ثُمَّ مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ اتِّبَاعُ آثَارِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَاطِنًا وَظَاهِرًا ، وَاتِّبَاعُ سَبِيلِ السَّابِقِيَن الأَوَّلِينَ مِن الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ ، وَاتِّبَاعُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَيْثُ قَالَ : ((عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلفاءِ الرَّاشدينَ مِنْ بَعْدِي ، تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْها بِالنَّواجِذِ، وإِيّاكُمْ ومُحْدَثاتِ الأُمورِ ، فَإنّ كُلَّ محدث بِدْعَةٌ وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالةٌ)) ، وَيَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْدَقَ الكَلاَمِ كَلامُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَيُؤْثِرُونَ كَلاَمَ اللهِ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ كَلاَمِ أَصْنَافِ النَّاسِ ، وَيُقَدِّمُونَ هَدْيَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ ، وَبِهَذَا سُمُّوا أَهْلَ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ ؛ لأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الاجْتِمَاعُ ، وَضِدُّهَا الفُرْقةُ ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ المُجْتَمِعينَ.