القارئ:
بسم الله الرحمن الرحيم , قال رحمه الله تعالى: "والمقصود أن الاختلاف الذي لا يعلم صحيحه ولا يفيد حكاية الأقوال فيه هو كالمعرفة لما يروى من الحديث الذي لا دليل على صحته وأمثال ذلك.
وأما القسم الأول الذي يمكن معرفة الصحيح منه فهذا موجود فيما يحتاج إليه ولله الحمد , فهذا موجود فيما يحتاج إليه ولله الحمد , وكثير ما يوجد بالتفسير والحديث والمغازي أمور منقولة عن نبينا صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه , والنقل الصحيح يدفع ذلك بل هذا موجود فيما مستنده النقل وفيما يعرف بأمور أخرى غير النقل , فالمقصود أن المنقولات التي يحتاج إليها في الدين قد نصب الله الأدلة على بيان ما فيها من صحيح وغيره , ومعلوم أن المنقول في التفسير أكثره كالمنقول في المغازي والملاحم , ولهذا قال الإمام أحمد: ثلاثة أمور ليس لها إسناد: التفسير والملاحم والمغازي , ويروى: ليس لها أصل أي إسناد؛ لأن الغالب عليها المراسيل مثل ما يذكره عروة بن الزبير والشعبي والزهري وموسى بن عقبة وابن إسحاق ومن بعدهم كيحيى بن سعيد الأموي والوليد بن مسلم والواقدي ونحوهم من كتاب المغازي.
الشيخ:
(غير مسموع) أحد الفقهاء السبعة ولد سنة 29 وتوفي سنة 93 , وأخذ علم خالته عائشة , وروى عن علي ومحمد بن مسلمة وأبي هريرة , لم يدخل نفسه في شيء من الفتن , وكان عالماً ثبتاً مأموناً.
والثاني بعده: الشعبي , عامر بن شراحيل الشعبي , توفي سنة 103 , الإمام العلم أدرك خمسمائة من الصحابة وولي القضاء لعمر بن عبد العزيز , وهو من شيوخ ابن سيرين والأعمش وشعبة , قال العجلي: مرسل الشعبي صحيح.
والثالث: الزهري , يقول: هو ابن شهاب الزهري محمد بن مسلم , ولد سنة 50 وتوفي سنة 124 , أحد الأئمة الأعلام وعالم الحجاز والشام والمدوِّن الأول لعلم السنة بإشارة عمر بن عبد العزيز, وكان يقول: ما استودعت قلبي شيئاً فنسيته , وهو من شيوخ مالك والليث بن سعد وأضرابهما.
وموسى بن عقبة من أقدم مؤرخي المدينة , أخذ عن عروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص الليثي , قال مالك: عليكم بمغازي ابن عقبة؛ فإنه ثقة , وهي أصح المغازي , توفي في خلافة عبد الملك.
ومحمد بن إسحاق تقدم التعريف به في هامش صفحة 19 , هذا هو: محمد بن إسحاق بن يسار المدني أحد الأعلام لا سيما في المغازي والسير , قال ابن معين: ثقة وليس بحجة , وقال أحمد: حسن الحديث. توفي سنة 151.طيب. مَنْ بعدهم؟
يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص الأموي الحافظ الكوفي , أخذ العلم عن أبيه وهشام بن عروة وابن جريج , وأخذ عنه ابنه سعيد بن يحيى والإمام أحمد وإسحاق وابن معين , توفي سنة 19.
والوليد بن مسلم , وكانت في الأصل الوليد ومسلم , والوليد بن مسلم الأموي مولاه , و(إيش) معنى هذا؟ يعني نُسب إلى الأمويين؛ لأنه مولىً لهم , مولاهم.
أبو العباس الدمشقي عالم الشام أخذ العلم عن محمد بن عجلان القرشي وهشام بن حسان وثور بن يزيد والأوزاعي , وهو من شيوخ الإمام أحمد وإسحاق وابن المديني وأبي خيثمة , توفي سنة 195.
والواقدي , الواقدي هو أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي المدني , أحد الأعلام وقاضي العراق , أخذ عن ابن عجلان القرشي وابن جريج ومالك وخلائق وأخذ عنه ابن سعد وأحمد بن منصور الرمادي وطائفة , كان عالماً بالمغازي والسير والفتوح واختلاف الناس , قال إبراهيم الحربي: هو أمين الناس على أهل الإسلام , لكن أئمة الحديث يرونه دون هذه المنزلة في السنة , توفي سنة 207.نعم.
القارئ:
"فإن أعلم الناس بالمغازي أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق , فأهل المدينة..."
الشيخ:
هذه فائدة مهمة جداً؛ لأن أهل كل بلد وطائفة قد يكونون أعلم من البلد الآخر والطائفة الأخرى في شيء من مسائل الدين , فإذا قيل لك من أعلم الناس بالمغازي؟ فكما قال الشيخ رحمه الله: أهل المدينة ثم أهل الشام ثم أهل العراق , وعلل , الشيخ علل ذلك وقال فأهل المدينة..
القارئ:
"فأهل المدينة أعلم بها؛ لأنها كانت عندهم. وأهل الشام كانوا أهل غزو وجهاد فكان لهم من العلم بالجهاد والسير ما ليس لغيرهم , ولهذا عظَّم الناس كتاب أبي إسحاق الفذاري الذي صنفه في ذلك , وجعلوا الأوزاعي أعلم بهذا الباب من غيره من علماء الأمصار".
الشيخ:
طيب عندي يقول: هذا الرجل هو الإمام الحافظ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسمى بن خارجة بن حصن بن حذيفة الفذاري الكوفي , ثم المصيصي , أخذ العلم عن خالد الحذَّاء وحميد الطويل وأبي طوالة ومالك وموسى بن عقبة والأعمش , وأخذ عن الأوزاعي والثوري مع أنه من شيوخه وغيرهما. قال ابن حاتم: إمام ثقة مأمون.
والأوزاعي يقول: هو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي إمام من أعلام أئمة المسلمين , كان المقتدى بعلمه وفقهه في الديار الشامية آخر دولة بني أمية وصدر دولة بني العباس , أخذ عن عطاء وابن سيرين ومكحول وقتادة ونافع , وأخذ عنه عاقل بن زياد السكسكي الدمشقي وقاضي دمشق يحيى بن حمزة بن واقد الحضرمي وبقية بن الوليد القلاعي الحمصي , وأكثر حملة السنة والفقه والعلم من معاصريه في الديار الشامية والأقطار الإسلامية الأخرى.
قال الإمام الفقيه الحافظ إسحاق بن إبراهيم بن راهويه: إذا اجتمع الأوزاعي والثوري ومالك على الأمر فهو سنة , الله أكبر , ووُلِدَ الأوزاعي سنة 88 وتوفي سنة 157 , ودفن في رأس بيروت في الحي المعروف باسمه إلى هذا اليوم.