1:معنى الوقف في القران
- الوقف في القرآن بمعنى : أن يقول القائل القرآن كلام الله ويقف ، فلا يقول مخلوق ولا غير مخلوق
2: أسباب ظهور فتنة الوقف في القرآن
- لما تولى المتوكل الخلافة وأمر برفع امتحان العلماء في مسالة القول بخلق القرآن ، أبقى من المعتزلة قضاة ومفتون وخطباء . وكانت بطانة الملك قد بقي فيها بقية من الجهمية.
- وقد كانت الردود بين أهل السنة والجماعة قائمة على أشدها مع انتشار الشبه، وتفشي الأهواء التي لاتنضبط
- التزم أهل السنة والجماعة منهج الكتاب والسنة في ردودهم على المعتزلة ، لكن ظهر قوم أرادوا الرد على المعتزلة والانتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية والطرق الكلامية، فخاضوا فيما نهو عنه ، ووقعوا في بدع أخرى ، وأقوال محدثة ، فنتجت فتن جديدة منها : فتنة الوقف في القرآن .
3: أصناف من قال بالوقف في القرآن
على ثلاثة أصناف:
1:3 من قال بالوقف في القرآن تستراً
- وهم الجهمية
- ذكر عبد الله بن الإمام أحمد أنّ أباه سئل مرّة عن الواقفة؛ فقال: (صنفٌ من الجهميّة استتروا بالوقف)
1:1:3: حقيقة أمرهم
- يقولون بخلق القرآن ، وفي الظاهر يدعون الوقف ، ويدعون له وينكرون على من يقول: القرآن غير مخلوق.
- وقال يعقوب الدّورقيّ: سألت أحمد بن محمّد بن حنبلٍ، قلت: فهؤلاء الّذين يقولون: نقف ونقول كما في القرآن: كلام اللّه، ونسكت؟ قال: ( هؤلاء شرٌّ من الجهميّة، إنّما يريدون رأي جهمٍ).
- قال ابن تيمية: (وكانت الواقفة الذين يعتقدون أن القرآن مخلوق ويظهرون الوقف، فلا يقولون مخلوق ولا غير مخلوق، ويقولون: إنه محدث، ومقصودهم مقصود الذين قالوا هو مخلوق فيوافقونهم في المعنى ويستترون بهذا اللفظ؛ فيمتنعون عن نفي الخلق عنه...).
- و ذكر الذهبي في ميزان الاعتدال عن المروزي أنه قال: حدثنا أبو إسحاق الهاشمي، سمعت الزيادي يقول: أشهدنا ابن الثلاج وصيته، وكان فيها: (ولا يعطى من ثلثي إلا من قال: القرآن مخلوق ). وهذا ممايبين حقيقتهم ، ومعرفة الإمام أحمد بهم.
2:1:3: علامة هذا الصنف
- أنهم يتعاطون علم الكلام ويجادلون به ، فمن كان مجادلا متكلماً وقال بالوقف في القران فهو جهمي.
- سُئل الإمام أحمد عن الواقفة قال: (من كان يخاصم ويُعرف بالكلام فهو جهمي ).
3:1:3: نماذج ممن ايقول بالوقف في القرآن من الجهمية
- محمد بن شجاع الثلجي ببغداد ،وهو زعيمهم، وهو جهمي متكلم من أصحاب بشر بن غياث المريسي.
- قال ابن تيمية :(.. وكان إمام الواقفة في زمن أحمد: محمد بن شجاع الثلجي يفعل ذلك، وهو تلميذ بشر المريسي وكانوا يسمونه "ترس الجهمية")ا.هـ
- قال زياد بن أيوب: (قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: يا أبا عبد الله وعلماء الواقفة جهمية؟ قال: نعم مثل ابن الثلجي وأصحابه الذين يجادلون).
