دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #17  
قديم 9 ربيع الثاني 1440هـ/17-12-2018م, 09:12 AM
صالحة الفلاسي صالحة الفلاسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 242
افتراضي

أسلوب الحجاج
{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } المؤمنون (91)
بسم الله الذي لا إله إلا هو وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطل وارزقنا اجتنابه ، أم بعد:
فقد جاءت هذه الآية بالاستدلال على انتفاء الشركاء لله تعالى بعد الآيات التي أثبتت الوحدانية لله له سبحانه ، وقدأبطل سبحانه وتعالى من أدعى أن لله ولد أو أشرك معه غيره بإقامة الحجة عليهم وبين سبحانه وتعالى في هذه الآية ثلاثة مسائل:
الأولي: أنه لم يتخذ ولدا سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
الثانية أنه لم يكن معه إله آخر سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.
الثالثة: أنه أقام البرهان على استحالة تعدد الآلهية بقوله:{ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}
ففي قوله {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ} افتراء منهم ،كذّبه الله بالإخبار عن نفسه في آيات كثيرة نفي فيها الولد، قال تعالى:{ وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) مريم
ونفى سبحانه عن وجود الشركاء في آيات كثير منها قوله {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا (42) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا}النحل
فنفى سبحانه عن نفسه الولد الشريك ثم أقام عليه الحجة والبرهان بالدليل العقلي على امتناع إلهين في قوله { إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي لو كان معه إلهه كما يقولون لانفرد كل إلهه بمخلوقاته واستقل بها لأنه يقتضى أن يكون الآلهه سواء في صفات الإلهية ، ولحرص على مغالبة الآخر والظهور عليه ، ويتعين على كل إله أن ينفرد بطائفة من المخلوقات، فإذا انفرد كل إله بمخلوقات لم تكن للآخر ربوبية على من استقل به منهم ، وهذا يفضى إلى نقص في أحد الإلهين ينافي ما يتسم الآلهه من الكمال، ثم أنه لانعكس ذلك على ما في الكون من مخلوقات وأظهر الكثير من التناقضات ، ولا يتصور من يرى هذا الانتظام العجيب في الكون ، أن يكون ذلك تقدير إلهين اثنين ؟! وهذا الدليل كما دل على نفي الشريك فإنه يدل على نفي الولد لأن الولد ينازع أباه في ملكه.
فإذا انتقضت حجتهم بالدليل فوجب تنزيه الله تعالى عن قول المشركين {فسبحان الله عمّا يصفون} فسبحانه كامل الأسماء والصفات ، فكما لا وجود ولا دوام إلا بربويته ، فكذلك لا صلاح إلا بعبادته وإفراده في طاعته.
المراجع
تيسير الرحمن السعدي
أضواء البيان الشنقيظي
التحرير والتنوير ابن عاشور

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:56 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir