والاستطاعةُ التي يَجِبُ بها الفِعْلُ، مِن نحوِ التوفيقِ الذي لا يَجُوزُ أنْ يُوصَفَ المخلوقُ بهِ – فَهِيَ مع الفعلِ، وأمَّا الاستطاعةُ من جِهَةِ الصحَّةِ والوُسْعِ، والتَّمَكُّنِ وسَلاَمَةِ الآلاتِ – فَهِيَ قبلَ الفعلِ، وبها يَتَعَلَّقُ الخِطَابُ، وهو كَمَا قالَ تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا}.
وأفعالُ العبادِ خَلْقُ اللهِ، وَكَسْبٌ من العبادِ.
ولم يُكَلِّفْهُم اللهُ تعالى إِلاَّ مَا يُطِيقُونَ.
ولا يُطِيقُونَ إِلاَّ مَا كَلَّفَهُم.
وهو تَفْسِيرُ: ( لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ باللَّهِ). نَقُولُ: لاَ حِيلَةَ لِأَحَدٍ، وَلاَ حَرَكَةَ لِأَحَدٍ وَلاَ تَحَوُّلَ لِأَحَدٍ عِنْ مَعْصِيَةِ اللهِ إِلاَّ بِمَعُونَةِ اللهِ، ولا قُوَّةَ لأحدٍ على إقامةِ طَاعَةِ اللهِ والثباتِ عليها إِلاَّ بِتَوْفِيقِ اللهِ.