الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
التفاسير التى اعتنت بنقول السلف
● التفسير بالرأي
- معناه
- أنواعه
- حكمه
- الضابط لحكمه
● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
- أسبابه
- أصناف جهات الخلاف
- منشأ الخطأ في الاستدلال
تلخيص الدرس
● موضوع الدرس
بيان الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
قل الخلاف كثيرًا وندر الخطأ في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين، وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق، ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق .
التفاسير التى اعتنت بنقول السلف
تفسير عبد الرزاق، ووكيع، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومثل تفسير الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وبقي بن مخلد، وأبي بكر بن المنذر، وسفيان بن عيينة وسنيد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد الله بن ماجه.
● التفسير بالرأي
- معناه
في الأصل التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط .
- أنواعه
التفسير بالرأي الصحيح
التفسير بالرأي الخاطىء
التفسير بالرأي المذموم
- حكمه
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.
الضابط لحكمه
الضابط في التفسير بالرأي: أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه عن اجتهاد فله أجر اجتهاده ولكنه لا يقر على خطأه .
● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
حَدَثَ بَعْدَ تَفْسِيرِِ الصَّحابةِ والتَّابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ أي بعد القرون الثلاثة الأولى .
- أسبابه
مخالِفة منهجِ الاستدلالِ عندَ السلف
- أصناف جهات الخلاف
1- قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها ،فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم.
مثال : الرافضة يفسرون قول الله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، وهذا من التفسير بالرأي المذموم .
2-قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ، ففسَّروه على هذا النحوِ من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
مثال : لفظ الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات
أما المعنى المعهود في القرآن أن الزينة بشىء خارج الذات كقوله تعالى {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} فالزينة هنا خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به
وكذلك قوله تعالى {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء ،
فمعنى الزينة في قوله تعالى {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يعنى ما تزينت به المرأة خارج عن ذاتها كالقُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك لأن هذا هو المعنى المعهود بالزينة في القرآن .
وتفسير الزينة هنا بالوجه من التفسير بالرأي الخاطىء المخالف للمعهود في القرآن .
- منشأ الخطأ في الاستدلال
1- خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ
مثال : تفسير المعتزلة وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} مدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكن هذه الفرق الضالة يَنفون رُّؤْيةَ الله تعالى ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى " النظَرِ بالعَيْنِ " إلى معنًى آخَرَ وهو " النظَرِ بمعنى الانتظارِ " مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ ، فهم بذلك أخطأوا في الدليل والمدلول معًا .
2- خطؤهم في الدليل لا في المدلول
مثال : تفسير المتصوفة لقولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} بقولِهم: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ ذلك لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.