دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > بلوغ المرام > كتاب الجنايات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 محرم 1430هـ/18-01-2009م, 04:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء


وعنْ عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ)). مُتَّفَقٌ عليهِ.

  #2  
قديم 23 محرم 1430هـ/19-01-2009م, 11:51 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي سبل السلام للشيخ: محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني


3/1089 - وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
(وَعَن ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ. مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى عِظَمِ شَأْنِ دَمِ الإِنْسَانِ؛ فَإِنَّهُ لا يُقَدَّمُ فِي الْقَضَاءِ إلاَّ الأَهَمُّ، وَلَكِنَّهُ يُعَارِضُهُ حَدِيثُ: ((أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ الْعَبْدُ عَلَيْهِ صَلاتُهُ)). أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وَيُجَابُ بِأَنَّ حَدِيثَ الدِّمَاءِ ممَّا يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ الْمَخْلُوقِ، وَحَدِيثَ الصَّلاةِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِعِبَادَةِ الْخَالِقِ، وَبِأَنَّ ذَلِكَ فِي أَوَّلِيَّةِ الْقَضَاءِ، وَالآخَرَ فِي أَوَّلِيَّةِ الْحِسَابِ، كَمَا يَدُلُّ لَهُ مَا أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِلَفْظِ: ((أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ، وَأَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ)).
وَقَدْ أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِ، أَنَّهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيِ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي قَتْلَى بَدْرٍ. فَبَيَّنَ فِيهِ أَوَّلَ قَضِيَّةٍ يُقْضَى فِيهَا. وَقَدْ بَيَّنَ الاخْتِصَامَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ: ((أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ فِي الدِّمَاءِ، وَيَأْتِي كُلُّ قَتِيلٍ قَدْ حَمَلَ رَأْسَهُ يَقُولُ: يَا رَبِّ، سَلْ هَذَا فِيمَ قَتَلَنِي)) الْحَدِيثَ.
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ يَرْفَعُهُ: ((يَأْتِي الْمَقْتُولُ مُعَلِّقاً رَأْسَهُ بِإِحْدَى يَدَيْهِ مُلَبِّباً قَاتِلَهُ بِيَدِهِ الأُخْرَى، تَشَحَّطُ أَوْدَاجُهُ دَماً، حَتَّى يَقِفَا بَيْنَ يَدَي اللَّهِ تَعَالَى)). وَهَذَا فِي الْقَضَاءِ فِي الدِّمَاءِ.
وَفِي الْقَضَاءِ بِالأَمْوَالِ مَا أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ يَرْفَعُهُ: ((مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دِينَارٌ أَوْ دِرْهَمٌ قُضِيَ مِنْ حَسَنَاتِهِ)).
وَفِي مَعْنَاهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ، وَأَنَّهَا إذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يَقْضِيَ مَا عَلَيْهِ طُرِحَ عَلَيْهِ مِنْ سَيِّئَاتِ خَصْمِهِ، وَأُلْقِيَ فِي النَّارِ. وَقَد اسْتُشْكِلَ ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَيْفَ يُعْطَى الثَّوَابَ، وَهُوَ لا يَتَنَاهَى فِي مُقَابَلَةِ الْعِقَابِ، وَهُوَ يَتَنَاهَى يَعْنِي عَلَى الْقَوْلِ بِخُرُوجِ الْمُوَحِّدِينَ مِن النَّارِ؟
وَأَجَابَ الْبَيْهَقِيُّ بِأَنَّهُ يُعْطَى مِنْ حَسَنَاتِهِ مَا يُوَازِي عُقُوبَةَ سَيِّئَاتِهِ مِنْ غَيْرِ الْمُضَاعَفَةِ الَّتِي يُضَاعِفُ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا الْحَسَنَاتِ؛ لأَنَّ ذَلِكَ مِنْ مَحْضِ الْفَضْلِ الَّذِي يَخُصُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ. وَهَذَا فِيمَنْ مَاتَ غَيْرَ نَاوٍ لِقَضَاءِ دَيْنِهِ، وَأَمَّا مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَنْوِي الْقَضَاءَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَقْضِي عَنْهُ كَمَا قَدَّمْنَاهُ فِي شَرْحِ الحديثِ الثالثِ في أَبْوَابِ السَّلَمِ.

  #3  
قديم 23 محرم 1430هـ/19-01-2009م, 11:52 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي توضيح الأحكام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام


1009 - وَعَنْ عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَوَّلُ مَا يُقْضَى بَيْنَ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي الدِّمَاءِ)). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
مُفْرَدَاتُ الْحَدِيثِ:
- أَوَّل: مُبْتَدَأٌ، وَخَبَرُهُ ((فِي الدِّمَاءِ)) وَلا يُعَارِضُهُ حَدِيثُ: ((أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ)). فالصلاةُ فِي حَقِّ اللَّهِ، وَالدِّمَاءُ فِي حَقِّ الْعِبَادِ.
مَا يُؤْخَذُ مِنَ الْحَدِيثِ:
1- فِي الْحَدِيثِ عِظَمُ شَأْنِ دمِ الإِنْسَانِ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَبْدَأْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ لِكَوْنِهِ أَهَمَّ وَأَعْظَمَ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أنواعِ مَظَالِمِ الْعِبَادِ.
قَالَ ابْنُ دَقِيقِ العِيدِ: فِيهِ تَعْظِيمُ أَمْرِ الدماءِ؛ فَإِنَّ البَدَاءَةَ تَكُونُ بالأَهَمِّ، وَهِيَ حَقِيقَةٌ بِذَلِكَ؛ فَإِنَّ الذنوبَ تَعْظُمُ بِحَسَبِ عِظَمِ المفسدةِ الوَاقِعَةِ بِهَا، أَوْ بِحسبِ فواتِ المَصَالِحِ المُتَعَلِّقَةِ بِعَدَمِهَا، وَهَدْمُ البِنْيَةِ الإِنْسَانِيَّةِ مِنْ أَهَمِّ المفاسدِ، وَلا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ بَعْدَ الْكُفْرِ بِاللَّهِ تَعَالَى أَعْظَمُ مِنْهُ.
2- إِثْبَاتُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ والحسابِ والقضاءِ وَالْجَزَاءِ فِيهِ.
3- هَذَا الْحَدِيثُ لا يُنَافِي مَا أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((أَوَّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ)). لأَنَّ حَدِيثَ الْبَابِ فِيمَا بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ غَيْرِهِ مِن الْخَلْقِ، وَحَدِيثَ الصَّلاةِ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ الْخَالِقِ.
وَلا شَكَّ أَنَّ أَعْظَمَ حُقُوقِ النَّاسِ هِيَ الدماءُ، وَأَنَّ أَعْظَمَ حقوقِ اللَّهِ عَلَى الْمُسْلِمِ الصَّلاةُ.
4- فِي الْحَدِيثِ وُجُوبُ الحَذَرِ مِنْ حقوقِ الْعِبَادِ؛ لِئَلاَّ تَلْحَقَ الْمُسْلِمَ عَاقِبَتُهَا فِي ذَلِكَ المَوْقِفِ الْعَظِيمِ، وَأَعْظَمُ الْحُقُوقِ الدِّمَاءُ.
5- أَنَّهُ عَلَى القُضَاةِ وَالمَحَاكِمِ العِنَايَةُ بِأَمْرِ قَضَايَا القَتْلِ، وَجَعْلُ الأهميةِ لَهَا، وَالأَوْلَوِيَّةِ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ القَضَايَا.
وهكذا مَحَاكِمُ المَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السعوديَّةِ، أَيَّدَهَا اللَّهُ تَعَالَى! فَإِنَّ قَضَايَا القَتْلِ وَالرَّجْمِ والقَطْعِ لا تُنَفَّذُ حَتَّى تَمُرَّ عَلَى ثَلاثِ هَيْئَاتٍ قَضَائِيَّةٍ: الهيئةُ الأُولَى تَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلاثَةِ قُضَاةٍ، يَنْظُرُونَ فِي هَذِهِ الدَّعَاوَى، وَيَحْكُمُونَ فِيهَا، فَإِذَا حَكَمُوا نَظَرَهَا خَمْسَةُ قُضَاةٍ مِنْ مَحْكَمَةِ التَّمْيِيزِ، فَإِذَا وَافَقُوا نُظِرَتْ مِن الهيئةِ القضائِيَّةِ العُلْيَا، وَكُلُّ هَذَا عِنَايَةً بهذهِ القضايا، وَاهْتِمَاماً بِشَأْنِهَا.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ما, أول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir