821- وعن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ ـ قالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ فقالَ: إِنَّ ابْنَ ابْنِي مَاتَ، فَمَا لِي مِنْ مِيرَاثِهِ؟ فَقَالَ: ((لَكَ السُّدُسُ)). فلمَّا وَلَّى دَعَاهُ فقالَ: ((لَكَ سُدُسٌ آخَرُ)). فلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: ((إِنَّ السُّدُسَ الآخَرَ طُعْمَةٌ)). رواهُ أحمدُ والأربعةُ، وصَحَّحَه التِّرْمِذِيُّ، وهو مِن روايةِ الحَسَنِ البصريِّ عن عِمْرانَ، وقيلَ: إنه لمْ يَسْمَعْ منه.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* دَرَجَةُ الحديثِ:
الحَدِيثُ حَسَنٌ.
رواهُ الإِمَامُ أَحْمَدُ، والأربعةُ، وصَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ، وهو مِن رِوَايَةِ الحَسَنِ البصريِّ، عن عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ، وفي سَمَاعِه خِلافٌ.
قالَ في (بُلوغِ الأَمانِي): قالَ التِّرْمِذِيُّ: هذا حديثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
* مُفْرداتُ الحَديثِ:
- طُعْمَةٌ: بضَمِّ الطاءِ، وسكونِ العَيْنِ، جَمْعُها طُعَمٌ، هي الرِّزْقُ.
قالَ في (النهايةِ): ((إنَّ السُّدُسَ الآخَرَ طُعْمَةٌ)): أي: زِيَادَةٌ على حَقِّه.
822- وعَنِ ابنِ بُرَيْدَةَ عن أبيهِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عنهُما ـ أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَليهِ وسلَّمَ جَعَلَ للجَدَّةِ السُّدُسَ إذا لمْ يَكُنْ دُونَها أُمٌّ. رواهُ أبو دَاوُدَ والنَّسائِيُّ، وصَحَّحَه ابنُ خُزَيْمَةَ وابنُ الجَارُودِ, وقَوَّاهُ ابنُ عَدِيٍّ.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* دَرَجَةُ الحديثِ:
الحَدِيثُ حَسَنٌ.
أخْرَجَه أبو دَاوُدَ من طَريقِ عُبَيْدِ اللَّهِ أبي المُنِيبِ العَتَكِيِّ، قالَ الحافِظُ: صَدُوقٌ يُخْطِئُ، وقدْ صَحَّحَ الحديثَ ابنُ السَّكَنِ.
* مَا يُؤْخَذُ مِن الحديثيْنِ:
1- الحَدِيثُ رَقْمُ (821) يَدُلُّ على أنَّ الجَدَّ الذي لَيْسَ دونَه أَبٌ أنَّ له مِن ابنِ ابنِه السُّدُسَ فَرْضاً، والباقِيَ تَعْصِيباً، ذلك أنَّ ابنَ ابْنِه ماتَ عنه، وعن بِنْتيْنِ، فالبنتانِ لهما الثُّلُثانِ فَرْضاً، والجَدُّ له السُّدُسُ فَرْضاً، والباقي يَأْخُذُه تَعْصِيباً, وهو السُّدُسُ.
2- وأمَّا الحديثُ الثاني، ففيه بيانُ أَنَّ الجَدَّةَ لها السُّدُسُ، بشَرْطِ أنْ لا تُوجَدَ أُمٌّ تَحْجُبُها.
3- قَاعِدَةُ الإِرْثِ: أنَّ الوَرَثَةَ المُتساوِينَ في الجِهَةِ والدَّرَجَةِ يَتَساوُونَ في المِيراثِ، فبِناءً عليه إذا اجْتَمَعَ جَدَّاتٌ وَارِثَاتٌ، في دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ، اشْتَرَكْنَ في السُّدُسِ.
4- كما أنَّ قَاعِدَةَ التَّوارُثِ الأُخْرَى: أنَّ الأقْرَبَ من الورثةِ يُسْقِطُ الأَبْعَدَ منه، فالجَدَّةُ القريبةُ تُسْقِطُ التي هي أبعدُ منها، من أيِّ جِهَةٍ جَاءَتْ على الراجِحِ.