بسم الله الرحمن الرحيم
فهرسة مسائل احكام المصاحف
ترتيب المصحف
1- ترتيب اﻻيات:
-اﻻجماع والنصوص المترادفة على ان ترتيب اﻻيات توقيفى ﻻ شبه فى ذلك
-نقل اﻻجماع الزركشى فى البرهان وبن الزبير فى منا سباته
معنى توقيفى اى من النبى صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى وانه ﻻ مجال للراى واﻻجتهاد فيه
-كان جبريل ينزل باﻻيات على رسول الله ويرشده الى موضع كل اية من سورتها ثم يقرؤها النبى على اصحابه
-يامر النبى كتاب الوحى بكتابتها معينا لهم السورة التى تكون فيها اﻻية وموضع اﻻية من السورة
-كان يتلوه عليهم مرارا وتكرارا فى صﻼته وعظاته وحكمه واحكامه
-كان يعارض به جبريل كل عام مرة وفى العام اﻻخير مرتين كل ذلك على الترتيب المعروف لنا فى المصاحف
-وكذلك من حفظ من الصحابة من القرءان شيئا حفظه على هذا النمط يتدارسونه فيما بينهم ويقرؤونه فى صﻼتهم وياخذه بعضهم عن
بعض بالترتيب القائم اﻻن
- ليس لواحد من الصحابة وﻻ الخلفاء يد وﻻ تصرف فى ترتيب شىء من ايات القرءان
-كتابة اﻻيات فى المصاحف على هذا الترتيب امر متعين ﻻ تحل مخالفته وﻻ يجوز العدول عنه ﻻن فى ذلك افسادا لنظم القرءان
-قال اﻻنبارى ومن افسد نظم القرءان فقد كفر بما انزل على محمد ما حكاه عن ربه عزوجل
-الجمع الذى كان على عهد ابى بكر لم يتجاوز نقل القرءان من العسب واللخاف وغيرها فى صحف
-الجمع فى عهد عثمان لم يتجاوز نقله من الصحف فى مصاحف وكﻼهما وفق الترتيب المحفوظ عن النبى عن الله تعالى
-مستند اﻻجماع على كون ترتيب اﻻيات توقيفيا طائفة من اﻻحاديث القولية والفعلية
اوﻻ :اﻻحاديث القولية
-حديث عمر وسؤاله النبى صلى الله عليه وسلم عن الكﻼلة وفيه :تكفيك اية الصيف التى فى اخر سورة النساء
-عن بن عباس قال اخر ما نزل من القرءان واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم ﻻ يظلمون اﻻية فقال
جبريل يا محمد ضعها فى راس ثمانين ومائتين من البقرة
-حديث بن مسعود عن النبى قال من قرا اﻻيتين من اخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه
ثانيا:اﻻحاديث الفعلية
-ما ثبت من فعله صلى الله عليه وسلم وقراءته لسور عديدة كسورة البقرة وال عمران والنساء فى حديث حذيفة واﻻعراف فى البخارى
انه قراها فى المغرب وروى النسائى انه قراها فى الصبح
-والم تنزيل السجدة وهل اتى على اﻻنسان روى الشيخان انه كان يقرؤهما فى صبح الجمعة-ق فى الخطبة والرحمن قراها على الجن والنجم قراها بمكة على الكفار وسجد فى اخرها
ثالثا:ما اثر عن الصحابة ان ترتيب اﻻيات توقيفى:
-عن زيد بن ثابت فى قصة جمع القرءان قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرءان من الرقاع
-اخرج البخارى عن بن الزبير قال قلت لعثمان والذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا اﻻية قد نسختها اﻻية اﻻخرى فلم تكتبها او
تدعها؟قال يا بن اخى ﻻ اغير شيئا من مكانه
وجواب عثمان رضى الله عنه دليل ان ترتيب اﻻى توقيفى
شبهة وتفنيدها:
-قال السيوطى فى اﻻتقان يشكل ذلك ما اخرجه بن ابى داود فى المصاحف عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن ابيه قال اتى
الحارث بن خزيمة بهاتين اﻻيتين من اخر سورة براءة فقال اشهد انى سمعتها من رسول الله ووعيتهما فقال عمر وانا اشهد لقد
سمعتها ثم قال لو كانت ثﻼث ايات لجعلتها سورة على حدة فانظروا اخر سورة فى القرءان فالحقوها بها
-قال بن حجر ظاهر هذا انهم كانوا يؤلفون ايات السور باجتهادهم
الرد على الشبهة
-يعارض هذا الحد يث ما اخرجه بن ابى داود عن ابى بن كعب انهم جمعوا القرءان فلما انتهوا الى اﻻية التى فى سورة براءة قوله تعالى
ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بانهم قوم ﻻ يفقهون --ظنوا ان هذا اخر ما نزل فقال ابى ان رسول الله اقرانى بعد هذا ايتين --وهذا
اﻻثر نص على كون اﻻيتين المذكورتين وضعتا مكانهما من سورة براءة وان هذا الوضع توقيفا ﻻ اجتهادا
وان ما عارض اﻻجماع معارض للقاطع وما عارض القاطع فهو ساقط
تنبيه
-بث المستشرقون دعوة الى اعادة ترتيب القرءان حسب نزول اﻻيات كخطوة منهم فى سبيل افساد النظم القرءانى ورغبة منهم فى طمس
معالم اعجازه
2- ترتيب السور
-ﻻهل العلم فى ترتيب السور على ما هى عليه اليوم فى المصاحف ثﻼثة اقوال فى الجملة
القول اﻻول:ترتيب السور لم يكن بتوقيف من النبى انما كان باجتهاد الصحابة وقالوا ان ترتيب اﻻيات واجب لانه بالنص وترتيب السور بالاجتهاد لا بالنص
-القول الثانى :ترتيب السور كلها توقيفى بتعليم الرسول كترتيب الايات وانه لم توضع سورة فى مكانها الا بامر منه بالوحى
-الثالث:ان ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبى وترتيب بعضها كان باجتهاد من الصحابةوان هذا البعض اما انه منحصر فى براءة والانفال واما انه فى الاقل من سور القرءان واما انه خص بما دون السبع الطوال والحواميم والمفصل على اقوال مختلفة
تسمية القائلين بالقول الاول:
-جمهور اهل العلم منهم المالكية والشافعية ومن الحنابلة بن تيمية ومنهم بن فارس والباقلانى وبن حجر والقاضى بن عياض والنووى
تسمية القائلين بالقول الثانى :
-هو اختيار الحسن ومحمدوابى عبيد وبن الانبارى والقرطبى والسيوطى والكرمانى وابو جعفر النحاس وبن الزبير الغرناطى
حجة كل قول من هذه الاقوال والترجيح بينها:
-حجة القول الاول
-ان مصاحف الصحابة كانت مختلفة فى ترتيب السور قبل ان يجمع القرءان عهد عثمان فلو كان الترتيب توقيفيا عن النبى لما ساغ لهم ان يهملوه
-عن ابى محمد القرشى قال امرهم عثمان ان يتابعوا الطوال فجعل سورة الانفال والتوبة فى السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم
حجة القول الثالث :
-بحديث عثمان , فقد أخرج أبو عبيد والإمام أحمد وأصحاب وأصحاب السنن وغيرهم عن يزيد الفارسى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى وإلى براءة وهى من المئين ففرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتموها فى السبع الطول , ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : إن رسول الله كان مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة فى الموضع الذى يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها سبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها فى السبع الطول )
-حجة القول الثانى:
1-حديث واثلة بن الاسقع انه عليه الصلاة والسلام قال:اعطيت مكان التوراة السبع الطوال واعطيت مكان الانجيل المثانى وفضلت بالمفصل
2-حديث حذيفة الثقفى فى تحزيب القرءان قال كنت فى وفد ثقيف فقال الرسول طرأ على حزبى من القرءان فاردت الا اخرج حتى اقضيه قال بن حجر فى اثر هذا الحديث هذا يدل على ان ترتيب السور على ما هو عليه الان كان على عهد النبى
3-حديث معبد بن خالد انه صلى الله عليه وسلم صلى بالسبع الطوال فى ركعة وانه كان يجمع المفصل فى ركعة
4- حديث عائشة رضى الله عنها انه كان اا اوى الى فراشه قرأ قل هو الله احد والمعوذتين
5-سئل ربيعة لم قدمت البقرة وال عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة قال قد قدمتا والف القرءان على علم ممن الفه وقد اجمعوا على العلم بذلك فهذا مما ننتهى اليه ولا نسأل عنه
6-ما روى عن بن مسعو وبن عمر انهما كرها ان يقرأ القرءان منكوسا وقالا ذلك منكوس القلب
7- استدلوا بتوالى الحواميم وذوات الر والفصل بين المسبحات وتقديم طس على القصص مفصولا بين النظيرتين فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين وهما نظيرتان فى المطلع والمقصد
8-ان التوقيف فى ترتيب المصحف مقتضى لنظم القرءان ومخالفة الترتيب تفضى الى افساد ذلك النظم
-قال الانبارى فاتساق السور كاتساق الايات والحروف فكله عن محمد خاتم النبيين عن رب العالمين فمن اخر سورة مقدمة او قدم سورة مؤخرة فهو كمن افسد نظم الايات وغير الحروف والكلمات
9-عدم الدليل على كون الترتيب اجتهاديا ولا دليل على ان الترتيب غير توقيفى وان مستند المذهبين الاخريين اما غير محفوظ ومنه ما فى سنده مجهول لا يجوز التعويل عليه
10-احترام ترتيب المصحف الامام امرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجميع
-قال بن حجر ولا شك ان تاليف المصحف العثمانى اكثر وفاقا من غيره وهو امر حصل عليه من الصحابة اجماع او شبه اجماع فصار مما سنه الخلفاء الراشدون مما يجب اتباعه
مآل الخلاف فى راى الزركشى
-يرى الزركشى ان الخلاف يرجع الى اللفظ لان القول بان الترتيب اجتهادى بسبب علمهم باسباب نزوله ومواقع كلماته ولذا قال الامام مالك انما الفوا القرءان على ما كانوا يسمعونه من النبى
-واما ما ورد بان النبى صلى فافتتح بالبقرة ثم النساء ثم ال عمران قيل فعل ذلك النبى توسعة على الامة فاستقر النظر على راى ما كان من فعله الاكثر وهذا محل اجتهادهم فى المسالة
-ومآل الخلاف ان هل ذلك بتوقيف قولى ام بمجرد استناد فعلى
مناقشة الادلة :
-الرد على القول الاول :ان الاختلاف فى مصاحف الصحابة محمول على ما كان مكتوبا قبل ان يستقر الترتيب فى العرضة الاخيرة
-قال السيوطى: ان القرءان وقع فيه النسخ كثيرا للرسم حتى لسور كاملة وايات كثيرة فلا بدع ان يكون الترتيب العثمانى هو الترتيب الذى استقر فى العرضة الاخيرة كالقراءات التى فى مصحف ابى وبن مسعود ولم يبلغ ذلك ابيا ولا بن مسعود كما لم يبلغهما نسخ ما وضعاه فى مصاحفهما من القراءات التى تخالف المصحف العثمانى
-الرد على المذهب الثالث بان الاثر المذكور عن عثمان فى طريقه كلام وعلى تقدير صحته فان عثمان لم يقل ذلك رأيا وانما قاله توقيفا لان مثله لا يؤخذ الا بتوقيف
الترتيب حال القراءة وحكم التنكيس
-لا خلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الايات فى الكتابة والقراءة وان تنكيسها امر محرم
-جاء النص بترتيب الايات فصار ذلك الترتيب توقيفيا
-ومن صيانة حرمة القرءان ان لا يتلى منكوسا فان فيه اخراج القرءان عن موضعه ونظمه وابطالا لاعجازه
-قال الانبارى ومن افسد نظم القرءان فقد كفر به ورد على محمد ما حكاه عن ربه
-ذكر بن تيمية ان كتابة الايات او السورة مقلوبة الحروف انما هو من صنيع الكهنة المشركين يلتمسون به ما يرضى الشياطين
الترتيب بين السور فى الصلاة والقراءة وحكم تنكيسها
-اتفق العلماء على اولوية مراعاة ترتيب المصحف حال الصلاة والقراءة على الترتيب المذكور لكونه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم ومواظبته على ذلك
-وهكذا كانت قراءة اصحابه رضوان الله عليهم فى الغالب الاعم من احوالهم
-وما روى خلاف ذلم من حاله صلى الله عليه وسلم فمحمول على بيان الجواز ومما قد يستدل به على نفى كراهة التنكيس بين السور
-لهذا قال فريق من اهل العلم بسنية القراءة على ترتيب المصحف وقيل الاستحباب وما هذا سبيله فلا ينبغى العدول عنه