سورة الجن
قوله تعالى: (وأنه تعالى جد ربنا) [3] كان علقمة ويحيى والأعمش وحمزة والكسائي ينصبون «أن» في جميع السورة إلا قوله: (إنما أدعو ربي) [20] وما بعده فإنهم كانوا يكسرونه غير قوله: (ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم) [28] وكذلك روى أبو عمر عن عاصم، فعلى هذا المذهب لا يتم الوقف إلى قوله: (إلا بلاغا من الله ورسالاته) فبلوغ الوقف التام في هذه السورة لا يطيقه القارئ ولكنه يتعمد الوقف على رؤوس الآي. وكان عاصم في رواية أبي بكر عنه يكسرها كلها إلا قوله: (وأن المساجد لله) [18ي فإنها عنده بالنصب. فعلى هذه القراءة يتم الوقف على قوله: (فلا تدعوا مع الله أحدا) وكان أبو عمرو يكسرهن كلهن
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/950]
حتى ينتهي إلى قوله (وأولوا استقاموا) [16] فإنه كان ينصبها وما بعدها، فعلى هذه القراءة لا يتم الوقف إلى قوله: (إلا بلاغا من الله ورسالاته)
(من أضعف ناصرا وأقل عددا) [24] تام أيضًا.
فمن فتح (أن) في جميع السورة جعلها نسقًا على قوله: (آمنا به) و(أنه تعالى جد ربنا). ومن كسر نسقها على (فقالوا إنا) [1] ويجوز لمن فتح أن يجعلها نسقًا على قوله: (قل أوحي إلي أنه استمع) (وأنه تعالى جد ربنا) وإن كان فيها ما لا يحسن عطفه على (آمنا به) وحمل على معنى «ألهمنا وخبرنا وأقسمنا وما أشبه ذلك». ومن كسر الحروف وفتح (وألو استقاموا على الطريقة) «أضمر يمينا
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/951]
تأويلها: والله أن لو استقاموا على الطريقة». كما يقال في الكلام: والله أن لو قمت لقمت، والله لو قمت لقمت، كما قال الشاعر:
أما والله أن لو كنت حرا = وما بالحر أنت ولا العتيق
ومن فتح ما قبل «أن» المخففة نسقها على المخففة على (أوحي إلي أنه) و(أن لو استقاموا) وعلى (آمنا به) وبـ(أن لو استقاموا)، ويجوز لمن كسر الحروف كلها إلى «أن» الخفيفة أن يعطف المخففة وما بعدها على (أوحي إلي أنه) أو على (آمنا به) ويستغني عن إضمار اليمين.
[إيضاح الوقف والابتداء: 2/952]