سؤال أبي البراء محمد أمريكي: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وفقكم الله.
عندي سؤال في باب كيفية الطلب التلقي في قسم كيفيّة الطلب و مراتبه: من قيل هذا : من كان دليله كتابه كان خطؤه أكثر من صوابِهِ . لقدسمعتُ الناس يقول هذا قولاً من الإمامِ الشفاعي فهذا صحيح ام لا؟
جواب الشيخ عبد العزيز الداخل:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أعلم ثبوت هذا اللفظ عن الشافعي رحمه الله ، لكن له في معناه كلام آخرة ، وهي مقولة مشهورة مأثورة ، ومعناها صحيح ، فمن كان يقتصر في طلبه للعلم على قراءة الكتب من تلقاء نفسه بلا منهج بيّن في القراءة يقرّه عليه عالم معروف أو طالب علم متمكن ، ولا يعرض تحصيله وقراءته على من يقوّمه ويسدده بتنبيهه على ما أخطأ فيه وإرشاده لما يحتاج إلى دراسته فهذا لا شك أن طريقته في القراءة تفضي به إلى أخطاء كثيرة.
لكن لا ينبغي أن يفهم من هذه المقولة أن لا يقرأ الطالب كتاباً إلا على شيخ ؛ فهذا من التزمه فرّط في علم كثير ووقت كبير ولم يحصّل كبير علم بطريقته هذه .
بل ينبغي لطالب العلم أن يكون حريصاً على قراءة كتب العلم وأن يستشير في أوّل أمره في انتقاء ما يقرأ مما يناسب مستواه العلمي وإذا أشكل عليه شيء سأل عنه وإذا استغلقت عليه مسألة طلب من يشرحها له فبذلك يحصّل تحصيلاً جيّداً.
وأمّا من زعم أنه لا يحتاج إلى العلماء والشيوخ وأنه يقدر على تحصيل العلم بالقراءة في الكتب دون الرجوع إلى أهل العلم فهذا بمثابة من يدّعي أنه يستطيع أن يكون طبيباً بمجرّد القراءة في كتب الطب ويكون مهندساً بالقراءة في كتب الهندسة دون أن يكون له منهج موصل ودربة عملية وإشراف علمي من عالم بالصنعة ؛ وهذه الدعوى لا تصدر إلا من جاهل مكابر.