دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > الأسئلة العلمية > أسئلة التفسير وعلوم القرآن الكريم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 شعبان 1435هـ/6-06-2014م, 04:06 PM
أم إسماعيل هاجر بنت محمد أم إسماعيل هاجر بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 700
Question سؤال: هل الاستعاذة الحسنة تمنع الابتلاء مطلقاً؟

في تفسير المعوذتين:
- هل من الممكن أن يحسن العبد المؤمن الاستعاذة بقلبه وقوله وعمله ومع ذلك يُبتلى؟ كيف وهو له عهد [ولئن استعاذني لأعيذنه]؟ يعني ما وقع لنبي الله أيوب عليه السلام هل كان ذلك بسبب تقصير منه في إحسان الاستعاذة أولًا؟!


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 شعبان 1435هـ/9-06-2014م, 10:12 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم إسماعيل مشاهدة المشاركة
في تفسير المعوذتين:
- هل من الممكن أن يحسن العبد المؤمن الاستعاذة بقلبه وقوله وعمله ومع ذلك يُبتلى؟ كيف وهو له عهد [ولئن استعاذني لأعيذنه]؟ يعني ما وقع لنبي الله أيوب عليه السلام هل كان ذلك بسبب تقصير منه في إحسان الاستعاذة أولًا؟!
الاستعاذة الحسنة تنفع المؤمن لكنها لا تمنع الابتلاء مطلقاً، وإن كانت قد تنفعه في دفع بعض أنواع البلاء بإذن الله؛ وأما مطلق الابتلاء فهو أمر قد كتبه الله على عباده، وهذه الدار دار ابتلاء وامتحان؛ قال الله تعالى: {لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم} وقال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين} وقال تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} وقال تعالى: {أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون . ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}.
- وعن حصين بن عبد الرحمن السلمي قال: سمعت أبا عبيدة بن حذيفة يحدث عن عمته فاطمة أنها قالت: أتينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في نساء نعوده؛ فإذا بسقاء مغطى عليه من شدة ما يجد من الحمى قلت يا رسول الله لو دعوت الله فكشف عنك قال: (( إن من أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)). رواه أحمد وإسحاق بن راهويه والنسائي في الكبرى.
فاطمة هي بنت اليمان العبسية أخت حذيفة بن اليمان.
- وفي مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي والنسائي من حديث عاصم بن أبي النجود عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟
قال: ((الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه؛ فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه رقة خفف عنه، وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة)).
صححه الألباني.
- وفي رواية من طريق العلاء بن المسيب عند إسحاق ابن راهويه وابن حبان والحاكم عن سعد قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أشد بلاء؟
قال: (( الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على قدر دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه، ومن ضعف دينه ضعف بلاؤه، وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه خطيئة)).
وقد سئل عنه الدارقطني فقال: رواه العلاء بن المسيب عن أبيه عن مصعب بن سعد عن أبيه؛ ذكره الضياء في المختارة.
- وفي الأدب المفرد للبخاري من حديث زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك عليه قطيفة؛ فوضع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة.
فقال أبو سعيد: ما أشد حماك يا رسول الله!!
قال: (( إنا كذلك يشتد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر)).
فقال: يا رسول الله أي الناس أشد بلاء؟
قال: (( الأنبياء ثم الصالحون، وقد كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يجوبها فيلبسها، ويبتلى بالقمل حتى يقتله، ولأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء). ورواه أبو يعلى والحاكم في المستدرك، وقال الذهبي: على شرط مسلم.
يجوب العباءة: أي يقطعها فيلبسها إزاراً ورداء، وقيل: يخرقها ويقوّرها من الوسط ويلبسها كما يلبس الثوب.
- وفي سنن الترمذي وابن ماجه من حديث سعد بن سنان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، و إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا، و من سخط فله السخط )).

والمقصود أن الله تعالى يبتلي عباده بما يشاء وكيف يشاء، لا اختيار للعبد في نوع البلاء ولا توقيته ولا طريقته، والاستعاذة الحسنة تنفع العبد فلا يضرّه البلاء بإذن الله تعالى وتكون عاقبته حسنة ؛ فإن الاستعاذة الحسنة يكون معها اتباع هدى الله، ومن اتبع هدى الله وأسلم وجهه لله كانت عاقبته حسنة كما قال الله تعالى: {فمن اتبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون} ، وقال:{ فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} ، وقال: {ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور}، وهذا عام في جميع ما يُبتلى به العبد.
وقال تعالى: {فاصبر إن العاقبة للمتقين} وقال تعالى: {والعاقبة للتقوى} ، وقال تعالى: {والعاقبة للمتقين} فأمر تقدير العاقبة إلى الله وحده لا إلى غيره كما دل على ذلك تقديم الجار والمجرور في قوله تعالى: {وإلى الله عاقبة الأمور} فهو - وحده - القادر على أن يجعل العاقبة حسنة أو سيئة.
ومن اعتصم بالله واتبع هداه فإن الله يضمن الله العاقبة الحسنة، ومن جمع الصبر والتقوى في بلائه فهو محسن كما قال الله تعالى: {إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} وقال تعالى: {وإن تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا}.

فهذا مما يتبيّن به المؤمن المبتلى ما تحصل به العاقبة الحسنة، وما يدفع الله به عنه الضرّ في بلائه، وما يخفف الله به عنه، فإن المؤمن المبتلى يحتاج إلى يقين يثبت به على الحق والهدى ويطمئن به قلبه فلا يتزعزع إيمانه، ويحتاج إلى صبر يمنعه من التسخط والجزع.
ومن رزق الصبر واليقين بلغ الإمامة في الدين كما قال الله تعالى: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}.
ولذلك فإن أعظم الخطر أن يعمل العبد بالسيئات في زمان البلاء ، وقد روي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال: (( إن الهلكة كل الهلكة أن تعمل السيئات في زمان البلاء )). رواه ابن أبي شيبة وفي إسناده إبهام الرجل الذي سمع النعمان، وبقية رجاله ثقات، ورواه الطبراني وغيره من طريق فرج بن فضالة عن الوليد بن أيمن الألهاني أنه سمع النعمان يقول ذلك وهو يخطب في حمص.

والمقصود أن الاستعاذة الحسنة تنفع المؤمن وتحفظه بإذن الله تعالى من أن يضلّ في بلائه أو يجزع أو يكلّف ما يجهده، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من جهد البلاء، وإذا رزق العبد الثبات على الحق وطمأنينة القلب وسكينة النفس خفّ عليه البلاء كثيراً.
لكنها لا تقتضي أن لا يبتلى العبد، وإن كانت قد تنفعه في دفع بعض أنواع البلاء، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفقر ومن البرص والجذام ومن سيئ الأسقام.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
سؤال, هل


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir