مجلس المذاكرة الأول
تطبيقات على مهارة استخلاص مسائل التفسير من تفسير واحد
التطبيق الأول
تفسير قوله تعالى) حـمۤ (1) وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُبِينِ (2) إِنَّآ أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) ( الدخان ).
قال عبد الرحمن بن ناصر السعدي (ت:1376ه): (هذا قسم بالقرآن على القرآن، فأقسم بالكتاب المبين لكل ما يحتاج إلى بيانه أنه أنزله [ أسلوب قسم : واو القسم ، والمقسم به (الكتاب = القرآن الكريم ) ] (فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ( المقصود بالليلة : ليلة القدر أي: كثيرة الخير والبركة وهي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر [فضل ليلة القدر ومكانتها ] فأنزل أفضل الكلام بأفضل الليالي والأيام على أفضل الأنام، بلغة العرب الكرام لينذر به قوما عمتهم الجهالة وغلبت عليهم الشقاوة فيستضيئوا بنوره ويقتبسوا من هداه ويسيروا وراءه فيحصل لهم الخير الدنيوي والخير الأخروي ولهذا قال: ( إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ( [فضل الليلة ، وفضل القرآن الكريم ، وفضل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ، فضل اللغة العربية ، تحصيل الفائدة ] .
) فِيهَا( أي: في تلك الليلة الفاضلة التي نزل فيها القرآن [ عود الضمير في كلمة : " فيها " ] { يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } أي: يفصل ويميز ويكتب كل أمر ى : [ معنى : " يفرق " . ] قدري وشرعي حكم الله به [ معنى : " حكيم " . ]، وهذه الكتابة والفرقان، الذي يكون في ليلة القدر أحد الكتابات التي تكتب وتميز فتطابق الكتاب الأول الذي كتب الله به مقادير الخلائق وآجالهم وأرزاقهم وأعمالهم وأحوالهم، ثم إن الله تعالى قد وكل ملائكة تكتب ما سيجري على العبد وهو في بطن أمه، ثم وكلهم بعد وجوده إلى الدنيا وكل به كراما كاتبين يكتبون ويحفظون عليه أعماله، ثم إنه تعالى يقدر في ليلة القدر ما يكون في السنة [ ما يقدره الله في هذه الليلة ]، وكل هذا من تمام علمه وكمال حكمته وإتقان حفظه واعتنائه تعالى بخلقه). تيسير الكريم الرحمن ) .
• لم يتعرض المفسر لقوله : " حم " .