"التلخيص الأول" من الجزء الثاني
تفسير قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) إِنَّ الصَّفَاوَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَاجُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّاللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) }
.
.
أولاً: قول الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) ".
.
مسائل علوم الآية :
· مناسبة الآية لما قبلها. ك
· المراد بالآية . ك
.
المسائل التفسيرية :
1. معنى الصبر .ط ك
2. أنواع الصبر و ضوابطه في كل نوع . ك
3. كيف يكون الصبر ؟ ج
4. ثمرة الصبر . ك
5. معنى الاستعانة بالصلاة . ج ك
6. معنى الاستعانة بالصبر و الصلاة . ط
7. تأويل المعية في قوله : "إن الله مع الصابرين ". ج ط
.
ثانياً : قول الله تعالى :"وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْأَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) "
.
مسائل علوم الآية :
· سبب نزول الآية .ط
.
المسائل التفسيرية :
1. معنى الآية . ج ط ك
2. المراد بالموت و أثره على معنى الآية .ج
3. أين تكون أرواح الشهداء ؟ ط
4. الفرق بين الشهيد وغيره من الأموت .ط
5. دلالة الآية على عموم المؤمنين بهذه الكرامة .ك
.
المسائل العقدية :
· الرد على من ينفي حياة الشهداء كونهم جثثاً هامدة .ط
.
الإعراب :
· إعراب " أموات ". ج
.
ثالثاً: قوله {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَالْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) }
.
مسائل علوم الآية :
· مناسبة الآية لما قبلها . ط
· مقصد الآية. ج ط
.
المسائل التفسيرية :
1. لمن الخطاب في الآية ؟ ط
2. الحكمة من الابتلاء بهذه الأشياء .ج
3. متعلق البشارة في قوله تعالى "وبشر الصابرين ".ج
4. معنى "لنبلونكم". ط ك
5. المراد بالخوف . ك
6. معنى الجوع والفرق بينه و بين الغرث .ك
7. الحكمة من تقديم الابتلاء بالخوف والجوع على بقية الأشياء في الآية. ك
8. المراد بنقص الأموال . ط ك
9. المراد بنقص الأنفس .ط ك
10. المراد بنقص الثمرات . ط ك
.
المسائل اللغوية:
· دلالة التعبير بلفظ المفرد بدل الجمع في قوله تعالى "بشيء" . ج
.
رابعاً : " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) "
.
مسائل علوم الآية :
· فضل الآية . ط ك
.
المسائل التفسيرية :
1. معنى الآية إجمالاً. ج ط ك
2. معنى " إنا لله ". ج ط
3. معنى " وإنا إليه راجعون ". ج ط
.
خامساً: " أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) "
.
المسائل التفسيرية :
1. معنى الصلاة لغةً . ج
2. معنى الآية إجمالاً . ط
3. المراد بِصلوات الله على عبده. ط
4. الحكمة من تكرار معنى الرحمة باختلاف اللفظ. ط
5. المراد بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"نعم العدلان ونعم العلاوة".ك
.
المسائل الصرفية :
· أصل الصلاة .ج
.
سادساً: " إِنَّ الصَّفَاوَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَاجُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّاللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) "
.
القراءات:
· القراءات في " يطّوّف ". ج
· القراءات في " تطوّع ". ج ط
.
مسائل علوم الآية :
· سبب نزول الآية . ك
.
المسائل التفسيرية :
1. معنى " الصفا والمروة " . ج ط
2. معنى"شعائر الله " . ج ك
3. معنى " حج" و "اعتمر" لغةً. ج ط
4. المراد بقوله تعالى : " فلا جناح عليه أن يطوف بهما " . ط ك ج
5. معنى (من) في قوله "ومن تطوع خيراً ".ط
6. معنى قوله تعالى "ومن تطوع خيراً ".ط ك
7. معنى قوله تعالى : "شاكرٌ عليم ".ط ك
.
المسائل الفقهية :
· خلاف العلماء في حكم السعي بين الصفا والمروة .
أولاً: قول الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) "
· مناسبة الآية لما قبلها. ك
لمّا فرغ الله تعالى من بيان الأمر بالشّكر شرع في بيان الصّبر، والإرشاد إلى الاستعانة بالصّبر والصّلاة ، فإنّ العبد إمّا أن يكون في نعمةٍ فيشكر عليها ، أو في نقمةٍ فيصبر عليها ؛ قاله ابن كثير.
.
· المراد بالآية . ك
بيّن الله تعالى في هذه الآية أنّ أجود ما يستعان به على تحمّل المصائب : الصّبر والصّلاة.قاله ابن كثير.
.
1. معنى الصبر . ط ك
الصبر: الصوم ، ومنه قيل لرمضان: شهر الصبر. ذكره ابن عطية
وجاء عن سعيد بن جبير أنه قال : ( الصبر اعتراف العبد للّه بما أصاب منه، واحتسابه عنداللّه رجاء ثوابه ). أورده ابن كثير في تفسيره.
.
2. أنواع الصبر و ضوابطه في كل نوع . ك
الصّبر صبران:
- صبرٌ عن معصية الله ، وإن نازعت إليه الأهواء .
- صبرٌ على طاعة ، وإن ثقل على الأنفس و الأبدان .
و الثّاني أكثر ثوابًا لأنّه المقصود . وهذا حاصل ما قاله ابن كثير .
.
3.كيف يكون الصبر ؟ ج
بثبات الإنسان على ما هو عليه ، وإن ناله فيه مكروه في العاجل، فإن الله مع الصابرين.ذكره الزجاج.
.
4. ثمرة الصبر . ك
1. وعد الله تعالى الصابرين من عباده بعظيم الأجر والثواب ، حيث قال { : إنّما يوفّى الصّابرون أجرهم بغير حسابٍ}.
2. يمـــنّ الله تعالى عليهم بدخول الجنة قبل الحساب . قال عليّ بن الحسين زين العابدين : «إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين ينادي منادٍ: أين الصّابرون ليدخلوا الجنّة قبل الحساب؟ قال: فيقوم عنق من النّاس، فتتلقّاهم الملائكة ، فيقولون: إلى أين يا بني آدم؟ فيقولون: إلى الجنّة. فيقولون: وقبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: ومن أنتم؟ قالوا: الصّابرون، ...قالوا: أنتم كما قلتم، ادخلوا الجنّة، فنعم أجر العاملين» .وهذا حاصل ماذكره ابن كثير في تفسيره.
.
5. معنى الاستعانة بالصلاة . ك
أي أن الصلاة تكون لكم عوناً إذا تلوتم فيها ما تعرفون به فضل ما أنتم عليه . ذكره الزجاج.
.
6.معنى الاستعانة بالصبر و الصلاة . ط
خلاصة ماذكر في معنى الاستعانة بالصبر والصلاة : أنهما رادعان عن المعاصي.قاله ابن عطية.
.
7. تأويل المعية في قوله : "إن الله مع الصابرين ". ج ط
أي : بمعونته وإنجاده ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسان بنثابت: «اهجهم وروح القدس معك» .
ومن كان الله معه فهو الغالب ، قال عزّ وجلّ: {فإنّ حزب اللّه هم الغالبون}. ؛ و المعية هنا أنه تعالى يظهر دينهعلى سائر الأديان. وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية .
.
ثانياً : قول الله تعالى :"وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْأَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) "
.
· سبب نزول الآية .ط
ورد فيها سببان:
-الأول: أن الناس قالوا فيمن قتل ببدر وأحد مات فلان ومات فلان، فكره الله أن تحطمنزلة الشهداء إلى منزلة غيرهم، فنزلت هذه الآية.
-الثاني : وقيل أن المؤمنين صعب عليهم فراق إخوانهم وقراباتهم فنزلت الآية مسلية لهم، تعظم منزلة الشهداء،وتخبر عن حقيقة حالهم،فصاروا مغبوطين لا محزونا لهم.
وهذا حاصل ذكره ابن عطية في تفسيره .
.
1. معنى الآية . ج ط ك
يخبر تعالى أنّ الشّهداء في برزخهم أحياءٌ يرزقون، كما جاء فيصحيح مسلمٍ: «إنّ أرواحالشّهداء في حواصل طيرٍ خضرٍ تسرح في الجنّة حيث شاءت ثمّ تأوي إلى قناديل معلّقةتحت العرش، فاطّلع عليهم ربّك اطّلاعة، فقال: ماذا تبغون؟ فقالوا: يا ربّنا، وأيّشيءٍ نبغي، وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك؟ ثمّ عاد إليهم بمثل هذا، فلمّارأوا أنّهم لا يتركون من أن يسألوا، قالوا: نريد أن تردّنا إلى الدّار الدّنيا،فنقاتل في سبيلك، حتّى نقتل فيك مرّةً أخرى؛ لما يرون من ثواب الشّهادة -فيقولالرّبّ جلّ جلاله: إنّي كتبت أنّهم إليها لا يرجعون».. قاله ابن كثير و أورد كل من الزجاج وابن عطية مثل هذا المعنى في تفسيرهما.
.
2. المراد بالموت وأثره على معنى الآية .ج
ورد في ذلك قولان :
- القول الأول : مفارقة الروح للجسد ( أموات في أجسادهم ).
فيكون معنى الآية : أي : لا تقولوا هم أموات، فنهاهم اللّهأن يسمّوا من قتل في سبيل الله ميتاً ، وأمرهم بأن يسموهم شهداء فقال: "بل أحياء عند ربهم يرزقون" .
- القول الثاني: أموات في دينهم ، واستدل أصحاب هذا القول بقوله تعالى : " أومن كان ميتا فأحييناهوجعلنا له نورا يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارجمنها" ، فجعل المهتدي حياً،وانّه حين كان على الضلالة كانميتا.
فيكون معنى الآية : أي: لا تقولوا هم أموات في دينهم، بل قولوا : إنهم أحياء في دينهم.
و القول الأول أشبه بالدين ، وألصق بالتفسير. قاله الزجاج .
.
3. أين تكون أرواح الشهداء ؟ ط
اختلفت أقوال المفسرين في مكان أرواح الشهداء على قولين:
- القول الأول : قول مجاهد : بأنها خارج الجنة .
- القول الثاني : جمهور العلماء على أنهم في الجنة ، ويؤيده قولالنبي صلى الله عليه وسلم لأم حارثة: «إنه في الفردوس ». قاله ابن عطية .
.
4. الفرق بين الشهيد وغيره من الأموت .ط
والفرق بين الشهيد وغيره إنما هو الرزق، وذلك أن الله تعالى فضلهم بدوام حالهم التيكانت في الدنيا فرزقهم. قاله ابن عطية .
.
5. دلالة الآية على عموم المؤمنين بهذه الكرامة .ك
فيها دلالةٌ لعموم المؤمنين أيضًا، وإن كان الشّهداء قد خصّصوا بالذّكر في القرآن،تشريفًا لهم وتكريمًا وتعظيمًا. قاله ابن كثير .
.
· الرد على من ينفي حياة الشهداء كونهم جثثاً هامدة .ط
نقول دليل ذلك :
مثل ما يراه الإنسان في منامه فيدركه الانتباه ، وجثته غير متصرفة، واللّه عزّ وجلّ قد توفى نفسه في نومه .فقال تعالى :"اللّه يتوفّى الأنفس حين موتها والّتي لم تمت في منامها"، فهذا دليل أن أرواح الشهداء جائز أن تفارق أجسامهم ، وهم عند اللّه أحياء ؛ لذلك الواجب أن يقال له شهيد ولا يقال ميت لأنه عند الله حي . قاله ابن عطية .
.
· إعراب " أموات ". ج
أمواتٌ : رفع بإضمارالابتداء والتقدير هم أموات، ولا يجوز إعمال القول فيه ؛ لأنه ليس بينه وبينه تناسبكما يصح في قولك قلت كلاما وحجة.قاله الزجاج .
.
ثالثاً: قوله {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) }
.
· مناسبة الآية لما قبلها .ط
أمر تعالى بالاستعانة بالصبر وأخبر أنه مع الصابرين، ثم اقتضت الآية بعدها من فضلالشهداء ما يقوي الصبر عليهم ويخفف المصيبة، ثم جاء بعد ذلك من هذه الأمور التي لا تتلقى إلا بالصبر أشياء تعلم أن الدنيا دار بلاء ومحن. قاله ابن عطية.
.
· مقصد الآية. ج ط
في هذه الآية جمع الله عزوجل الدلالة على البصيرة ، وجوز الثواب للصابرين على ذلك الابتلاء ، أي: فلا تكنروا فراق الإخوان والقرابة . قاله الزجاج.
.
1. لمن الخطاب في الآية ؟ ط
- عطاء والجمهور على أن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم .
- وقيل: الخطاب لقريش وحل ذلك بهم فهيآية للنبي صلى الله عليه وسلم.
ورجح ابن عطية القول الأول وذكر هذا في تفسيره .
.
· دلالة التعبير بلفظ المفرد بدل الجمع في قوله تعالى "بشيء" .ج
لم يقل بأشياء ، و إنما جاء علىالاختصار، والمعنى يدل على أنّه : وشيء من الخوف ،وشيء من الجوع ، وشيء من نقص الأموال والأنفس . قاله الزجاج .
.
2. الحكمة من الابتلاء بهذه الأشياء .ج
جعل الله هذا الابتلاء، لأنهم يعلمون أنه لا يصبر على هذه الأشياء إلا من قد وضح له الحق ، وبان له البرهان، واللّه عزّ وجلّ يثيبهم على ما يصيبهم من هذا الابتلاء في العاجل والآجل.قاله الزجاج .
.
3. متعلق البشارة في قوله تعالى "وبشر الصابرين ".ج
أي بشرهم بالصلاة عليهم من ربّهم ، والرحمة ، وبأنهمالمهتدون.قاله الزجاج.
.
4. معنى "لنبلونكم". ط ك
أي لنمتحننكم .قاله ابن عطية و ابن كثير .
.
5. المراد بالخوف . ط ك
- يعني الخوف من الأعداء في الحروب . قاله ابن عطية .
- وقيل : بقليل من الخوف .
- وقيل الخوف هنا هو خوف اللّه .وفي هذا نظر . ذكره ابن كثير .
.
6. معنى الجوع والفرق بينه و بين الغرث . ك
الجوع هو: الجدب والسنة.
الغرث : الحاجة إلى الأكل ، وقد استعمل فيهالمحدثون الجوع اتساعاً.
- وقيل الجوع هنا : صيام رمضان. وفي هذا القول نظر . ذكره ابن كثير في تفسيره .
.
7. الحكمة من تقديم الابتلاء بالخوف والجوع على بقية الأشياء في الآية . ك
لأن الجائع والخائف كلٌّ منهما يظهر ذلك عليه ؛ ولهذا قال: "فأذاقها اللّه لباس الجوع والخوف".
والابتلاء هاهنا بشيء منهما . قاله ابن كثير .
.
8. المراد بنقص الأموال . ط ك
- أي بالجوائح والمصائب.قاله ابن عطية .
- وقيل : بذهاب بعضها.
- قيل : المراد الزّكاة ، وفي هذا نظر. قاله ابن كثير .
.
9. المراد بنقص الأنفس . ط ك
- أي بالموت والقتلكموت الأصحاب والأقارب والأحباب .
- وقيل المراد : الأمراض، وفي هذا نظر .
قاله ابن كثير وابن عطية .
.
10. المراد بنقص الثمرات . ط ك
- بالعاهات ونزع البركة وإصابة العدو لها في الحروب .
لا تغلّ الحدائق والمزارع كعادتها. كما قال بعض السّلف: فكانت بعض النّخيل لا تثمرغير واحدةٍ.ك
- وقيل المراد : الأولاد ، وفي هذا نظر .
* وقال جمع من العلماء المراد بهذه الآية مؤن الجهاد و كلفه .
ذكر ذلك ابن عطية و ابن كثير في تفسيرهما .
.
رابعاً : " الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) "
.
· فضل الآية . ط ك
- جعل الله هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب وعصمة للممتحنين لما جمعت من المعاني المباركة،وذلك توحيد الله والإقرار له بالعبودية والبعث من القبور واليقين بأن رجوع الأمر كله إليه كما هو له.
-كما جاء في ثواب الاسترجاع أحاديث كثيرة ، و هو قول "إنّا للّه وإنّا إليه راجعون"عند المصائب. حاصلها : أن الله يجير عبده و يخلف عليه بخير منها . نذكر أشهرها وهو الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أمّ سلمة قالت :
«أتاني أبوسلمة يومًا من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: «لقد سمعت من رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم قولًا سررت به. قال: «لايصيب أحدًا من المسلمين مصيبةٌ فيسترجع عند مصيبته، ثمّ يقول: «اللّهمّ أجرني فيمصيبتي واخلف لي خيرًا منها، إلّا فعل ذلك به».قالت أمّسلمة: «فحفظت ذلك منه، فلمّاتوفّي أبو سلمة استرجعت وقلت: «اللّهمّ أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منه، ثمّ رجعت إلى نفسي فقلت: «من أين لي خيرٌ من أبي سلمة؟» فلمّا انقضت عدّتي استأذنعليّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم -وأنا أدبغ إهابًا لي -فغسلت يدي من القرظوأذنت له، فوضعت له وسادة أدمٍ حشوها ليفٌ، فقعد عليها، فخطبني إلى نفسي، فلمّا فرغمن مقالته قلت: «يا رسولاللّه، ما بي ألّا يكون بك الرّغبة، ولكنّي امرأةٌ، فيّ غيرة شديدةٌ، فأخاف أن ترى منّي شيئًا يعذّبني اللّه به، وأنا امرأةٌ قد دخلت في السّنّ، وأنا ذات عيالٍ،فقال: «أمّا ما ذكرت من الغيرةفسوف يذهبها اللّه، عزّ وجلّ عنك. وأمّا ما ذكرت من السّن فقد أصابني مثل الذيأصابك، وأمّا ما ذكرت من العيال فإنّما عيالك عيالي». قالت: «فقد سلّمت لرسول اللّهصلّى اللّه عليه وسلّم». فتزوّجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أمّ سلمة بعد: «أبدلني اللّه بأبي سلمة خيرًا منه، رسولاللّه صلّى اللّه عليه وسلّم». ذكره ابن كثير في تفسيره و أورد نحوه ابن عطية .
