دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 26 جمادى الأولى 1432هـ/29-04-2011م, 12:21 AM
نهال بنت القاضي نهال بنت القاضي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 878
افتراضي

الملف الأول


قال رحمه الله: (اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ: أَنَّهُ يَجبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ تَعَلُّمُ ثَلاَثِ هذِهِ المَسَائِلِ والعَمَلُ بهِنَّ:
الأُولَى: أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَرَزَقنَا وَلَمْ يَتْرُكْنا هَمَلاً؛ بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ.

والدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إنَّا أَرْسَلْنَا إلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيكُم كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَونُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبيلاً} [المزمل:14-15].
الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ، لاَ نَبيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً} [الجن:18].
الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لاَ يَجُوزُ لَهُ مُوَالاَةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: {لاَ تَجدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءَهُمْ أَو أَبْنَآءَهُمْ أَو إِخْوَانَهُمْ أَو عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ في قُلُوبهِمُ الإيمَانَ وأَيَّدَهُمْ برُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ ألا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ} [المجادلة:22] ).

أهمية هذه المسائل الثلاث: أنها مهمة في تأصيل فهم التوحيد، وهي مبنية على الشهادتين ولوازمهما.

فالمسألة الأولى : بعضها في تقرير توحيد الربوبية وبعضها في تقرير شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سبب تقديم الشيخ رحمه الله هذه المسألة على المسألة الثانية: لأن من أقر بهذه الأمور الثلاثة لزمه الإقرار بوجوب التوحيد فبدأ بالأمور البينة السهلة المتفق عليها حتى مع من يخالف في بعض مسائل توحيد العبادة، والبدء بالأمور المتفق عليها طريقة حسنة في الإقناع والإلزام بالحجة.

فتضمنت هذه المسألةُ ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن الله خلقنا ورزقنا، وهذا من أنواع توحيد الربوبية. ( و هذا لايخالف فيه إلا ملحد)
الأمر الثاني: أن الله لم يتركنا هملاً ، وهذا لبيان حكمة الله تعالى وتقرير مبدأ الرسالة والبعث والجزاء. (وهذا لا يمكن لأحد رده وإنكاره)

فبنى على هذين الأمرين الأمر الثالث :
الأمر الثالث: أن الله تعالى أرسل إلينا رسولاً من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، وهذا هو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم. (وهو أمر لا ينكره مسلم)

سبب ذكر الشيخ رحمه الله الدليل على كلامه من كتاب الله عز و جل {إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلا}: ليبين للقارئ أن تلقي العقيدة يجب أن يكون مبنياً على الدليل وأنه لم يأت للمخاطب بكلام من تلقاء نفسه بل بينه له ما يدل عليه الدليل الصحيح، وهذا من سمات العالم الرباني.

ما الفرق بين العالم الرباني وعالم السوء؟ أن العالم الرباني يقول بما يدل عليه الدليل الصحيح ويقصد النصح للناس فيبين الحق لهم كما دل عليه الدليل ويعلمهم ما يحتاجون إليه من العلم. وعالم السوء يفتي بهواه، ويَلبس الحق بالباطل، ويدلِّس على الناس، ويسكت عن بيان الحق عند وجوب بيانه، فهو خطر وفتنة يجب الحذر منها.

معنى شهادة أن لا إله إلا الله في قول الشيخ رحمه الله: (الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ، لاَ نَبيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً} [الجن:18].)
فشهادة أن لا إله إلا الله تقتضي أن لا يعبد مع الله أحدٌ من خلقه مهما كان لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، فالعبادة حق الله وحده، هو المستحق وحده للعبادة.

وقوله : (إن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته ): هذا أمر لا يستطيع أن ينكره أحد، فلا ينازعون في هذا الأمر ، فعبر بالتعبير الأقرب إلى القبول، وهم إذا أقروا بهذا لزمهم وجوب التوحيد وتحريم الشرك والإقرارُ بأنه منافٍ للإسلام مناقض لمقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.

لماذا اختار رحمه الله تقرير هذه المسائل بهذه الطريقة؟ لأن الشيخ رحمه الله كان يخشى على العامة من فتنتهم فكان يجتهد في توضيح مسائل التوحيد بأسلوب ميسر قريب من الفهم وينتقي العبارات بعناية بالغة، فكتبها بعد تأمل وعن خبرة ودراية وحسن معرفة بالاستدلال لوجوب التوحيد وبيان واجباته.

ما هى الفائدة الذي يستفيدها طالب العلم من الشيخ و أسلوبه في توضيح المسائل؟: أن يأخذ كل علم عن أهله الذي برعوا فيه وتبين حذقهم فيه وحسن معرفتهم وخبرتهم في تعليمه وبيان مسائله .

لماذا رتب الشيخ رحمه الله المسألتين الأولى و الثانية بهذا الترتيب للاحتجاج بهما في التوحيد؟ لأنهما مما تقتضيه الشهادتان شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.


من واجبات تحقيق الشهادتين قوله: (الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لاَ يَجُوزُ لَهُ مُوَالاَةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ): وهي البراءة من الشرك وأهله؛ فإن من صدقت محبته لله ولرسوله لزمه أن يحب من يحبه الله ورسوله، ويبغض من يبغضه الله ورسوله.

كيف رتب الشيخ المسائل الثلاثة؟ المسألة الأولى و الثانية هما مما تقتضيه الشهادتان شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أقر بالشهادتين إقراراً صحيحاً وعرف معناهما معرفة صحيحة لزمه أن يقرَّ بالمسألة الثالثة.


 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
هنا, نتذاكر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir