س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن
الاخلاص في تلاوة القرآن – وفي كل عمل – هو الأساس في قبول العمل ، فمن قرأ القرآن لله وأخلص نيته فهذا هو المستحق للأجر بإذن الله ، وغير ذلك فيخشى عليه .
عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : قاتلت فيك حتى استشهدت قال : كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها قال : فما عملت فيها ؟
قال : تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال : كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال : عالم وقرأت القرآن ليقال : هو قاريء ، فقد قيل . ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار .........
عن أبي فراس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "أيها الناس إنه أتى علي زمان , وأنا لا أدري أن أحدا يريد بقراءته غير الله عز وجل حتى خيل إلى بآخره أن أقواما يريدون بقراءتهم غير الله , فأريدوا الله عز وجل بقراءتكم وأعمالكم"). [سنن سعيد بن منصور: 419](م)
وعن عليّ بن أبي طالبٍ قال لإياس بن عامر : إنّك إن بقيت، فسيقرأ القرآن على ثلاثة أصنافٍ: صنفٍ لله تعالى، وصنفٍ للدّنيا، وصنفٍ للجدل، فمن طلب به أدرك.). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال الامام السيوطي رحمه الله : (فعلى كل من القارئ والمقرئ: إخلاص النية، وقصد وجه الله، وأن لا يقصد بتعلمه أو بتعليمه غرضاً من الدنيا كرئاسة أو مال). [التحبير في علم التفسير:317-322](م)
س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
وردت في الشهادة للآيات وجوابها آثار قال فيها من أهل العلم أنها ضعيفة قد لا يعول عليها ،
وَكانَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَعليُّ بنُ أبي طالبٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهما إِذَا قَرَآ: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} قَالا: بَلَى، وَأَنَا على ذَلِكَ من الشاهِدِينَ، فَيُخْتَارُ ذلكَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عنْ أبي هريرةَ قالَ: مَنْ قَرَأَ سُورةَ (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) فَقَرَأَ{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فَلْيَقُلْ: بَلَى، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِن الشَّاهِدِينَ. وَاللَّهُ أَعْلَمُ). [الجامع لأحكام القرآن: 20/117]
قال أبو زكريَّا يَحْيَى بْنُ شَرَفٍ النَّوَوِيُّ (ت: 676هـ):(ومنها أنه إذا قرأ قول الله عز وجل: {وقالت اليهود عزير ابن الله}، {وقالت النصاري المسيح ابن الله}، {وقالت اليهود يد الله مغلولة}، {وقالوا اتخذ الرحمن ولدا}، ونحو ذلك من الآيات ينبغي أن يخفض بها صوته كذا كان إبراهيم النخعي رضي الله عنه يفعل.
ومنها ما رواه ابن أبي داود بإسناد ضعيف عن الشعبي أنه قيل له إذا قرأ الإنسان: {إن الله وملائكته يصلون على النبي}، يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم: قال نعم.
ولكن هناك من أهل العلم من ذهب إلى جوازها :
قال الشيخ محمّد بن صالح العثيمين – في هذا - : يجوز في النفل ، ولا سيما في صلاة الليل ، فإنه يسن أن يتعوذ عند آية الوعيد ، ويسأل عند آية الرحمة ، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولأن ذلك أحضر للقلب ، وأبلغ في التدبر ، وصلاة الليل يسن فيها التطويل ، وكثرة القراءة والركوع والسجود ، وما أشبه ذلك .
وأما في صلاة الفرض ، فليس بسنة ، وإن كان جائزا .
وترك النبي صلى الله عليه وسلم له لا يدل على تحريمه ، لأنه أعطانا عليه الصلاة والسلام قاعدة : ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن .. ) ، والدعاء ليس من كلام الناس ، فلا يبطل الصلاة ، فيكون الأصل فيه الجواز ، لكننا لا نندب الإنسان أن يفعل ذلك في صلاة الفريضة ، لما تقدم تقريره.
ولو قرأ القارئ : ( أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى) (القيامة:40) ، لأنه ورد فيه حديث ، ونص الإمام أحمد عليه ، قال : إذا قرأ القارئ .. في الصلاة وغير الصلاة ، قال : سبحانك فبلى ، في فرض ونفل .
وإذا قرأ : {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} ، فيقول: سبحانك فبلى ...). [الشرح الممتع :؟؟]
وقال محمّد بن صالح المنجّد:(م): (وقد سئل الشيخ [ابن عثيمين] رحمه الله : سمعنا بعض المأمومين إذا قرأ الإمام قوله تعالى: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) يقول المأموم: بلى، فما صحة هذا ؟
فأجاب : هذا صحيح، إذا قال الله تعالى: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) فقل: بلى ، وكذلك مثل هذا الترتيب ، يعني : إذا جاءنا مثل هذا الكلام نقول : بلى. { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} تقول : بلى. {أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ} تقول : بلى. {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} تقول : بلى. لكن المأموم إذا كان يشغله هذا الكلام عن الاستماع إلى إمامه فلا يفعل ، لكن إذا جاء في آخر الآية التي وقف عليها الإمام فإنه لا يشغله . فإذا قال: ( أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ ) يقول : بلى. انتهى
قال الامام النووي :
إذا كان يقرأ ماشيا فمر على قوم يستحب أن يقطع القراءة ويسلم عليهم ثم يرجع إلى القراءة ولو أعاد التعوذ كان حسنا ولو كان يقرأ جالسا فمر عليه غيره
قال الإمام أبو الحسن الواحدي الأولى ترك السلام على القارئ لاشتغاله بالتلاوة، قال فإن سلم عليه إنسان كفاه الرد بالإشارة، قال فإن أراد الرد باللفظ رده ثم استأنف الاستعاذة وعاود التلاوة
ورد على ذلك الامام النووي فقال : وهذا الذي قاله ضعيف والظاهر وجوب الرد باللفظ فقد قال أصحابنا إذا سلم الداخل يوم الجمعة في حال الخطبة وقلنا الإنصات سنة وجب له رد السلام على أصح الوجهين فإذا قالوا هذا في حال الخطبة مع الاختلاف في وجوب الإنصات وتحريم الكلام ففي حال القراءة التي لا يحرم الكلام فيها بالإجماع أولى مع أن رد السلام واجب بالجملة والله أعلم.). [التبيان في آداب حملة القرآن:121- 122](م)
فهرسة باب ( العمل بالقرآن )
فضل قارئ القرآن العامل به :
عن سهل بن معاذٍ الجهنيّ، عن أبيه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجاً يوم القيامة، ضوءه أحسن من ضوء الشّمس في بيوت الدّنيا، لو كانت فيه، فما ظنّكم بالّذي عمل
كان ميمون بن مهران يقول: لو صلح أهل القرآن صلح النّاس). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
عن أنس بن مالكٍ قال: (قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يؤتي بحملة القرآن يوم القيامة، فيقول الله عزّ وجلّ: أنتم وعاة كلامي، آخذكم بما آخذ به الأنبياء، إلا الوحي»
قال محمّد بن الحسين: في هذا بلاغٌ لمن تدبّره، فاتّقى الله عزّ وجلّ، وأجلّ القرآن وصانه، وباع ما يفنى بما يبقى، والله عزّ وجلّ الموفّق لذلك). [أخلاق حملة القرآن: --](م
عن معقل بن يسارٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «اعملوا بالقرآن، أحلّو حلاله، وحرّموا حرامه، واقتدوا به ولا تكفروا بشيءٍ منه، وما تشابه عليكم فردّوه إلى اللّه وإلى أولي العلم من بعدي كيما يخبروكم، وآمنوا بالتّوراة والإنجيل والزّبور، وما أوتي النّبيّون من ربّهم، ويسعكم القرآن بما فيه من البيان، فإنّه شافعٌ مشفّعٌ، ما حلّ مصدّقٌ، ألا إنّي أعطيت بكلّ آيةٍ منه نورًا يوم القيامة».). [الإبانة الكبرى: 6/ 143-144] (م)
(وعن ابن عباس: {يتلونه حق تلاوته} يتبعونه حق اتباعه.
قال عكرمة: ألا ترى أنك تقول: فلان يتلو فلانا أي يتبعه، {والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها} وقال غيره: يكونون أتباعا للقرآن، والقرآن لهم بمنزلة إمام يقتدون به.). [جمال القراء:1/91](م)
الحث على العمل بالقرآن :
عن أبي موسى الأشعري أنه قال :إنّ هذا القرآن كائنٌ لكم أجراً، وكائنٌ عليكم وزراً، فاتّبعوا القرآن، ولا يتّبعكم، فإنّه من اتّبع القرآن هبط به على رياض الجنّة، ومن اتّبعه القرآن زخّ به في قفاه، فقذفه في النّار.).[أخلاق حملة القرآن: --](م)
عن عمرو بن مرة، قال: سمعت مرة الهمداني يحدث عن عبد الله، أنه قال: «ما من حرف أو آية إلا وقد عمل بها قوم، أو لها قوم سيعملون بها» ) [فضائل القرآن
كان الحسن، يقول: (الزموا كتاب الله، وتتّبعوا ما فيه من الأمثال، وكونوا فيه من أهل البصر). ثمّ قال: (رحم الله عبداً عرض نفسه، وعمله على كتاب الله، فإنّ وافق كتاب الله حمد الله، وسأله الزّيادة، وإن خالف كتاب الله أعتب نفسه، ورجع من قريبٍ)). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: (من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيماً، لقد أدرجت النّبوّة بين كتفيّه، غير أنّه لا يوحيى إليه، فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ، ولا يجهل مع من يجهل، لأنّ القرآن في جوفه). [أخلاق حملة القرآن: --](م
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: " إنما أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا : أنهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزهن إلى العشر الأخر حتى يتعلموا ما فيهن من العمل". قال: "فتعلمنا العلم والعمل جميعا ..." وذكر الخبر). [فضائل القرآن وتلاوته: 127](م)
أهل القرآن هم العاملين به :
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرأه – أو فلا تقرأه)) -. وقال الحسن: إن أولى الناس بهذا القرآن من اتبعه، وإن لم يكن يقرأه. ). [جمال القراء:1/106] (م)
عن محمد بن أبي لبيبة، قال: حدثني نافع أبو سهيل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اقرأ القرآن ما نهاك. فإن لم ينهك فلست تقرؤه». أو قال: «فلا تقرأه» ). [فضائل القران: ؟؟](م
عن صفية بنت شيبة، عن عائشة، أنها ذكرت نساء الأنصار، وأثنت عليهن خيرا، وقالت لهن معروفا، وقالت: (لما نزلت سورة النور عمدن إلى حجز أو حجوز مناطقهن فشققنها فجعلن منها خمرا) ). [فضائل القرآن
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يغرنكم من قرأ القرآن , إنما هو كلام يتكلم به , ولكن انظروا إلى من يعمل به"). [سنن سعيد بن منصور: 393]
عن الحسن قال:إن هذا القرآن قرأه عبيد وصبيان, لم يأخذوه من أوله, ولا علم لهم بتأويله, إن أحق الناس بهذا القرآن من رئي في عمله, قال الله تبارك وتعالى:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب}وإنما تدبر آياته اتباعه بعمله, يقول أحدهم لصاحبه: تعال أقارئك, والله ما كانت القراء تفعل هذا, والله ما هم بالقراء, ولا الورعة, لا كثر الله في الناس أمثالهم لا كثر الله في الناس أمثالهم). [سنن سعيد بن منصور:422](م
قال محمّد بن الحسين: ينبغي لمن علّمه الله القرآن، وفضّله على غيره ممّن لم يعلم كتابه، وأحبّ أن يكون من أهل القرآن، وأهل الله وخاصّته، وممّن وعده الله من الفضل العظيم؛ لزوم ما تقدّم ذكرنا له.
وقال الله عزّ وجلّ: {الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته}، قيل في التّفسير: (يعملون به حقّ عمله).). [أخلاق حملة القرآن: --] (م
عن مجاهدٍ عن ابن عمر قال: كنّا صدر هذه الأمّة، وكان الرّجل من خيار أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما معه إلا السّورة من القرآن، أو شبه ذلك، وكان القرآن ثقيلاً عليهم ورزقوا العمل به، وإنّ آخر هذه الأمّة يخفّف عليهم القرآن، حتّى يقرآه الصّبي والأعجميّ، فلا يعملون به. ). [أخلاق حملة القرآن: --](م)
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ ( ... ثمّ إنّ الله عزّ وجلّ وعد لمن استمع إلى كلامه فأحسن الأدب عند استماعه بالاعتبار الجميل، ولزوم الواجب لاتّباعه، والعمل به، يبشّره منه بكلّ خيرٍ، ووعده على ذلك أفضل الثّواب.
فقال عزّ وجلّ {فبشّر عباد * الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه أولئك الّذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب}، وقال عزّ وجلّ: {وأنيبوا إلى ربّكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثمّ لا تنصرون} إلى قوله: {واتّبعوا أحسن ما أنزل إليكم مّن رّبّكم مّن قبل أن يأتيكم العذاب بغتةً وأنتم لا تشعرون}.). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)
النجاة بالاعتصام بالقرآن :
عن أبي الزاهرية، أن رجلا أتى أبا الدرداء بابنه، فقال: يا أبا الدرداء إن ابني هذا قد جمع القرآن.
فقال: «اللهم غفرا، إنما جمع القرآن من سمع له وأطاع». ). [فضائل القران: ؟؟](م
عن جبلة بن سحيم، قال: حدثني من سمع سلمان, يقول لزيد بن صوحان: «كيف أنت إذا اقتتل القرآن والسلطان ؟».
قال: أكون مع القرآن.
قال: «أنت إذا أنت , يا ابن أم زيد». ). [فضائل القران: ؟؟](م)
عن عامر بن مطر، قال: رأى حذيفة من الناس كثرة , فقال: «يا عامر بن مطر، كيف أنت إذا أخذ الناس طريقا، وأخذ القرآن طريقا، مع أيهما تكون ؟».
قلت: أكون مع القرآن ؛ أموت معه، وأحيا معه، قال: «فأنت إذا أنت، فأنت إذا أنت». ). [فضائل القران: ؟؟](م)
عن ابن عباس في قول الله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته}, قال: «يتبعونه حق اتباعه».
عن أبي الدرداء، قال: سئلت عائشة عليها السلام عن خلق، رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:«كان خلقه القرآن ؛ يرضى لرضاه، ويسخط لسخطه » ) [فضائل القرآن:](
ذم من لا يعمل بالقرآن :
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "لا يغرنكم من قرأ القرآن , إنما هو كلام يتكلم به , ولكن انظروا إلى من يعمل به"). [سنن سعيد بن منصور: 393]
عرض على مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد ، أن عبد الله بن مسعود قال : " إنك في زمان قليل قراؤه كثير فقهاؤه ، تحفظ فيه حدود القرآن ، ويضيع حروفه ، قليل من يسأل ، كثير من يعطي ، يطيلون فيه الصلاة ، ويقصرون فيه الخطبة ، يبدون فيه أعمالهم قبل أهوائهم ، وسيأتي على الناس زمان كثير قراؤه ، قليل فقهاؤه ، تحفظ فيه حروف القرآن ، وتضيع حدوده كثير من يسأل ، قليل من يعطي ، يطيلون الخطبة ، ويقصرون الصلاة ، ويبدون أهواءهم قبل أعمالهم" ). [فضائل القرآن:](م)
عن الحسن قال : " إن هذا لقرآن قد قرأه عبيد وصبيان لا علم لهم بتأويله ، ولم يأتوا الأمر من قبل أوله قال الله عز وجل : {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} (7) وما يتدبر آياته إلا اتباعه بعلمه ، والله يعلمه ، أما والله ما هو بحفظ حروفه ، وإضاعة حدوده (8) ، حتى أن أحدهم ليقول : قد قرأت القرآن كله فما أسقط منه حرفا ، وقد أسقطه والله كله , ما بدا له القرآن في خلق ولا عمل ، حتى أن أحدهم ليقول : والله إني لأقرأ السورة ، والله ما هؤلاء بالقراء ، ولا العلماء ، ولا الحكماء ، ولا الورعة ، ومتى كانت القراء تقول مثل هذا ؟!, ألا لا أكثر الله في الناس مثل هذا " .
أخبرنا إبراهيم بن عبد الله ، أخبرنا عبد الله بن المبارك قال : أخبرني عمر ، عن يحيى بن المختار ، عن الحسن ، فذكر مثله). [فضائل القرآن:](م)
علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: يا حملة القرآن، أو قال: يا حملة العلم اعملوا به فإنما العلم من عمل بما علم ووافق علمه عمله وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم يخالف عملهم علمهم وتخالف سريرتهم علانيتهم يجلسون حلقا يباهي بعضهم بعضا حتى أن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدعه أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى
عقوبة من أعرض عن هداية القرآن:
:( وقول الله عز وجل :{ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا} الآيتين وقوله تعالى :{ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} الآية). [فضائل القرآن: ](م)
وعن زيد بن أرقم قال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا بماء يدعى : خما فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : ((أما بعد : أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم يوشك أن يأتيني رسول من ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما : كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به)) فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : ((وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي)) وفي لفظ: ((أحدهما كتاب الله هو حبل الله من تبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة)) رواه مسلم ).[فضائل القرآن: ](م)