.
1. معنى الآية إجمالاً. ج ط ك
هذه الآية بينّ الله تعالى فيها الصابرون الذين شكرهم ، وهم الذين إذا نزل بهم مكروه تسلّوا بالاسترجاع هذا عمّا أصابهم ، اعترافاً منهم أنهم عبيد لله فاستحقوا بذلك"نعم العدلان والعلاوة".و هذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
.
2. معنى " إنا لله ". ج ط
أي :نحن وأموالنا للّه ، ونحن عبيده يصنع بنا ما شاء، وفي ذلك صلاح لنا وخير. قاله الزجاج وابن عطية.
.
3. معنى " وإنا إليه راجعون ". ج ط
نحن مصدقون بأنا نبعث ، ونعطي الثواب على تصديقنا، والصبر على ما ابتلانا به. قاله الزجاج وابن عطية .
.
خامساً: " أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) "
.
1. معنى الآية إجمالاً . ط ك
الثناء من اللّه على الصابرين وأمن من العذاب و شهادة من الله لهم بالهداية . قاله ابن عطية و ابن كثير .
.
2. معنى الصلاة لغةً . ج
الصلاة في اللغة على ضربين:
1. أحدهما الركوع ، و السجود.
2. والآخر: الرحمة و الثناء ( وهي الصلاة من الله )،والدعاء .
.
· أصل الصلاة .ج
- قيل : أصلها من اللزوم, يقال: صلي, وأصلى, واصطلى، إذا لزم, ومن هذا ما يصلى في النار، أي أنه يلزم.
- وقال أهل اللغة في الصلاة: هي من الصّلوين، وهما مكتنفا ذنب الناقة.
والأصل عندي القول الأول، كما أن أصل الصيام الثبوت على الإمساك عن الطعام وكذلك الصلاة إنما هي لزوم مافرض الله. قاله الزجاج .
.
3. المراد بِصلوات الله على عبده. ط
عفوه ورحمته وبركتهوتشريفه إياه في الدنيا والآخرة. قاله ابن عطية.
.
4. الحكمة من تكرار معنى الرحمة باختلاف اللفظ.ط
كرر الرحمة لما اختلف اللفظ تأكيدا،وهي من أعظم أجزاء الصلاة منه تعالى.قاله ابن عطية.
.
5. المراد بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه"نعم العدلان ونعم العلاوة". ط ك
أراد بالعدلين الصلاة والرحمة و بالعلاوة الاهتداء.قاله ابن عطية وابن كثير.
.
.
سادساً: " إِنَّ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنّ َاللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) "
.
· القراءات في " يطّوّف " . ج
قال الزجاج : {أن يطّوّف بهما}, فيه غير وجه:
يجوز:أن يطوّف, وأن يطوّف، وأن يطوف بهما، فمن قرأ: أن يطوّف بهما، أراد: أن يتطوف ، فأدغمت التاء في الطاء لقرب المخرجين،
ومن قرأ:أن يطوّف بهما، فهو من طوّف إذا أكثرا التّطواف.
.
· القراءات في" تطوّع " .ج
قال الزجاج : وفي قوله عزّ وجلّ: {ومن تطوّع خيراً}, وجهان:
إن شئت قلت:{ومن تطوّع خيراً}على لفظ المضي ، ومعناه:الاستقبال؛ لأن الكلامشرط وجزاء،فلفظ الماضي فيه يؤول إلى معنى الاستقبال.
ومن قرأ:يطّوّع،فالأصل يتطوع ،فأدغمت التاء في الطاء، ولست تدغم حرفاً من حرف إلا قلبته إلى لفظ المدغم فيه.
.
· سبب نزول الآية . ك
أن الناس كانو يقولون إن طوافنا بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية وقال بعض الأنصار : إنما أمرنا بالطزاف بالبيت ولم نؤمر بالسعي بين الصفا والمروة فنزلت هذه الآيات . قاله ابن كثير .
.
1. معنى " الصفا والمروة " . ج ط
جبيلان بمكة .
*قيل في معنى الصفا :
- هي الصخرة العظيمة
- وقيل : من شروطها البياض والصفاء .
- قال الزجاج : أنها الحجارة الصلبة الصلدة التي لا تنبت شيئا.
* اختلف في جمعها وإفرادها :
- قيل : الصفا مفردة جمعها صفي وأصفاء ،
- قيل : الصفا جمع مفردها صفاة .مثل حصاة وحصى .
*قيل في معنى المروة :
المروة مفرد جمعها مرو وهي الحجارة اللينة ،
و الصحيح أن المرو الحجارة صليبها ورخوها الذي يتشظى وترق حاشيته، وفي هذا يقال المروأكثر، وقد يقال في الصليب، وتأمل قول أبي ذؤيب:
حتى كأني للحوادث مروة.......بصفا المشقر كل يومتقرع
*سبب تذكير الصفا و تأنيث المروة :
قال قوم: ذكر الصّفا لأن آدم وقف عليه،ووقفت حواء على المروة فأنثت لذلك.
قاله الزجاج وابن عطية .
.
2. معنى"شعائر الله " . ج ك
الشعائر : مفردها شعيرة .
- قيل أنها تعني : من معالمه ومواضع عبادته
- قال مجاهد : أي مما أشعركم بفضله مأخوذة من شعرت إذا تحسست .
- قال ابن كثير : ممّا شرع اللّه تعالى لإبراهيم الخليل في مناسك الحجّ.
أورده الزجاج وابن كثير في تفسيره .
.
3. معنى " حج" و "اعتمر" لغةً. ج ط
حج : تعني قصد وتكرر .
اعتمر : تعني زار وتكرر .
ومعنى قولهم حججت في اللغة قصدت، وكل قاصد شيئا فقد حجّه، وكذلك كل قاصد شيئا فقداعتمره.قاله الزجاج و ابن عطية.
.
4. المراد بقوله تعالى :" فلا جناح عليه أن يطوف بهما" . ج ط ك
- الجناح: أخذ من جنح إذا مال، وعدل عن القصد، وأصل ذلك من جناح الطائر.
- أراد الله رفع ما وقع في نفوس قوم من العرب من أن الطواف بينهما فيه حرج وإعلامهم أن ما وقع في نفوسهم غير صواب حيث كانوا يتحرجون من السعي بينهما لأنها كانت من عاداتهم في الجاهلية حيث كانوا يعظمون عندها أصنام لهم .قاله ابن كثير وابن عطية والزجاج .
.
5. معنى (من) في قوله "ومن تطوع خيراً ". ط
- طائفة قالت : أنها بمعنى " الذي ".
- و طائفة قالت أنها " شرطية ". قاله ابن عطية .
.
6. معنى قوله تعالى "ومن تطوع خيراً ". ط ك
* فسرت على قولين :
- من قال بوجوب السعي : معنى "تطوّع" أي زاد برّاً بعد الواجب فجعله عاماً في الأعمال .وقال بعضهم : معناه : من تطوع بحج أو عمرة بعد حجة الفريضة .
- و من لم يوجب السعي قال : المعنى التطوع بالسعي بينهما .قاله ابن عطيّة و ابن كثير .
.
7. تفسير قوله تعالى : "شاكرٌ عليم ". ط ك
(شاكر) : أي يبذل الثواب والجزاء . (عليم) : عليم بالنيات والأعمال لا يضيع معه لعامل برّ .قاله ابن عطية و ابن كثير و أورد نحوه الزجاج في تفسيره . قاله ابن عطية وابن كثير .
.
8. خلاف العلماء في حكم السعي بين الصفا والمروة ؟ ط ك
- قيل أنها ركن .
- منهم من قال بوجوب السعي بين الصفا والمروة .
- منهم من لم يوجب السعي بينهما . و رجح ابن كثير القول الأول .
و قاله ابن عطية .
.
.