- وكان من الواقفة في البصرة: أحمد بن المعذّل العبدي، وكان من كبار فقهاء البصرة في زمانه ، وكان فصيحا أديبا ، يستمل من يحدثه بفصاحته ، وهو من فتق القول بالوقف في البصرة ، ففتن به خلقا منهم، حى فتن به بعض أهل الحديث فوافقوه على ذلك
- قال نصر بن عليّ الجهضمي: قال الأصمعي ومرَّ به أحمد بن معذَّل فقال: (لا تنتهي أو تفتُقَ في الإسلام فتقا)
- قال الذهبي: (قد كان ابن المعذَّل من بحور العلم، لكنه لم يطلب الحديث، ودخل في الكلام، ولهذا توقف في مسألة القرآن)
4:1:3: حكم العلماء فيمن قال بالوقف في القرآن تسترا
- اشتد نكير الإمام أحمد بن حنبل عليهم ، وكثرت الروايات عنه في تكفيرهم والتحذير منهم
- قال حرب الكرماني: سألت أحمد بن حنبل: أيكون من أهل السنة من قال: لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق؟ قال : لا ، ولا كرامة).
5:1:3 خطر من قال بالوقف من الجهمية على المسلمين
- كانت فتنتهم على على العامّة أشدّ من فتنة الجهمية الذين يصرّحون بالقول بخلق القرآن؛ لأنّهم يستدرجونهم بذلك؛ ثم يشكّكونهم في كلام الله؛ فلا يدرون أمخلوق هو أم غير مخلوق.
- ثم إذا ابتلي المرء بالشك ، وقع في الفتنة ، وكان أقرب إلى التزام قولهم.
- في رواية الإمام أحمد بن حنبل لما سئل عنهم قال : « هم أشدّ تربيثًا على النّاس من الجهميّة، وهم يشكّكون النّاس، وذلك أنّ الجهميّة قد بان أمرهم، وهؤلاء إذا قالوا: "لا يتكلّم"؛ استمالوا العامّة، إنّما هذا يصير إلى قول الجهميّة).
- والمقصود بالتربيث هو : التخذيل عن الحق، والتعويق عن اتباعه.
2:3: من قال بالوقف في القرآن شكا وترددا
- الذين يقفون شكّاً وتردداً؛ فلا يقولون هو مخلوق ولا غير مخلوق لشكّهم في ذلك
1:2:3: حكم من توقف في القرآن شكاً
- أصحاب هذا الصنف لم يؤمنوا حقيقة بكلام الله تعالى، لأن الإيمان يقتضي التصديق والشك ينافي التصديق الواجب .
- إلا أنَّ الجاهل والعامي الذين لم يدخلوا في علم الكلام ولم يجادلوا أهل الأهواء قد يُعذر لجهله، ومن عرضت له شُبهة قد يُعذر بسبب شبهته حتى تقوم عليه الحجة ، فإن بين له الحق فقبل واتبع قبل منه ، وإن أبى واستكبر أو بقي شاكّاً مرتاباً في كلام الله تعالى بعد إقامة الحجّة عليه؛ حُكم بكفره.
3:2:3: الآثار الواردة عن السلف في الشاكة من الواقفة
- قال سلمة بن شبيبٍ: سمعت أحمد بن حنبلٍ يقول: (الواقفيّ لا تشكَّ في كفره ).
- وقال أبو داود: سألت أحمد بن صالح عمَّن قال: القرآن كلام الله، ولا يقول غير مخلوق، ولا مخلوق ؟ فقال: (هذا شاك، والشاك كافر ).
- وقال عبد الملك بن عبد العزيز الماجشون: «من وقف في القرآن بالشّكّ فهو مثل من قال: مخلوقٌ).
3:3: ومن قال بالوقف في القرآن من أهل الحديث
- طائفة من أهل الحديث؛ قالوا بالوقف، وأخطؤوا في ذلك؛ ومنهم من دعا إلى القول بالوقف. وهؤلاء ينكرون على من يقول: إنّ القرآن مخلوق، ولا يعتقدون أنّ كلام الله مخلوق.
1:3:3: شبهة من قال بالوقف من أهل الحديث
- قالوا: إن القول بخلق القرآن قول محدث، فنحن لا نقول إنّه مخلوق، ولا نقول إنّه غير مخلوق، بل نبقى على ما كان عليه السلف قبل إحداث القول بخلق القرآن؛ فنقول: القرآن كلام الله ، ونسكت . وظنوا أن الكلام في ذلك من الخوض المنهي عنه.
2:3:3: رد أهل السنة على شبهة الواقفة من المحدثين
- أنه إذا أثيرت الشبهة وعمّت الفتنة وجب التصريح بالبيان الذي يزيل الشبهة ويكشف اللبس.
- نفي التشكيك في صفات الله تعالى عند حدوث الفتنة في ذلك من البيان الواجب على العلماء، وليس من الخوض المنهي عنه.
- قال أبو داوود: سمعتُ أحمد يُسأل: هل لهم رخصة أن يقول الرجل: القرآن كلام الله، ثم يسكت؟ فقال: ولم يسكت؟ لولا ما وقع فيه الناس كان يسعه السكوت، ولكن حيث تكلموا فيما تكلموا، لأي شيء لا يتكلمون؟).
3:3:3: شدة إنكار أهل السنه على من وقف من أهل الحديث في القرآن والسبب في ذلك
- وكان الإمام أحمد شديداً على من يقول بالوقف من المحدّثين، ويأمر بهجرهم.
- وذلك لأنّهم يوطّؤون الطريق لأصحاب الأهواء.لأنهم وافقوا الجهمية والشاكة في قولهم ، وكانوا عونا لهم على التشكيك في كلام الله .
- ويشكّكون العامّة في كلام الله.فقد كانت العامة اكثر قبولا للقول بالوقف منهم بالقول بخلق القرآن.
س1: بيّن أنواع مسائل الإيمان بالقرآن؟
مسائل الإيمان في القرآن على نوعين كبيرين وهما:
1- المسائل العقدية
2- والمسائل السلوكية
- أما المسائل العقدية فهي التي تعنى بمايجب اعتقتده في القرآن . وأصل هذا الاعتقاد : أن يعتقد أن القرآن كلام الله غير مخلوق وأنه منه بدا وإليه يعود ، أنزله الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مهيمنا على ماقبله من الكتب وناسخا لها ، وأن يصدق بما أنزل الله فيه من الأخبار ويحل حلاله ويحرم حرامه ، ويعمل بالمحكم ويؤمن بالمتشابه ويرده إلى المحكم ،ويكل مالايعلمه إليه سبحانه. وتحت هذه الأصول مسائل كثيرة بحثها علماء أهل السنة في كتب الاعتقاد.
- يمكن تقسيم مسائل الاعتقاد التي يذكرها العلماء في كتب العقيدة إلى قسمين
أ- أحكام : ويقصد بها الأحكام العقدية ، من مثل : حكم قول معين هل هو واجب الاعتقاد أم أن الاعتقاد به بدعة ؟ وماحكم مخالفته .
ب- آداب: وهي آداب بحث مسائل الاعتقاد المتعلقة بالقرآن . وخلاصته أن يقول بما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وبما أثر عن السلف الصالح سالكا طريق أهل السنة والجماعة في الاستدلال ، مجتنبا لطرق أهل البدع في دراستها.
- المسائل السلوكية
وهي المسائل التي يعنى فيها بالانتفاع بمواعظ القرآن ومافيه من الهدى والبصائر ، وعقل أمثاله وتدبرها والتفكر فيها ، مع فعل ما أمر الله به واجتناب مانهى عنه.
- وإنما كانت المسائل السلوكية داخلة في مسائل الإيمان بالقرآن لأن الايمان اعتقاد وقول وعمل.
