قال أبو سليمان حَمْدُ بن محمد بن إبراهيم الخطابي (ت: 388هـ): (21-22- القابض الباسط: قد يحسن في مثل هذين الاسمين أن يقرن أحدهما في الذكر بالآخر، وأن يوصل به ليكون ذلك أنبأ عن القدرة، وأدل على الحكمة. كقوله تعالى: {والله يقبض ويبسط، وإليه ترجعون} [البقرة: 245]. وإذا ذكرت القابض مفردا عن الباسط كنت كأنك قد قصرت بالصفة على المنع والحرمان، وإذا أوصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين منبئًا عن وجه الحكمة فيهما – فالقابض الباسط – هو الذي يوسع الرزق ويقتره، ويبسطه بجوده ورحمته، ويقبضه بحكمته على النظر لعبده كقوله: {ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء} [الشورى: 27] فإذا زاده لم يزده سرفًا وخرقًا، وإذا نقصه لم ينقصه عدما ولا بخلاً، وقيل: القابض هو الذي يقبض الأرواح بالموت الذي كتبه على العباد). [شأن الدعاء: 57]