دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #5  
قديم 24 ذو الحجة 1429هـ/22-12-2008م, 02:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


وُقوعُ الحالِ جُملةً إذا اشْتَمَلَتْ على رابِطٍ
350- ومَوْضِعَ الحالِ تَجيءُ جُمْلَهْ = كجاءَ زيدٌ وهو ناوٍ رِحْلَهْ
تَنقسِمُ الحالُ بحَسَبِ الإفرادِ وعَدَمِه إلى ثلاثةِ أقْسامٍ: مُفردَةٍ، وجُملةٍ، وشِبْهِ جُملةٍ.
1- فالحالُ الْمُفْرَدَةُ: ما ليس بجُملةٍ ولا شِبْهِ جُملةٍ، نحوُ: اصْفَحْ عمَّن أتاكَ مُعْتَذِراً، وتَقَدَّمَ لها أمْثِلَةٌ كثيرةٌ في الأحكامِ السابقةِ.
2- وشِبْهُ الجملةِ وهو الظرْفُ الجارُّ والمجرورُ، ويُشترَطُ لوقوعِهما حالاً أنْ يكونَ كلٌّ منهما تامًّا أيْ: مُفيداً، نحوُ: أبْصَرْتُ الخطيبَ فوقَ الْمِنْبَرِ، ذَهَبْنَا إلى النُّزْهَةِ على غيرِ استعدادٍ، وهذا القِسْمُ لم يَذكرْه ابنُ مالكٍ.
3- والجملةُ قد تكونُ اسْمِيَّةً، نحوُ: تَمُرُّ بنا الأيامُ ونحن لاهونَ، قالَ تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ} وقد تكونُ جُملةً فِعليَّةً، نحوُ: جاءَ الْمُذْنِبُ يَعتذِرُ عن ذَنْبِهِ، قالَ تعالى: {وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً} وقد اجْتَمَعَا في مِثْلِ قولِه تعالى {وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُمْ مُسْتَكْبِرُونَ}.
ويُشترَطُ في الْجُملةِ الواقعةِ حالاً أنْ تَشتمِلَ على رابِطٍ يَرْبِطُها بصاحِبِ الحالِ؛ ليَكونَ المعنى مُتَّصِلاً بينَ الْجُملتينِ، وهذا الرابطُ ثلاثةُ أنواعٍ:
1- الواوُ: وتُسَمَّى (واوَ الحالِ)، نحوُ: دَخَلْنَا والواعِظُ يَتَكَلَّمُ، قالَ تعالى: {لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}.
2- الضميرُ: الذي يَرجِعُ إلى صاحِبِ الحالِ، نحوُ: سَمِعْتُ الخطيبَ يَأْسِرُ القلوبَ بحُسْنِ لفْظِه قالَ تعالى: {اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} أيْ: مُتعادِينَ.
3- الواوُ والضميرُ معاً:، نحوُ: استَقْبَلَ الناسُ رَمضانَ وهم فَرِحُون، قالَ تعالى: {لاَ تَقْرَبُوا الصَّلاَةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى} قالَ ابنُ مالكٍ: (وموضِعُ الحالِ تَجِيءُ جُملةً.. إلخ) أيْ: تَجيءُ الجملةُ مَوْضِعَ الحالِ المفرَدَةِ، بمعنى أنها تكونُ حالاً مِثْلَها، ثم مَثَّلَ للجُملةِ الاسميَّةِ الواقعةِ حالاً بقولِه: (وهو ناوٍ رِحْلَهْ).
تَعَيُّنُ أنْ يكونَ الرابِطُ الواوَ
351- وذاتُ بَدْءٍ بِمُضارِعٍ ثَبَتْ = حَوَتْ ضَمِيراً ومِنَ الواوِ خَلَتْ
352- وذاتُ واوٍ بعدَها انْوِ مُبْتَدَا = له المضارِعُ اجْعَلَنَّ مُسْنَدَا
تَقَدَّمَ أنَّ جُملةَ الحالِ لا بُدَّ فيها مِن رابِطٍ، وهو إمَّا الواوُ أو الضميرُ أو هما معاً، وقد يَتعيَّنُ أنْ يكونَ الرابِطُ هو الضميرُ، وذلك في الجملةِ الحاليَّةِ إذا صُدِّرَتْ بمضارِعٍ مُثْبَتٍ، مُجردٍ مِن (قد)، نحوُ: جاءَ المذنِبُ يَعتذرُ عن ذَنْبِه، فـ (يَعْتَذِرُ) فعْلٌ مضارِعٌ والفاعِلُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جَوازاً تقديرُه (هو) يعودُ على المذنِبِ، والجملةُ في مَحَلِّ نَصْبِ حالٍ، والرابطُ الضميرُ (هو) العائدُ إلى المذنِبِ، ومنه قولُه تعالى: {وَجَاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ} والرابِطُ هو واوُ الجماعةِ.
وقالَ تعالى: {وَلاَ تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرْ} فجُملةُ (تَستكثرْ) حالٌ مِن فاعلِ (تَمْنُنْ) الْمُسْتَتِرِ.
فإنْ جاءَ مِن كلامِ العرَبِ رَبْطُ هذا المضارِعِ بالواوِ، فهو مُؤَوَّلٌ على تقديرِ مبتدأٍ بعدَ الواوِ ويكونُ المضارِعُ خَبَراً له، كقولِهم: قُمْتُ وأَصُكُّ عينَ العدوِّ، وقولِ الشاعرِ:
فَلَمَّا خَشِيتُ أظَافِيرَهُمْ = نَجَوْتُ وَأَرْهَنُهُمْ مَالِكاَ

فـ (أصُكُّ) و (أَرْهَنُهُم) خبرانِ لمبتدأٍ محذوفٍ، والتقديرُ: وأنا أَصُكُّ، وأنا أَرْهَنُهُمْ، ويكونُ ذلك مِن بابِ الجملةِ الاسميَّةِ الواقعةِ حالاً.
هذا ما ذَكَرَه ابنُ مالكٍ ـ رَحِمَه اللهُ ـ والحقُّ أنه لا دَاعِيَ لهذا التأويلِ مِن أجْلِ إدخالِ ما وَرَدَ تحتَ القاعدةِ في هذا الموضوعِ، فإنَّ العربيَّ الْمُتَكَلِّمَ بذلك لا يَعْرِفُ شيئاً مِن هذه التأويلاتِ، فيُحْكَمُ عليها بالندورِ ولا يُقاسُ عليها.
فإنْ كانَ المضارِعُ مَنْفِيًّا فسيأتي إنْ شاءَ اللهُ، وإنْ كانَ مُثْبَتاً مَسبوقاً بـ (قد) تَعَيَّنَتِ الواوُ كما في قولِه تعالى: {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ} فجُملةُ (تَعلمونَ) حالٌ مِن الواوِ في (تُؤْذُونَنِي) والرابطُ الواوُ.
قالَ الناظِمُ: (وذاتُ بَدْءٍ بِمُضارِعٍ ثَبَتْ.. إلخ) أيْ: أنَّ الجملةَ الحاليَّةَ إذا كانتْ فِعليَّةً مَبدوءةً بمضارِعٍ مُثْبَتٍ؛ فإنها تَحْوِي الضميرَ الرابطَ، وتَخْلُو مِن الواوِ المستَعْمَلَةِ في الربْطِ؛ لأنَّ الواوَ لا تَصْلُحُ للربْطِ هنا، ثم بَيَّنَ أنَّ هذه الجملةَ المضارِعَةَ إن رُبِطَتْ بالواوِ فإنه يُنْوَى ويُقَدَّرُ لها مُبتدأٌ بعدَ الواوِ خبرُه الجملةُ المضارِعِيَّةُ، فتكونُ مُسْنَدَةً له أيْ: مُخْبَراً بها عنه.
الربطُ بالواوِ أو الضميرِ أو هما معاً

353- وجُملةُ الحالِ سِوَى ما قُدِّمَا = بواوٍ أو بِمُضمَرٍ أو بِهِمَا
الذي قُدِّمَ هو الْجُملةُ الفعليَّةُ الْمُصَدَّرَةُ بمضارِعٍ مُثْبَتٍ، والذي سِواها يَشملُ الجملةَ الاسميَّةً مُثبتةً أو مَنفيَّةً، والفعليَّةَ المصَدَّرَةَ بالمضارِعِ المنفيِّ، وبالماضِي مُثْبَتاً ومَنْفِيًّا.
وظاهِرُ كلامِه جوازُ الأوْجُهِ الثلاثةِ، وهي الربطُ بالواوِ أو بالضميرِ أو بهما في ذلك كُلِّه، وليس هذا على إطلاقِه، بل المسألةُ فيها تَفصيلٌ.
1- أمَّا الجملةُ الاسميَّةُ فإنْ كانتْ مُؤَكِّدَةً لمضمونِ الجملةِ أو معطوفةً على حالٍ لَزِمَ فيها الضميرُ، فالمؤكِّدَةُ كالقولِ عن القرآنِ: هو الحقُّ لا شَكَّ فيه، قالَ تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ} فـ (لاَ رَيْبَ فيه) حالٌ مُؤَكِّدَةٌ لِمَضمونِ الجملةِ قَبْلَها، على أحَدِ الأعاريبِ، ومِثالُ المعطوفةِ سيَجيءُ الضيوفُ مُشاةً أو هم راكبونَ، فجُملةُ (هم راكبونَ) حالٌ مَعطوفةٌ على حالٍ قَبْلَها، والرابطُ هو الضميرُ، ولا يَصِحُّ أنْ يكونَ واوُ الحالِ لوِجودِ حَرْفِ العطْفِ (أو) وهما لا يَجتمعانِ.
وإنْ كانت الجملةُ الاسميَّةُ غيرَ مُؤَكِّدَةٍ لمضمونِ الجملةِ ولا معطوفةٍ جازَت الأوجُهُ الثلاثةُ، إلاَّ أنَّ الأكثرَ مَجيئُها بالواوِ مع الضميرِ فمثالُ المثبَتَةِ: لا تَلَبَسِ الثوبَ وهو طويلٌ، قالَ تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ} ومِثالُ الْمَنفيَّةِ: جاءَ أخوكَ وما في يَدِه شيءٌ.
2- أمَّا المضارِعُ المنفيُّ فإنْ كان النافِي (لا) أو (ما) فهو كالْمُثْبَتِ في لُزومِ الربْطِ بالضميرِ والتجَرُّدِ عن الواوِ؛ لأن المنفيَّ بهما في تأويلِ اسمِ الفاعلِ المخفوضِ بإضافةِ (غيرٍ) وهو لا تَدْخُلُ عليه الواوُ، نحوُ: جاءَ عبدُ العزيزِ لا يَحمِلُ كتابَه، قالَ تعالى: {وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللهِ} فجُملةُ (لا نُؤمنُ باللهِ) حالٌ مِن الضميرِ المجرورِ باللامِ، والرابِطُ هو الضميرُ المستَتِرُ (نحن)، ومِثالُ (ما): عَرَفْتُكَ ما تُحِبُّ السهَرَ، قالَ الشاعِرُ:
عَهِدْتُكَ ما تَصْبُو وفيكَ شَبيبَةٌ = فما لك بعدَ الشَّيْبِ صَبًّا مُتَيَّماً

فجُملةُ (ما تَصْبُو) حالٌ مِن الكافِ في (عَهِدْتُكَ) والرابطُ هو الضميرُ المستَتِرُ (أنتَ).
وإنْ كان النافِي غيرَهما كـ (لم) و (لَمَّا) جازَتِ الأوْجُهُ الثلاثةُ، نحوُ: جاءَ عبدُ السلامِ لم يَحْمِلْ كتابَه، أو: ولم يَحْمِلْ كتابَه، أو تقولُ: جاءَ عبدُ السلامِ ولم تَطْلُع الشمْسُ، بالواوِ فقط.
3- وأمَّا الجملةُ الفِعليَّةُ الْمُصَدَّرَةُ بالماضِي الْمُثْبَتِ، فإنها تُرْبَطُ بالضميرِ إذا كان تالِياً لـ (إلا) كقولِِه تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} فجُملةُ (كانوا به يَستهزئونَ) حالٌ مِن الهاءِ في (يَأْتِيهِمْ) ويَرَى بعضُ النُّحاةِ جَوازَ الربْطِ بالواوِ وحُجَّتُه السماعُ كما في قولِ الشاعرِ:
نِعْمَ امْرَأً هَرِمٌ لم تَعْرُ نَائِبَةٌ = إلاًّ وكانَ لِمُرْتَاعٍ بها وَزَرَا
فجُملةُ (إلاَّ وكان..) حالٌ مِن فاعِلِ نِعْمَ وهو (الضميرُ) المستَتِرُ الذي فُسِّرَ بالتمييزِ (امْرَأً).
أو كان مَتْلُوًّا بحرْفِ العطْفِ (أو) كقولِ المرأةِ المسلِمَةِ: أَحْفَظُ زوجِي غابَ أو حَضَرَ، قالَ الشاعِرُ:
كُنْ للخليلِ نَصيراً جارَ أو عَدَلاَ = ولا تَشِحَّ عليه جادَ أو بَخِلاَ
فجملةُ (جارَ) حالٌ، والفعْلُ ماضٍ بدونِ قد والواوُ لكونِه قد عُطِفَ عليه بـ (أوْ).
وما عدا ذلك يَجُوزُ فيه الأَوْجُهُ الثلاثةُ، إلاَّ إنْ كان الرابطُ هو الواوُ والإتيانُ بـ (قد) بعدَ الواوِ مُباشرَةً، نحوُ: غابَ أخوكَ وقد حَضَرَ جميعُ الأصدقاءِ، وإن كانَ الرابِطُ هو الضميرُ أو اجْتَمَعَا، جازَ إثباتُ (قد) وحَذْفُها.
ويرى فريقٌ مِن النُّحاةِ لُزومَ (قد) مع الماضِي المثبَتِ مُطْلَقاً، سواءٌ كانَ الرابِطُ هو الواوُ أم الضميرُ أمْ هما معاً، فإنْ كانت ظاهرةً وإلاَّ فهي مُقَدَّرَةٌ.
والصحيحُ أنَّ ذلك لا يَلزَمُ ولا حاجةَ إلى التقديرِ لكثرةِ ما وَرَدَ مِن ذلك بدونِ (قد) قالَ تعالى: {الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا} وقالَ تعالى: {أَوْ جَاؤُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ} وقالَ تعالى: {وَجَاؤُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يِبْكُونَ قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} ففي هذه الآياتِ جاءتْ جُملةُ الحالِ فِعليَّةً مُصَدَّرَةً بماضٍ مثْبَتٍ والرابطُ هو الضميرُ في الآيةِ الأولى والثانيةِ، والواوُ والضميرُ في الآيةِ الثالثةِ، ولم تأتْ (قد) مما يَدُلُّ على عَدَمِ لُزومِها.
4- وأَمَّا الْمُصَدَّرَةُ بالماضي المنفيِّ فتَجوزُ فيها الأوجهُ الثلاثةُ ـ أعْنِي الربْطَ بالواوِ أو الضميرِ أو هما ـ، نحوُ: قَرأتُ الكتابَ وما وَجَدْتُ فيه إشكالاً، والرابِطُ هو الواوُ والضميرُ، ويَجوزُ: ما وَجدتُ فيه إشكالاً، والرابطُ هو الضميرُ، وتقولُ: قَدِمَ والدي وما طَلَعَتِ الشمسُ والرابطُ هو الواوُ وحْدَها.

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحال, وقوع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir