وَأَمَّا أَهْلُ الْهُدَى وَالْفَلاَحِ فَيُؤْمِنُونَ بِهَذَا وَهَذَا، فَيُؤْمِنُونَ بِأَنَّ اللَّهَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَرَبُّه وَمَلِيكُه، مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا، وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَاهُ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ.
وَيَتَضَمَّنُ هَذَا الْأَصْلُ مِنْ إِثْبَاتِ عِلْمِ اللَّهِ، وَقُدْرَتِهِ، وَمَشِيئَتِهِ، وَوَحْدَانِيَّتِه، وَرُبُوبِيَّتِه، وَأَنَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَرَبُّه وَمَلِيكُه مَا هُوَ مِنْ أُصُولِ الْإِيمَانِ.
وَمَعَ هَذَا لاَ يُنْكِرُونَ مَا خَلَقَهُ اللَّهُ مِنَ الأَسْبَابِ، الَّتِي يَخْلُقُ بِهَا الْمُسَبَّبَاتِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى: ( حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ) وَقَالَ تَعَالَى: ( يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ) فَأَخْبَرَ أَنَّهُ يَفْعَلُ بِالْأَسْبَابِ.