المجموعة الاولى :
س1 : بين فضل العلم من ثلاثة أوجه.
أَبدَأُ بِاسمِ اللهِ مُستَعينَا , رَاضٍ بِهِ مُدَبِّراً مُعِيناَ, وَالحَمدُ للهِ كَمَا هَدانا , إِلَى سَبيلِ الحَقِّ وَاْجتَبانا أَحمَدُهُ سُبحانَهُ وَأَشكُرُهْ , وَمِن مَسَاوِي عَمَلِي أَستَغفِرُهْ ،
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد : اعلم أخي هداني الله وإياك إلى كل خير ، أن للعلم مقام عظيم في شريعتنا الغراء ، فأهل العلم هم ورثة الأنبياء ، وفضل العالم على العابد كما بين الأرض و السماء.
فلقد وردت نصوص كثيرة من القرآن الكريم ، والسنة النبوية المطهرة ، لا تعد ولا تحصى ، في فضل العلم ,وهو يتبين من وجوه كثيرة نذكر منها على سبيل المثال والاختصار مايلي .
• العلم يورث الخشية من الله تعالى , قال الله تعالى : ( إنَّما يخشى الله من عباده العلماء ).
•العلم يرفع العبد في دينه ودنياه , قال سبحانه : ٍٍ( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ).
• العلم أصل كل عبادة , إذ أن شرط قبول أي عبادة الاخلاص والاتباع وتحقيق ذلك لايكون إلا بالعلم
فقد قال الله تبارك وتعالى : قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
وما أجمل ما قاله ابن القيم - رحمه الله - في لذة الطلب والتعلم : (( ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة وصحبة الملأ الأعلى لكفى به شرفا وفضلًا ، فكيف وعز الدنيا والآخرة منوط مشروط بحصوله ))
س2: بيّن وجه تسمية أصحاب الخشية والإنابة علماء.
فكما قال الطحاوي - رحمه الله - أن أهل العلم على صنفين :
* الصنف الأول : الفقهاء في الكتاب والسنة .
* والصنف الاخر : أصحاب الخشية والانابة :
ووجه تسميتهم بذلك فكما قلنا أن العلم يورث الخشية , فقد قال تعالى: {إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} أي يخافه ويخشاه حق خشية العلماء الربانييون العارفون به ؛ لأنه كلما كانت المعرفة القلبية للخالق سبحانه وتعالى أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر.
ولذلك قال ابن مسعود - رضي الله عنه -: ( ليس العلم عن كثرة الحديث، ولكن العلم عن كثرة الخشية ). وقال كفى بخشية الله علما وكفى باغترار المرء جهلا , وفي هذا السياق قال الامام مالك - رحمه الله -: ( إن العلم ليس بكثرة الرواية؛ وإنما العلم نور يجعله الله في القلب ).
س 3 : بين حكم العمل بالعلم.
لا شك أن العمل بالعلم واجب محتوم ، ومن لا يعمل بعلمه فهو جاهل مذموم ، كما ذم الله أولئك الذين لا ينتفعون بما يحملونه من علم قال اللله تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }.
وعند التفصيل نجد أن العمل بالعلم على ثلاث درجات
1- ما يلزم منه البقاء على دين الإسلام وهو التوحيد واجتناب نواقض الإسلام .
2- ما يجب العمل به من أداء الواجبات واجتناب المحرمات .
3-ما يُستحبّ العمل به وهو نوافل العبادات، واجتناب المكروهات.
ومما ينبغي التنبيه عليه أن العمل بالعلم لا يقتصر على طلبة العلم فقط وإنما هو واجب على كل من علم حكما شرعيا وعليه أن يعمل بمقتضاه ، ويستحق الذم على تركه العمل بما علم
س4/اذكر ثلاثة مؤلفات في الحث على العمل بالعلم والتحذير من تركه؟
بعض الكتب والمؤلفات في الحث على العمل بالعلم و التحذير من تركه:
1- "جامع بيان العلم و فضله" لابن عبد البر .
2- "اقتضاء العلم العمل" للخطيب البغدادي .
3- " مفتاح دار السعادة " لابن القيم .
س 5 : اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن خطر العجلة في طلب العلم.
إن من أسباب انقطاع الكثيرين من طلاب العلم عن الوصول للغاية هي العجلة،
فطالب العلم المتعجل لخطف الثمرة نقول له: صبراً ياطالب العلم {لا تحرك به لسانك لتعجل به } ، فهذا توجيه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ، وما كان الله ليختار لنبيه إلا الأفضل.
وتأمل يا طالب العلم في سير الأئمة والعلماء كم قطعوا من السنين في طلب العلم،
والقاعدة عند الفقهاء أن من استعجل بالشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه، وهذا مانراه ونشاهد ممن يحمل نفسه فوق طاقته في الطلب والتحصيل، فما يلبث أن ينقطع ويترك العلم.
إن مراعاة الوسطية في العلم يضمن للطالب الاستمرار والثبات وذلك سر الوصول، فلأن تذاكر يوميا مسألة وتداوم عليها خير من أن تدرس ألف مسألة في يوم ثم تنقطع.
و قد أوصاك الإمام الشافعي بأبيات من ذهب تختصر لك الطريق الصحيح والمنهج القويم في التحصيل والطلب فقال :
"يا أخي لن تنال العلم إلا بستة سأنبيك عن تفصيلها ببيان ذكاء و حرص و اجتهاد و بلغة و صحبة أستاذ و طول زمان".
نسأل الله التوفيق والسداد ،، وصلى الله وسلم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين