سورة الرحمن
قال جلال الدّين عبد الرّحمن بن أبي بكرٍ السّيوطيّ (ت: 911 هـ): (سورة الرحمن:
أقول: لما قال سبحانه وتعالى في آخر القمر: {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ} "القمر: 46"، ثم وصف حال المجرمين في سقر، وحال المتقين في جنات ونهر، فصّل هذا الإجمال في هذه السورة أتم تفصيل، على الترتيب الوارد في الإجمال.
فبدأ بوصف مرارة الساعة، والإشارة إلى إذهابها، ثم وصف النار وأهلها، والجنة وأهلها؛ ولذا قال [ {يعرف المجرمون بسيماهم} 41، فلم يقل: "الكافرون" أو نحوه؛ لاتصاله بقوله هناك: {إنّ المجرمين} "القمر: 47"، ثم وصف الجنة وأهلها، وكذا قال] فيهم: {ولمن خاف مقام ربّه جنّتان} "46"، وذلك هو عين التقوى، ولم يقل: [و] لمن آمن وأطاع، أو نحوه؛ لتتوافق الألفاظ في التفصيل والمفصل.
وعرف بذلك أن هذه السورة بأسرها شرح لآخر السورة التي قبلها، فلله الحمد على ما ألهم وفهّم). [تناسق الدرر: ؟؟]