بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص رسالة فى قوله تعالى "يايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه إليه تحشرون"
المسائل:
-الحياة النافعة تحصل بالاستجابة لله ورسوله
-سبب كمال الحياة
-أنواع الحياة
-معنى قوله تعالى"يحييكم"
-تسمية الوحى روحا ونورا
-المراد بالنور فى الآية
معنى قوله تعالى "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه"
-فوائد من الآية
التلخيص:
-الحياة النافعة تحصل بالاستجابة لله ورسوله
الحياة الحقيقية الطيبة هى حياة من استجاب لله والرسول ظاهرا وباطنا فهؤلاء هم الاحياء على الحقيقة وإن ماتوا وغيرهم اموات وإن كانوا احياء الابدان
ومن لم تحصل له هذه الاستجابة فلاحياة له وإن كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين أرذل الحيوانات
-سبب كمال الحياة
أكمل الناس حياة اكملهم استجابة لدعوة الرسول فإن كل ما دعا غليه ففيه الحياة فمن فاته جزء منه فاته جزء من الحياة وفيه من الحياة بحسب ما استجاب للرسول
-أنواع الحياة
الانسان مضطر إلى نوعين من الحياة:
حياة بدنه التى بها يدرك النافع والضار ويؤثر ما ينفعه على ما يضره ومتى نقصت فيه هذه الحياة ناله من الضعف والالم بحسب ذلك--وهذه الحياة بسبب نفخة الملك الذى هو رسول الله
حياة قلبه وروحه التى بها يميز بين الحق والباطل والغى والرشاد والهوى والضلال فيختار الحق على ضده ويميز النافع من الضار فى العلوم والارادات والاعمال--وهذه الحياة بسبب نفخة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه من الورح الذى القى اليه
قال تعالى "ينزل الملائكة بالروح من امره على من يشاء من عباده "
-تسمية الوحى روحا ونورا
أخبر تعالى أن وحيه روح ونور فالحياة والاستنارة موقوفة على نفخ الرسول الملكى فمن اصابه نفخ الرسول الملكى ونفخ الرسول البشرى حصلت له الحياتان ومن حصلت له إحدى الحياتين فاتته الأخرى كمافى قوله تعالى"أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها"
-معنى قوله تعالى"يحييكم"
قال مجاهد:الحق
قال قتادة :القرءان فيه الحياة والثقة والنجاة والعصمة فى الدنيا والآخرة
قال السدى هو الإسلام أحياهم به بعد موتهم بالكفر
قال بن اسحق وعروة بن الزبير :يعنى للحرب التى أعزكم الله بها بعد الذل
قال بن قتيبة يعنى الشهادة
وقال بعض المفسرين يعنى الجنة فإنها دار الحيوان وفيها الحياة الدائمة الطيبة
قال الواحدى :والأكثرون على أن المعنى هو الجهاد
وقال الفراء إذا دعاكم ألى إحياء أمركم بجهاد عدوكم
حجة هذا القول:
قال بن القيم:الجهاد من اعظم ما يحييهم به فى الدنيا والآخرة وفى البرزخ
تحقيق المسألة :
أن الآية تتناول هذا كله فإن الاسلام والإيمان والقرآن والجهاد يحيى القلوب الحياة الطيبة وكمال الحياة فى الجنة والرسول داع إلى الإيمان وإلى الجنة فهو داع إلى الحياة فى الدنيا والآخرة
-المراد بالنور فى الآية
القول الاول:يمشى فى الناس بالنور وهم فى الظلمة
القول الثانى:أنه يمشى فيهم بنوره وهم يقتبسون منه لحاجتهم إلى النور
القول الثالث:انه يمشى بنوره يوم القيامة على الصراط إذا بقى اهل الشرك والنفاق فى ظلمات شركهم ونفاقهم
معنى قوله تعالى "واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه"
القول الأول وهو المشهور وهو قول بن عباس وجمهور المفسرين:انه يحول بين المؤمن وبين الكفر وبين الكافر وبين الإيمان ويحول بين أهل طاعته وبين معصيته وبين اهل معصيته وبين طاعته
مناسبة القول الاول للسياق:
انكم إن تثاقلتم عن الاستجابة وأبطاتم عنها فلا تامنوا ان الله يحول بينكم وبين قلوبكم فلا يمكنكم بعد ذلك من الاستجابة عقوبة لكم على تركها بعد وضوح الحق
كما قال تعالى "ونقلب افئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة"
وقوله فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل"
القول الثانى:أنه سبحانه قريب من قلبه لا تخفى عليه خافية فهو بينه وبين قلبه --ذكره الواحدى عن قتادة
مناسبة هذا القول الثانى للسياق:لأن الاستجابة أصلها بالقلب فلا تنفع الاستجابة بالبدن دون القلب فإن الله سبحانه بين العبد وبين قلبه فيعلم هل استجاب له قلبه وهل اضمر ذلك او اضمر خلافه
وهذا القول رجحه بن القيم
-فوائد من الآية
-فى الآية تحذير عن ترك الاستجابة بالقلب وان استجاب بالجوارح
-فى الآية جمع الله لهم بين الشرع والامر به :
الشرع وهو الاستجابة والقدر والايمان به كقوله تعالى "لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاءون غلا ان يشاء الله رب العالمين"