ذكر ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه في المعوذتين
بيان أن المعوذتين من القران:
- مما روي عن رسول الله فيهما: قالَ رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيَّ آيَاتٍ لم يُنْزِلْ عَلَيَّ مِثْلَهُنَّ المُعَوِّذَاتِ))ثُمَّ قَرَأَهُمَا.</SPAN></SPAN>
وقد سَأَلَ عُقْبَةُ بنُ عامرٍ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ عن المُعوِّذَتَيْنِ، فأَمَّهُ بهما في صلاةِ الفَجْرِ</SPAN></SPAN>
- من أقوال الصحابة: عَنْ زِرٍّ قَالَ: قُلْتُ لأُبَيٍّ:يَا أَبَا المُنْذِرِ: السُّورَتَانِ اللَّتَانِ لَيْسَتَا فِي مُصْحَفِ عَبْدِ اللَّهِ؟فَقَالَ:سَالتُ عَنْهُمَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:((قِيلَ لِي: قُلْ، فَقُلْتُ لَكُمْ))،فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَ</SPAN></SPAN>
- من أقوال التابعين فيهما:
o قال عِكْرمةَ اقْرَأْهما فإنهما من القرآنِ.</SPAN></SPAN>
o قال الحسن سُورَتَانِ مُبَارَكَتَانِ طَيِّبَتَانِ</SPAN></SPAN>
وهما من القرآنِ بإجماع الأمة واستفاضتهما كاستفاضة جميع القرآن، ومَن قالَ: لَيْسَتَا من القرآنِ فقد أعْظَمَ القولَ</SPAN></SPAN> وأن من جحد منها شيئا كفر</SPAN></SPAN>.
ذكر ما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه في المعوذتين:
- ورد عنه أنه مَحَا المُعَوِّذَتَيْنِ مِنْ مَصَاحِفِهِ، وقَالَ: لا تَخْلِطُوا فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ</SPAN></SPAN>
- وكان لا يَكْتُبُ المُعَوِّذَتَيْنِ</SPAN></SPAN>
- وكان يَقُولُ: لَيْسَتَا مِنْ كِتَاب اللَّهِ.</SPAN></SPAN>
- وكان يقول لا تَخْلِطُوا بالقُرْآنِ مَا لَيْسَ فِيهِ، فَإِنَّمَا هُمَا مُعَوِّذَتَانِ تَعَوَّذَ بهِمَا النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ</SPAN></SPAN>
أجوبة العلماء عما روي عن ابن مسعود في المعوذتين</SPAN></SPAN>
قال العلماء لو صَحَّ عنه أن السورتين غيرُ مَكْتُوبةٍ في مُصْحَفِه، دلَّ على أنهما لم تكونا عندَه من القرآنِ، لأنه كانَ يَحْفَظُهما، ومَن حَفِظَ شَيْئًا فليسَ بحَتْمٍ عليهِ أنْ يَكْتُبَه ولو أنَّ حَافِظًا للقرآنِ كُلِّه لم يَكْتُبْهُ، واقْتَصَرَ على تلاوتِه آناءَ الليلِ والنهارِ في الصلاةِ وغيرِ الصلاةِ ما ضَرَّهُ.</SPAN></SPAN>
وهناك من قال أن ابنُ مسعودٍ يرى أنَّهما دُعَاءٌ تَعَوَّذَ بهِ النبي صلى الله عليه وسلم ولَيْسَتَا مِن القرآنِ، وهذا قولٌ خالَفَ به الإجماعَ مِن الصحابةِ وأهلِ البيتِ ورأَى أَهْلُ النَّظَرِ إِلَى أنَّ المُعَوِّذَتَيْنِ كانتَا كَالعُوْذَةِ والرُّقْيَةِ لِلْعَيْنِ وَغَيْرِهَا، وكانَ يرَى رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُعَوِّذُ بهِمَا الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ وَغَيْرَهُمَا، كما كانَ يُعَوِّذُ بـ</SPAN></SPAN>(( أَعُوذُ بكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ))وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَظَنَّ أَنَّهُمَا لَيْسَتَا منَ القُرْآنِ، وَأَقَامَ عَلَى ظَنِّهِ وَمُخَالَفَةِ الصَّحَابَةِ جَمِيعًا</SPAN></SPAN>
وهناك من قال لعَلَّه لمْ يَسْمَعْهُما مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيْهِ وسلَّمَ، ولم يَتَواتَرْ عندَه، ثم لعلَّه قدْ رَجَعَ عن قولِه ذلك إلى قولِ الجماعةِ؛ فإنَّ الصحابةَ رضِيَ اللَّهُ عنهُم كَتَبوهما في المَصاحفِ الأَئِمَّةِ، ونَفَّذُوها إلى سائِرِ الآفاقِ كذلك، فلم يصح عنه أنهما ليسا بقرآن، ولا حفظ عنه أنه حكهما وأسقطهما من مصحفه لعلل وتأويلات</SPAN></SPAN> ودليل ذلك تواتر القرآن عنه بقراءة عاصم .
قال القاضي: ولا يجوز أن يضاف إلى عبد الله أو إلى أبي بن كعب أو زيد أو عثمان أو علي أو واحد من ولده أو عترته جحد آية أو حرف من كتاب الله وتغييره أو قراءته على خلاف الوجه المرسوم في مصحف الجماعة بأخبار الآحاد، وأن ذلك لا يحل ولا يسمع بل لا تصلح إضافته إلى أدنى المؤمنين في عصرنا، فضلا عن إضافته إلى رجل من الصحابة.