6-{وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ} مِن كُفارِ بني آدمَ، أو مِن كُفارِ الفريقينِ؛ مِن بَنِي آدَمَ ومِن الجنِّ, {عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} ما يَصيرونَ إليه، وهو جَهَنَّمُ.
7-{إِذَا أُلْقُوا فِيهَا} أيْ: طُرِحُوا فيها كما يُطْرَحُ الحطَبُ في النارِ، {سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً} أيْ: صَوتاً كصوتِ الْحَميرِ عندَ أوَّلِ نَهِيقِها، {وَهِيَ تَفُورُ} تَغْلِي بهم غَليانَ الْمِرْجَلِ.
8-{تَكَادُتَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ} أيْ: تَكادُ تَتَقَطَّعُ ويَنفصِلُ بعضُها مِن بعضٍ، مِن شِدَّةِ غَضَبِها على الكفارِ، {كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ} الفوْجُ الجماعةُ مِن الناسِ.
{سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا} مِن الملائكةِ، سُؤالَ تَوبيخٍ وتَقريعٍ:
{أَلَمْ يَأْتِكُمْ} في الدنيا.
{نَذِيرٌ} يُنذِرُكم هذا اليومَويُحَذِّرُكم منه؟
9-{قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ} رسولٌ مِن عندِ اللهِ رَبِّنا فأَنْذَرَنا وخَوَّفَنا وأَخْبَرَنا بهذا اليومِ.
{فَكَذَّبْنَا} ذلك النذيرَ.
{وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللهُ مِن شَيْءٍ} على أَلْسِنَتِكُمْ مِن أُمورِ الغَيْبِ وأخبارِ الآخرةِ والشرائعِ التي تَتضمَّنُ بيانَ ما يُريدُ اللهُ منا، {إِن أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ} أيْ: قلنا للرسُلِ: إنكم في ذَهابٍ عن الحقِّ وبُعْدٍ عن الصوابِ.
10-{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} لو كنا نَسمعُ سَمْعَ مَن يَعِي، أو نَعْقِلُ عقْلَ مَن يُمَيِّزُ ويَنظرُ، ما كنا مِن أهلِ النارِ, بل كُنَّا آمَنَّا بما أَنْزَلَ اللهُ واتَّبَعْنَا الرسولَ.
11-{فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ} الذي استَحَقُّوا به عذابَ النارِ، وهو الكفْرُ وتكذيبُ الأنبياءِ.
{فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ} أي: فبُعْدًا لهم مِن اللهِ ومِن رَحمتِه، أَلْزَمَهم اللهُ تعالى العذابَ بعدَ أنِ اعْتَرَفوا بالذنبِ؛ لأنَّ بذلك تَقومُ عليهم الْحُجَّةُ ولا يَبقَى لهم عُذْرٌ.
12- {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ} أي: يَخشونَ عذابَه ولم يَرَوْهُ، فيُؤمنونَ به خَوفاً مِن عَذابِه.
{لَهُم مَّغْفِرَةٌ} عَظيمةٌ يَغفِرُ اللهُ بها ذُنوبَهم.
{وَأَجْرٌ كَبِيرٌ} وهو الجنَّةُ.