دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأسيس في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 رمضان 1435هـ/6-07-2014م, 12:29 AM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي صفحة الطالبة: مروة محمود لـِ "القراءة المُنظّمة في التفسيرِ وعُلوم القرآن"

بسمِ الله أبدأُ وبه أستعينُ على "القِراءةِ الُمنظّمة في التفسيرِ وعُلوم القرآنِ" ..
وأسألهُ الإخلاصَ والقبولَ وحُسنَ السّدادِ دائماً ..

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 شوال 1435هـ/25-08-2014م, 12:03 AM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي

"تلخيص مقاصد مقدمة ابن كثير"
*المقصد العام: توجيه و توضيح معالم الطريق للمهتمين بعلم التفسير.
وقال : فمن بلغه هذا القرآن من عرب وعجم وأسود وأحملر وإنس وجان فهو نذير له والواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله وتفسيره وطلبه من مظانه وتعلمه وتعليمه ؛ لقوله تعالى:((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)).

*المقاصد الخاصة ، بيان الآتي :
1- أحسن طرق التفسير :
قال : الغرض أنك تطلب تفسير القرآن من أصح الطرق في ذلك وهو القرآن ، فإن لم تجده فمن السنة فإن ل تجده فمن أقوال الصحابة فإن لم تجد فبالرجوع إلى أقوال التابعين ..
وذكر هاهنا توجيه فيما يتعلق بالأحاديث الإسرائيلية وكيفية التعامل معها فقال :
*أنها تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد ، وهي على ثلاث أقسام :
-منها ما علمنا صحتهمما يشهد له بالصدق فهو صحيح
-وما علمنا كذبه مما عندنا مما يخالفه
-ما هو مسكوت عنه ، فلانؤمن به ولا نكذبه ، وتجوز حكايته ،
*وغالب ذلك مما لافائدة فيه تعود إلى أمر ديني ، ويأتي عن المفسرين خلاف بسبب ذلك وأحسن ما يكون في حكاية الخلاف :
أن تستوعب جميع الأقوال في ذلك وأن تستوعب الأقوال في ذلك وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل ، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع فيما لا فائدة تحته فاتشتغل به عن الأهم .
2- أهمية الرجوع إلى أقوال السلف فيما لا تجد تفسيره في القرآن والسنة ،والتحذير من التفسير بالرأي :
*ذكر هنا مسألة : وهي ما قاله شبة بن الحجاج وغيره أقوالهم في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير ؟
قال ما حاصله أن : إجماعهم حجة واختلافهم لايكون حجة لبعضهم على بعض ولا على من بعدهم .
*تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام فينبغي التنبه لذلك،فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(( من قال في القرآن برأيه –أو بما لا يعلم – فليتبوأ مقعده من النار )) ؛ لأنه لم يأت الأمر من بابه ، ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم له به .وعن عبيد الله بن عمرو قال : " لقد أركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمون القول في التفسير ".
*وكما يجب السكوت عمالا علم له به فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه .
*ومن القرآن ما استأثر الله بعلمه ومنه ما يعلمه العلماء ، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها العرب من لغاتها ، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله (كما قال ذلك ابن عباس ).
3- كيف نزول الوحي و أول ما نزل :
*نزل في زمن شريف ( رمضان ) ومكان شريف ( البلد الحرام) فاجتمع له شرف الزمان والمكان ، *السفير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم هو جبريل عليه السلام . *نزل القرآن مفرقا ابلغ في عناية الله بنبيه وإكرامه .
*نزل القرىن بلغة قريش وقريش خلاصة العرب .
4- جمع القرآن و"تأليفه" :
نبه من خلال أحاديث أوردها إلى أن :
* عناية الخلفاء من أكبر القربات التي بادر إليها الأئمة الراشدون كونهم حفظوا على الناس القرآن.
*ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما ترتيب السور فمن عثمان رضي الله عنه الذي جمع القرآن في مصحف واحد أنفذه إلى الآفاق لئلا يختلف الناس في قراءته..
*كتابة السور وآياتها والتعشير والاجزاء والأحزاب الأولى فيها اتباع السلف الصالح .
5- معنى نزول القرآن على" سبعة أحرف " :
ذكر فيها أحاديث متواترة وأقوال عن السلف حاصلها ما أورده ابن كثير ملخصا:
*القول الاول : وهو قول أكثر أهل العلم : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة .
*الثاني :أن القرآن نزل على سبعة أحرف وليس مرادها أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف ، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر ..
*الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ..
*الرابع : حكاه الباقلاني : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة اشياء ( ماتتغير حرمته ولا تتغير صورته ولا معناه و منها مالاتتغير صورته ويختلف معناه أو الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف أو بالكلمة مع بقاء المعنى أو باختلاف الكلمة والمعنى أو بالتقديم والتأخير أو بالزيادة ).
*الخامس:أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي : أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وهذا القول ضعّفه ابن عطية .

6- معنى التغني بالقرآن وأحكام التلاوة بالأصوات :
*الغرض أن المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والانقياد للطاعة .
* الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي ،فالقرآن ينزه عن ذلك ويجل ويعظم أن يسلك في أدائه هذا المذهب ، وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك ،وأما إن خرج إلى التمطيط الفاحش(الذي يزيد أو ينقص بسببه حرف ) فقد اتفق العلماء على تحريمه والله أعلم .
7- ما يجب على صاحب القرآن من تعاهد له وفي كم يقرأ القرآن:
· ومضمون ما أورده من أحاديث : الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده ؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان فإن ذلك خطر كبير ؛ لأن النسيان إنما يكون عن سبب وقد يكون ذنبا .
· أما في كم يقرأ القرآن : فحاصل ما جاء به أنه لا ينبغي أن يبالغ في تلاوته بسرعة في أقصرمدة فإن هذا ينافي التدبر ولا أن يترك تلاوته ، وبعض السلف على أنه لا يقرأ في أقل من خمس ومنهم من رخص في أقل من ذلك كعثمان بن عفان،وينهى عن الاختلاف في القراءةوالمراء فيه.
والله أعلم ..






رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 ذو القعدة 1435هـ/19-09-2014م, 05:21 PM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي تعديل تلخيص مقاصد مقدمة ابن كثير

"تلخيص مقاصد مقدمة ابن كثير"
*المقصدالعام:توجيه و توضيح معالم الطريق للمهتمين بعلم التفسير.

وقال : فمن بلغه هذا القرآن من عرب وعجم وأسود وأحمر وإنس وجان فهو نذير له والواجب على العلماءالكشف عن معاني كلام الله وتفسيره وطلبه من مظانه وتعلمه وتعليمه ؛لقوله تعالى:((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوالألباب)).

*المقاصد الخاصة ، بيان الآتي:
-1 أحسن طرق التفسير:
قال : الغرض أنك تطلب تفسير القرآن من أصح الطرق في ذلك وهو القرآن ، فإن لم تجده فمن السنة فإن ل تجده فمن أقوال الصحابة فإن لم تجد فبالرجوع إلى أقوال التابعين..
وذكر هاهنا توجيه فيما يتعلق بالأحاديث الإسرائيليةو كيفية التعامل معها فقال :
*
أنها تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد ، وهي على ثلاث أقسام :
-
منها ما علمنا صحته مما يشهدله بالصدق فهو صحيح
-
وما علمناكذبه مما عندنا مما يخالفه
-
ماهو مسكوت عنه ، فلانؤمن به ولا نكذبه ، وتجوز حكايته ،
*
وغالب ذلك مما لافائدة فيه تعود إلى أمر ديني ، ويأتيعن المفسرين خلاف بسبب ذلك وأحسن ما يكون في حكاية الخلاف :
أن تستوعب جميعالأقوال في ذلك وأن تستوعب الأقوال في ذلك وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل ،وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع فيما لا فائدة تحته فاتشتغل به عن الأهم .

-2أهمية الرجوع إلى أقوال السلف فيما لا تجد تفسيره في القرآن والسنة ،والتحذير من التفسير بالرأي :
*ذكر هنا مسألة : وهي ما قاله شعبة بن الحجاج وغيره أقوالهم في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير ؟
قال ما حاصله أن : إجماعهم حجة واختلافهم لايكون حجةلبعضهم على بعض ولا على من بعدهم .
*
تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام فينبغي التنبهلذلك،فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلمقال:
((
من قال في القرآن برأيه –أو بما لا يعلم – فليتبوأمقعده من النار ))؛ لأنه لم يأت الأمر من بابه ، ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم له به .وعن عبيد الله بن عمرو قال : " لقد أركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمونالقول في التفسير ".
*وكما يجب السكوت عمالا علم له به فكذلك يجب القول فيماسئل عنه مما يعلمه .
*
ومن القرآن ما استأثر الله بعلمه ومنه ما يعلمه العلماء ، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها العرب من لغاتها ، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله (كما قال ذلك ابن عباس ).

-3 كيف نزول الوحي و أول ما نزل :
*
نزل في زمن شريف ( رمضان ) ومكان شريف ( البلد الحرام) فاجتمع له شرف الزمان والمكان ، *السفير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم هوجبريل عليه السلام . *نزل القرآن مفرقا ابلغ في عناية الله بنبيه وإكرامه .
*
نزل القرآن بلغة قريش وقريشخلاصة العرب .

4 -جمع القرآن و"تأليفه" :
نبه من خلال أحاديث أوردها إلى أن :
*
عناية الخلفاءمن أكبر القربات التي بادر إليها الأئمة الراشدون كونهم حفظوا على الناسالقرآن.
*
ترتيب الآيات في السورأمر توقيفي متلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما ترتيب السور فمن عثمان رضي الله عنه الذي جمع القرآن في مصحف واحد أنفذه إلى الآفاق لئلا يختلف الناس في قراءته..
*
كتابة السور وآياتهاوالتعشير والاجزاء والأحزاب الأولى فيها اتباع السلف الصالح .
5 -معنى نزول القرآن على" سبعة أحرف " :
ذكر فيها أحاديث متواترة وأقوال عن السلف حاصلها ماأورده ابن كثير ملخصا:
*
القول الأول : وهو قول أكثر أهل العلم : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة .
*
الثاني :أن القرآن نزلعلى سبعة أحرف وليس مرادها أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف ، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر ..
*
الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ..
*
الرابع : حكاه الباقلاني : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء ( ماتتغير حرمته ولا تتغير صورته ولا معناه و منها مالاتتغير صورته ويختلف معناه أو الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف أو بالكلمة مع بقاء المعنى أوباختلاف الكلمة والمعنى أو بالتقديم والتأخير أو بالزيادة ).
*
الخامس:أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي : أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وهذا القول ضعّفه ابن عطية .

6 -معنى التغني بالقرآن وأحكام التلاوة بالأصوات:
*
الغرض أن المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والانقياد للطاعة .
*
الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي ،فالقرآن ينزه عن ذلك ويجل ويعظم أن يسلك فيأدائه هذا المذهب ، وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك ،وأما إن خرج إلى التمطيط الفاحش(الذي يزيد أو ينقص بسببه حرف ) فقد اتفق العلماء على تحريمه والله أعلم .

-7 ما يجب على صاحب القرآن من تعاهد له وفي كم يقرأ القرآن:

· ومضمون ما أورده من أحاديث : الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده ؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان فإن ذلك خطر كبير ؛ لأن النسيان إنما يكون عن سبب وقد يكون ذنبا .
· أما في كيقرأ القرآن: فحاصل ماجاء به أنه لا ينبغي أن يبالغ في تلاوته بسرعة في أقصرمدة فإن هذا ينافيالتدبرولا أن يترك تلاوته ، وبعض السلف على أنه لا يقرأ في أقل من خمس ومنهم من رخص في أقل من ذلك كعثمان بن عفان،
وينهى عن الاختلاف في القراءةوالمراءفيه.
والله أعلم ..

8-معنى السورة والكلمة والآية .
*ذكر هنا مسألة:

· اختلف في معنى السورة : مم هي مشتقة ؟
1- قيل: من الإبانة والارتفاع .
2- قيل : سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءاً منه ، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية.
3- وقيل : لتمامها و كمالها ؛ لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة .
*قال ابن كثير : ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.

· معنى الآية :
قيل فيها :
- هي من العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها.
-لأنها جماعة من حروف القرآن وطائفة منه.
- سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها .
ذكر مسألة: هل يوجد في القرآن تراكيب أعجمية ؟
*الخلاصة فيها ما قاله القرطبي:
أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية وأجمعوا أن فيه أعلاماً من الأعجمية (كإبراهيم ونوح ولوط ) واختلفوا : هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية ؟
فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا : ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية ، فهو من باب ما توافقت فيه اللغات .
والله أعلم ..


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 ذو الحجة 1435هـ/11-10-2014م, 05:29 AM
محمود بن عبد العزيز محمود بن عبد العزيز غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: مصر، خلَّصها الله من كل ظلوم
المشاركات: 802
Arrow

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة محمود مشاهدة المشاركة
"تلخيص مقاصد مقدمة ابن كثير"
*المقصدالعام:توجيه و توضيح معالم الطريق للمهتمين بعلم التفسير.

وقال : فمن بلغه هذا القرآن من عرب وعجم وأسود وأحمر وإنس وجان فهو نذير له والواجب على العلماءالكشف عن معاني كلام الله وتفسيره وطلبه من مظانه وتعلمه وتعليمه ؛لقوله تعالى:((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوالألباب)).

*المقاصد الخاصة ، بيان الآتي:
-1 أحسن طرق التفسير:
قال : الغرض أنك تطلب تفسير القرآن من أصح الطرق في ذلك وهو القرآن ، فإن لم تجده فمن السنة فإن ل تجده فمن أقوال الصحابة فإن لم تجد فبالرجوع إلى أقوال التابعين..
وذكر هاهنا توجيه فيما يتعلق بالأحاديث الإسرائيليةو كيفية التعامل معها فقال :
*
أنها تذكر للاستشهاد لا للاعتضاد ، وهي على ثلاث أقسام :
-
منها ما علمنا صحته مما يشهدله بالصدق فهو صحيح
-
وما علمناكذبه مما عندنا مما يخالفه
-
ماهو مسكوت عنه ، فلانؤمن به ولا نكذبه ، وتجوز حكايته ،
*
وغالب ذلك مما لافائدة فيه تعود إلى أمر ديني ، ويأتيعن المفسرين خلاف بسبب ذلك وأحسن ما يكون في حكاية الخلاف :
أن تستوعب جميعالأقوال في ذلك وأن تستوعب الأقوال في ذلك وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل ،وتذكر فائدة الخلاف وثمرته لئلا يطول النزاع فيما لا فائدة تحته فاتشتغل به عن الأهم .

-2أهمية الرجوع إلى أقوال السلف فيما لا تجد تفسيره في القرآن والسنة ،والتحذير من التفسير بالرأي :
*ذكر هنا مسألة : وهي ما قاله شعبة بن الحجاج وغيره أقوالهم في الفروع ليست حجة فكيف تكون حجة في التفسير ؟
قال ما حاصله أن : إجماعهم حجة واختلافهم لايكون حجةلبعضهم على بعض ولا على من بعدهم .
*
تفسير القرآن بمجرد الرأي حرام فينبغي التنبهلذلك،فعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلمقال:
((
من قال في القرآن برأيه –أو بما لا يعلم – فليتبوأمقعده من النار ))؛ لأنه لم يأت الأمر من بابه ، ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم له به .وعن عبيد الله بن عمرو قال : " لقد أركت فقهاء المدينة وإنهم ليعظمونالقول في التفسير ".
*وكما يجب السكوت عمالا علم له به فكذلك يجب القول فيماسئل عنه مما يعلمه .
*
ومن القرآن ما استأثر الله بعلمه ومنه ما يعلمه العلماء ، ومنه ما تعلمه العرب من لغاتها العرب من لغاتها ، ومنه ما لا يعذر أحد في جهله (كما قال ذلك ابن عباس ).

-3 كيف نزول الوحي و أول ما نزل :
*
نزل في زمن شريف ( رمضان ) ومكان شريف ( البلد الحرام) فاجتمع له شرف الزمان والمكان ، *السفير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم هوجبريل عليه السلام . *نزل القرآن مفرقا ابلغ في عناية الله بنبيه وإكرامه .
*
نزل القرآن بلغة قريش وقريشخلاصة العرب .

4 -جمع القرآن و"تأليفه" :
نبه من خلال أحاديث أوردها إلى أن :
*
عناية الخلفاءمن أكبر القربات التي بادر إليها الأئمة الراشدون كونهم حفظوا على الناسالقرآن.
*
ترتيب الآيات في السورأمر توقيفي متلقى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأما ترتيب السور فمن عثمان رضي الله عنه الذي جمع القرآن في مصحف واحد أنفذه إلى الآفاق لئلا يختلف الناس في قراءته..
*
كتابة السور وآياتهاوالتعشير والاجزاء والأحزاب الأولى فيها اتباع السلف الصالح .
5 -معنى نزول القرآن على" سبعة أحرف " :
ذكر فيها أحاديث متواترة وأقوال عن السلف حاصلها ماأورده ابن كثير ملخصا:
*
القول الأول : وهو قول أكثر أهل العلم : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة .
*
الثاني :أن القرآن نزلعلى سبعة أحرف وليس مرادها أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف ، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر ..
*
الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة ..
*
الرابع : حكاه الباقلاني : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء ( ماتتغير حرمته ولا تتغير صورته ولا معناه و منها مالاتتغير صورته ويختلف معناه أو الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف أو بالكلمة مع بقاء المعنى أوباختلاف الكلمة والمعنى أو بالتقديم والتأخير أو بالزيادة ).
*
الخامس:أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي : أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وهذا القول ضعّفه ابن عطية .

6 -معنى التغني بالقرآن وأحكام التلاوة بالأصوات:
*
الغرض أن المطلوب شرعا إنما هو التحسين بالصوت الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والانقياد للطاعة .
*
الأصوات بالنغمات المحدثة المركبة على الأوزان والأوضاع الملهية والقانون الموسيقائي ،فالقرآن ينزه عن ذلك ويجل ويعظم أن يسلك فيأدائه هذا المذهب ، وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك ،وأما إن خرج إلى التمطيط الفاحش(الذي يزيد أو ينقص بسببه حرف ) فقد اتفق العلماء على تحريمه والله أعلم .

-7 ما يجب على صاحب القرآن من تعاهد له وفي كم يقرأ القرآن:

· ومضمون ما أورده من أحاديث : الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده ؛ لئلا يعرضه حافظه للنسيان فإن ذلك خطر كبير ؛ لأن النسيان إنما يكون عن سبب وقد يكون ذنبا .
· أما في كيقرأ القرآن: فحاصل ماجاء به أنه لا ينبغي أن يبالغ في تلاوته بسرعة في أقصرمدة فإن هذا ينافيالتدبرولا أن يترك تلاوته ، وبعض السلف على أنه لا يقرأ في أقل من خمس ومنهم من رخص في أقل من ذلك كعثمان بن عفان،
وينهى عن الاختلاف في القراءةوالمراءفيه.
والله أعلم ..

8-معنى السورة والكلمة والآية .
*ذكر هنا مسألة:

· اختلف في معنى السورة : مم هي مشتقة ؟
1- قيل: من الإبانة والارتفاع .
2- قيل : سميت سورة لكونها قطعة من القرآن وجزءاً منه ، مأخوذ من أسآر الإناء وهو البقية.
3- وقيل : لتمامها و كمالها ؛ لأن العرب يسمون الناقة التامة سورة .
*قال ابن كثير : ويحتمل أن يكون من الجمع والإحاطة لآياتها كما يسمى سور البلد لإحاطته بمنازله ودوره.

· معنى الآية :
قيل فيها :
- هي من العلامة على انقطاع الكلام الذي قبلها عن الذي بعدها.
-لأنها جماعة من حروف القرآن وطائفة منه.
- سميت آية لأنها عجب يعجز البشر عن التكلم بمثلها .
ذكر مسألة: هل يوجد في القرآن تراكيب أعجمية ؟
*الخلاصة فيها ما قاله القرطبي:
أجمعوا على أنه ليس في القرآن شيء من التراكيب الأعجمية وأجمعوا أن فيه أعلاماً من الأعجمية (كإبراهيم ونوح ولوط ) واختلفوا : هل فيه شيء من غير ذلك بالأعجمية ؟
فأنكر ذلك الباقلاني والطبري وقالا : ما وقع فيه مما يوافق الأعجمية ، فهو من باب ما توافقت فيه اللغات .
والله أعلم ..

أحسن الله إليكِ، يبدو أن التلخيص المطلوب لم تختمر صورته الكاملة لديكِ، والطريقة المثلى لهذا التلخيص كما يلي:
قراءة النص المراد تلخيصه (مقدمة تفسير ابن كثير) / استخلاص المقاصد العامة التي بنى عليها المؤلف كتابه (وهذه قام بها الشيخ عبدالعزيز حفظه الله، ووضع تحت كل مقصد روابط لمواضيع من «المقدمة» هي مظنتها) / ثم استخلاص المسائل التي يعالجها المؤلف في ثنايا كلامه / ثم عنونة المسائل المستخلصة بعنوان يدل عليها / ثم ذكر دليل المسألة تحت عنوانها / ثم إتباع الدليل بملخص كلام المؤلف على هيئة نقاط مختصرة ومركزة / وبعد الانتهاء من مسائل النص كله نقوم بإعادة توزيع كل مسألة استخلصناها تحت المقصد المناسب لها / ثم ترتيب المسائل داخل كل مقصد ترتيبًا منطقيًّا موضوعيًّا / مع إحكام صياغة العبارات والبعد عن الأخطاء الإملائية / وتلوين وتمييز العناوين والآيات والأحاديث وتقسيم الفقرات ومراعاة علامات الترقيم.
وهذا إذا التزمتِ بالمقاصد التي وضعها الشيخ، والتلخيص على أساسها هو الأصل، أما لو استحدثتِ مقاصد أخرى فلا بد أن تكون هذه المقاصد والمسائل تحتها أيضًا شاملة لكل الأفكار التي يناقشها المؤلف في كتابه.
وعليه، فالمطلوب الآن تلخيص مقصد واحد فقط، والأمر راجع إليكِ: فإن أردتِ لخصِّي المقصد الثالث «جمع القرآن وكتابة المصاحف»، أو المقصد الرابع «نزول القرآن على سبعة أحرف»، أو المقصد الخامس «آداب تلاوة القرآن وأحكامها»، والرابع أسهلها، وكلها موجودة على هذا الرابط (هـنـا)
على أن يتم احتساب الدرجات النهائية وفق المعايير الخمسة التالية: الشمول (30) ، والترتيب (20)، والتحرير (20)، وحسن الصياغة (15) ، وحسن العرض (15).
وهذا أنموذج عملي لتلخيص المقصد الأول (من هنا)

وفقك الله وسدد خطاك ونفع بك الإسلام والمسلمين

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 محرم 1436هـ/17-11-2014م, 11:19 PM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي تعديل : تلخيص مقصد من مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير

( تلخيص المقصد الرابع من مقاصد مقدمة ابن كثير )
نزول القرآن على سبعة أحرف



1-اختلاف العلماء في معنى الأحرف السبعة :


القول الأول : هو قول أكثر أهل العلم منهم ( ابن عينية وابن وهب وابن جرير والطحاوي) :
أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو :أقبل وتعال وهلم .

القول الثاني : قال أبو عبيد : وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد منها يقرأ على سبعة أوجه ، وهذا شيء غير موجود ، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى ... كذلك إلى السبعة ، وقالوا :أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة .

القول الثالث : حكاه الباقلاني : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء ( ماتتغير حرمته ولا تتغير صورته ولا معناه و منها مالاتتغير صورته ويختلف معناه أو الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف أو بالكلمة مع بقاء المعنى أوباختلاف الكلمة والمعنى أو بالتقديم والتأخير أو بالزيادة ).

القول الرابع : أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي : أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وهذا القول ضعّفه ابن عطية .


2- سبب نزول الأحرف السبعة بعد أن كانت حرف :

-عن أبي -رضي الله عنه - قال : لقي رسول الله جبريل عند أحجار المراء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : (( إني بعثت إلى أمة أمية فيهم الشيخ الفاني ، والعجوز الكبيرة ، والغلام ، فقال : مُرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف.

-قال ابن جرير: عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف .فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.

-قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة ؛لأنها مشهورة .

3- علاقة القراءات السبع بالأحرف السبعة :

ذكر ابن النحّاس وغيره :
أن هذه القراءات السبع راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف.


4-ضابط القراءة على الأحرف السبعة :


- عن حذيفة -رضي الله عنه- قال : لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند أحجار المراء فقال : إن أمتك يقرؤون القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم ولا يرجع عنه .

- عن أبي بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- :
(( أتاني جبريل وميكائيل عليهما السلام فقال جبريل : اقرأ القرآن على حرف واحد ، فقال ميكائيل : استزدته ، قال : اقرأ على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ ، مالم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة ))

- قال الزهري :
بلغني أن تلك الأحرف السبعة إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً لا تختلف في حلال ولا في حرام .


5- الشك الذي حصل لأبيّ - رضي الله عنه - :



-عن أبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم))، وقال الآخر: أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم)). فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف)).

-عن أبي بن كعب، أنه قال: سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما: من أقرأكما؟ فقالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)) ثم قال للآخر: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال أبي: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب يده في صدري ثم قال: ((اللهم أخسئ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة، فقال: مثل ذلك وقلت له مثل ذلك، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة، فقلت: يا رب، اللهم اغفر لأمتي، يا رب، اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة)).

-قال ابن كثير : وهذا الشك الذي حصل لأبي في تلك الساعة هو، والله أعلم، السبب الذي لأجله قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة إبلاغ وإعلام ودواء .

6- حكم المراء في قراءة القرآن على الأحرف السبعة :

-عن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص- أن رجلا قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو -يعني ابن العاص- : إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)).

-وأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر .


7 - جمع الناس على حرف واحد :

7-أ : من الذي جمع الناس على حرف واحد :

قال ابن كثير : إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحد لما رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه اختلاف الناس في القراءة وخاف من تفرق كلمتهم جمعهم على حرف واحد وهو هذا المصحف الإمام ، واستوثقت هذه الأمة على ذلك بالطاعة ورأت فيما فعله ذلك من الرشد والهداية .

7-ب : سبب ترك القراءة بالأحرف الستة :

قال ابن جرير : وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ونظر منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها ، ولا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها.
قال الطحاوي وغيره : إنما كان ذلك رخصة في أول الأمر ، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش ، ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الحفظ وكثرة الضبط وتعلم التلاوة.

7-ج : كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله وأمرهم بقراءتها؟

قال : إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 ربيع الأول 1436هـ/3-01-2015م, 05:01 PM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة


o

تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة




المقصد العام : إرشاد قارئ القرآن وطالب العلم إلى ما ينفعه من علوم تتعلق بالقرآن الكريم .

المقاصد الفرعية :

المقصد الأول :بيان كيفية نزول القرآن الكريم .

المقصد الثاني : جمع القرآن الكريم وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- .

المقصد الثالث : معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) .

المقصد الرابع : التعريف بالقراءات المشهورة الآن و الفصل بين القراءة الصحيحة القوية
والشاذة الضعيفة المروية .

المقصد الخامس : الكلام على وجود النسخ في القرآن الكريم .

المقصد السادس : الكلام في حملة القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم و بيان الآداب التي ينبغي لحامل القرآن التحلي بها .


D

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 ربيع الأول 1436هـ/13-01-2015م, 11:01 PM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة 3\1

بسم الله الرحمن الرحيم
مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة

المقصد الأول : بيان كيفية نزول القرآن الكريم .

-قال ابن جبير: نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها.

-ذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماءالدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.

١: نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.

ذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.

١/أ : ما السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا؟

- قال الترمذي في تفسيره : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تسليما منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رحمة، فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، فوضع القرآن ببيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا، ووضعت النبوة في قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء جبريل عليه السلام بالرسالة ثم الوحي، كأنه أراد تبارك وتعالى أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة من الله تعالى إلى الأمة، ثم أجرى من السماء الدنيا الآية بعد الآية عند نزول النوائب، قال الله تعالى
: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وقال عز وجل: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}.

-وقال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء...": في ذلك تكريم بني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم
.

*قال أبي شامة : فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه،
وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.


١/ب : في أي زمان نزل جملة إلى السماء الدنيا، أبعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها؟

قلت: الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل، فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكرناه من التفخيم له ولمن أنزل عليه، وإن كان قبلها، ففائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء كما أعلم الله سبحانه وتعالى الملائكة قبل خلق آدم بأنه جاعل في الأرض خليفة، وكما أعلمهم أيضا قبل إكمال خلق آدم عليه السلام بأنه يخرج من ذريته محمد وهو سيد ولده.

٢ : نزول القرآن إلى الأرض منجماً .


قال الله تعالى :
" وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأهُ عَلَى النَّاس عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا" (الإسراء :106)

-وقيل: فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة، وقيل: فصلناه أحكاما، كقوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}، أي يفصل، وقيل: "فرقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا، {على مكث} على تؤدة وترسل {ونزلناه تنزيلا}: أي نجما بعد نجم، وقيل: جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا

-قال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.

*قال أبو شامة : وكان بين نزول أول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة، وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم.

٢/أ : ما السر في نزوله مُنجماً ؟

- قال تعالى:
{لنثبت به فؤادك} أي لنقوي به قلبك،
فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه على ما سنذكره.

-وقيل: معنى
{لنثبت به فؤادك}، أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ، ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه،
ولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه، والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبا قارئا، وكذا كان غيره، والله أعلم.

-وأيضا في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول.

- ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

*قال أبو شامة : فهذه وجوه ومعان حسنة في حكمة نزوله منجما ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.

٣ : الإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر .

٣/أ : اختصاص ليلة القدر بشهر رمضان .

-دلت الأحاديث الصحيحة على أن ليلة القدر في شهر رمضان، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتماسها في العشر الأخير منه.

- وهناك قول آخر : بأنها توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين، واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان،وإبطال هذا القول متحقق بالأحاديث الصحيحة الواردة في بيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها.

٣/ب : أما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟

وقال أبو عبيد: حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى:
{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء. زاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين، فاستقر ما نسخ منه وبدل.

٣/ج : المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر .

-عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
{إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا.

-و ذكر الماوردي في تفسير قوله تعالى:
{إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: فيه قولان: أحدهما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، فذكر ذلك، وكأنه قول ثالث غير القولين المقدمين، أو أراد الجمع بينهما، فإن قوله: نزل جملة واحدة، هو القول الأول، وقوله: فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة، هو القول الثاني، كأنه فسر قول من قال: نزل في عشرين ليلة بأن المراد بهذا الإنزال تنجيم السفرة ذلك على جبريل، قال: والقول الثاني أن الله عز وجل ابتدأ بإنزاله في ليلة القدر، قال: وهذا قول الشعبي.
قال أبو شامة : هو إشارة إلى ابتداء إنزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك كان وهو متحنث بحراء في شهر رمضان.

-قال أبو شامة :فهذان قولان في كيفية إنزاله في ليلة القدر:
أحدهما أنه نزل جملة واحدة، والثاني أنه نزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.

٣/د :ما وجه صحة كون قوله تعالى :{إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة؟

-أسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك" من حديث ابن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:
{إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}، صحيح على شرطهما.

*قال أبو شامة : له وجهان:

-أحدهما : أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
-الثاني : أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر، واختير لفظ الماضي لأمرين: أحدهما تحققه وكونه أمرا لا بد منه، والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم.

٤: أول ما نزل من القرآن .

أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة
{اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته"، ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا.

٥: آخر ما نزل من القرآن .

- آخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية.
- وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
- وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
- وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.

*والجمع بين هذه الأقوال :

- قال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين . قلت: يعني العاشر من يوم مرضه.

- وقال: حدثنا عبد الله بن صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين . يعني من آيات الأحكام، والله أعلم.



المقصد الثاني : في جمع الصحابة القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.

١: لماذا لم يُجمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

-قال البيهقي في كتاب "المدخل":
ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين.

٢: جمع أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- المصحف .


٢/أ : السبب الذي دفع أبا بكر رضي الله عنه لجمع القرآن .

-قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر.

*قال أبو شامة :
وكأن أبا بكر كان غرضه أن يجمع القرآن مكتوبا مجتمعا غير مفرق على اللفظ الذي أملاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتبة الوحي ليعلم ذلك، ولم يكل ذلك إلى حفظ من حفظه خشية فنائهم بالقتل، ولاختلاف لغاتهم في حفظهم على ما كان أبيح لهم من قراءته على سبعة أحرف.

٢/ب :من الذي نصبه أبي بكر لجمع المصحف ؟

-في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت : اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه.

قال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء": ومعنى هذا الحديث -والله أعلم- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.
قال: ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر.

-قال زيد: قال أبو بكر- رضي الله عنه - : إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره:
{لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"،
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر.

وهكذا استعان أبو بكر بعمر على أبيّ رضي الله عنهم جميعاً .

٢/ج : هل جمع أبا بكر -رضي الله عنه- القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة؟


حكى القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار" خلافا في أن أبا بكر جمع القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة، وبكل معنى من ذلك قد وردت الآثار. وقيل: كتبه أولا في صحف ومدارج نسخت ونقلت إلى مصاحف جعلت بين لوحين، وقيل: معنى قول علي: "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين": أي جمع القرآن الذي هو الآن بين اللوحين، وكان هذا أقرب إلى الصواب جمعا بين الروايات.

*قال أبو شامة :
-وكأن أبا بكر رضي الله عنه كان جمع كل سورة أو سورتين أو أكثر من ذلك في صحيفة على قدر طول السورة وقصرها. فمن ثم قيل: إنه جمع القرآن في مصحف، ونحو ذلك من العبارات المشعرة بالتعدد.

٣ : جمع عثمان رضي الله عنه المصحف .

*قال أبو شامة :
ثم إن عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف- التي جمعها أبو بكر رضي الله عنهما- مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث، فإنه يدل على أن لعثمان في جمعه القرآن بعد أبي بكر تصرفا ما، وهو هذا، فأبو بكر جمع آيات كل سورة كتابة لها من الأوراق المكتوبة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، بإملائه، وهو على وفق ما كان محفوظًا عندهم بتأليف النبي صلى الله عليه وسلم، وعثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر

٣/أ : السبب الذي دفع عثمان رضي الله عنه لجمع المصاحف.

-حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

*قال أبو شامة :
أن نسخه في مصاحف حملاً للناس على اللفظ المكتوب حين نزوله بإملاء المنزل إليه صلى الله عليه وسلم ومنعاًً من قراءة كل لفظ يخالفه كان في زمن عثمان رضي الله عنه.

٣/ب : من الذي نصبهم عثمان-رضي الله عنه-لجمع المصحف ؟


-وروى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.

-قال القاضي: وقد وردت الرواية أن عثمان لما أراد أن يجمع المصحف خطب فقال: أعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله عز وجل، شيء لما جاء به، قال: فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتى جمع من ذلك شيئا كثيرا، ثم دخل فدعاهم رجلا رجلا يناشده: أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أمله عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد، فكتب مصاحف فرقها في الناس.

قال القاضي: فهذا الخبر يقضي بأن سعيدا قد كان ممن يملي المصحف، ولا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، قال: وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم ،وليس يجب أن تتعارض هذه الأخبار؛ لأنه قد ذكر في كل واحد منها ممل غير الذي ذكر في غيره؛ لأنه لا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب.

٣/ج : أقوال العلماء في فضيلة عثمان و جمعه للمصاحف .

- قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
- وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.

٤ : هل كان تتبع زيد للقرآن بسبب أن القرآن كان معدوماً ؟

قال الشيخ أبو الحسن: "كان أبي يتتبع ما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اللخاف والأكتاف والعسب ونحو ذلك، لا لأن القرآن العزيز كان معدوما. (بل لأنه) كتب الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، فكان يتتبعها من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين في آخر "براءة" ثم لم يقنع بذلك حتى طلبها وسأل عنها غيره فوجدها عند خزيمة، وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. والله أعلم".

*قال أبو شامة :
إنما كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف على ما سيأتي تفسيرها. والله أعلم.

٥ : أول من جمع القرآن الكريم .

ذكر أبو عمرو الداني في كتابه "المقنع" عن هشام بن عروة عن أبيه:
أن أبا بكر أول من جمع القرآن في المصاحف وعثمان الذي جمع المصاحف على مصحف واحد.

=

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 26 ربيع الأول 1436هـ/16-01-2015م, 05:28 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة محمود مشاهدة المشاركة
( تلخيص المقصد الرابع من مقاصد مقدمة ابن كثير )
نزول القرآن على سبعة أحرف


أقترح جمع المسائل كلها في أول التلخيص فهذا من تمام عرض الملخص ، وحسن التحرير العلمي في كتابته ، ثم يأتي التفصيل بعد الإجمال .


1-اختلاف العلماء في معنى الأحرف السبعة :


القول الأول : هو قول أكثر أهل العلم منهم ( ابن عينية وابن وهب وابن جرير والطحاوي) :
أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو :أقبل وتعال وهلم .

القول الثاني : قال أبو عبيد : وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد منها يقرأ على سبعة أوجه ، وهذا شيء غير موجود ، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى ... كذلك إلى السبعة ،
وقالوا :أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة . [هذا قول مستقل ، فنخلص إلى خمسة أقوال] .

القول الثالث : حكاه الباقلاني : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء ( ماتتغير حرمته ولا تتغير صورته ولا معناه و منها مالاتتغير صورته ويختلف معناه أو الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف أو بالكلمة مع بقاء المعنى أوباختلاف الكلمة والمعنى أو بالتقديم والتأخير أو بالزيادة ).

القول الرابع : أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي : أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال.وهذا القول ضعّفه ابن عطية .


2- سبب نزول الأحرف السبعة بعد أن كانت حرف :

-عن أبي -رضي الله عنه - قال : لقي رسول الله جبريل عند أحجار المراء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل : (( إني بعثت إلى أمة أمية فيهم الشيخ الفاني ، والعجوز الكبيرة ، والغلام ، فقال : مُرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف.

-قال ابن جرير: عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف .فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.

-قال أبو عبيد: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة ؛لأنها مشهورة .

3- علاقة القراءات السبع بالأحرف السبعة :

ذكر ابن النحّاس وغيره :
أن هذه القراءات السبع راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف.


4-ضابط القراءة على الأحرف السبعة :


- عن حذيفة -رضي الله عنه- قال : لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند أحجار المراء فقال : إن أمتك يقرؤون القرآن على سبعة أحرف فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم ولا يرجع عنه .

- عن أبي بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم- :
(( أتاني جبريل وميكائيل عليهما السلام فقال جبريل : اقرأ القرآن على حرف واحد ، فقال ميكائيل : استزدته ، قال : اقرأ على سبعة أحرف كلها شافٍ كافٍ ، مالم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة )) .

- قال الزهري :
بلغني أن تلك الأحرف السبعة إنما هي في الأمر الذي يكون واحداً لا تختلف في حلال ولا في حرام .


5- الشك الذي حصل لأبيّ - رضي الله عنه - :



-عن أبي بن كعب قال: ما حاك في صدري شيء منذ أسلمت، إلا أنني قرأت آية وقرأها آخر غير قراءتي فقلت: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، أقرأتني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم))، وقال الآخر: أليس تقرأني آية كذا وكذا؟ قال: ((نعم)). فقال: ((إن جبريل وميكائيل أتياني فقعد جبريل عن يميني وميكائيل عن يساري، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف وكل حرف شاف كاف)).

-عن أبي بن كعب، أنه قال: سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما: من أقرأكما؟ فقالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)) ثم قال للآخر: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال أبي: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب يده في صدري ثم قال: ((اللهم أخسئ الشيطان عنه، يا أبي، أتاني آت من ربي فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على حرفين فقلت: رب، خفف عن أمتي، ثم أتاني الثالثة، فقال: مثل ذلك وقلت له مثل ذلك، ثم أتاني الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة، فقلت: يا رب، اللهم اغفر لأمتي، يا رب، اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة)).

-قال ابن كثير : وهذا الشك الذي حصل لأبي في تلك الساعة هو، والله أعلم، السبب الذي لأجله قرأ عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة إبلاغ وإعلام ودواء .

6- حكم المراء في قراءة القرآن على الأحرف السبعة :

-عن أبي قيس -مولى عمرو بن العاص- أن رجلا قرأ آية من القرآن، فقال له عمرو -يعني ابن العاص- : إنما هي كذا وكذا، بغير ما قرأ الرجل، فقال الرجل: هكذا أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرجا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتياه، فذكرا ذلك له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فأي ذلك قرأتم أصبتم، فلا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر)).

-وأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر .


7 - جمع الناس على حرف واحد :

7-أ : من الذي جمع الناس على حرف واحد :

قال ابن كثير : إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحد لما رأى عثمان بن عفان رضي الله عنه اختلاف الناس في القراءة وخاف من تفرق كلمتهم جمعهم على حرف واحد وهو هذا المصحف الإمام ، واستوثقت هذه الأمة على ذلك بالطاعة ورأت فيما فعله ذلك من الرشد والهداية .

7-ب : سبب ترك القراءة بالأحرف الستة :

قال ابن جرير : وتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ونظر منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها ، ولا سبيل اليوم لأحد إلى القراءة بها لدثورها وعفو آثارها.
قال الطحاوي وغيره : إنما كان ذلك رخصة في أول الأمر ، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش ، ثم نسخ بزوال العذر وتيسر الحفظ وكثرة الضبط وتعلم التلاوة.

7-ج : كيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول الله وأمرهم بقراءتها؟

قال : إن أمره إياهم بذلك لم يكن أمر إيجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة؛ لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين .
أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، بذلت مجهودا جيدا في عمل التلخيص ، وفاتك ذكر بعض الآثار والأحاديث التي أوردها الإمام ابن كثير ، فلو جعلت لها عنوانا لمسألة [الأحاديث الواردة في نزول القرآن على سبعة أحرف] لكان التلخيص أكثر استيعابا .
اختلاف العلماء في معنى الأحرف السبعة في حاجة إلى مراجعة وضبط لما ذكره الإمام ابن كثير .

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 28 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 17 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 13 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
إجمالي الدرجات = 91 / 100
بارك الله فيكِ ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 14 جمادى الأولى 1436هـ/4-03-2015م, 09:33 PM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي

تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة




المقصد العام :إرشاد قارئ القرآن وطالب العلم إلى ما ينفعه من علوم تتعلق بالقرآن الكريم.

المقاصد الفرعية :

المقصد الأول :بيان كيفية نزول القرآن الكريم .

المقصد الثاني :جمع القرآن الكريم وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- .

المقصد الثالث :نزول القرآن على سبعة أحرف .

المقصد الرابع :التعريف بالقراءات المشهورة الآن و الفصل بين القراءة الصحيحة القوية
والشاذة الضعيفة المروية .

المقصد الخامس :الكلام على وجود النسخ في القرآن الكريم .

المقصد السادس :الكلام في حملة القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم و بيان الآداب التي ينبغي لحامل القرآن التحلي بها .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بسم الله الرحمن الرحيم
مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة
المقصد الأول : بيان كيفية نزول القرآن الكريم .

-
قال ابن جبير: نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها.

-
ذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماءالدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.

1:نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.

ذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.

1/أ : ما السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا؟

-
قال الترمذي في تفسيره : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تسليما منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رحمة، فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، فوضع القرآن ببيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا، ووضعت النبوة في قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء جبريل عليه السلام بالرسالة ثم الوحي، كأنه أراد تبارك وتعالى أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة من الله تعالى إلى الأمة، ثم أجرى من السماء الدنيا الآية بعد الآية عند نزول النوائب، قال الله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وقال عز وجل:{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}.

-
وقال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء...": في ذلك تكريم بني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم.

*
قال أبي شامة : فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه،
وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.


1/ب : في أي زمان نزل جملة إلى السماء الدنيا، أبعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها؟

قلت: الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل، فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكرناه من التفخيم له ولمن أنزل عليه، وإن كان قبلها، ففائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء كما أعلم الله سبحانه وتعالى الملائكة قبل خلق آدم بأنه جاعل في الأرض خليفة، وكما أعلمهم أيضا قبل إكمال خلق آدم عليه السلام بأنه يخرج من ذريته محمد وهو سيد ولده.

2: نزول القرآن إلى الأرض منجماً .

قال الله تعالى :" (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأهُ عَلَى النَّاس عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا"(الإسراء :106

-
وقيل: فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة، وقيل: فصلناه أحكاما، كقوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}، أي يفصل، وقيل: "فرقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا، {على مكث} على تؤدة وترسل {ونزلناه تنزيلا}: أي نجما بعد نجم، وقيل: جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا

-
قال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.

*
قال أبو شامة : وكان بين نزول أول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة، وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم.

2/أ : ما السر في نزوله مُنجماً ؟

-
قال تعالى:{لنثبت به فؤادك}أي لنقوي به قلبك،
فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه على ما سنذكره.

-
وقيل: معنى{لنثبت به فؤادك}،أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ، ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه،
ولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه، والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبا قارئا، وكذا كان غيره، والله أعلم.

-
وأيضا في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول.

-
ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

*
قال أبو شامة : فهذه وجوه ومعان حسنة في حكمة نزوله منجما ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.

3 : الإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر .

3/أ : اختصاص ليلة القدر بشهر رمضان .

-
دلت الأحاديث الصحيحة على أن ليلة القدر في شهر رمضان، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتماسها في العشر الأخير منه.

-
وهناك قول آخر : بأنها توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين، واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان،وإبطال هذا القول متحقق بالأحاديث الصحيحة الواردة في بيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها.

3/ب : أما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟

وقال أبو عبيد: حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء. زاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين، فاستقر ما نسخ منه وبدل.

3/ج : المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر .

-
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر}قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا.

-
و ذكر الماوردي في تفسير قوله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر}قال: فيه قولان: أحدهما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، فذكر ذلك، وكأنه قول ثالث غير القولين المقدمين، أو أراد الجمع بينهما، فإن قوله: نزل جملة واحدة، هو القول الأول، وقوله: فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة، هو القول الثاني، كأنه فسر قول من قال: نزل في عشرين ليلة بأن المراد بهذا الإنزال تنجيم السفرة ذلك على جبريل، قال: والقول الثاني أن الله عز وجل ابتدأ بإنزاله في ليلة القدر، قال: وهذا قول الشعبي.
قال أبو شامة : هو إشارة إلى ابتداء إنزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك كان وهو متحنث بحراء في شهر رمضان.

-
قال أبو شامة :فهذان قولان في كيفية إنزاله في ليلة القدر:
أحدهما أنه نزل جملة واحدة، والثاني أنه نزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.

3/د :ما وجه صحة كون قوله تعالى :{إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة؟

-
أسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك" من حديث ابن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر}،قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى:{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}، صحيح على شرطهما.

*
قال أبو شامة : له وجهان:

-أحدهما : أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
-الثاني : أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر، واختير لفظ الماضي لأمرين: أحدهما تحققه وكونه أمرا لا بد منه، والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم.

4 : أول ما نزل من القرآن.

أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة{اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته"، ثم نزل{يا أيها المدثر}ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا.

5: آخر ما نزل من القرآن .

-
آخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية.
-
وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
-
وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
-
وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.

*
والجمع بين هذه الأقوال :

-
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين . قلت: يعني العاشر من يوم مرضه.

-
وقال: حدثنا عبد الله بن صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين . يعني من آيات الأحكام، والله أعلم.


المقصد الثاني : في جمع الصحابة القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.

1: لماذا لم يُجمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

-
قال البيهقي في كتاب "المدخل":
ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين.

2: جمع أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- المصحف .

2/أ : السبب الذي دفع أبا بكر رضي الله عنه لجمع القرآن .

-
قال الإمام البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر.

*
قال أبو شامة :
وكأن أبا بكر كان غرضه أن يجمع القرآن مكتوبا مجتمعا غير مفرق على اللفظ الذي أملاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتبة الوحي ليعلم ذلك، ولم يكل ذلك إلى حفظ من حفظه خشية فنائهم بالقتل، ولاختلاف لغاتهم في حفظهم على ما كان أبيح لهم من قراءته على سبعة أحرف.

2/ب :من الذي نصبه أبي بكر لجمع المصحف ؟

-
في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت : اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه.

قال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء": ومعنى هذا الحديث -والله أعلم- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.
قال: ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر.

-
قال زيد: قال أبو بكر- رضي الله عنه - : إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"،
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر.

وهكذا استعان أبو بكر بعمر على أبيّ رضي الله عنهم جميعاً .

2/ج : هل جمع أبا بكر -رضي الله عنه- القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة؟

حكى القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار" خلافا في أن أبا بكر جمع القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة، وبكل معنى من ذلك قد وردت الآثار. وقيل: كتبه أولا في صحف ومدارج نسخت ونقلت إلى مصاحف جعلت بين لوحين، وقيل: معنى قول علي: "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين": أي جمع القرآن الذي هو الآن بين اللوحين، وكان هذا أقرب إلى الصواب جمعا بين الروايات.

*
قال أبو شامة :
-
وكأن أبا بكر رضي الله عنه كان جمع كل سورة أو سورتين أو أكثر من ذلك في صحيفة على قدر طول السورة وقصرها. فمن ثم قيل: إنه جمع القرآن في مصحف، ونحو ذلك من العبارات المشعرة بالتعدد.

3:جمع عثمان رضي الله عنه المصحف .

*
قال أبو شامة :
ثم إن عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف- التي جمعها أبو بكر رضي الله عنهما- مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث، فإنه يدل على أن لعثمان في جمعه القرآن بعد أبي بكر تصرفا ما، وهو هذا، فأبو بكر جمع آيات كل سورة كتابة لها من الأوراق المكتوبة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، بإملائه، وهو على وفق ما كان محفوظًا عندهم بتأليف النبي صلى الله عليه وسلم، وعثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر

3/أ : السبب الذي دفع عثمان رضي الله عنه لجمع المصاحف.

-
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

*
قال أبو شامة :
أن نسخه في مصاحف حملاً للناس على اللفظ المكتوب حين نزوله بإملاء المنزل إليه صلى الله عليه وسلم ومنعاً من قراءة كل لفظ يخالفه كان في زمن عثمان رضي الله عنه.

3/ب : من الذي نصبهم عثمان-رضي الله عنه-لجمع المصحف ؟

-
وروى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.

-
قال القاضي: وقد وردت الرواية أن عثمان لما أراد أن يجمع المصحف خطب فقال: أعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله عز وجل، شيء لما جاء به، قال: فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتى جمع من ذلك شيئا كثيرا، ثم دخل فدعاهم رجلا رجلا يناشده: أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أمله عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد، فكتب مصاحف فرقها في الناس.

قال القاضي: فهذا الخبر يقضي بأن سعيدا قد كان ممن يملي المصحف، ولا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، قال: وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم ،وليس يجب أن تتعارض هذه الأخبار؛ لأنه قد ذكر في كل واحد منها ممل غير الذي ذكر في غيره؛ لأنه لا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب.

3/ج : أقوال العلماء في فضيلة عثمان و جمعه للمصاحف .

-
قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
-
وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
-
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.

4 : هل كان تتبع زيد للقرآن بسبب أن القرآن كان معدوماً ؟

قال الشيخ أبو الحسن: "كان أبي يتتبع ما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اللخاف والأكتاف والعسب ونحو ذلك، لا لأن القرآن العزيز كان معدوما. (بل لأنه) كتب الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، فكان يتتبعها من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين في آخر "براءة" ثم لم يقنع بذلك حتى طلبها وسأل عنها غيره فوجدها عند خزيمة، وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. والله أعلم".

*
قال أبو شامة :
إنما كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف على ما سيأتي تفسيرها. والله أعلم.

5 : أول من جمع القرآن الكريم .

ذكر أبو عمرو الداني في كتابه "المقنع" عن هشام بن عروة عن أبيه:
أن أبا بكر أول من جمع القرآن في المصاحف وعثمان الذي جمع المصاحف على مصحف واحد.


المقصد الثالث : نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف.

1: عدد المصاحف التي كتبها عثمان رضي الله عنه.

ورد أنه كتب سبعة مصاحف و أكثر العلماء على أنه جعلها أربع نسخ : وجهها إلى الكوفة والبصرة والشام واحتبس عند نفسه واحداً.

2: معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).

- القول الأول :قال أبو جعفر النحوي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.

- القول الثاني: قيل : فيه وجه آخر، وهو أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد.

- القول الثالث :قال أبو عبيد: المقصود سبع لغات، لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن.وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة، مثل: "أف" بالضم والفتح والكسر مع التنوين وبغير تنوين مع الحركات الثلاث وبالسكون.

- القول الرابع : قيل أن اللغات السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها .

- القول الخامس :أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه.

-القول السادس :قالوا: أنها سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.

3: لماذا أنزل اللهُ القرآن على سبعة أحرف ؟

- أنزل الله القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب ، ولم يكلف بعضهم الانتقال من لغة إلى غيرها لمشقة ذلك عليهم ؛ لأن الكل لغات العرب، فلم يخرج عن كونه بلسان عربي مبين.

- قال أبو شامة :
أباح الله تعالى أن يقرأ على سبعة أحرف ما يحتمل ذلك من ألفاظ القرآن وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما أوحي إليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة: ((هون على أمتي...)) ، فلما انتهى إلى سبعة وقف، وكأنه صلى الله عليه وسلم علم أنه لا يحتاج من ألفاظه لفظة إلى أكثر من ذلك غالبا، والله أعلم.

4: حكم القراءة بالأحرف السبعة .

الخلاصة :
- الأمر بقراءة القرآن على سبعة أحرف أمر تخيير، و الأمة ثبتت على حرف واحد من السبعة التي خيروا فيها، وكان سبب ثباتهم على ذلك ورفض الستة ما أجمع عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوا على الأمة تكفير بعضهم بعضا أن يستطيل ذلك إلى القتال وسفك الدماء وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا، أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة.

5: حكم المراء في الأحرف السبعة .

-المراء في الأحرف السبعة وإنكارها كفر .
عن جهيم الأنصاري -رضي الله عنه- :
"أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).

6: علاقة الأحرف السبعة بالقراءات .

6/أ : هل القراءات المشهورة اليوم هي نفسها الأحرف السبعة ؟

- قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك".

- ذكر كثير من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرامن هؤلاء السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة واطرحهم: قد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة والكسائي وابن عامر، وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة".

فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

6/ب : معنى قولهم قرأ فلان على الأحرف السبعة ؟

- قرأ فلان بالأحرف السبعة معناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفاً،
كما يقال: "قرأت بحرف نافع، وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، فهي أكثر من سبعمائة حرف لو عددنا الأئمة الذين نقلت عنهم القراءات من الصحابة فمن بعدهم".
فحصل أن الذي في أيدينا من القرآن هو ما في مصحف عثمان رضي الله عنه الذي أجمع المسلمون عليه. وهي القراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه.


المقصد الرابع : التعريف بالقراءات المشهورة الآن و الفصل بين القراءة الصحيحة القوية
والشاذة الضعيفة المروية .


1: من هم القراء السبعة و كيف ظهرت القراءات السبع ؟

هم قوم تجردوا في القراءة، فاشتدت بها عنايتهم، ولها طلبهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم ويقتدون بهم فيها، وهم خمسة عشر رجلاً من هذه الأمصار، في كل مصر منهم ثلاثة رجال ، وكان ابن مجاهد -رحمه الله- قد اختار من القراءات ما وافق خط المصحف ومن القراء من اشتهرت قراءته وقد تقدم أهل زمانه في الدين والأمانة والمعرفة، ، و هو أول من رأى أن يكونوا سبعة ؛ تأسياً بعدة المصاحف الأئمة، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب)) وهم :

١- أبو عمرو من أهل البصرة.
٢- وحمزة من أهل الكوفة .
٣- عاصم من أهل الكوفة .
٤- الكسائي من أهل العراق.
٥- ابن كثير من أهل مكة.
٦- ابن عامر من أهل الشام.
٧- نافع من أهل المدينة.

1/أ : السبب في اختلاف هؤلاء الأئمة بعد المرسوم لهم.

ذلك شيء وقفوا عليه بعد توجيه المصاحف إليهم ، لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه انتقلوا وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه.

1/ب : العلة التي من أجلها كثر الاختلاف عن هؤلاء الأئمة، وكل واحد منهم قد انفرد بقراءة اختارها مما قرأ به على أئمته .

قال مكي -رحمه الله- :
" كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في برهة من أعمارهم، يقرءون الناس بما قرءوا، فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه؛ إذ كان ذلك مما قرءوا به على أئمتهم".

2: أقسام القراءة الصحيحة والشاذة .

2/ أ : كيف نميز القراءة الصحيحة من الشاذة الضعيفة ؟
الخلاصة :
ورد عن الأئمة المتقدمين أنّ كل قراءة ساعدها (خط المصحف)مع (صحة النقل )فيها و
(مجيئها على الفصيح )من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة ،فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة.

2/ب : القراءة الصحيحة المعتبرة المجمع عليها.

واعلم أن القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها، قد انتهت إلى السبعة القراء المقدم ذكرهم، واشتهر نقلها عنهم لتصديهم لذلك وإجماع الناس عليهم، فاشتهروا بها كما اشتهر في كل علم من الحديث والفقه والعربية أئمة اقتدي بهم وعول فيها عليهم.

ونحن فإن قلنا: إن القراءات الصحيحة إليهم نسبت وعنهم نقلت، فلسنا ممن يقول: إن جميع ما روي عنهم يكون بهذه الصفة، بل قد روي عنهم ما يطلق عليه أنه ضعيف وشاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثة، ولهذا ترى كتب المصنفين في القراءات السبع مختلفة في ذلك، ففي بعضها ذكر ما سقط في غيرها، والصحيح بالاعتبار الذي ذكرناه موجود في جميعها إن شاء الله تعالى.

2/ج : معنى القراءة الشاذة .

- قال أبو الحسن - رحمه الله - :
"الشاذ مأخوذ من قولهم: شذ الرجل يشذ ويشذ شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم، وكفى بهذه التسمية تنبيها على انفراد الشاذ وخروجه عما عليه الجمهور، والذي لم تزل عليه الأئمة الكبار القدوة في جميع الأمصار من الفقهاء والمحدثين وأئمة العربية توقير القرآن واجتناب الشاذ واتباع القراءة المشهورة ولزوم الطرق المعروفة في الصلاة وغيرها".

وقال ابن مهدي: لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم أو روى عن كل أحد أو روى كل ما سمع".

2/د : هل تجوز القراءة بشيء من هذه القراءات الشاذة ؟

- "قال أبو الحسن -رحمه الله- : لا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن -وهو التواتر- وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف؛ لأنه جاء من طريق الآحاد، وإن كانت نقلته ثقات. فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن. ومنها ما نقله من لا يعتد بنقله ولا يوثق بخبره، فهذا أيضا مردود، لا تجوز القراءة به ولا يقبل، وإن وافق العربية وخط المصحف، نحو "ملك يوم الدين" بالنصب.
قال أبو شامة: هذا كلام صحيح، ولكن الشاذ في ضبط ما تواتر من ذلك وما أجمع عليه.

-"لا يجوز أن يقرأ بالقراءة الشاذة في صلاة ولا غيرها، عالما كان بالعربية أو جاهلا. وإذا قرأ بها قارئ فإن كان جاهلا بالتحريم عرف به وأمر بتركها، وإن كان عالما أدب بشرطه، وإن أصر على ذلك أدب على إصراره وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك".

3: معنى "موافقة خط المصحف" .

-قال أبو شامة :
ولعل مرادهم بموافقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلم ونقصانها.
فإن فيما يروى من ذلك عن أبي بن كعب وابن مسعود رضي الله عنهما من هذا النوع شيئا كثيرا، فكتبت المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما سبق تفسيره.

-وقال ما معناه : أن ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف، فإنه مظنة الاختلاف، ولا اعتبار بالرسم فيه ، وقد خولف الرسم بالإجماع في مواضع ،فيكتفى في مثل ذلك بالأمرين الآخرين، وهما (صحة النقل والفصاحة في لغة العرب).

4: حكم ما روي من الآثار في حروف القرآن .

- قالوا : وأما الآثار التي رويت في الحروف فكالآثار التي رويت في الأحكام: منها المجتمع عليه السائر المعروف، ومنها المتروك المكروه عند الناس: المعيب من أخذ به، وإن كان قد روي وحفظ، ومنها ما قد توهم فيه من رواه فضيع روايته ونسي سماعه لطول عهده، فإذا عرض على أهله عرفوا توهمه وردوه على من حمله.

- "منها اللغة الشاذة القليلة، ومنها الضعيف المعنى في الإعراب، غير أنه قد قرئ به، ومنها ما توهم فيه فغلط به، فهو لحن غير جائز عند من لا يبصر من العربية غير اليسير، ومنها اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا العالم النحرير، وبكل قد جاءت الآثار في القراءات".

- قال ابن سيرين: "فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة". أخرجه أبو عبيد وغيره.


المقصد الخامس : الكلام على وجود النسخ في القرآن .

1: هل يوجد نسخ في القرآن الكريم ؟
- النسخ للقرآن بالإجماع فيه اختلاف، فلذلك تمادى بعض الناس على القراءة بما يخالف خط المصحف مما ثبت نقله ، وليس ذلك بجيد ولا صواب ؛ لأن فيه مخالفة الجماعة ، وفيه أخذ القرآن بأخبار الآحاد، وذلك غير جائز عند أحد من الناس .

- المحققون من الأصوليين لا يرضون هذه العبارة، بل يقولون: الإجماع لا ينسخ به؛ إذ لا نسخ بعد انقطاع الوحي، وما نسخ بالإجماع، فالإجماع يدل على ناسخ قد سبق في زمن نزول الوحي من كتاب أو سنة.

-قال القاضي أبو بكر بن الطيب:

الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الله تعالى وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ويرفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بين الدفتين، الذي حواه مصحف عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه، وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه،

وأن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم كان بجميعه بيانا شائعا ذائعا وواقعا على طريقة واحدة، ووجه تقوم به الحجة وينقطع العذر، وأن الخلف نقله عن السلف على هذه السبيل، وأنه قد نسخ منه بعض ما كانت تلاوته ثابتة مفروضة،وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله سبحانه ورتبه عليه رسوله من آي السور، لم يقدم من ذلك مؤخر، ولا أخر منه مقدم.

2: علاقة القراءات بالنسخ .

قالوا : "الذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف، فكأنها منسوخة بالإجماع على خط المصحف".



المقصد السادس : الكلام في حملة القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم و بيان الواجب على حملة القرآن.

1: بيان من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم .

-عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).

-وعن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان رضي الله عنهم.

- وأيضاً ذكر منهم : تميم الداري وأنس بن مالك .
- ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.

1/أ : هل يؤخذ من الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن أنها على سبيل الحصر ؟


التخصيص بالتسمية كان لكل من وصف بالقراءة وحكي عنه منها شيء وليس على سبيل الحصر وبعض ما ذكر أكثر في القراءة و أعلى من بعض.

1/ب : لماذا لم يذكر عبد الله بن عمرو في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن ؟

ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة:

-منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، إلا أولئك النفر فقط.

-ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.

-ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.

- ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.

-ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.

-ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.

-ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.

٢: أقسام حملة القرآن .


الأول : العالم بوجوه الإعراب في القراءات واللغات ومعاني الكلام ، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مكان.

الثاني : الذي يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه.

الثالث : الذي يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب ،أو قد يكون قرأ على من نسي وضع الإعراب ودخلته الشبهة،فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بنقله.

الرابع : الذي يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا، وقد وردت أحاديث في كراهة ذلك .

2: الواجب على حملة القرآن .

-قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.

-وقال الفضيل بن عياض: ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى أحد من الخلق حاجة، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه.

* قال الحسن: " قراء القرآن على ثلاثة أصناف:
1- صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به.

2- وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة،
كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله.

3- وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر" .

3/أ : الترسل في قراءة القرآن .

- عن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.

3/ب : تحسين الصوت بالقرآن .

-عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحسن الناس صوتا بالقرآن من إذا سمعته يقرأ، حسبته يخشى الله عز وجل)).

٣/ج : حكم قراءة القرآن بالألحان والمحذور في تحسين الصوت .


-عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).

- ذكر أبو عبيد أحاديث كثيرة في تحسين الصوت بالقرآن، ثم قال: وعلى هذا المعنى تحمل هذه الأحاديث، إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية.

-وعن أنس: أنه سمع رجلا يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.

-عن علقمة قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

- وعن ابن جريج قال: قلت لعطاء ما تقول في القراءة على الألحان؟ فقال: وما بأس بذلك، سمعت عبد الله بن عمر يقول: كان داود عليه السلام يفعل كذا وكذا لشيء ذكره، يريد أن يبكي بذلك ويبكي.

3/د : حكم رفع الصوت بتلاوة القرآن .

-عن يحيى بن أبي كثير قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ههنا قوما يجهرون بالقراءة في صلاة النهار، فقال: ((ارموهم بالبعر)).

-وعن الحارث عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها ويغلط أصحابه.


4: الأمر بتدبر القرآن .

-قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.

وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

4/أ : أسباب المنع من فهم القرآن .

أبرز ما جاء في كتب السلف و قد يغفل عنه البعض :
"أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب وحجب سدلها الشيطان على قلوبهم، فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن:
أولها :أن يكون الهم منصرفاً إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصوراً على مخارج الحروف، فأنى تنكشف له المعاني؟ وأعظم ضحكة الشيطان لمن كان مطيعا لمثل هذا التلبيس".

-"وتلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ".


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 15 جمادى الأولى 1436هـ/5-03-2015م, 04:54 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

أختي الغالية :
أرجو أن تنهي تلخيص مقاصد المرشد الوجيز حتى نعجل بتصحيحه لكِ مع تصحيح ما تبقى من أعمال المرحلة الأولى ونستخرج شهادة المرحلة الأولى لكم.
مع التنبيه على :
- وجود النسخ في القرآن لم يكن من المقاصد الأساسية لكتاب المرشد الوجيز وإنما أورده في أثناء حديثه عن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- حاولي تلخيص ما ورد تحت كل مسألة بأسلوبكِ دون إغفال أي قول من الأقوال ثم اذكري الشاهد من الأحاديث أو أقوال العلماء على ما ذكرتِ.
- تلخيص المقاصد لا يعني الاختصار الشديد وإغفال ذكر الأقوال تحت كل مسألة ولكنه في نفس الوقت لا يعني الإسهاب الشديد بتكرار الاستشهاد بأقوال العلماء ومجموعها يدور حول نفس المعنى.

أردتِ التنبيه فقط لتراعي هذه النقاط في تلخيصكِ ، وأسأل الله لكِ بركة في الوقت والجهد تناسب همتكِ العالية.
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 15 جمادى الأولى 1436هـ/5-03-2015م, 06:33 PM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي

أنهيته بالأمس.. وبانتظار تصحيحه .. جزاك الله خير سأجتهد في تطبيق ملاحظاتك في القادم ..

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16 جمادى الأولى 1436هـ/6-03-2015م, 10:45 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة محمود مشاهدة المشاركة
تلخيص مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة




المقصد العام :إرشاد قارئ القرآن وطالب العلم إلى ما ينفعه من علوم تتعلق بالقرآن الكريم.

المقاصد الفرعية :

المقصد الأول :بيان كيفية نزول القرآن الكريم .

المقصد الثاني :جمع القرآن الكريم وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- .

المقصد الثالث :نزول القرآن على سبعة أحرف .

المقصد الرابع :التعريف بالقراءات المشهورة الآن و الفصل بين القراءة الصحيحة القوية
والشاذة الضعيفة المروية .

المقصد الخامس :الكلام على وجود النسخ في القرآن الكريم .

المقصد السادس :الكلام في حملة القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم و بيان الآداب التي ينبغي لحامل القرآن التحلي بها .
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
بسم الله الرحمن الرحيم
مقاصد المرشد الوجيز لأبي شامة
المقصد الأول : بيان كيفية نزول القرآن الكريم .

-
قال ابن جبير: نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها.

-
ذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماءالدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.

[ هذه النقول يحسن تصنيفها تحت المسائل الخاصة بها ]
1:نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا.

ذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.

1/أ : ما السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا؟

-
قال الترمذي في تفسيره : أنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا تسليما منه للأمة ما كان أبرز لهم من الحظ بمبعث محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم كانت رحمة، فلما خرجت الرحمة بفتح الباب جاءت بمحمد صلى الله عليه وسلم وبالقرآن، فوضع القرآن ببيت العزة في السماء الدنيا ليدخل في حد الدنيا، ووضعت النبوة في قلب محمد صلى الله عليه وسلم، وجاء جبريل عليه السلام بالرسالة ثم الوحي، كأنه أراد تبارك وتعالى أن يسلم هذه الرحمة التي كانت حظ هذه الأمة من الله تعالى إلى الأمة، ثم أجرى من السماء الدنيا الآية بعد الآية عند نزول النوائب، قال الله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وقال عز وجل:{يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}.

-
وقال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء...": في ذلك تكريم بني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم.

*
قال أبي شامة : فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه،
وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.

[ تصوري لو أنكِ لخصتِ ذلك فقلتِ :
1: تفخيم لأمر القرآن وأمر من أُنزل عليه.

2: إعلام ملائكة السماوات السبع بقرب بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.]


1/ب : في أي زمان نزل جملة إلى السماء الدنيا، أبعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها؟

قلت: [ من القائل ] الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل، فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكرناه من التفخيم له ولمن أنزل عليه، وإن كان قبلها، ففائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء كما أعلم الله سبحانه وتعالى الملائكة قبل خلق آدم بأنه جاعل في الأرض خليفة، وكما أعلمهم أيضا قبل إكمال خلق آدم عليه السلام بأنه يخرج من ذريته محمد وهو سيد ولده.

2: نزول القرآن إلى الأرض منجماً .

قال الله تعالى :" (وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأهُ عَلَى النَّاس عَلَىٰ مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا"(الإسراء :106

-
وقيل: فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة، وقيل: فصلناه أحكاما، كقوله تعالى: {فيها يفرق كل أمر حكيم}، أي يفصل، وقيل: "فرقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا، {على مكث} على تؤدة وترسل {ونزلناه تنزيلا}: أي نجما بعد نجم، وقيل: جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء ولو أخذوا بجميع الفرائض في وقت واحد لنفروا

-
قال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.

*
قال أبو شامة : وكان بين نزول أول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة، وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم.

2/أ : ما السر في نزوله مُنجماً ؟

-
قال تعالى:{لنثبت به فؤادك}أي لنقوي به قلبك،
فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه على ما سنذكره.

-
وقيل: معنى{لنثبت به فؤادك}،أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب،
وكان النبي صلى الله عليه وسلم أميا لا يكتب ولا يقرأ، ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه،
ولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه، والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبا قارئا، وكذا كان غيره، والله أعلم.

-
وأيضا في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول.

-
ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

*
قال أبو شامة : فهذه وجوه ومعان حسنة في حكمة نزوله منجما ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.

3 : الإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر .

3/أ : اختصاص ليلة القدر بشهر رمضان .

-
دلت الأحاديث الصحيحة على أن ليلة القدر في شهر رمضان، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتماسها في العشر الأخير منه.

-
وهناك قول آخر : بأنها توجد في جميع السنة لا تختص بشهر رمضان، بل هي منتقلة في الشهور على ممر السنين، واتفق أن وافقت زمن إنزال القرآن ليلة النصف من شعبان،وإبطال هذا القول متحقق بالأحاديث الصحيحة الواردة في بيان ليلة القدر وصفاتها وأحكامها.

3/ب : أما نزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟

وقال أبو عبيد: حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء. زاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين، فاستقر ما نسخ منه وبدل.

3/ج : المقصود بالإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر .

-
عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر}قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا.

-
و ذكر الماوردي في تفسير قوله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر}قال: فيه قولان: أحدهما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، فذكر ذلك، وكأنه قول ثالث غير القولين المقدمين، أو أراد الجمع بينهما، فإن قوله: نزل جملة واحدة، هو القول الأول، وقوله: فنجمته السفرة على جبريل عشرين ليلة، هو القول الثاني، كأنه فسر قول من قال: نزل في عشرين ليلة بأن المراد بهذا الإنزال تنجيم السفرة ذلك على جبريل، قال: والقول الثاني أن الله عز وجل ابتدأ بإنزاله في ليلة القدر، قال: وهذا قول الشعبي.
قال أبو شامة : هو إشارة إلى ابتداء إنزال القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك كان وهو متحنث بحراء في شهر رمضان.

-
قال أبو شامة :فهذان قولان في كيفية إنزاله في ليلة القدر:
أحدهما أنه نزل جملة واحدة، والثاني أنه نزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.

3/د :ما وجه صحة كون قوله تعالى :{إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة؟

-
أسند الحاكم أبو عبد الله في كتابه "المستدرك" من حديث ابن أبي شيبة، حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر}،قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى:{وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}، صحيح على شرطهما.

*
قال أبو شامة : له وجهان:

-أحدهما : أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
-الثاني : أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر، واختير لفظ الماضي لأمرين: أحدهما تحققه وكونه أمرا لا بد منه، والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم.

4 : أول ما نزل من القرآن.

أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة{اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته"، ثم نزل{يا أيها المدثر}ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا.

5: آخر ما نزل من القرآن .

-
آخر ما نزل من الآيات {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية.
-
وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها.
-
وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين.
-
وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.

*
والجمع بين هذه الأقوال :

-
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين . قلت: يعني العاشر من يوم مرضه.

-
وقال: حدثنا عبد الله بن صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين . يعني من آيات الأحكام، والله أعلم.


المقصد الثاني : في جمع الصحابة القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.

1: لماذا لم يُجمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ؟

-
قال البيهقي في كتاب "المدخل":
ويشبه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما لم يجمعه في مصحف واحد، لما كان يعلم من جواز ورود النسخ على أحكامه، ورسومه، فلما ختم الله دينه بوفاة نبيه صلى الله عليه وسلم، وانقطع الوحي، قيض لخلفائه الراشدين عند الحاجة إليه جمعه بين الدفتين.

2: جمع أبو بكر وعمر -رضي الله عنهما- المصحف .

2/أ : السبب الذي دفع أبا بكر رضي الله عنه لجمع القرآن .

-
قال الإمام البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب عن عبيد بن السباق، أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة، فإذا عمر بن الخطاب عنده، قال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رآه عمر.

*
قال أبو شامة :
وكأن أبا بكر كان غرضه أن يجمع القرآن مكتوبا مجتمعا غير مفرق على اللفظ الذي أملاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على كتبة الوحي ليعلم ذلك، ولم يكل ذلك إلى حفظ من حفظه خشية فنائهم بالقتل، ولاختلاف لغاتهم في حفظهم على ما كان أبيح لهم من قراءته على سبعة أحرف.

2/ب :من الذي نصبه أبي بكر لجمع المصحف ؟

-
في كتاب أبي بكر عبد الله بن أبي داود عن هشام بن عروة عن أبيه قال: لما استحر القتل بالقراء يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع، فقال لعمر بن الخطاب ولزيد بن ثابت : اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى فاكتباه.

قال الشيخ أبو الحسن في كتابه "جمال القراء": ومعنى هذا الحديث -والله أعلم- من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله الذي كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فقد كان زيد جامعا للقرآن.
قال: ويجوز أن يكون معناه: من جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله تعالى، أي من الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، ولم يزد على شيء مما لم يقرأ أصلا، ولم يعلم بوجه آخر.

-
قال زيد: قال أبو بكر- رضي الله عنه - : إنك رجل شاب عاقل، لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه. فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمراني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، حتى وجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري، لم أجدها مع أحد غيره:{لقد جاءكم رسول من أنفسكم}، حتى خاتمة "براءة"،
فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر.

وهكذا استعان أبو بكر بعمر على أبيّ رضي الله عنهم جميعاً .

2/ج : هل جمع أبا بكر -رضي الله عنه- القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة؟

حكى القاضي أبو بكر في "كتاب الانتصار" خلافا في أن أبا بكر جمع القرآن بين لوحين أو في صحف وأوراق متفرقة، وبكل معنى من ذلك قد وردت الآثار. وقيل: كتبه أولا في صحف ومدارج نسخت ونقلت إلى مصاحف جعلت بين لوحين، وقيل: معنى قول علي: "أبو بكر أول من جمع القرآن بين اللوحين": أي جمع القرآن الذي هو الآن بين اللوحين، وكان هذا أقرب إلى الصواب جمعا بين الروايات.

*
قال أبو شامة :
-
وكأن أبا بكر رضي الله عنه كان جمع كل سورة أو سورتين أو أكثر من ذلك في صحيفة على قدر طول السورة وقصرها. فمن ثم قيل: إنه جمع القرآن في مصحف، ونحو ذلك من العبارات المشعرة بالتعدد.

3:جمع عثمان رضي الله عنه المصحف .

*
قال أبو شامة :
ثم إن عثمان رضي الله عنه نسخ من تلك الصحف- التي جمعها أبو بكر رضي الله عنهما- مصحفا جامعا لها، مرتبة سورة سورة على هذا الترتيب ويدل على ذلك ظاهر حديث يزيد الفارسي عن ابن عباس قال: قلت لعثمان: ما حملكم على أن عمدتم إلى "براءة" و"الأنفال" فقرنتم بينهما؟ الحديث، فإنه يدل على أن لعثمان في جمعه القرآن بعد أبي بكر تصرفا ما، وهو هذا، فأبو بكر جمع آيات كل سورة كتابة لها من الأوراق المكتوبة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، بإملائه، وهو على وفق ما كان محفوظًا عندهم بتأليف النبي صلى الله عليه وسلم، وعثمان جمع السور على هذا الترتيب في مصحف واحد ناسخا لها من صحف أبي بكر

3/أ : السبب الذي دفع عثمان رضي الله عنه لجمع المصاحف.

-
حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم، حدثنا ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى... فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحرث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم. ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.

*
قال أبو شامة :
أن نسخه في مصاحف حملاً للناس على اللفظ المكتوب حين نزوله بإملاء المنزل إليه صلى الله عليه وسلم ومنعاً من قراءة كل لفظ يخالفه كان في زمن عثمان رضي الله عنه.

3/ب : من الذي نصبهم عثمان-رضي الله عنه-لجمع المصحف ؟

-
وروى يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة عن موسى بن جبير أن عثمان بن عفان دعا أبي بن كعب وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص فقال لأبي: إنك كنت أعلم الناس بما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم، كنت تقرئ في زمانه، وكان عمر بن الخطاب يأمر الناس بك، فأمل على هؤلاء القرآن في المصاحف، فإني أرى الناس قد اختلفوا، قال: فكان أبي يملي عليهم القرآن، وزيد بن ثابت وسعيد بن العاص ينسخان.

-
قال القاضي: وقد وردت الرواية أن عثمان لما أراد أن يجمع المصحف خطب فقال: أعزم على كل رجل منكم كان معه من كتاب الله عز وجل، شيء لما جاء به، قال: فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتى جمع من ذلك شيئا كثيرا، ثم دخل فدعاهم رجلا رجلا يناشده: أسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أمله عليك؟ فيقول: نعم، فلما فرغ من ذلك قال: من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قال عثمان: فليمل سعيد وليكتب زيد، فكتب مصاحف فرقها في الناس.

قال القاضي: فهذا الخبر يقضي بأن سعيدا قد كان ممن يملي المصحف، ولا يمتنع أن يمله سعيد ويمله أيضا أبي، فيحتاج إلى أبي لحفظه وإحاطته علما بوجوه القراءات المنزلة التي يجب إثبات جميعها، وأن لا يطرح شيء منها، ويجب نصب سعيد بن العاص لموضع فصاحته وعلمه بوجوه الإعراب وكونه أعربهم لسانا، قال: وقد قيل: إن سعيدا كان أفصح الناس وأشبههم لهجة برسول الله صلى الله عليه وسلم ،وليس يجب أن تتعارض هذه الأخبار؛ لأنه قد ذكر في كل واحد منها ممل غير الذي ذكر في غيره؛ لأنه لا يمتنع أن ينصب لإملائه قوم فصحاء، حفاظ يتظاهرون على ذلك، ويذكر بعضهم بعضا، ويستدرك بعضهم ما لعله يسهو عنه غيره. وهذا من أحوط الأمور وأحزمها في هذا الباب.

3/ج : أقوال العلماء في فضيلة عثمان و جمعه للمصاحف .

-
قال أبو مجلز لاحق بن حميد رحمه الله -وهو من جلة تابعي البصرة-: يرحم الله عثمان، لو لم يجمع الناس على قراءة واحدة لقرأ الناس القرآن بالشعر.
-
وقال حماد بن سلمة: كان عثمان في المصحف كأبي بكر في الردة.
-
وقال عبد الرحمن بن مهدي: كان لعثمان شيئان ليس لأبي بكر ولا عمر مثلهما: صبره نفسه حتى قتل مظلوما، وجمعه الناس على المصحف.

4 : هل كان تتبع زيد للقرآن بسبب أن القرآن كان معدوماً ؟

قال الشيخ أبو الحسن: "كان أبي يتتبع ما كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في اللخاف والأكتاف والعسب ونحو ذلك، لا لأن القرآن العزيز كان معدوما. (بل لأنه) كتب الوجوه السبعة التي نزل بها القرآن، فكان يتتبعها من صدور الرجال ليحيط بها علما، ودليل ذلك أنه كان عالما بالآيتين اللتين في آخر "براءة" ثم لم يقنع بذلك حتى طلبها وسأل عنها غيره فوجدها عند خزيمة، وإنما طلبها من غيره مع علمه بها، ليقف على وجوه القراءات. والله أعلم".

*
قال أبو شامة :
إنما كان قصدهم أن ينقلوا من عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكتبوا من حفظهم لأن قراءتهم كانت مختلفة لما أبيح لهم من قراءة القرآن على سبعة أحرف على ما سيأتي تفسيرها. والله أعلم.

5 : أول من جمع القرآن الكريم .

ذكر أبو عمرو الداني في كتابه "المقنع" عن هشام بن عروة عن أبيه:
أن أبا بكر أول من جمع القرآن في المصاحف وعثمان الذي جمع المصاحف على مصحف واحد.


المقصد الثالث : نزول القرآن الكريم على سبعة أحرف.

1: عدد المصاحف التي كتبها عثمان رضي الله عنه.

ورد أنه كتب سبعة مصاحف و أكثر العلماء على أنه جعلها أربع نسخ : وجهها إلى الكوفة والبصرة والشام واحتبس عند نفسه واحداً.

2: معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)).

- القول الأول :قال أبو جعفر النحوي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) مشكل لا يدرى معناه؛ لأن العرب تسمي الكلمة المنظومة حرفا، وتسمي القصيدة بأسرها كلمة، والحرف يقع على الحرف المقطوع من الحروف المعجمة، والحرف أيضا المعنى والجهة كقوله تعالى: {ومن الناس من يعبد الله على حرف} أي على جهة من الجهات ومعنى من المعاني.

- القول الثاني: قيل : فيه وجه آخر، وهو أن المراد به التوسعة، ليس حصرا للعدد.

- القول الثالث :قال أبو عبيد: المقصود سبع لغات، لغة قريش وهذيل وثقيف وهوازن وكنانة وتميم واليمن.وليس الشرط أن تأتي سبع لغات في كل حرف، بل يجوز أن يأتي في حرف وجهان أو ثلاثة أو أكثر، ولم تأت سبعة أحرف إلا في كلمات يسيرة، مثل: "أف" بالضم والفتح والكسر مع التنوين وبغير تنوين مع الحركات الثلاث وبالسكون.

- القول الرابع : قيل أن اللغات السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها .

- القول الخامس :أنها سبعة أنحاء وأصناف، فمنها زاجر، ومنها آمر، ومنها حلال، ومنها حرام، ومنها محكم، ومنها متشابه.

-القول السادس :قالوا: أنها سبعة أوجه من المعاني المتفقة المتقاربة بألفاظ مختلفة، نحو: أقبل وتعال وهلم، وعلى هذا أكثر أهل العلم.

3: لماذا أنزل اللهُ القرآن على سبعة أحرف ؟

- أنزل الله القرآن بلغة قريش ومن جاورهم من فصحاء العرب ، ولم يكلف بعضهم الانتقال من لغة إلى غيرها لمشقة ذلك عليهم ؛ لأن الكل لغات العرب، فلم يخرج عن كونه بلسان عربي مبين.

- قال أبو شامة :
أباح الله تعالى أن يقرأ على سبعة أحرف ما يحتمل ذلك من ألفاظ القرآن وعلى دونها ما يحتمل ذلك من جهة اختلاف اللغات وترادف الألفاظ توسيعا على العباد، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لما أوحي إليه أن يقرأه على حرفين وثلاثة: ((هون على أمتي...)) ، فلما انتهى إلى سبعة وقف، وكأنه صلى الله عليه وسلم علم أنه لا يحتاج من ألفاظه لفظة إلى أكثر من ذلك غالبا، والله أعلم.

4: حكم القراءة بالأحرف السبعة .

الخلاصة :
- الأمر بقراءة القرآن على سبعة أحرف أمر تخيير، و الأمة ثبتت على حرف واحد من السبعة التي خيروا فيها، وكان سبب ثباتهم على ذلك ورفض الستة ما أجمع عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوا على الأمة تكفير بعضهم بعضا أن يستطيل ذلك إلى القتال وسفك الدماء وتقطيع الأرحام، فرسموا لهم مصحفا، أجمعوا جميعا عليه وعلى نبذ ما عداه لتصير الكلمة واحدة.

5: حكم المراء في الأحرف السبعة .

-المراء في الأحرف السبعة وإنكارها كفر .
عن جهيم الأنصاري -رضي الله عنه- :
"أن رجلين اختلفا في آية من القرآن، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن القرآن أنزل على سبعة أحرف، فلا تماروا في القرآن، فإن المراء كفر)).

6: علاقة الأحرف السبعة بالقراءات .

6/أ : هل القراءات المشهورة اليوم هي نفسها الأحرف السبعة ؟

- قال أبو محمد مكي:
"هذه القراءات كلها التي يقرؤها الناس اليوم، وصحت روايتها عن الأئمة إنما هي جزء من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووافق اللفظ بها خط المصحف الذي أجمع الصحابة فمن بعدهم عليه وعلى اطراح ما سواه، ولم ينقط ولم يضبط فاحتمل التأويل لذلك".

- ذكر كثير من الأئمة في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلى رتبة وأجل قدرامن هؤلاء السبعة، على أنه قد ترك جماعة من العلماء في كتبهم في القراءات ذكر بعض هؤلاء السبعة واطرحهم: قد ترك أبو حاتم وغيره ذكر حمزة والكسائي وابن عامر، وزاد نحو عشرين رجلا من الأئمة ممن هو فوق هؤلاء السبعة".

فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعة المتأخرين قراءة كل واحد منهم أحد الحروف السبعة التي نص عليها النبي صلى الله عليه وسلم.

6/ب : معنى قولهم قرأ فلان على الأحرف السبعة ؟

- قرأ فلان بالأحرف السبعة معناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفاً،
كما يقال: "قرأت بحرف نافع، وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، فهي أكثر من سبعمائة حرف لو عددنا الأئمة الذين نقلت عنهم القراءات من الصحابة فمن بعدهم".
فحصل أن الذي في أيدينا من القرآن هو ما في مصحف عثمان رضي الله عنه الذي أجمع المسلمون عليه. وهي القراءة التي عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه.


المقصد الرابع : التعريف بالقراءات المشهورة الآن و الفصل بين القراءة الصحيحة القوية
والشاذة الضعيفة المروية .


1: من هم القراء السبعة و كيف ظهرت القراءات السبع ؟

هم قوم تجردوا في القراءة، فاشتدت بها عنايتهم، ولها طلبهم، حتى صاروا بذلك أئمة يأخذها الناس عنهم ويقتدون بهم فيها، وهم خمسة عشر رجلاً من هذه الأمصار، في كل مصر منهم ثلاثة رجال ، وكان ابن مجاهد -رحمه الله- قد اختار من القراءات ما وافق خط المصحف ومن القراء من اشتهرت قراءته وقد تقدم أهل زمانه في الدين والأمانة والمعرفة، ، و هو أول من رأى أن يكونوا سبعة ؛ تأسياً بعدة المصاحف الأئمة، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف من سبعة أبواب)) وهم :

١- أبو عمرو من أهل البصرة.
٢- وحمزة من أهل الكوفة .
٣- عاصم من أهل الكوفة .
٤- الكسائي من أهل العراق.
٥- ابن كثير من أهل مكة.
٦- ابن عامر من أهل الشام.
٧- نافع من أهل المدينة.

1/أ : السبب في اختلاف هؤلاء الأئمة بعد المرسوم لهم.

ذلك شيء وقفوا عليه بعد توجيه المصاحف إليهم ، لما خلت تلك المصاحف من الشكل والإعجام وحصر الحروف المحتملة على أحد الوجوه انتقلوا وثبتوا على ما لم يكن في المصاحف الموجهة إليهم مما يستدلون به على انتقالهم عنه.

1/ب : العلة التي من أجلها كثر الاختلاف عن هؤلاء الأئمة، وكل واحد منهم قد انفرد بقراءة اختارها مما قرأ به على أئمته .

قال مكي -رحمه الله- :
" كل واحد من الأئمة قرأ على جماعات بقراءات مختلفة فنقل ذلك على ما قرأ، فكانوا في برهة من أعمارهم، يقرءون الناس بما قرءوا، فمن قرأ عليهم بأي حرف كان لم يردوه عنه؛ إذ كان ذلك مما قرءوا به على أئمتهم".

2: أقسام القراءة الصحيحة والشاذة .

2/ أ : كيف نميز القراءة الصحيحة من الشاذة الضعيفة ؟
الخلاصة :
ورد عن الأئمة المتقدمين أنّ كل قراءة ساعدها (خط المصحف)مع (صحة النقل )فيها و
(مجيئها على الفصيح )من لغة العرب، فهي قراءة صحيحة معتبرة ،فإن اختلت هذه الأركان الثلاثة أطلق على تلك القراءة أنها شاذة وضعيفة.

2/ب : القراءة الصحيحة المعتبرة المجمع عليها.

واعلم أن القراءات الصحيحة المعتبرة المجمع عليها، قد انتهت إلى السبعة القراء المقدم ذكرهم، واشتهر نقلها عنهم لتصديهم لذلك وإجماع الناس عليهم، فاشتهروا بها كما اشتهر في كل علم من الحديث والفقه والعربية أئمة اقتدي بهم وعول فيها عليهم.

ونحن فإن قلنا: إن القراءات الصحيحة إليهم نسبت وعنهم نقلت، فلسنا ممن يقول: إن جميع ما روي عنهم يكون بهذه الصفة، بل قد روي عنهم ما يطلق عليه أنه ضعيف وشاذ بخروجه عن الضابط المذكور باختلال بعض الأركان الثلاثة، ولهذا ترى كتب المصنفين في القراءات السبع مختلفة في ذلك، ففي بعضها ذكر ما سقط في غيرها، والصحيح بالاعتبار الذي ذكرناه موجود في جميعها إن شاء الله تعالى.

2/ج : معنى القراءة الشاذة .

- قال أبو الحسن - رحمه الله - :
"الشاذ مأخوذ من قولهم: شذ الرجل يشذ ويشذ شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم، وكفى بهذه التسمية تنبيها على انفراد الشاذ وخروجه عما عليه الجمهور، والذي لم تزل عليه الأئمة الكبار القدوة في جميع الأمصار من الفقهاء والمحدثين وأئمة العربية توقير القرآن واجتناب الشاذ واتباع القراءة المشهورة ولزوم الطرق المعروفة في الصلاة وغيرها".

وقال ابن مهدي: لا يكون إماما في العلم من أخذ بالشاذ من العلم أو روى عن كل أحد أو روى كل ما سمع".

2/د : هل تجوز القراءة بشيء من هذه القراءات الشاذة ؟

- "قال أبو الحسن -رحمه الله- : لا تجوز القراءة بشيء منها لخروجها عن إجماع المسلمين وعن الوجه الذي ثبت به القرآن -وهو التواتر- وإن كان موافقا للعربية وخط المصحف؛ لأنه جاء من طريق الآحاد، وإن كانت نقلته ثقات. فتلك الطريق لا يثبت بها القرآن. ومنها ما نقله من لا يعتد بنقله ولا يوثق بخبره، فهذا أيضا مردود، لا تجوز القراءة به ولا يقبل، وإن وافق العربية وخط المصحف، نحو "ملك يوم الدين" بالنصب.
قال أبو شامة: هذا كلام صحيح، ولكن الشاذ في ضبط ما تواتر من ذلك وما أجمع عليه.

-"لا يجوز أن يقرأ بالقراءة الشاذة في صلاة ولا غيرها، عالما كان بالعربية أو جاهلا. وإذا قرأ بها قارئ فإن كان جاهلا بالتحريم عرف به وأمر بتركها، وإن كان عالما أدب بشرطه، وإن أصر على ذلك أدب على إصراره وحبس إلى أن يرتدع عن ذلك".

3: معنى "موافقة خط المصحف" .

-قال أبو شامة :
ولعل مرادهم بموافقة خط المصحف ما يرجع إلى زيادة الكلم ونقصانها.
فإن فيما يروى من ذلك عن أبي بن كعب وابن مسعود رضي الله عنهما من هذا النوع شيئا كثيرا، فكتبت المصاحف على اللفظ الذي استقر عليه في العرضة الأخيرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما سبق تفسيره.

-وقال ما معناه : أن ما يرجع إلى الهجاء وتصوير الحروف، فإنه مظنة الاختلاف، ولا اعتبار بالرسم فيه ، وقد خولف الرسم بالإجماع في مواضع ،فيكتفى في مثل ذلك بالأمرين الآخرين، وهما (صحة النقل والفصاحة في لغة العرب).

4: حكم ما روي من الآثار في حروف القرآن .

- قالوا : وأما الآثار التي رويت في الحروف فكالآثار التي رويت في الأحكام: منها المجتمع عليه السائر المعروف، ومنها المتروك المكروه عند الناس: المعيب من أخذ به، وإن كان قد روي وحفظ، ومنها ما قد توهم فيه من رواه فضيع روايته ونسي سماعه لطول عهده، فإذا عرض على أهله عرفوا توهمه وردوه على من حمله.

- "منها اللغة الشاذة القليلة، ومنها الضعيف المعنى في الإعراب، غير أنه قد قرئ به، ومنها ما توهم فيه فغلط به، فهو لحن غير جائز عند من لا يبصر من العربية غير اليسير، ومنها اللحن الخفي الذي لا يعرفه إلا العالم النحرير، وبكل قد جاءت الآثار في القراءات".

- قال ابن سيرين: "فيرون أو يرجون أن تكون قراءتنا هذه أحدث القراءات عهدا بالعرضة الأخيرة". أخرجه أبو عبيد وغيره.


المقصد الخامس : الكلام على وجود النسخ في القرآن .

1: هل يوجد نسخ في القرآن الكريم ؟
- النسخ للقرآن بالإجماع فيه اختلاف، فلذلك تمادى بعض الناس على القراءة بما يخالف خط المصحف مما ثبت نقله ، وليس ذلك بجيد ولا صواب ؛ لأن فيه مخالفة الجماعة ، وفيه أخذ القرآن بأخبار الآحاد، وذلك غير جائز عند أحد من الناس .

- المحققون من الأصوليين لا يرضون هذه العبارة، بل يقولون: الإجماع لا ينسخ به؛ إذ لا نسخ بعد انقطاع الوحي، وما نسخ بالإجماع، فالإجماع يدل على ناسخ قد سبق في زمن نزول الوحي من كتاب أو سنة.

-قال القاضي أبو بكر بن الطيب:

الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الله تعالى وأمر بإثبات رسمه ولم ينسخه ويرفع تلاوته بعد نزوله هو هذا الذي بين الدفتين، الذي حواه مصحف عثمان أمير المؤمنين رضي الله عنه، وأنه لم ينقص منه شيء ولا زيد فيه،

وأن بيان الرسول صلى الله عليه وسلم كان بجميعه بيانا شائعا ذائعا وواقعا على طريقة واحدة، ووجه تقوم به الحجة وينقطع العذر، وأن الخلف نقله عن السلف على هذه السبيل، وأنه قد نسخ منه بعض ما كانت تلاوته ثابتة مفروضة،وأن ترتيبه ونظمه ثابت على ما نظمه الله سبحانه ورتبه عليه رسوله من آي السور، لم يقدم من ذلك مؤخر، ولا أخر منه مقدم.

2: علاقة القراءات بالنسخ .

قالوا : "الذي في أيدينا من القراءات هو ما وافق خط ذلك المصحف من القراءات التي نزل بها القرآن وهو من الإجماع أيضا. وسقط العمل بالقراءات التي تخالف خط المصحف، فكأنها منسوخة بالإجماع على خط المصحف".



المقصد السادس : الكلام في حملة القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم و بيان الواجب على حملة القرآن.

1: بيان من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه و سلم .

-عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).

-وعن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان رضي الله عنهم.

- وأيضاً ذكر منهم : تميم الداري وأنس بن مالك .
- ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.

1/أ : هل يؤخذ من الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن أنها على سبيل الحصر ؟


التخصيص بالتسمية كان لكل من وصف بالقراءة وحكي عنه منها شيء وليس على سبيل الحصر وبعض ما ذكر أكثر في القراءة و أعلى من بعض.

1/ب : لماذا لم يذكر عبد الله بن عمرو في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن ؟

ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة:

-منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، إلا أولئك النفر فقط.

-ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.

-ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.

- ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.

-ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.

-ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي صلى الله عليه وسلم حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.

-ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.

٢: أقسام حملة القرآن .


الأول : العالم بوجوه الإعراب في القراءات واللغات ومعاني الكلام ، البصير بعيب القراءة المنتقد للآثار، فذلك الإمام الذي يفزع إليه حفاظ القرآن في كل مكان.

الثاني : الذي يعرب ولا يلحن ولا علم له بغير ذلك، فذلك كالأعرابي الذي يقرأ بلغته ولا يقدر على تحويل لسانه.

الثالث : الذي يؤدي ما سمعه ممن أخذ عنه، وليس عنده إلا الأداء لما تعلم، لا يعرف الإعراب ،أو قد يكون قرأ على من نسي وضع الإعراب ودخلته الشبهة،فذلك لا يقلد في القراءة ولا يحتج بنقله.

الرابع : الذي يعرب قراءته ويبصر المعنى ويعرف اللغات ولا علم له بالقراءات واختلاف الناس في الآثار، فربما دعاه بصره بالإعراب إلى أن يقرأ بحرف جائز في العربية لم يقرأ به أحد من الماضين، فيكون بذلك مبتدعا، وقد وردت أحاديث في كراهة ذلك .

2: الواجب على حملة القرآن .

-قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يختالون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.

-وقال الفضيل بن عياض: ينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى أحد من الخلق حاجة، إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه.

* قال الحسن: " قراء القرآن على ثلاثة أصناف:
1- صنف اتخذوه بضاعة يأكلون به.

2- وصنف أقاموا حروفه وضيعوا حدوده واستطالوا به على أهل بلادهم واستدروا به الولاة،
كثير هذا الضرب من حملة القرآن، لا كثرهم الله.

3- وصنف عمدوا إلى دواء القرآن فوضعوه على داء قلوبهم واستشعروا الخوف وارتدوا الحزن، فأولئك يسقي الله بهم الغيث وينصرهم على الأعداء، والله لهذا الضرب من حملة القرآن أعز من الكبريت الأحمر" .

3/أ : الترسل في قراءة القرآن .

- عن أبي حمزة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة، وإني أقرأ القرآن في ثلاث، فقال: لأن أقرأ البقرة في ليلة، فأدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ كما تقول.

3/ب : تحسين الصوت بالقرآن .

-عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحسن الناس صوتا بالقرآن من إذا سمعته يقرأ، حسبته يخشى الله عز وجل)).

٣/ج : حكم قراءة القرآن بالألحان والمحذور في تحسين الصوت .


-عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرءوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).

- ذكر أبو عبيد أحاديث كثيرة في تحسين الصوت بالقرآن، ثم قال: وعلى هذا المعنى تحمل هذه الأحاديث، إنما هو طريق الحزن والتخويف والتشويق، لا الألحان المطربة الملهية.

-وعن أنس: أنه سمع رجلا يقرأ بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.

-عن علقمة قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

- وعن ابن جريج قال: قلت لعطاء ما تقول في القراءة على الألحان؟ فقال: وما بأس بذلك، سمعت عبد الله بن عمر يقول: كان داود عليه السلام يفعل كذا وكذا لشيء ذكره، يريد أن يبكي بذلك ويبكي.

3/د : حكم رفع الصوت بتلاوة القرآن .

-عن يحيى بن أبي كثير قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ههنا قوما يجهرون بالقراءة في صلاة النهار، فقال: ((ارموهم بالبعر)).

-وعن الحارث عن علي رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرفع الرجل صوته بالقرآن في الصلاة قبل العشاء الآخرة وبعدها ويغلط أصحابه.


4: الأمر بتدبر القرآن .

-قال الله عز وجل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته}، أما تدبر آياته، اتباعه والعمل بعلمه، أما والله ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، حتى إن أحدهم ليقول: قد قرأت القرآن كله، فما أسقط منه حرفا، وقد والله أسقطه كله ما يرى له القرآن في خلق ولا عمل، حتى إن أحدهم ليقول: إني لأقرأ السورة في نفس واحد، والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة، متى كانت القراء تقول مثل هذا، لا كثر الله في الناس مثل هؤلاء.

وعن إبراهيم عن علقمة قال: قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا تنثروه نثر الدقل ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة.

4/أ : أسباب المنع من فهم القرآن .

أبرز ما جاء في كتب السلف و قد يغفل عنه البعض :
"أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب وحجب سدلها الشيطان على قلوبهم، فعميت عليهم عجائب أسرار القرآن:
أولها :أن يكون الهم منصرفاً إلى تحقيق الحروف بإخراجها من مخارجها، وهذا يتولى حفظه شيطان وكل بالقراء ليصرفهم عن معاني كلام الله تعالى، فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف، يخيل إليهم أنه لا يخرج من مخرجه، فهذا يكون تأمله مقصوراً على مخارج الحروف، فأنى تنكشف له المعاني؟ وأعظم ضحكة الشيطان لمن كان مطيعا لمثل هذا التلبيس".

-"وتلاوة القرآن حق تلاوته أن يشترك فيه اللسان والعقل والقلب، فحظ اللسان تصحيح الحروف بالترتيل، وحظ العقل تفسير المعاني، وحظ القلب الاتعاظ والتأثر والانزجار والائتمار. فاللسان يرتل والعقل يترجم والقلب يتعظ".



بالنسبة لعناوين المقاصد الفرعية:
- وجود النسخ في القرآن لم يكن من المقاصد الأساسية لكتاب المرشد الوجيز وإنما أورده في أثناء حديثه عن جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- المقصد السادس يخص آداب تلاوة القرآن وكان الأفضل أن يظهر ذلك في عنوان المقصد.

بالنسبة لترتيب المسائل :

- ما علاقة المصاحف العثمانية بالأحرف السبعة ؟ لنجعلها أول مسائل هذا المقصد العظيم والأساسي في كتاب المرشد الوجيز.
هناك مسألة تتعلق بالأحرف السبعة وهو هل المصحف العثماني يحوي الحروف السبعة أو حرفًا منها ، ولكن موضع هذه المسألة في نهاية الحديث عن الأحرف السبعة ، كما أنكِ لم تشيري لذلك وإنما أشرتِ لعدد المصاحف العثمانية فيكون موضوعها تحت جمع عثمان رضي الله عنه.
- مراحل جمع القرآن ثلاثة كما درسنا في أصول التفسير ، وأولها الجمع النبوي ، فلماذا أخرتِ ما يخص هذا الجمع للمقصد السادس ؟


بالنسبة للتحرير العلمي :
- ركزتِ على تلخيص أقوال عدد من العلماء والاستشهاد بها تحت كل مسألة وإنما المطلوب أن نلخص مجمل الأقوال بأسلوبنا مع إضافة ما ورد من أدلة على كل قول ولا بأس بالاستشهاد بأقوال بعض العلماء وأولهم صاحب الكتاب ، ونركز على الشاهد فقط من كلامهم ، لذا حاولي تلخيص ما ورد تحت كل مسألة بأسلوبكِ دون إغفال أي قول من الأقوال ثم اذكري الشاهد من الأحاديث أو أقوال العلماء على ما ذكرتِ.
- تلخيص المقاصد لا يعني الاختصار الشديد وإغفال ذكر الأقوال تحت كل مسألة ولكنه في نفس الوقت لا يعني الإسهاب الشديد بتكرار الاستشهاد بأقوال العلماء ومجموعها يدور حول نفس المعنى.

بالنسبة للصياغة :
انتبهي أثناء نقلكِ فلا تنسخي الكلام كما هو فيظهر فيه : " قلتُ ، حدثني ، أخبرنا ... " وهذا يقدح في معياري الصياغة والتحرير العلمي معًا.
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 18 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 18 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 14 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 95 %


أعلمُ أنّ بإمكانكِ تقديم الأفضل في المرات القادمة - إن شاء الله - وتلخيص المقاصد أحد التلخيصات التي ستُدرس في دورة أنواع التلخيص فتابعيها.
وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2 جمادى الآخرة 1436هـ/22-03-2015م, 01:18 AM
مروة محمود مروة محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jun 2014
المشاركات: 249
افتراضي تلخيص مقدمة تفسير ابن عطية

بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن عطية
.
.
المقصد العام: بيان أهمية علم التفسير وفضله وعناية السلف بالقرآن الكريم و علوم اللغة وذكر أسمائه وما حصل فيه من جمع وشكل وتحزيب .
.
.
المقاصد الفرعية:
1- ذكر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف في فضل القرآن الكريم و الاعتصام به.
2- بيان فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه.
3- الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين.
4- نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن.
5- الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى.
6- ذكرالألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق.
8- ذكر ما جاء حول تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية.
9- نزول القرآن على سبعة أحرف.
--------------------------------------------------------------------------.
____________________________________
1- ذكر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف في فضل القرآن الكريم و الاعتصام به.
-
1: فضل التمسك بالقرآن :
أورد ابن عطية آثارا في ذلك حاصلها ما يلي :
- هو أفضل مايؤتى الإنسان ،وفيه النجاة من الفتن ومن أوتي القرآن فقد أدرجت بين جنبيه النبوة إلا أنه لا يوحى إليه ، و فيه علم الأولين والآخرين وهو العروة الوثقى .
-
2: الفرق بين ترديد القرآن و ترديد الشعر و الخطب :
-قال تعالى : (( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم))
*ورد عن جعفر الصادق ما حاصله :
أن القرآن لايمل ما أعيد منه على خلاف الشعر والخطب ؛ لأن القرآن حجة على الإنسان، و متى ما أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوماً غضة ، و هذا لا يوجد في الشعر والخطب .
-
3: ما جاء في الحكمة من ترديد القصص في القرآن :
- أجاب محمد بن سعيد لما سئل عن ذلك بقوله : ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ من الاعتبار .
-
4: قراءة القرآن أفضل عبادة :
-روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أشراف أمتي حملة القرآن )).
-وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
- من قرأ القرآن فقد أوتي النبوة إلا أنه لا يوحى إليه ، وهو أفضل شفيع عند الله ، ومظان المغفرة و تنزُّل الملائكة ، و كان ابن مسعود رضي الله عنه يحب قراءة القرآن لذا فإنه لم يكن كثير الصوم لأنه يمنعه عن قراءة القرآن.
-
5: الأمر بتعاهد القرآن وتدبر معانيه العمل به :
- قال صلى الله عليه وسلم: (( إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران )) .
- قال ابن مسعود :"أدب الله القرآن ". فالواجب على الإنسان فهم معانيه والحرص على عدم إسقاط العمل به ، فليست العبرة بكثرة الختمات وتعجّل الأجور .
- كما روي أن يوسف بن أسباط كان إذا ختم القرآن يستغفر الله خشية المقت لما يذكر ما فيه من أعمال ، و أحد العلماء وبخ رجل أراد أن يعيد عليه ختم القرآن قائلاً :اتخذت القرآن عليّ عملاً ؟! اذهب فاقرأه على الله في ليلك ، وانظر ما يفهمك منه فاعمل به .
-
-
2- بيان فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه.
-
-
1: اللغة العربية من أفضل علوم القرآن .
-ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل علم القرآن عربيته ، ومن أبرز علوم العربية "إعراب القرآن" وهو أصل في الشريعة ؛ لأن به تقوم معانيه التي هي الشرع ، فحث صلى الله عليه وسلم عليه وأخبر أن الله يحب أن يعرب .
- قال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.

-
2: فضل تفسير القرآن .
قال تعالى : " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا "
فسرت الحكمة بأنها تفسير القرآن والفقه به ، و إن أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ، لذا نجد من السلف اهتماما عظيماً بالتفسير حتى إن الرجل منهم ليتجشم الأسفار في تفسير آية واحدة من كتاب الله حتى يعلم تفسيرها - كما فعل مسروق رحمه الله- . كما أن ابن عباس رضي الله عنه يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسيرثم بالحديث.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
- فالذين يقرأونه ولا يفسرونه " كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب " والله المستعان .
-
-
-
3- الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين.
-
-
1: ما جاء حول تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن مما جاء في حديث عائشة .
- روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل" .(وهذا حديث متكلم فيه)
* قال ابن عطية في معنى هذا الحديث ما حاصله :
-أن المراد بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن هنا هو : تفسير مالا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى كالأمور الغيبية ونحوه مما يستقرأ من ألفاظه كالنفخ في الصور.
-
2: تفسير القرآن بالرأي .
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ )) .

* ذكر ابن عطية أن معنى هذا الحديث : أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو م ااقتضته علوم اللغة. وما جاء عن اللغوين و الفقهاء فهو مبني على قوانين فلا يدخل في التفسير بالرأي المجرد الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم.
-
3: تعظيم السلف لتفسير القرآن .
- كان جلة من السلف كابن المسيب والشعبي من تعظيمهم لتفسير للقرآن يتوقفون عنه تورعا
واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم في ذلك رضي الله عنهم.
-
4: مراتب المفسرين و ذكر من يؤخذ عنه التفسير .
-
أولاً : الصحابة:-
-كان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ترجمان القرآن الذي دعا له رسول الله
صلى الله عليه وسلمويحث على الأخذ عنه.كما أنه ورد عن ابن عباس أنه تلقى التفسير عن علي رضي الله عنهم .
- يلي ابن عباس: عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص.
-
ثانياً: التابعين :
- مجاهد : وهو من كبار التابعين الذي أخذ التفسير عن ابن عباس وقرأه عليه قراءة تفهم ووقوف عند كلآية . ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن وسعيد بن جبير وعلقمة.
- ويلي مجاهد : عكرمة والضحاك الذي أخذه عن ابن جبير.

- و السدي : و كان الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر.
- ثمحمله "عدول كل خلف" وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحةوالبخاري وغيرهم.
- من المبرزين في المتأخرين أبوإسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.
-
4-- نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن:
-
-
خلاف العلماء في وجه إعجاز القرآن ؟
· قيل : أن التحدي وقع بصفة الذات.
· قيل:أن التحدي وقع بما فيه من صدق أخباره و سرد للغيبيات .
-
* والقول الصحيح الذي عليه الحذاق والجمهور :
أن التحديإنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما.وهذا يبطل قول من قال إن العرب كان من قدرتها أن تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.فالصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحدمن المخلوقين.
-
-
5- الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى.
-
-
*سبب إيراد هذا المقصد ؟
أراد ابن عطية أن ينبه على أن القصد إلى إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى إسناد أفعال إلىالله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع. كأن يقول( حكى الله.. وخاطب الله .. شرّف الله ) ونحوها .
* قال ابن عطية : وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سيا قالكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
-
-
6- ذكرالألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق.
-
-
*اختلف الناس في هذه المسألة :
-فمنهم من أثبتها كأبي عبيدة وغيره.
- ومنهم من قال أنها مما توافقت فيه اللغات كالطبري وغيره .
-
وذكر ابن عطية قاعدة في هذه المسألة فقال ما حاصله أن :
العقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، و حقيقة هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية ووجه تعريبها أن العرب استعملتها فعربتها. وما ذهب إليه الطبري فهو بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع جواز الاتفاق قليلا شاذا.
-
-
-
-
1: جمع القرآن .
-كما هو معلوم أن القرآن بداية كان محفوظا في الصدور و مكتوبا في الصحف والخزف وغيرها ؛ فلما استحر القتل بالقراء خشي على تضييعه فكان من عمر رضي الله عنه أنه أشار على أبي بكر بجمع المصحف وانتدبوا زيد بن ثابت لهذا .
- أما عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد جمع الناس على مصحف واحد و نسخ منه نسخاً ووجه بها إلى الآفاق وأمر بحرق ما سواها .
-
2: ذكر من قام بترتيب سور وآي القرآن .
- ترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان بن عفان رضي الله عنه في ذلك.
وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب .
- ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم .
-
3: شكل المصحف ونقطه وتعشيره وتحزيبه .
- كان المصحف غير مشكول ولا منقوط ، و روي أن عبد الملك بن مروان هو الذي أمر بشكل المصحف ونقطه فتجرد لذلكالحجاج بواسط وجد فيه ، و قيل أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وقيل أنه نصر بن عاصم الملقب بنصر الحروف .
- و زاد الحجاج تحزيبه وأمر والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك .

-أما وضع الأعشار فيه فقيل: أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
-

-

8- ذكر ما جاء حول تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية.
-
-
1 : ماذكر من أسماء القرآن وتفسيرها.
-
· القرآن : جاء في معناه قولان :
*الأول: أنه مصدر بمعنى التلاوة
*والثاني: أنه بمعنى التأليف ، والقول الأول أقوى .
-
· الكتاب : مصدر من كتب بمعنى الجمع .
· الفرقان : وهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل.
-
· الذكر : وقلي في سبب تسميته ما يلي :
* قيل : سمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وماكانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم .
*وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء .
*وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
-
2 : ذكر بعض ما جاء في موضوع السورة والآية .
-
· معنى السورة :
- أما السورة فمنهم من يهمزهابمعنى البقية من الشيء والقطعة منه التي هي( سؤر وسؤرة )، كقبيلة تميم .
- منهم من لا يهمزهاويراها على المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه ، وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها، كقريش ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر.
-قال أبو عبيدة:إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
-
· معنى الآية و سبب تسميتها وأصلها .
o الآية هي العلامة ، و قيل في سبب تسميتها :
- قال بعضهم : لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية .
- و قيل : سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا. - و قيل : لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.
o أصلها :
جاء في أصلها ثلاثة أقوال : (آيية وأية و أيية ) حيث :
- أبدلت الياء الساكنة في ( أيّة ) لثقل التضعيف.
- قيل سكنت الياء الأولى وأدغمت في ( آيية و أيية ) تسهيلا ؛ للثقل .
-
-
9- نزول القرآن على سبعة أحرف.
-
-
1: الخلاف في معنى الأحرف السبعة.
- و ذكر ابن عطية فيها ستة أقوال :
-
*منها ثلاث أقوال محتملة :
1- أنها فيما اتفق من الأوجه مثل : أقبل وتعال .
2- قيل أنها الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.
3- أنها سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر.
-
وهنا مسألة : الخلاف في تسمية هذه القبائل .
*قال ابن عطية :فأصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر ثم كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثهالله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات حسب ماتقدم.
-
* وضعّف منها ثلاثة أقوال :
1- قيل أنها القراءات السبعة.
2- قيل أنها معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصصومجادلة وأمثال.
* قال ابن عطية : وهذه لا تسمى أحرفا إنما هي بمعنى الجهة والطريقة .
3- قيل هي مارواه أبي رضي الله عنه عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثمزادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليمأو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
* قال ابن عطية : إنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى.
* فائدة : قيل أن معنى هذا الحديث أنها سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابنمسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
-
2: الصلاة لا تصح إلا بما وافق خط المصحف من القراءات السبعة :
- تتبع القراء في الأمصار ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.
- وأما الشاذ منها فلا يصلى به ؛ لأنه لم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي اللهعنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.
_
-
والله أعلم.
-

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20 ذو الحجة 1437هـ/22-09-2016م, 03:11 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة محمود مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص مقاصد مقدمة تفسير ابن عطية
.
.
المقصد العام: بيان أهمية علم التفسير وفضله وعناية السلف بالقرآن الكريم و علوم اللغة وذكر أسمائه وما حصل فيه من جمع وشكل وتحزيب .
.
.
المقاصد الفرعية:
1- ذكر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف في فضل القرآن الكريم و الاعتصام به.
2- بيان فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه.
3- الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين.
4- نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن.
5- الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى.
6- ذكرالألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق.
8- ذكر ما جاء حول تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية.
9- نزول القرآن على سبعة أحرف.
--------------------------------------------------------------------------.
____________________________________
1- ذكر ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والسلف في فضل القرآن الكريم و الاعتصام به.
-
1: فضل التمسك بالقرآن :
أورد ابن عطية آثارا في ذلك حاصلها ما يلي :
- هو أفضل مايؤتى الإنسان ،وفيه النجاة من الفتن ومن أوتي القرآن فقد أدرجت بين جنبيه النبوة إلا أنه لا يوحى إليه ، و فيه علم الأولين والآخرين وهو العروة الوثقى .
-
2: الفرق بين ترديد القرآن و ترديد الشعر و الخطب :
-قال تعالى : (( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم))
*ورد عن جعفر الصادق ما حاصله :
أن القرآن لايمل ما أعيد منه على خلاف الشعر والخطب ؛ لأن القرآن حجة على الإنسان، و متى ما أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مرة علوماً غضة ، و هذا لا يوجد في الشعر والخطب .
-
3: ما جاء في الحكمة من ترديد القصص في القرآن :
- أجاب محمد بن سعيد لما سئل عن ذلك بقوله : ليكون لمن قرأ ما تيسر منه حظ من الاعتبار .
-
4: قراءة القرآن أفضل عبادة :
-روي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( أشراف أمتي حملة القرآن )).
-وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أحسن الناس قراءة أو صوتا بالقرآن فقال: ((الذي إذا سمعته رأيته يخشى الله تعالى)).
- من قرأ القرآن فقد أوتي النبوة إلا أنه لا يوحى إليه ، وهو أفضل شفيع عند الله ، ومظان المغفرة و تنزُّل الملائكة ، [ ما مصدر هذه الفضائل ؟]
و كان ابن مسعود رضي الله عنه يحب قراءة القرآن لذا فإنه لم يكن كثير الصوم لأنه يمنعه عن قراءة القرآن
.
-
5: الأمر بتعاهد القرآن وتدبر معانيه العمل به :
- قال صلى الله عليه وسلم: (( إن الذي يتعاهد هذا القرآن ويشتد عليه له أجران )) .
- قال ابن مسعود :"أدب الله القرآن ". فالواجب على الإنسان فهم معانيه والحرص على عدم إسقاط العمل به ، فليست العبرة بكثرة الختمات وتعجّل الأجور .
- كما روي أن يوسف بن أسباط كان إذا ختم القرآن يستغفر الله خشية المقت لما يذكر ما فيه من أعمال ، و أحد العلماء وبخ رجل أراد أن يعيد عليه ختم القرآن قائلاً :اتخذت القرآن عليّ عملاً ؟! اذهب فاقرأه على الله في ليلك ، وانظر ما يفهمك منه فاعمل به .
-
-
2- بيان فضل تفسير القرآن والكلام على لغته والنظر في إعرابه ودقائق معانيه.
-
-
1: اللغة العربية من أفضل علوم القرآن .
-ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل علم القرآن عربيته ، ومن أبرز علوم العربية "إعراب القرآن" وهو أصل في الشريعة ؛ لأن به تقوم معانيه التي هي الشرع ، فحث صلى الله عليه وسلم عليه وأخبر أن الله يحب أن يعرب .
- قال الحسن: أهلكتهم العجمة يقرأ أحدهم الآية فيعيى بوجوهها حتى يفتري على الله فيها.

-
2: فضل تفسير القرآن .
قال تعالى : " ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا "
فسرت الحكمة بأنها تفسير القرآن والفقه به ، و إن أحب الخلق إلى الله أعلمهم بما أنزل ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ، لذا نجد من السلف اهتماما عظيماً بالتفسير حتى إن الرجل منهم ليتجشم الأسفار في تفسير آية واحدة من كتاب الله حتى يعلم تفسيرها - كما فعل مسروق رحمه الله- . كما أن ابن عباس رضي الله عنه يبدأ في مجلسه بالقرآن ثم بالتفسيرثم بالحديث.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
- فالذين يقرأونه ولا يفسرونه " كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلا وليس عندهم مصباح فتداخلتهم روعة لا يدرون ما في الكتاب " والله المستعان .
-
-
-
3- الكلام في تفسير القرآن والجرأة عليه ومراتب المفسرين.
-
-
1: ما جاء حول تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن مما جاء في حديث عائشة .
- روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل" .(وهذا حديث متكلم فيه)
* قال ابن عطية في معنى هذا الحديث ما حاصله :
-أن المراد بتفسير النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن هنا هو : تفسير مالا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى كالأمور الغيبية ونحوه مما يستقرأ من ألفاظه كالنفخ في الصور.
-
2: تفسير القرآن بالرأي .
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ )) .

* ذكر ابن عطية أن معنى هذا الحديث : أن يسأل الرجل عن معنى في كتاب الله فيتسور عليه برأيه دون نظر فيما قال العلماء أو م ااقتضته علوم اللغة. وما جاء عن اللغوين و الفقهاء فهو مبني على قوانين فلا يدخل في التفسير بالرأي المجرد الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم.
-
3: تعظيم السلف لتفسير القرآن .
- كان جلة من السلف كابن المسيب والشعبي من تعظيمهم لتفسير للقرآن يتوقفون عنه تورعا
واحتياطا لأنفسهم مع إدراكهم وتقدمهم في ذلك رضي الله عنهم.
-
4: مراتب المفسرين و ذكر من يؤخذ عنه التفسير .
-
أولاً : الصحابة:-
-كان علي بن أبي طالب يثني على تفسير ابن عباس ترجمان القرآن الذي دعا له رسول الله
صلى الله عليه وسلمويحث على الأخذ عنه.كما أنه ورد عن ابن عباس أنه تلقى التفسير عن علي رضي الله عنهم .
- يلي ابن عباس: عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص.
-
ثانياً: التابعين :
- مجاهد : وهو من كبار التابعين الذي أخذ التفسير عن ابن عباس وقرأه عليه قراءة تفهم ووقوف عند كلآية . ومن المبرزين في التابعين الحسن بن أبي الحسن وسعيد بن جبير وعلقمة.
- ويلي مجاهد : عكرمة والضحاك الذي أخذه عن ابن جبير.

- و السدي : و كان الشعبي يطعن عليه وعلى أبي صالح لأنه كان يراهما مقصرين في النظر.
- ثمحمله "عدول كل خلف" وألف الناس فيه كعبد الرزاق والمفضل وعلي بن أبي طلحةوالبخاري وغيرهم.
- من المبرزين في المتأخرين أبوإسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول وأما أبو بكر النقاش وأبو جعفر النحاس فكثيرا ما استدرك الناس عليهما وعلى سننهما مكي بن أبي طالب رضي الله عنه وأبو العباس المهدوي رحمه الله متقن التأليف وكلهم مجتهد مأجور رحمهم الله ونضر وجوههم.
-
4-- نبذة مما قال العلماء في إعجاز القرآن:
-
-
خلاف العلماء في وجه إعجاز القرآن ؟
· قيل : أن التحدي وقع بصفة الذات.
· قيل:أن التحدي وقع بما فيه من صدق أخباره و سرد للغيبيات .
-
* والقول الصحيح الذي عليه الحذاق والجمهور :
أن التحديإنما وقع بنظمه وصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه.ووجه إعجازه أن الله تعالى قد أحاط بكل شيء علما وأحاط بالكلام كله علما.وهذا يبطل قول من قال إن العرب كان من قدرتها أن تأتي بمثل القرآن فلما جاء محمد صلى الله عليه وسلم صرفوا عن ذلك وعجزوا عنه.فالصحيح أن الإتيان بمثل القرآن لم يكن قط في قدرة أحدمن المخلوقين.
-
-
5- الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى.
-
-
*سبب إيراد هذا المقصد ؟
أراد ابن عطية أن ينبه على أن القصد إلى إيجاز العبارة قد يسوق المتكلم في التفسير إلى إسناد أفعال إلىالله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع. كأن يقول( حكى الله.. وخاطب الله .. شرّف الله ) ونحوها .
* قال ابن عطية : وهذا على تقرير هذه الصفة له وثبوتها مستعملة كسائر أوصافه تبارك وتعالى، وأما إذا استعمل ذلك في سيا قالكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس وأنا أتحفظ منه في هذا التعليق جهدي لكني قدمت هذا الباب لما عسى أن أقع فيه نادرا واعتذارا عما وقع فيه المفسرون من ذلك.
-
-
6- ذكرالألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق.
-
-
*اختلف الناس في هذه المسألة :
-فمنهم من أثبتها كأبي عبيدة وغيره.
- ومنهم من قال أنها مما توافقت فيه اللغات كالطبري وغيره .
-
وذكر ابن عطية قاعدة في هذه المسألة فقال ما حاصله أن :
العقيدة هي أن القرآن نزل بلسان عربي مبين، و حقيقة هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية ووجه تعريبها أن العرب استعملتها فعربتها. وما ذهب إليه الطبري فهو بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع جواز الاتفاق قليلا شاذا.
-
-
-
-
1: جمع القرآن .
-كما هو معلوم أن القرآن بداية كان محفوظا في الصدور و مكتوبا في الصحف والخزف وغيرها ؛ فلما استحر القتل بالقراء خشي على تضييعه فكان من عمر رضي الله عنه أنه أشار على أبي بكر بجمع المصحف وانتدبوا زيد بن ثابت لهذا .
- أما عثمان بن عفان رضي الله عنه فقد جمع الناس على مصحف واحد و نسخ منه نسخاً ووجه بها إلى الآفاق وأمر بحرق ما سواها .
-
2: ذكر من قام بترتيب سور وآي القرآن .
- ترتيب السور اليوم هو من تلقاء زيد ومن كان معه مع مشاركة من عثمان بن عفان رضي الله عنه في ذلك.
وظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب .
- ترتيب الآيات في السور ووضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم .
-
3: شكل المصحف ونقطه وتعشيره وتحزيبه .
- كان المصحف غير مشكول ولا منقوط ، و روي أن عبد الملك بن مروان هو الذي أمر بشكل المصحف ونقطه فتجرد لذلكالحجاج بواسط وجد فيه ، و قيل أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي وقيل أنه نصر بن عاصم الملقب بنصر الحروف .
- و زاد الحجاج تحزيبه وأمر والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك .

-أما وضع الأعشار فيه فقيل: أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن: الحجاج فعل ذلك.
-

-

8- ذكر ما جاء حول تفسير أسماء القرآن وذكر السورة والآية.
-
-
1 : ماذكر من أسماء القرآن وتفسيرها.
-
· القرآن : جاء في معناه قولان :
*الأول: أنه مصدر بمعنى التلاوة
*والثاني: أنه بمعنى التأليف ، والقول الأول أقوى .
-
· الكتاب : مصدر من كتب بمعنى الجمع .
· الفرقان : وهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل.
-
· الذكر : وقلي في سبب تسميته ما يلي :
* قيل : سمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وماكانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم .
*وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء .
*وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
-
2 : ذكر بعض ما جاء في موضوع السورة والآية .
-
· معنى السورة :
- أما السورة فمنهم من يهمزهابمعنى البقية من الشيء والقطعة منه التي هي( سؤر وسؤرة )، كقبيلة تميم .
- منهم من لا يهمزهاويراها على المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه ، وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها، كقريش ومن جاورها من قبائل العرب كهذيل وسعد بن بكر.
-قال أبو عبيدة:إنما اختلفا في هذا فكأن سور القرآن هي قطعة بعد قطعة حتى كمل منها القرآن.
-
· معنى الآية و سبب تسميتها وأصلها .
o الآية هي العلامة ، و قيل في سبب تسميتها :
- قال بعضهم : لما كانت الجملة التامة من القرآن علامة على صدق الآتي بها وعلى عجز المتحدى بها سميت آية .
- و قيل : سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا. - و قيل : لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.
o أصلها :
جاء في أصلها ثلاثة أقوال : (آيية وأية و أيية ) حيث :
- أبدلت الياء الساكنة في ( أيّة ) لثقل التضعيف.
- قيل سكنت الياء الأولى وأدغمت في ( آيية و أيية ) تسهيلا ؛ للثقل .
-
-
9- نزول القرآن على سبعة أحرف.
-
-
1: الخلاف في معنى الأحرف السبعة.
- و ذكر ابن عطية فيها ستة أقوال :
-
*منها ثلاث أقوال محتملة :
1- أنها فيما اتفق من الأوجه مثل : أقبل وتعال .
2- قيل أنها الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام.
3- أنها سبع لغات لسبع قبائل انبث فيه من كل لغة منها وهذا القول هو المتقرر.
-
وهنا مسألة : الخلاف في تسمية هذه القبائل .
*قال ابن عطية :فأصل ذلك وقاعدته قريش ثم بنو سعد بن بكر ثم كنانة وهذيلا وثقيفا وخزاعة وأسدا وضبة وألفافها لقربهم من مكة وتكرارهم عليها ثم بعد هذه تميما وقيسا ومن انضاف إليهم وسط جزيرة العرب فلما بعثهالله تعالى ويسر عليه أمر الأحرف أنزل عليه القرآن بلغة هذه الجملة المذكورة وهي التي قسمها على سبعة لها السبعة الأحرف وهي اختلافاتها في العبارات حسب ماتقدم.
-
* وضعّف منها ثلاثة أقوال :
1- قيل أنها القراءات السبعة.
2- قيل أنها معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصصومجادلة وأمثال.
* قال ابن عطية : وهذه لا تسمى أحرفا إنما هي بمعنى الجهة والطريقة .
3- قيل هي مارواه أبي رضي الله عنه عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثمزادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليمأو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
* قال ابن عطية : إنما هي سبعة أوجه من أسماء الله تعالى.
* فائدة : قيل أن معنى هذا الحديث أنها سبع لغات مختلفات وهذا باطل إلا أن يريد الوجوه المختلفة التي تستعمل في القصة الواحدة والدليل على ذلك أن لغة عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابنمسعود واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
-
2: الصلاة لا تصح إلا بما وافق خط المصحف من القراءات السبعة :
- تتبع القراء في الأمصار ما روي لهم من اختلافات لاسيما فيما وافق خط المصحف فقرؤوا بذلك حسب اجتهاداتهم فلذلك ترتب أمر القراء السبعة وبها يصلى لأنها ثبتت بالإجماع.
- وأما الشاذ منها فلا يصلى به ؛ لأنه لم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي اللهعنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.
_
-
والله أعلم.
-

تلخيص طيب ، بارك الله فيكِ أختي الفاضلة ، ونفع بكِ ، وزادكِ علمًا.
ملحوظة يسيرة :
- أرى أنه من الأفضل تقديم مقصد إعجاز القرآن بعد بيان فضله ، ومقصد الأحرف السبعة قبل مقصد ذكر الألفاظ التي في كتاب الله وللغات العجم بها تعلق.
- لو صغتِ المقاصد الفرعية بأسلوبكِ بدلا من استعارة عناوين الأبواب عند ابن عطية.

التقييم :

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 20 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 100 %


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:12 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir