضوب عليهم والنصارى هم الضالون روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
مسألة فقهية
- قول آمين وفضلها ( ك )
يستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها أمين
عن أبي هريرة، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا تلا {غير المغضوب عليهم ولا الضّالّين} قال: «آمين» حتّى يسمع من يليه من الصّفّ الأوّل
ومعناها اللهم استجب أو رب افعل أو كذلك فليكن.
فضلها
لمسلمٍ: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قال أحدكم في الصّلاة: آمين، والملائكة في السّماء: آمين، فوافقت إحداهما الأخرى، غفر له ما تقدّم من ذنبه».
[قيل: بمعنى من وافق تأمينه تأمين الملائكة في الزّمان، وقيل: في الإجابة، وقيل: في صفة الإخلاص].
وفي صحيح مسلمٍ عن أبي موسى مرفوعًا: «إذا قال -يعني الإمام-:{ولا الضّالّين}، فقولوا: آمين. يجبكم اللّه».
قد روى الإمام أحمد في مسنده، عن عائشة، رضي اللّه عنها، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذكرت عنده اليهود، فقال: «إنّهم لن يحسدونا على شيءٍ كما يحسدونا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين»
· المعنى الإجمالي للسورة ( ك ) ( س )
قال بن كثير رحمه الله:
اشتملت هذه السورة الكريمة على :
حمد الله وتمجيده والثناء عليه وذكر أسماءه الحسنى
وذكر المعاد
وإرشاد العباد إلى سؤاله والتضرع إليه
والتبرؤ من الحول والقوة
وإخلاص العبادة وتوحيد الألوهية
وإلى سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم وتثبيتهم عليه حتى يؤدي بهم إلى جواز الصراط يوم القيامة\واشتملت علىالترغيب في الأعمال الصالحة ليكونوا مع أهلها يوم القيامة والتحذير من المسالك الباطل لئلا يحشروا مع سالكيها يوم القيامة
وزاد السعدي رحمه الله تعالى :
توحيد الربوبية
اثبات النبوة في قوله اهدنا الصراط المستقيم لان ذلك ممتنع بدون الرسالة
وإثبات الجزاء على الأعمال
وتضمنت اثبت القدر وأن العبد فاعل حقيقة
وتضمنت اخلاص الدين لله تعالى؟.
· مسائل عقدية
- طريقة أهل الإيمان ( ك )
طريقة أهل الإيمان مشتملة على العلم بالحق والعمل به ، واليهود فقدوا العمل والنصارى فقدوا العلم ولهذا كان العضب لليهود والضلال للنصارى
وكل من اليهود والنصارى ضال مغضوب عليه لكن أخص اوصاف اليهود الغضب وأخص أوصاف النصارى الضلال.
- إسناد الإنعام لله وحذف الفاعل مع الغضب والإضلال ( ك )
حذف الفاعل في الغضب وإن كان هو الفاعل في الحقيقة كما قال تعالى ( ألم تر إلى الذين تولوا قوما غضب الله عليهم )
وكذلك إسناد الضلال إلى من قام به وإن كان هو الذي أضلهم بقدره كما قال تعالى ( من يهد الله فهو المهتد ولمن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا )
لا كما تقوله الفرقة القدريّة ومن حذا حذوهم، من أنّ العباد هم الّذين يختارون ذلك ويفعلونه، ويحتجّون على بدعتهم بمتشابهٍ من القرآن، ويتركون ما يكون فيه صريحا في الرّدّ عليهم، وهذا حال أهل الضّلال والغيّ، وقد ورد في الحديث الصّحيح: «إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه، فأولئك الّذين سمّى اللّه فاحذروهم». يعني في قوله تعالى: (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه)، فليس لمبتدع في القرآن حجة صحيحة.
· مسائل فقهية:
- هل يؤمن الإمام ؟
ورد في المتفق عليه قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا أمن الإمام فأمنوا " وأنه عليه الصلاة والسلام كان يؤمن
وقال أصحاب مالك لا يؤمن الإمام لما روي عن أبي هريرة ان رسول الله صى الله عليه وسلم قال: " وإذا قال ولا الضالين فقولوا : آمين ".
- الجهر بآمين في الصلاة الجهرية
اختلف في ذلك وحاصل الخلاف أنه إذا نسي الإمام التأمين جهر المأموم قولا واحدا
وإن أمن الإمام جهرا فالجديد أنه لا يجهر المأموم وهو مذهب أبي حنيفة وروراية عن مالك والقديم أنه يجهر به وهو مذهب الإمام أحمد والرواية الأخرى عن مالك لما ورد في الحديث " حتى يرتج المسجد "
ولنا قول ثالت إنه أن كان المسجد صغيرا لم يجهر المأموم لأانهم يسمعون قراءة الإمام وأن كان كبيرا جهر ليبلع التأمين من في أرجاء المسجد.
· مسائل لغوية:
- إعراب جملة صراط الذين ... ( ك )
بدل ويجوز أن يكون عطف بيان.
- غير الاستثنائية ( ك )
زعم بعض النحاة أن غير هاهنا استثنائية استثناء منقطعا لاستثنائهم من المنعم منهم وليسوا منهم وكونها نعت أولى.
- حذف المضاف ( ك )
في قوله تعالى غير المغضوب عليهم أي غير صراط المغضوب فاكتفى بالمضاف إليه وقد دل عليه السياق.
- لا في قوله تعالى ولا الضالين ( ك )
من النحاة من قال أنها زائدة وأن تقدير الكلام عنده غير المغضوب عليهم والضالين والصحيح ما تقدم لما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنها أنه كان يقرأ غير المغضوب عليهم وغيرالضالين وهو محمول على أنه صدر منه على وجه التفسير.
والله الموفق والحمد لله رب العالمين