دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #5  
قديم 19 ذو الحجة 1429هـ/17-12-2008م, 12:00 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

اسمُ الإشارةِ
ألفاظُ الإشارةِ
82- بِذَا لمفرَدٍ مذكَّرٍ أَشِرْ = بِذِي وذِهْ تِي تَا على الأُنْثَى اقْتَصِرْ
83- وذانِ تانِ للمُثَنَّى الْمُرْتَفِعْ = وفي سِوَاهُ ذَيْنِ تَيْنِ اذْكُرْ تُطِعْ
84- وبأُولَى أَشِرْ لِجَمْعٍ مُطْلَقَا = والمَدُّ أَوْلَى...............
هذا القِسمُ الثالثُ مِن أقسامِ المعارِفِ، وهو اسمُ الإشارةِ، وهو اسمٌ يُبَيِّنُ مُسَمَّاهُ بإشارةٍ حِسِّيَّةٍ أو مَعنويَّةٍ، فمِثالُ الأُولَى - وهي الغالِبُ -: هذا كتابٌ مُفيدٌ، ومِثالُ الثانيةِ: هذا رأيٌ صائبٌ.
تقسيمُ أسماءِ الإشارةِ:
لأسماءِ الإشارةِ باعتبارِ المشارِ إليه تَقسيمانِ:
الأوَّلُ: ما يُلاحَظُ فيه الإفرادُ والتذكيرُ وفروعُهما.
الثاني: ما يُلاحَظُ فيه المشارُ إليه باعتبارِ قُرْبِه أو بُعْدِه.
أمَّا الأوَّلُ فهو خَمسةُ أنواعٍ:
1- ما يُشارُ به للمُفْرَدِ المُذَكَّرِ، وهو (ذا) مِثلُ: هذا تاجِرٌ صَدوقٌ، قالَ تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}.
2- ما يُشارُ به للمُفْرَدَةِ المؤنَّثَةِ، وهو عَشَرةُ ألفاظٍ؛ خَمسةٌ مَبدوءةٌ بالذالِ؛ هي: ذِي، ذِهِ- بِكَسْرِ الهاءِ مع اختلاسِ كَسْرَتِها- ذِهِ - بِكَسْرِ الهاءِ معَ إشباعِ الكسرةِ نَوْعاً- ذاتُ.
وخمسةٌ مبدوءةٌ بالتاءِ هي: تِي، تا، تِهْ، تَهِ - بِكَسْرِ الهاءِ معَ اختلاسِ الكَسرةِ – تِهِ بِكَسْرِ الهاءِ معَ إشباعِ الكسرةِ نوعاً، مثلُ: هذه الفتاةُ تُحْسِنُ الْحِجابَ، تلك المرأةُ تَعْرِفُ معنى التربيَةِ، قالَ تعالى: {هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ}، وقالَ تعالى: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا}.
3- ما يُشارُ به للمُثَنَّى المُذَكَّرِ، وهو لفْظَةٌ واحدةٌ: ذانِ (رَفْعاً)، وتَصيرُ (ذَيْنِ) نَصْباً وجَرًّا، تقولُ: ذانِ عالِمانِ كبيرانِ، قالَ تعالى: {هَذَانِ خَصْمَانِ}، فـ (ذانِ) مُبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الألِفِ في مَحَلِّ رفعٍ، (خَصمانِ) خبرٌ.
4- ما يُشارُ به للمُثَنَّى المؤنَّثِ، وهو لَفظةٌ واحدةٌ: تانِ (رَفْعاً)، وتصيرُ (تَيْنِ) نَصْباً وجَرًّا، تقولُ: هاتانِ امرأتانِ كبيرتانِ، تَصَدَّقْتُ على هاتينِ المرأتينِ الكبيرتينِ، قالَ تعالى في قِصَّةِ صاحِبِ مَدْيَنَ: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}.
5- ما يُشارُ به للجَمْعِ المُذَكَّرِ والمؤنَّثِ، وله لَفظةٌ واحدةٌ: (أُولاَءِ) مَمدودةٌ في الأكثَرِ، أو (أُولَى) مقصورةٌ، والأوَّلُ جاءَ في القرآنِ، تَقولُ: هؤلاءِ الطلاَّبُ يُحِبُّونَ الفائدةَ، قالَ تعالى: {هَأَنْتُمْ أُولاَءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ}، وقالَ تعالى عن لُوطٍ عليه السلامُ: {هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ}.
وهذا معنى قولِِه: (بِذَا لِمُفرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ.. إلخ)؛ أيْ: أشِرْ للمُفْرَدِ المُذَكَّرِ بكَلِمَةِ (ذا)، واقْتَصَرَ في الإشارةِ إلى الأُنثى على كَلِمَةِ (ذي وذِهِ وتِي وتَا)، ولم يَذْكُرِ الباقيَ، وللمُثَنَّى في حالةِ رفعِه صِيغتانِ هما (ذانِ وتانِ)، وقد ذكَرْنَا أنَّ الأوَّلَ للمذَكَّرِ، والثانِيَ للمُؤَنَّثِ، وفي سِوَى الرفْعِ يُقالُ فيهما: (ذَيْنِ، تَيْنِ).
ثم ذَكَرَ أن َّ(أُولَى) للجمْعِ مُطْلَقاً، مذكَّراً ومُؤَنَّثاً، عاقِلاً وغيرَ عاقِلٍ، والْمَدُّ أَوْلَى مِن القصْرِ؛ لمجيئِه في القرآنِ كما تَقَدَّمَ.
مَراتِبُ المشارِ إليه
84-............... = ..... وَلَدَى البُعْدِ انْطِقَا
85- بالكافِ حَرْفاً دُونَ لامٍ أو مَعَهْ = واللامُ إنْ قَدَّمْتَ ها مُمْتَنِعَهْ
ذكَرَ هنا القِسمَ الثانِيَ مِن أسماءِ الإشارةِ؛ وهو الذي يُلاحَظُ فيه المشارُ إليه مِن ناحيةِ قُرْبِه أو بُعْدِه؛ وذلك أنَّ المشارَ إليه - على رأيِ ابنِ مالِكٍ - له رُتبتانِ:
الأُولَى: قُرْبَى، وتُستعملُ له جميعُ أسماءِ الإشارةِ المتقَدِّمَةِ، دونَ أنْ يُزادَ عليها شيءٌ في آخِرِها.
الثانيةُ: بُعْدَى: وتُستعمَلُ لها جميعُ أسماءِ الإشارةِ المتقدِّمَةِ، وتُزادُ عليها الكافُ، فتقولُ: ذاكَ رجُلٌ مُقْبِلٌ، أو والكافُ واللامُ، فتقولُ: ذلكَ الرجُلُ أَقْبَلَ إلَيْنَا.
وهذه الكافُ حَرْفُ خِطابٍ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ، وهي تتَصَرَّفُ تَصَرُّفَ الكافِ الاسميَّةِ غالباً، فتُفْتَحُ للمُخاطَبِ كما في المِثالِ المذكورِ، وتُكْسَرُ للمُخاطَبَةِ، نحوُ: ذلكَ رَجُلٌ مُقْبِلٌ، وتتَّصِلُ بها علامةُ التثنيةِ؛ قالَ تعالى: {ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي}، أو عَلامةُ الجمْعِ؛ كقولِهِ تعالى: {ذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ}، وقولِه تعالى: {قَالَتْ فَذَالِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}، ومِن غيرِ الغالِبِ قولُه تعالى: {ذَلِكَ خَيْرٌ}.
وأمَّا اللامُ فهي حَرْفٌ دالٌّ على البُعْدِ تُزادُ قبلَ الكافِ، وهي مُلازِمَةٌ لها؛ للدَّلالةِ على المبالَغَةِ في البُعْدِ، إلاَّ في التثنيةِ مُطْلَقاً، وفي الجمْعِ في لُغةِ مَن مَدَّه، وفيما سبَقَتْهُ هاءُ التنبيهِ، فلا تقولُ: هذا لكَ رجُلٌ عاقلٌ؛ وذلك لكثرةِ الزوائدِ.
وهذا معنى قولِه: (وَلَدَى البُعْدِ انْطِقَا.. إلخ) أيْ: إذا كانَ الْمُشارُ إليه بعيداً فانْطِقْ بالكافِ الحرفيَّةِ دونَ اللامِ أو معَ اللامِ، وتَمْتَنِعُ اللامُ إنْ قُدِّمَتْ (ها) التنبيهِ.
وظاهِرُ هذا أنه ليسَ للمُشارِ إليه إلاَّ رُتبتانِ: قُرْبَى وبُعدى، والجمهورُ على أنَّ له ثلاثَ مَراتِبَ.
1- قُرْبَى: ويُشارُ إليه بما ليسَ فيه كافٌ ولا لامٌ.
2- وُسْطَى: ويُشارُ إليه بما فيهِ الكافُ وحْدَها.
3- بُعْدَى: ويُشارُ إليه بما فيه الكافُ واللامُ.
الإشارةُ إلى المكانِ
86- وبِهُنَا أو هَهُنَا أَشِرْ إلى = دانِي المكانِ وبه الكافَ صِلاَ
87- في البُعْدِ أو بثَمَّ فُهْ أوْ هُنَا = أو بِهُنالِكَ انْطِقْنَ أو هِنَّا
ذَكَرَ في هذينِ البيتينِ ألفاظَ الإشارةِ للمكانِ، وهي ألفاظٌ تُفيدُ الإشارةَ معَ الظرفيَّةِ، فهي في مَحَلِّ نَصْبٍ على الظرفيَّةِ؛ ولهذا دخَلَتْ في عِدادِ ظروفِ المكانِ، فهي أسماءُ إشارةٍ، وظَرْفُ مكانٍ معاً، وأصْلُ ذلك لَفظانِ: (هنا، ثَمَّ):
فأمَّا (هنا) فهي اسمُ إشارةٍ إلى المكانِ القريبِ، مثلُ: هنا يكونُ الاجتماعُ، وقد يُزادُ في أوَّلِها حرْفُ التنبيهِ (ها)، نحوُ: هاهُنا الضيوفُ، قالَ تعالى عن قومِ موسَى عليه السلامُ: {فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَهُنَا قَاعِدُونَ}.
فإذَا زِيدَتْ في آخِرِها الكافُ وحْدَها أو الكافُ واللامُ صارَتْ للمكانِ البعيدِ، وهذا على رأيِ ابنِ مالِكٍ، وعلى رأيِ الْجُمهورِ: هناكَ للمتوَسِّطِ وهنالِكَ للبعيدِ.
وقد يَدْخُلُ على صِيغةِ (هنا) بعضُ التغييرِ فتصيرُ اسمَ إشارةٍ للمكانِ البعيدِ مِن غيرِ وُجودِ لامِ البُعْدِ، ومِن ذلك: هَنَّا، هِنَّا هَنَّتْ، هِنَّتْ، فهذه لُغاتٌ فيها، وكلُّها تُفيدُ معَ الظرفيَّةِ الإشارةَ للمكانِ البعيدِ.
وأمَّا (ثَمَّ) فاسمُ إشارةٍ إلى المكانِ البعيدِ، نحوُ: تأمَّلِ السماءَ فثَمَّ القُدرةُ العظيمةُ، قالَ تعالى: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ}.
وهذا معنى قولِه: (وبِهُنَا أو هَهُنَا.. إلخ)؛ أيْ: أَشِرْ إلى المكانِ القريبِ بكلمةِ: (هُنَا) مِن غيرِ (هَا) التي لتنبيهِ، أو معَ (ها) التنبيهِ، فتقولُ: (ههنا) أمَّا عندَ الإشارةِ إلى البعيدِ فصِلِ الكافَ بكَلِمَةِ (هنا) (وههنا)، أو جِئْ باسمِ إشارةٍ آخَرَ يُفيدُ البُعْدَ، وهو: ثَمَّ أو هنا أو هنالِكَ أو هنا.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإشارة, اسم

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir