تفسير أول على أربعة وجوه
الوجه الأول: أول يعني أول من كفر بالنبي من اليهود على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
وذلك قوله في سورة البقرة ليهود المدينة: {ولا تكونوا أوّل كافرٍ به} يعني أوّل من كفر بالنبيّ قال: {وإيّاي فاتقون}.
الوجه الثاني: أول يعني أول من آمن بالله من أهل مكة
وذلك قول النبي عليه السلام في الزخرف: {قل إن كان للرحمن ولدٌ فأنا أوّل العابدين} يعني أول الموحدين لله من أهل مكة. وقال في سورة الأنعام: {قل إني أمرت أن أكون أوّل من أسلم} يعني من أهل مكة. ونظيرها في آخر سورة الأنعام {وأنا أوّل المسلمين} من أهل مكة. وقال في سورة الزمر: {وأمرت لأن أكون أوّل المسلمين} يعني من أهل مكّة.
الوجه الثالث: أول يعني أول من آمن أن الله لا يرى في الدنيا
وذلك قوله لموسى في سورة الأعراف حين قال: {ربّ أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقرّ مكانه فسوف تراني فلمّا تجلى ربّه للجبل جعله دكًّا وخرّ موسى صعقًا فلمّا أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أوّل المؤمنين} يعني تبت من قوله {أرني أنظر إليك}، {وأنا أوّل المؤمنين} يعني المصدقين بأنك لا ترى في الدنيا.
الوجه الرابع: أول المؤمنين من بني إسرائيل
فذلك قول السحرة في طسم الشعراء بعدما أسلموا حين أوعدهم فرعون بالقتل: {إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا أن كنّا أوّل المؤمنين} يعني أن كنّا أول المصدّقين من بني إسرائيل بما جاء به موسى.