تفسير مقاصد ابن كثير
*اختلاف العلماء في تفسير معنى الأحرف السبعة والمراد منها :
اختلف العلماء ومنهم القرطبي المالكي على خمسة وثلاثين قول, وذكرابن كثير المختصر منها على خمسة أقوال.
*معنى الأحرف السبعة:
القول الأول: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة , ومنهم قول الطحاوي , نحو:أقبل وتعال وهلم.
عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا".
كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.
القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {يرتع ويلعب} [يوسف: 12].
القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء،منها التغير في الصورة والحركة والمعنى والتقديم والتأخير والزيادة.....نحو: مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.
*نسبة الروايات للرجال هي ليست اختراع أو ابتداع
هذه القراءات السبع التي نسبت لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف.
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.
*رخصة قراءة القرآن في البداية على لغات مختلفة:
كانت الرخصة في البداية لصعوبة قرائتهم بلغة قريش مثل (الصوف المنفوش) بدل (العهن المنفوش), ثم نسخ ذلك بزوال العذر وتيسير الحفظ وكثرة الضبط وتعلم الكتابة.
*القرآن عربي وليس قرشي :
قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا, فاسم العرب يتناول جميع القبائل تناولاً واحداً حجازها ويمنها.
*الرخصة أدت إلى التفرقة:
الرخصة التي يتعاطون بها كانت للتيسير والسهولة , ولكنها أدت إلى تفرق الأمة واختلافهم وتكفير بعضهم بعضا.
* جمع الناس على مصحف واحد:
جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد مضبوط على قراءة الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها.
الحكمة من قراءة القرآن على سبعة أحرف:
1-التيسير والسهولة على الناس لقراءة القرآن والحفظ والضبط وتعلم الكتابة
2-عندما قيل أن القرآن نزل بلغة قريش فالمقصود أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا , أي الحكمة من نزوله على سبعة أحرف هو السعة والتوسعة خصوصا أن الكثير من الناس ليسوا على لغة قريش, لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز.
3-تنوع المعاني وإضفاء جمالية رائعة, وإعطاء صورة واسعة عن معنى الآية, مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها", ونحو"وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين"
4-تنوع الألفاظ: وجود ألفاظ جديدة لبعض القبائل غير مألوفة عندهم قبل نزول القرآن بها , قال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.
نزول القرآن على سبعة أحرف
إقراء سيدنا جبريل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
-عن عبد الله بن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
نزول القرآن على سبعة أحرف:
_ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف))
طلب الاستزادة من الله حتى وصل لسبعة أحرف
قال رسول الله: (أتاني جبريل وميكائيل، عليهما السلام، فقال جبريل: اقرأ القرآن على حرف واحد، فقال ميكائيل: استزده، قال: اقرأ على سبعة أحرف، كلها شاف كاف، ما لم تختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة)).
أي حرف في القرآن يجزئ
-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف، أيها قرأت أجزأك).
قال رسول الله : أن جبريل عليه السلام قال: إن أمتك يقرؤون القرآن على سبعة أحرف، فمن قرأ منهم على حرف فليقرأ كما علم، ولا يرجع عنه.
- في حديث عن الرسول ((أن جبريل ......ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا)).
صفات الأحرف السبعة
--قال تعالى: (رسول من الله يتلو صحفا مطهرة فيها كتب قيمة)).
- قالرسول الله: (( بلغني أن تلك السبعة الأحرف إنما هي في الأمر الذي يكون واحدا لا تختلف في حلال ولا في حرام).
- قال رسول الله) :(......فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف)).
- قال رسول الله) :(......فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف)).
- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)).
شفاعة النبي يوم القيامة:
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)).
- وفي حديث آخر:((........فقلت: يا رب، اللهم اغفر لأمتي، يا رب، اغفر لأمتي، واختبأت الثالثة شفاعة لأمتي يوم القيامة)). إسناده صحيح.
بعثة الرسول إلى الناس جميعا:
-قال رسول الله لجبريل عليه السلام: ((إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف)).
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لقيت جبريل عند أحجار المراء، فقلت: يا جبريل، إني أرسلت إلى أمة أمية؛ الرجل، والمرأة، والغلام، والجارية، والشيخ الفاني، الذي لم يقرأ كتابا قط فقال: إن القرآن أنزل على سبعة أحرف)).
الأحرف السبعة ليست تحريف للقرآن:
عن أبي بن كعب، أنه قال: سمعت رجلا يقرأ في سورة النحل قراءة تخالف قراءتي، ثم سمعت آخر يقرؤها بخلاف ذلك، فانطلقت بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني سمعت هذين يقرآن في سورة النحل فسألتهما: من أقرأكما؟ فقالا: رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: لأذهبن بكما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خالفتما ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحدهما: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)) ثم قال للآخر: ((اقرأ)). فقرأ، فقال: ((أحسنت)). قال أبي: فوجدت في نفسي وسوسة الشيطان حتى احمر وجهي، فعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي، فضرب يده في صدري ثم قال: ((اللهم أخسئ الشيطان عنه.....))
-وفي حديث آخر: (( قال: فضرب بيده على صدري ثم قال: ((اللهم أذهب عن أبي الشك)).
الأحرف السبعة تخفيف وتوسيع على الأمة:
-قال رسو الله :((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف.....))
- فأتاه جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف، قال صلى الله عليه وسلم: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم أتاه الثانية فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرفين. قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، فإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الثالثة قال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف قال: ((أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك)). ثم جاءه الرابعة فقال: إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.
قراءة الرسول إعلام وبلاغ ودواء:
-قال تعالى: {رسول من الله يتلو صحفا مطهرة * فيها كتب قيمة} [البينة: 2، 3]
المراء في القرآن كفر:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف، فلا تماروا، فإن مراء فيه كفر)).