-علم السلوك يعنى بأصلين هما: البصائر والبينات واتباع الهدى
- قال تعالى :{ قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ومن عمي فعليها}
- وقال في اتباع هدى الله {إن الذين يكتمون ماأنزلنا من البينات والهدى من بعد مابيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}
س2: بيّن عقيدة أهل السنة والجماعة في صفة الكلام الله تعالى
- أهل السنة والجماعة يثبون لله تعالى صفة الكلام على مايليق بجلاله وعظمته من غير تكيف ولاتمثيل ولاتعطيل ولاتشبيه
- وأن الله يتكلم بحرف وصوت يسمعه من يشاء
- وهو تعالى المتكلّم بالتوراة والإنجيل والقرآن وغير ذلك من كلامه تبارك وتعالى
- وكلام الله تعالى صفة من صفاته؛ لم يزل الله متكلماً إذا شاء، يتكلّم بمشيئته وقدرته متى شاء، وكيف يشاء
- وصفة الكلام –لله تعالى- صفة ذاتية باعتبار نوعها، وصفة فعلية باعتبار آحاد كلامه جلّ وعلا.
- وكلامه تعالى لا يشبه كلام المخلوقين، وكلماته لا يحيط بها أحد من خلقه، ولا تنفد ولا تنقضي .
الأدلة على إثبات صفة الكلام لله
أولا : من الكتاب
- قال الله تعالى: { تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ}.
- وقال تعالى: {وكلم الله موسى تكليما}، وقال تعالى: {ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه}، وقال تعالى: {يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي}.
- وقال تعالى: {ومن أصدق من الله قيلا}.
وقال تعالى: {وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة}.
- وقال تعالى: {ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين}.
- وقال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ }
ثانيا: من السنة
- منها: حديث عديّ بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، ..) الحديث متفق عليه، وفي رواية في صحيح البخاري: «ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، ولا حجاب يحجبه
- ومنها: قول عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك: « ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله فيَّ بأمر يتلى » متفق عليه
س3: اعرض بإيجاز نشأة القول بخلق القرآن قبل عهد المأمون
- أوّل من أحدث بدعة القول بخلق القرآن هو الجعد بن درهم، وقد قتله أمير العراق في زمانه خالد بن عبد الله القسري عام 124 ه
- ثم أخذ هذه المقالة: الجهم بن صفوان، واشتهرت عنه، ولم يكن له أتباع لهم شأن في زمانه، وإنما بقيت مقالاته حتى تلقّفها بعض أهل الكلام، ولم يكن الجهم من أهل العلم ولا له عناية بالآثار والأحاديث، وإنما كان ذكيا ، فصيحا ، من أهل الجدل، وكان كاتبا لبعض الأمراء في عصره مما ساعد على انتشار مقالاته ، وكان مما أدخله على المة القول بخلق القرآن بالاضافة إلى غيرها من البدع .
- ثم ظهر بعدهما بشر بن غياث المريسي وكان في بداية أمره فقهيا ولكنه كان يسئ الأدب ويشغب ، ثم إنه اشتغل بعلم الكلام ودعا إلى القول بخلق القرآن وكان متخفيا في زمن هارون الرشيد خوفا منه. قال الذهبي: (نظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتّقوى، وجرّد القول بخلق القرآن، ودعا إليه، حتّى كان عين الجهميّة في عصره وعالمهم، فمقته أهل العلم، وكفّره عدّةٌ، ولم يدرك جهمَ بن صفوان، بل تلقّف مقالاته من أتباعه)
- حذر علماء السنه من بشر بن غياث وأصحابه تحذيرا مستفيضا،لكنّهم تسللوا إلى الحكّام والولاة بما لهم من العناية بالكتابة والأدب، والتفنن في صياغة المكاتبات.
.
س4: اعرض بإيجاز اختلاف المواقف من مسألة اللفظ
1- قوم تستروا بهذه المقولة : وهم الجهمية فقالوا: ألفاظنا بالقرآن مخلوقة، وهم يريدون أن القرآن مخلوق لكن لأن اللفظة أخف وأقرب إلى قبول العامة فتستروا بها.ولذلك قال الإمام أحمد: (افترقت الجهمية على ثلاث فرق فرقة قالوا القران مخلوق ، وفرقة قالت: كلام الله وتسكت ، وفرقة قالتلفظنا بالقرآن مخلوق)
2- الموقف الثاني: موقف طائفة ممن خاض في علم الكلام وتأثّر ببعض قول الجهمية وإن كان كلامهم غيرَ جارٍ على أصول الجهمية، وعلى رأس هؤلاء رجل من أهل الشام يقال له: الشرّاك؛ قال: إن القرآن كلام الله؛ فإذا تلفظنا به صار مخلوقاً، وهذا يعود إلى صريح قول الجهمية عند التحقيق
-قال أبو طالبٍ للإمام أحمد: كُتب إليّ من طرسوس أنّ الشّرّاك يزعم أنّ القرآن كلام اللّه، فإذا تلوته فتلاوته مخلوقةٌ قال: «قاتله اللّه، هذا كلام جهمٍ بعينه
3- لموقف الثالث: موقف داوود بن عليّ بن خلف الأصبهاني الظاهري (ت:270هـ) رأس أهل الظاهر وإمامهم،واشتهر عنه أنه قال: (القرآن مُحدث) وكلمة الإحداث عند المعتزلة تعني الخلق؛ لأنّ المحدث هو ما كان بعد أن لم يكن؛ ويقولون بأن كلّ ما كان بعد أن لم يكن فهو مخلوق.ولذلك نفوا صفة الكلام عن الله جل وعلا، وضلوا في ذلك وكذبوا على الله؛ فإنّ الله تعالى يحدث من أمره ما يشاء ، ويفعل ما يشاء متى يشاء.
- ولمّا حدثت فتنة اللفظ كان ممن تكلّم بها داوود الظاهري؛ وقال: (لفظي بالقرآن مخلوق )
.
4- فرقة ردت هذا اللفظ اثباتا ونفيا ومنهم الإمام أحمد وتبعه الإمام البخاري ،لأنه تلبيس يفتن العامة ولا يبيّن لهم حقاً ولا يهديهم سبيلاً، فهي لفظة حمالة تحتمل الوجهين لان اللفظ يأتي اسما بمعى الملفوظ ويأتي مصدرا بمعنى التلفظ.
5- الموقف الخامس: موقف طائفة من أهل الحديث صرحوا بأنّ اللفظ بالقرآن غير مخلوق، وهم يريدون أنّ القرآن غير مخلوق، وأخطؤوا في استعمال هذه العبارة.
- قال إسحاق بن حنبلٍ: (من قال: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو جهميٌّ، ومن زعم أنّ لفظه بالقرآن غير مخلوقٍ، فقد ابتدع،)
- وروى أبو القاسم اللالكائي أن أبا ثور واسمه خالد بن يزيد الكلبي سُئل عن ألفاظ القرآن، فقال للسائل: هذا ممّا يسعك جهله، واللّه لا يسألك عزّ وجلّ عن هذا، فلا تتكلّموا فيه، فإنّ من زعم أنّ كلامه بالقرآن مخلوقٌ فقد وافق اللّفظيّين؛ لأنّه إذا سمع منك القرآن فقد زعمت أنّ لفظك بالقرآن مخلوقٌ، فقد أجبت القوم أنّه مخلوقٌ )
.
س5: ما سبب ظهور بدعة ابن كلاب؟ وما موقف أئمة أهل السنة منه؟
- كان ابن كلاب معاصر للامام أحمد ثم أنه أراد الانتصار على المعتزله باستخدام حججهم المنطقية وطرقهم الكلامية مما أدى به للتسليم ببعض أصولهم الفاسدة ،تمكّن من ردّ بعض قولهم وبيان فساده وإفحام بعض كبرائهم؛ فغرّه ذلك، وصنّف الكتب في الردّ على المعتزلة، ثم أنه انتشرت ردوده وافحامه لبعض كبراء المعتزلة فظن بذلك أنه نصر السنة.فأعجبت ردودُه ومناظراته بعض من كان مغتاظاً من المعتزلة، فذاع صيته واشتهر ذكره.
- أنكر أئمّة أهل السنة على ابن كلاب طريقته المبتدعة، وما أحدث من الأقوال، وحذّروا منه ومن طريقته.
- قال ابن خزيمة: (كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره)