1: معنى الحنيفية، وأنها ملة إبراهيم عليه السلام التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعها، وهي ملة التوحيد:
** قوله : (اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ)
- الدعاء للمتلقي فيه تلطف له .
- الإرشاد هو الدلالة على طريق الرشد، قال الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}
فالغي هو: الضلال والخطأ ومخالفة الصواب والانهماك في الباطل، والرشد نقيضه وهو: إصابة الحق والصواب والهدى.
- الطاعة هي امتثال الأمر واجتناب النهي.
** قوله: (الحَنِيفِيَّةَ - مِلَّةَ إِبْراهِيمَ -: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ).
- إبراهيم عليه السلام بين لقومه التوحيد فقال: {إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}
- حنيفاً: أي مستقيماً موحداً ، ويقال: رجل يتحنف أي يتحرى أقوم الطريق.
== الرجل الذي تقبل إحدى قدميه على الأخرى يقال له "أحنف" نظرا له إلى السلامة، كما يقال للديغ "السليم"، تفاؤلا له بالسلامة من الهلاك.
- الحنيفية هي الملة القويمة المستقيمة التي لا ميل فيها ولا انحراف، وهي ملة التوحيد.
- وهي الفطرة التي فطر الناس عليها {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}.
- وأمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم باتباعها وقال: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
- كما أثنى الله تعالى على إبراهيم ومن اتبع ملته وكان حنيفاً ، قال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}.
** قوله: (وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ).
كما قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}
** قوله : (أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ)
- الإخلاص في اللغة التصفية والتنقية ،
ومعناه تخليص الأعمال من الشرك بالله جل وعلا، وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة لا شريك له ، فيؤدي العبادة تقرباً إليه جل وعلا .
- الله تعالى يحب عباده المخلصين ويعدهم بدخول الجنة والنجاة من النار ويتولاهم ويحفظهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويعدهم الوعد الحسن بفضله العظيم في الدنيا والآخرة.
- المسلمون يتفاضلون في الإخلاص وكلما كان العبد أكثر إخلاصاً في العبادة بقوة الاحتساب وإحسان العبادة كان أحب إلى الله وأقرب إليه زلفى.
- من صرف عبادة من العبادات لغير الله تعالى هو مشرك غير مخلص في العبادة ويستحق العذاب الشديد .
** قوله: (وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ).
- حصر الله الغاية من خلق الجن والإنس في عبادته جل وعلا وحده لا شريك له.
- من عبد الله وحده لا شريك له فقد أدَّى ما خُلِق لأجله، ومن لم يفعل ذلك يستحق العذاب .
- الإنس هم بنوا آدم عليه السلام، سموا إنساً لأنهم يأنس بعضهم ببعض.
- الجن سمواً جناً لاجتنانهم أي استتارهم عن أنظار الناس ، قال تعالى: {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}
- العبادة إذا لم تكن خالصة لله تعالى فهي باطلة، ويجعلها الله يوم القيامة هباء منثوراً كما قال الله تعالى عن المشركين: {وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} .
شروط قبول العبادة : ( العبادة المقبولة هي التي تنفع صاحبها )
- أن يخلص بها العبد لربه جل وعلا.
- أن يكون صاحبها من الموحدين الذي شهدوا الشهادتين العظيمتين.
- تكون صواباً على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.