" أبواب الثلاثة "
271 - باب المرض
المرض: إحساس بالمنافي. والصحة: إحساس بالملائم. وقال بعضهم: المرض: فساد يعرض للبدن فيخرجه عن الاعتدال والصحة ويستعار في مواضع، فيقال: أرض مريضة، إذا فسدت.
قالت ليلى الأخيلية تمدح الحجاج [في بيت شعر]:
[إذا هبط الحجاج] أرضا مريضة = تتبع أقصى دائها فشفاها
وأنشدوا منه أيضا: -
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة = لفقد الحسين والبلاد اقشعرت
ويقال: قلب مريض، إذا خرج عن الصحة في الدين، مثل أن يحصل الشك أو نحو ذلك. وقال محمد بن القاسم: سمعت أبا العباس - يعني ثعلبا - يقول: يكون المرض بمعنى: الظلمة، وأنشدوا:
وليلة مرضت من كل ناحية = فما يضيء لها شمس ولا قمر
وذكر أهل التفسير أن المرض في القرآن على ثلاثة أوجه: -
أحدها: مرض البدن. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه}، وفي براءة: {ليس على الضعفاء ولا على المرضى}، وفي الفتح: {ولا على المريض حرج}.
والثاني: الشك. ومنه قوله تعالى في البقرة: {في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا}، وفي براءة: {وأما الذين في قلوبهم مرض
فزادهم رجسا إلى رجسهم}، وفي سورة محمد (صلى الله عليه وسلم): {رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون إليك}.
والثالث: الفجور. ومنه قوله تعالى في الأحزاب: {فيطمع الذي في قلبه مرض}، وفيها: {لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض}.
وقد الحق بعضهم وجها رابعا فقال: والمرض: الجراح. ومنه قوله تعالى في سورة النساء: {وإن كنتم مرضى أو على سفر} ومثله في المائدة سواء. وألحقه بعضهم بالقسم الأول، وقال الجراح: من جملة الأمراض.
المقام: بفتح الميم: موضع القيام.. وبضمها: الإقامة.. وقد ينوب كل واحد منهما عن الآخر.
قال إسماعيل بن حماد الجوهري في كتاب " صحاح اللغة ": المقام والمقام: قد يكون كل واحد منهما بمعنى: الإقامة ويكون بمعنى: موضع القيام.
وذكر أهل التفسير أن المقام في القرآن على ثلاثة أوجه: -
أحدها: المكان. ومنه قوله تعالى في النمل: {قبل أن تقوم من مقامك}، وفي الصافات: {وما منا إلا له مقام معلوم}.
والثاني: المنزلة. ومنه قوله تعالى في إبراهيم: {ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد}، وفي سورة الرحمن: {ولمن خاف مقام ربه جنتان}، أي: منزلة ربه وعظمته وما يجب له.
وذكر مقاتل: أن المراد بهذا الوجه قيام العبد بين يدي ربه يوم القيامة.
والثالث: الإقامة. ومنه قوله تعالى في يونس: {إن كان كبر عليكم مقامي}، قال مقاتل: طول مكثي.