بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الأولى :
سبب التأخير في تأدية الواجب عطل في المعهد .
س1: ما هي مراتب الحسد ؟ وما حكم كل منها ؟
مراتب الحسد :
المرتبة الأولى : أن يتمنى الإنسان أن يفوق غيره فيما فًتح له، ليس تكبرا أو إرادة العلو ، وإنما إرادة في زيادة الخير والتفوق ، فهذا جائز ، وليس بحسد.
المرتبة الثانية : أن يقع في قلبه كره لما أنعم الله على غيره ، ولكنه يدافع هذا الحسد ، ولا يسعى إلى أذية من حسده بتنزيل مرتبته أو التعدي عليه ، فهذا
لا يؤاخذ ، ولكن غيره أكمل ، وهو ممن لا يحسد غيره .
المرتبة الثالثة: أن يقع في قلبه كره لما أنعم الله على غيره ، ويحسده ، ويسعى في أذية من حسده ، وتنزيل مرتبته ، فهذا هو الحسد المحرم الذي يؤثم صاحبه.
وهناك مرتبة أخرى لم يذكرها الشيخ - رحمه الله - وهي أن يقع في قلب الإنسان حسد ، ويستمر معه ، ولا يدافعه ، ولكن لا يسعى في التعدي على من حسده ، وإن زالت النعمة عن المحسود فرح بذلك، فهذا آثم أيضا، ولكنه أقل إثما من صاحب المرتبة الثالثة .
س2: ما حكمة جعل ثواب تنفيس الكرب أخروي بخلاف (التيسير) و (الستر)؟
الحكمة في ذلك أن التنفيس رفع للضرر فقط، إزالة وتخفيف للكربة، بينما التيسير فيه جلب للخير والتيسير ، ففيه زيادة عمل ، كما قال الشيخ العثيمين - رحمه الله -
وقيل أن الكرب وهي الشدائد العظيمة ، لا تحدث لأي أحد في الدنيا ، بخلاف العسر ، وكشف العورات ، فتحصل لكثير من الناس ، فكثير من يحتاج
إلى من ييسر له عسره ، وكثير من يحتاج إلى من يستر عورته .
وقيل أن كرب الدنيا لا شيء مقارنة إلى كرب الآخرة، فادخر الله للعبد جزاء تنفيسه لكربة أخيه في الدنيا إلى الآخرة ، لينفس به كرب الآخرة .
س3: رجل على معصية ، فوعظه أخوه فقال له : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " التقوى هاهنا - وأشار إلى صدره - " ، بماذا ترد عليه ؟
نرد عليه بأن القلب هو مدبر للجوارح ، وهو الملك ، والجوراح جنوده ، فإن اتقى القلب لاتقت الجوراح تبعا له ، فصلاح الجوارح دليل على صلاح القلب،
وفسادها دليل على فساد القلب وعدم تقواه ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أَلا وَإِنَّ في الجَسَدِ مُضغَة إِذَا صَلحَت صَلحَ الجَسَد كُلهُ،وَإِذا فَسَدَت فَسَدَ الجَسَدُ كُلُهُ أَلاَ وَهِيَ القَلب"
س4: ما معنى قول الله - عز وجل - في الحديث القدسي : " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ... " الحديث ؟
معنى ذلك أن الإنسان إذا كان وليا لله - عز وجل - وكان من أهل الطاعة ، وتذكر ذلك حفظ سمعه عن معصية الله ، فيكون سمعه تبعا لما يرضي الله ،
فلا يسمع إلا مايرضي الله - سبحانه وتعالى- .
وقيل أن معنى ذلك هو تسديد الله لعبده المؤمن في سمعه ، فيوفقه لحفظ سمعه ، فلا يسمع إلا مايرضي الله , والله أعلم.
س5: كيف يكون هوى الإنسان تبعًا لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ؟
وذلك بأن يحكم الشريعة التي جاء بها الرسول- صلى الله عليه وسلم- في جميع أموره ، فيحب ماأحبه الله ورسوله ، ويكره مالا يحبه الله ورسوله ،
ويمتثل للأوامر والنواهي ، ويجاهد نفسه على ذلك ، ولا يقدم هواه .
س6: هل الاستغفار بالقول فقط ؟
الاستغفار ليس بالقول فقط، وإنما لابد من استحضار القلب ، وفعل أسباب المغفرة ، حتى لا يكون دعاؤه واستغفاره كالاستهزاء ،فلابد من التوبة ،
أي:
الرجوع من معصية الله إلى طاعته ، ويشترط للتوبة خمسة شروط :
1- الإخلاص،فلا تقبل توبة المرائي، فلابد من إخلاص التوبة لله ،تعظيما لله عز وجل لا لأي شخص .
2- الندم على ماحصل ، وهو انكسار قلب العاصي وخجله من الله على فعله للمعصية .
3- الإقلاع عن المعصية التي تاب منها .
4- العزم على ان لا يعود إلى المعصية .
5- أن تكون التوبة وقت قبول التوبة ، أي: قبل أن يغرر الإنسان ويحضر أجله، فإن توبته لا تنفعه ولا تقبل منه ، وقبل أن تطلع الشمس من مغربها.
كما جاء في الحديث، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تَنْقَطِعُ الهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ التَّوبَةُ، وَلاتَنْقَطعُ التَّوبَةُ حَتَّى تَخْرُجَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا"
والله أعلم