المجموعة الثانية:
س1: ما المراد بالهدى ودين الحق؟
(الهدى): هو العلم النافع, وهذا يشمل جميع العلوم التي جاءت بها النصوص من الأحكام والأخبار.
(دين الحق): هو ثمرة الهدى فهو العمل الصالح الذي كان خالصا صوابا, فالبنسبة للأخبار هو التصديق بها, أما الأحكام فيكون بالامتثال للأمر والنهي لوجه الله على مراد الله.
وهذا في قوله تعالى:{هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله}.
س2: ما هي شروط لا إله إلا الله؟ وما الذي ينافيها؟
العلم المنافي للجهل, قال تعالى:{فاعلم أنه لا إله إلا الله}.
اليقين المنافي للشك, قال تعالى:{إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا}.
القبول المنافي للرد, قال تعالى:{إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون}.
الانقياد المنافي للترك, قال تعالى:{ومن يسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى}.
الصدق المنافي للتكذيب, قال تعالى:{وليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين}.
الإخلاص المنافي للشرك, قال تعالى:{قل الله أعبد مخلصا له ديني}.
المحبة المنافية للبغض, قال تعالى:{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله}.
س3: كيف نثبت صفات الله عز وجل؟
- نثبت صفات الله -سبحانه- حقيقة بإثبات المعنى الذي دلت عليه وتفويض الكيفية كما قال الإمام مالك:(الاستواء معلوم والكيف عير معقول) لعدم ورود الدليل فيه, لا كما فعلت المعطلة من حيث عطلت الخالق عن صفاته بدعوى المجاز.
- ونثبت لله كل ما أثبته لنفسه من صفات في كتابه أو على لسان نبيه, لا نجاوز القرآن والسنة لأن مصدر التلقي في باب الأسماء والصفات توقيفي, متوقف على السماع.
- ونثبت ذلك من غيرتحريف للمعنى أو للفظ, ومن غير تعطيل له, ومن غير تمثيل لصفات الله تعالى بصفات المخلوقين, ومن غير تكييف بجعل لها كيفية خاصة بها.
وإثبات الصفة يتضمن:
- إثبات الصفة ذاتها.
- إثبات ما دلت عليه من معنى.
- إثبات أثر الصفة من حيث تعلقها بالمخلوقين.
س4: ما هو مذهب أهل السنة والجماعة في أسماء الله عز وجل وصفاته؟
- أهل السنة والجماعة يثبتون أسماء الله وصفاته كما أثبتها هو -سبحانه- لنفسه في كتابه أو على لسان نبيه-عليه الصلاة والسلام:
من غير تحريف: فلا يحرفون كلام الله عن مواضعه, لا معناه ولا لفظه.
ولا تعطيل: فلا يسلبون الصفات أو ينفوها عن الله.
ولا تكييف: ولا يكيفون الصفة أو يضعون هيئة لها.
ولا تمثيل: ولا يشبهون صفات الرب بصفات المخلوق.
- يثبتون ما تضمنته من معاني ويفوضون الكيفية.
- الجمع بين الإثبات والنفي, فالنفي في مثل قوله تعالى:{ليس كمثله شيء} والإثبات في قوله:{وهو السميع البصير}.
- يسيرون على منهج الكتاب والسنة في كون الإثبات الأصل فيه أن يكون مفصلا والنفي فيه الأصل أن يكون مجملا, مثال الإثبات المفصل قوله تعالى:{هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم...}الآيات, ومثل النفي المجمل قوله تعالى:ل{ههل تعلم له سميا}.
س5: وضح النفي والإثبات في آية الكرسي.
{اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ} إثبات استحقاق الله للألوهية وإفراده بالعبادة ونفي استحقاق غيره لها.
{الحَىُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ} إثبات كمال حياته التي لم يسبقها عدم ولا يلحقها زوال, وإثبات كمال قيوميته فهو قائم بنفسه وقائم على غيره سبحانه, ونفي أي نقص لهاتين الصفتين ولو كان مجرد نعاس العين أو استغراقها في النوم, فنفي ما هو فوقه من باب أولى.
{لهُ مَا فِى السَّمَوَاتِ وَمَا فِى الأَرْضِ، مَن ذَا الَّذِى يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ} إثبات كمال ملكه وكمال سلطانه, ومن كمال ملكه وكمال سلطانه وجبروته لا يتسطيع كائن من كان أن يتقدم بالشفاعة عنده دون إذن منه, بعكس ملوك الأرض الذي قد يشفع عندهم وزير أو صديق دون إذن مسبق لما بينهما من صلة أو مصالح.
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْديِهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ، وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَىْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ}إثبات علم الله الأزلي, فهو-سبحانه- علم ما كان وما سيكون وما لم يكن لوكان كيف يكون, ولا علم لأحد من خلقه إلا بما علمه له لكمال عزته وحكمته, وفيه إثبات المشيئة, وعجزهم عن الإحاطة به لكمال عظمته .
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا} فيها إثبات عظمته وكمال قدرته وكونه الخالق, فعظمة المخلوقات علامة على عظمة خالقها, وقوله:{ وَلاَ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا} نفي التعب والمشقة فيه إثبات كمال قوته سبحانه, وكمال رحمته وحفظه لمخلوقاته.
{وَهُوَ الْعَلِىُّ الْعَظِيمُ}: فيه إثبات علو الله بأنواعه: علو الذات وعلو القدر وعلو القهر, وإثبات كمال عظمته.