ملخص القسم الأخير من التفسير
تفسير قوله تعالى: {وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)}
_____________
بما أقسم الله تعالى :
بالعصر
معنى العصر :
هو الدهر أو الزمان الذي يقع فيه تعاقب الليل والنهار وحركات بني آدم من خيرٍ وشرٍّ ( خلاصة بن كثير والسعدي والأشقر )
وقال مالكٌ: عن زيد بن أسلم: هو العشيّ.
وَقَالَ مُقَاتِلٌ: الْمُرَادُ بالعَصْرِ صَلاةُ العصرِ
سبب القسم بالعصر :
لِمَا فِيهِ من العِبَرِ منْ تَعَاقُبِ الظلامِ والضياءِ، وَمَا فِي ذَلِكَ من اسْتِقَامَةِ الْحَيَاةِ ومصالِحِ الأحياءِ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ دَلالةً بَيِّنَةً عَلَى الصانعِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَلَى تَوْحِيدِهِ. ( السعدي )
علام أقسم الله تعالى :
أَنَّ كُلَّ إِنْسَانٍ فِي المَتاجرِ وَالمَسَاعِي وَصَرْفِ الأعمارِ فِي أَعْمَالِ الدُّنْيَا لَفِي نَقْصٍ وَضَلالٍ عَن الْحَقِّ حَتَّى يَمُوتَ ( الأشقر )
معنى خسر :
أي: في خسارةٍ وهلاكٍ ( ابن كثير)
الخُسْرُ وَالخُسْرَانُ: النُّقْصَانُ وَذَهَابُ رأسِ الْمَالِ.( الأشقر )
درجات الخسران :
الخاسرُ مراتبُ متعددةٌ متفاوتةٌ قدْ يكونُ خساراً مطلقاً، كحالِ منْ خسرَ الدنيا والآخرَةَ، وفاتهُ النعيمُ، واستَحقَّ الجحيمَ ( السعدي )
الفرقة الناجية من الخسارة :
استثنى الله تعالى من جنس الإنسان عن الخسران الذين اتصفوا بأربع صفات وهي الإيمان والعمل الصالح والتواصى بالحق والتواصى بالصبر
وبالأمرينِ الأولينِ يُكمّلُ الإنسانُ نفسَهُ، وبالأمرينِ الأخيرينِ يُكمّلُ غيرَهُ، وبتكميلِ الأمورِ الأربعةِ، يكونُ الإنسانُ قدْ سلمَ منَ الخسارِ، وفازَ بالربحِ (خلاصة السعدي وابن كثير والأشقر )
المقصود من ( آمنوا ) :
الإيمانُ بقلوبهم بما أمرَ اللهُ بالإيمانِ بهِ، ولا يكونُ الإيمانُ بدونِ العلمِ، فهوَ فرعٌ عنهُ لا يتمُّ إلاَّ بهِ (خلاصة السعدي وابن كثير )
المقصود من ( عملوا الصالحات ) :
وهذا شاملٌ لأفعالِ الخيرِ كلِّها، الظاهرةِ والباطنةِ، المتعلقةِ بحقِّ اللهِ وحقِّ عبادهِ، الواجبةِ والمستحبةِ (السعدي )
معنى تواصوا بالحق :
أَيْ: وَصَّى بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِالْحَقِّ الَّذِي يَحِقُّ القيامُ بِهِ، وَهُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ والتوحيدُ، والقيامُ بِمَا شَرَعَهُ اللَّهُ، وَاجْتِنَابُ مَا نَهَى عَنْهُ.(الأشقر)
معنى تواصوا بالصبر :
على طاعةِ اللهِ، وعنْ معصيةِ اللهِ، وعلى أقدارِ اللهِ المؤلمةِ. وأذى من يؤذي ممّن يأمرونه بالمعروف، وينهونه عن المنكر (خلاصة السعدي وابن كثير )
سبب تقديم التواصى بالحق على التواصى بالصبر :
الصَّبْرُ منْ خِصَالِ الْحَقِّ، نَصَّ عَلَيْهِ بَعْدَ النصِّ عَلَى خِصَالِ التَّوَاصِي بِالْحَقِّ، وَلِمَزِيدِ شَرَفِهِ عَلَيْهَا وَارْتِفَاعِ طَبَقَتِهِ عَنْهَا، ولأنَّ كَثِيراً مِمَّنْ يَقُومُ بِالْحَقِّ يُعَادَى، فَيَحْتَاجُ إِلَى الصبرِ (الأشقر)
انتهى ولله الحمد من قبل ومن بعد
وجزاكم الله عنا خير ما يجزي به النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم آمين