دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دورات برنامج إعداد المفسّر > أصول تدبّر القرآن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 29 شعبان 1441هـ/22-04-2020م, 04:07 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,458
افتراضي

أمثلة على مسائل التعريف والتنكير في التفسير البياني:
المسألة الأولى: تنكير لفظ القرآن في قول الله تعالى: {تلك آيات الكتاب وقرآن مبين}
في تنكير القرآن هنا ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه من باب إطلاق الكلّ على الجزء، كما لو رأيت إنساناً يقرأ سورة من القرآن جاز لك أن تقول هو يقرأ القرآن، وإن لم يقرأ القرآن كلّه، فكان التنكير باعتبار تعدد الأجزاء.
والثاني: باعتباره من جنس الكتب المنزّلة.
والثالث: باعتبار لمح الأصل قبل العَلَمية، وذلك أنّ القرآن اسم منقول من المصدر الدالّ على القراءة.
ففي تنكيره على هذا الوجه إحضار لمادّة المصدر، لإفادة قوة المعنى، وأنه ليس كحال كثير من أسماء الأعلام التي تخلو من حقيقة معناها.
والتنكير على هذه الاعتبارات كلها يفيد التعظيم.


المسألة الثانية: تعريف الحسنة وتنكير السيئة في قول الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ}
في هذه الآية بيان لسوء حال بني إسرائيل فيما يُبتلون به من فتن السراء والضراء؛ فإذا توالت عليهم النعم وأَلِفوها زعموا أنهم مستحقوها ومختصون بها، ولذلك جيء بأداة الشرط "إذا" التي تدلّ على الكثرة، وعرّفت الحسنة تعريف العهد وهي الحال الحسنة ألفوها وعهدوها.
{وإن تصبهم سيئة} جيء بأداة الشرط "إنْ" لما يقلّ حدوثه، ونكّرت السيئة للدلالة على أنهم مهما تصبهم من سيئة وإن قلّ قدرها، وقلّ حدوثها بادروا إلى التطيّر بموسى ومن معه، واتّهامهم بأن ما أصابهم من سوء كان بسببهم تطيّراً وتشاؤماً منهم في غير محلّه، وسوء أدب مع الله تعالى ومع رسوله الكريم.


المسألة الثالثة: معنى التنكير في قول الله تعالى: {قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ}
قال الله تعالى: {وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ (65) قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (66) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي سَفَاهَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (67)}
قول قوم عاد: {إنا لنراك في سفاهة} تنكير سفاهة يفيد التشنيع؛ وحرف "في" يفيد الظرفية؛ فأفاد هذا التعبير إخبارهم بأنهم يرونه منغمساً في السفاهة انغماساً شديداً حتى كأنّها ظرف له محيط به من جميع جهاته؛ فيرون كلّ ما يكون منه سفاهة لا رشد فيه بزعمهم.
ولذلك لم يكن جوابه إياهم بالمقابلة السلبية كما لو قال قائل: [لست في سفاهة ] لأن نفي الانغماس في السفاهة لا يقتضي نفي الاتصاف بشيء منها.
بل كان جوابه أسمى وأعزّ وأظهر في بيان رشده؛ فجمع مع تكذيبهم في قولهم بألطف خطاب نفيَ كلّ سفاهة عنه دقَّت أو جلّت، وصدّر الخطاب بمناداتهم بما حجة عليهم لا ينكرونها {يا قومِ} فهم قومه الذين نشأ بين ظهرانيهم وعرفوه حقّ المعرفة {ليس بي سفاهة} فأوقع النكرة في سياق النفي للدلالة على انتفاء كلّ سفاهة عنه؛ فكلّ ما يكون منه من قول وفعل فهو رشدٌ ليس فيه أدنى سفاهة.
فالتنكير في قول قوم هود يراد به التهويل والتشنيع، والتنكير في قول هود عليه السلام يفيد الاستغراق في العموم؛ لينفي عنه كلّ ما يمكن أن يسمّى باسم السَّفه.
ونظير ذلك قول الله تعالى في قصة نوح عليه السلام مع قومه: {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (60) قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ}.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الخامس, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:53 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir