السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال فيما ذكره ابن القيم في رسالته في قول الله تعالى: {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}
قال الله تعالى: {تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ}.
أحد الأقوال في هذه الآية، كما جاء في رسالة ابن القيم: لما جاءتهم رسلهم بالآيات التي اقترحوها وطلبوها ما كانوا ليؤمنوا بعد رؤيتها ومعاينتها بما كذبوا به من قبل رؤيتها ومعاينتها؛ فمنعهم تكذيبهم السابق بالحق لما عرفوه من الإيمان به بعد ذلك،
وهذه عقوبة من رد الحق أو أعرض عنه؛ فلم يقبله؛ فإنه يصرف عنه، ويحال بينه وبينه، ويقلب قلبه عنه؛ فهذا إضلال العقوبة، وهو من عدل الرب في عبده، وأما الإضلال السابق الذي ضل به عن قبوله أولا والاهتداء به؛ فهو إضلال ناشئ عن علم الله السابق في عبده أنه لا يصلح للهدى ولا يليق به، وأن محله غير قابل له؛ فالله أعلم حيث يضع هداه وتوفيقه،
السؤال: كأن ابن القيم فرق بين نوعي الإضلال فجعل إضلالا ناشئ عن علم الله السابق فيما يكون من عبده، وآخر جاء كعقوبة نتيجة رد الحق.
لكن في الأصل أن كلا القسمين ناشئ عن علم الله السابق، فكيف نفهم كلام ابن القيم في ضوء ما ذكره؟
بارك الله فيكم