بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس التاسع:
· النفاق هو: مخالفة الظاهر للباطن
· النفاق على قسمين: نفاق أكبر مخرج عن ملة الإسلام، ونفاق أصغر لا يخرج من الملة.
النفاق الأكبر هو إظهار الإسلام وإضمار الكفر.
النفاق الأصغر فهو أن يكون لدى العبد بعض خصال المنافقين التي لا تخرج من الملة لذاتها كالكذب في الحديث وإخلاف الوعد وخيانة الأمانة والفجور في الخصومة والغدر بالعهد؛ وهذه الخصال سميت نفاقا لما فيها من مخادعة ومخالفة ظاهر الشخص لباطنه.
· أصحاب النفاق الأكبر المخرج من الملة على صنفين: الصنف الأول: من لم يسلم على الحقيقة، وإنما أظهر الإسلام خديعة ومكرا ليكيد الإسلام وأهله، وليأمن على نفسه من القتل والتعزير وإنكار المسلمين عليه، وهو في الباطن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر. الصنف الثاني: من يرتد بعد إسلامه بارتكابه ما ينقض الإسلام ويخرج من الملة مع إظهاره للإسلام، ومنهم من يعلم بكفره وانسلاخه من الدين، ومنهم من يحسب أنه يحسن صنعا.
· والمنافقون من الصنفين متفاوتون في نفاقهم فبعضهم أعظم نفاقا وكفرا من بعض فمنهم الماردون على النفاق، وهم شديدو العداوة والكيد للإسلام والمسلمين، الذين يتربصون بالمسلمين الدوائر، ومن المنافقين من هو متردد بين الإسلام والكفر، فتارة يعمل أعمال المسلمين ظاهرا وباطنا، وتارة يرتكب ما يخرج به من دين الإسلام.
الدرس العاشر:
· سبيل السلامة والبراءة من النفاق هو اتباع هدى الله جل وعلا.
· أن المنافقين إنما خسروا الخسران العظيم بسبب إعراضهم عن هدى الله، فإنهم خسروا رضوان الله عز وجل وفضله ورحمته وثوابه العظيم.
· أعمال المنافقين على صنفين: الصنف الأول أعمال كفرية من وقع فيها فهو كافر بالله جل وعلا، خارج من دين الإسلام، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم، و الصنف الثاني أعمال وخصال ذميمة، وهي وإن لم تكن مكفرة لذاتها إلا أنها لا تجتمع إلا في المنافق الخالص، وعلى المؤمن أن يحذر منها لئلا تكون فيه خصلة من خصال النفاق.
· النفاق الأكبر لا يجتمع مع الإيمان، بل صاحبه كافر بالله جل وعلا، وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم.
· قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :القلوب أربعة قلب مصفح فذلك قلب المنافق، وقلب أغلف فذاك قلب الكافر، وقلب أجرد كأن فيه سراجا يزهر فذلك قلب المؤمن، وقلب فيه نفاق وإيمان؛ فمثله مثل قرحة يمدها قيح ودم، ومثله مثل شجرة يسقيها ماء خبيث وطيب؛ فأيهما غلب عليها غلب.
· المسلم قد يكون لديه نفاق يكثر ويقل بحسب مبلغ إيمانه وطاعته لله جل وعلا؛ فمنهم من يكون فيه شوائب من نفاق فتقع منه الكذبة والكذبتان ويقع منه إخلاف الوعد أحيانا ونحو ذلك.
· إذا تاب المنافق قبل موته وأصلح عمله واعتصم بالله وأخلص دينه لله عز وجل فتوبته صحيحة مقبولة.
· يجب على المؤمنين أن يعملوا بما ينجيهم من خصال النفاق وأعمال المنافقين، ومن ذلك تكرار التوبة والاستغفار، ورعاية حدود الله، وتعظيم أوامره، والبراءة من الشرك وأهله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والنصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم.
الدرس الحادي عشر:
· جعل الله تعالى عقوبة المنافقين من أشنع العقوبات في الدنيا والآخرة جزاء وفاقا لأعمالهم: فأما في الدنيا فإنهم يعاقبون بالطبع على قلوبهم وحرمانهم من الفقه والعلم والهدى، ويعقبهم الله في قلوبهم شكا وريبة لا تفارقهم أبدا، فهم من أعظم الناس حيرة وترددا؛ وأما في البرزخ: فإنهم إذا فارقوا هذه الحياة وأدخلوا في قبورهم فإنهم في عذاب عظيم وشقاء دائم وحسرة لا تنقطع؛ وأما في الآخرة: فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أنه إذا كان يوم القيامة، وجمع الله الناس في موقف واحد لفصل القضاء، ثم أمر بالكفار إلى نار جهنم بقي المؤمنون والمنافقون وغبر أهل الكتاب في الموقف فيكشف عن ساق فلا يبقى أحد كان يسجد طائعا في الدنيا إلا أذن له في السجود، ولا يبقى أحد كان يسجد رياء أو نفاقا إلا صار ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر لقفاه.
الدرس الثاني عشر:
· نواقض الإسلام:
§ الناقض الأول: الإلحاد، وهو إنكار وجود الله تعالى
§ الناقض الثاني: الشرك الأكبر، وهو اتخاذ ند لله جل وعلا.
§ الناقض الثالث: ادعاء بعضخصائص الله في ربوبيته أو ألوهيته أو أسمائه وصفاته.
§ الناقض الرابع: ادعاء النبوة ، دعوى النبوة كفر بإجماع العلماء.
§ الناقض الخامس: تكذيب الله عز وجل وتكذيب رسوله صلى الله عليه وسلم.
§ الناقض السادس: الشك، الشك مناف للتصديق الواجب، فمن شك في صدق خبر الله عز وجل وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم فهو كافر غير مؤمن، والتكذيب والشك منافيان للتصديق الواجب.
§ الناقض السابع: بغض الله ورسوله، وبغض دين الإسلام، البغض مناف للمحبة الواجبة؛ فمن أبغض الله ورسوله أو أبغض دين الإسلام فهو كافر خارج من الملة.
§ الناقض الثامن: الاستهزاء بالله وآياته ورسوله، وهو كفر لمنافاته المحبة الواجبة والتعظيم الواجب.
§ الناقض التاسع: اتخاذ الكفار أولياء من دون المؤمنين، وهو يشمل أمرين: محبتهم في دينهم وموافقتهم عليه والرضا به، مناصرة الكفار على المسلمين.
§ الناقض العاشر: التولي والإعراض، من تولى عن طاعة الله ورسوله فهو غير مسلم؛ لأنه غير منقاد لدين الله تعالى؛ فهو لا يمتثل الواجبات ولا يمتنع عن المحرمات إلا ما وافق هواه.
· النواقض على درجتين: الدرجة الأولى: الكفر البواح، وهو الذي لا يقع في كفر صاحبه لبس ولا اشتباه ولا يحتمل أن يكون له عذر يعذر به من جهل أو تأويل أو إكراه. الدرجة الثانية: ما ليس بكفر بواح، وهو على نوعين النوع الأول: ما يحتمل أن يكون لصاحبه ما يعذر به من إكراه أو ذهاب عقل أو شبهة من تأويل أو جهل يعذر به ويحتاج معه إلى إقامة الحجة عليه، النوع الثاني: أن يكون الناقض من النواقض المختلف فيها، ويقع للناظر في ذلك شيء من اللبس وعدم الترجيح.
· الكفر كفران؛ كفر ظاهر، وكفر باطن، فأما الكفر الباطن فهو ما يتعلق به حال العبد فيما بينه وبين الله؛ فقد يكون كافرا في الباطن بارتكابه ما ينقض الإسلام، وهو فيما يرى الناس مظهر للإسلام؛ وحينئذ يكون منافقا يعامل معاملة المسلمين في الظاهر، وهو في الآخرة مع الكفار في نار جهنم خالدا فيها.
· أجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد ، ومن مات مرتدا فلا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث ماله، ولا يدعى له بعد موته.